عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2010, 10:41 PM   #1 (permalink)
محمد العيدان
المشرف العام على الشبكة
 
الصورة الرمزية محمد العيدان
 
 العــضوية: 3420
تاريخ التسجيل: 28/05/2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,563
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55

افتراضي غاب الكاتب فغاب المسرح السياسي ..


مشهد من مسرحية «سيف العرب»
سعد الفرج
عبدالأمير التركي
محمد الرشود



http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...&zoneid=15&m=0



في عام 1983 قدمت فرقة المسرح الشعبي المسرحية السياسية «صبوحة» من تأليف صالح البدري وبطولة مجموعة من الفنانين منهم: ابراهيم الصلال، احمد الصالح، داود حسين، وآخرون، وهي أول مسرحية عربية خليجية كويتية تقدم عروضها على مسرح شكسبير العالمي في لندن، بعد سنوات من عرضها في الكويت، وحينها اضطر الفنان احمد العدساني لتحمل نفقات أكثر من 40 عضوا من فريق عملها للسفر الى لندن لتقديم هذا العرض المسرحي الكويتي الذي توافرت فيه كل مقومات العمل الناجح، لكن هذا الانجاز الكبير سبقته نجاحات عديدة في المسرح تجعلنا نتوقف طويلا للبحث عن الاسباب الحقيقية لغياب المسرح السياسي في الكويت في الفترة الاخيرة رغم توافر الكثير من المقومات التي تجعله ينتعش من جديد وأهمها سقف الحرية الذي تتمتع به الكويت مسرحيا، وكذلك الحال السياسية في الوقت الراهن والاحتقان العام اللذين يعطيان فرصة لولادة عشرات النصوص المسرحية التي من الممكن أن تصاغ بطريقة وأسلوب المسرح السياسي المحترف كما هو الحال في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، عندما قدمت محليا عشرات المسرحيات منها على سبيل الذكر لا الحصر «بني صامت» 1975، دقت الساعة، هذا سيفوه، حامي الديار، «حاميها حراميها» 1985، «حط الطير طار الطير» 1971، «عائلة بوصعرور» 1973، «ممثل الشعب» 1985، مضارب بني نفط، وغيرها من المسرحيات التي كانت مرآة عاكسة للاوضاع السياسية التي تعيشها الديرة في تلك الحقبة الزمنية وكانت تحظى بمتابعة وإرشاد من قبل الجهات الحكومية والمعنية وأيضا الجمهور، لأنها قدمت انتقادات لاذعة وإسقاطات مباشرة على الواقع المعاش بأسلوب محترف بعيدا عن المساس بالاشخاص والتاريخ، وإذا ما واجهت احداها بعض الضغوطات، فقد كانت العقلانية هي المنفذ للخروج من أي أزمة.
تجارب ناجحة
وبعد التحرير مباشرة قدمت مجموعة من التجارب الناجحة كانت نتاجا لتجربة الغزو المريرة فقدم الفنان عبدالحسين عبدالرضا رائعته «سيف العرب»، وأيضا الفنان احمد جوهر قدم مسرحتي «مخروش طاح بكروش، وطاح مخروش»، وهذه المسرحيات تحدثت عن حالة سياسية واحدة تمثلت في محنة الاحتلال وفرحة التحرير، وبالتالي اختزلت حالات معينة بتناولها لتجارب خاصة، ولا ننكر انه أعقبتها بعض الاعمال المسرحية لكنها تظل تنحصر في ظل مسرحيات العيد ومنها مسرحية «حب في الفلوجة» التي قدمت في الالفية الثانية.
إذن نحن أمام مجموعة من المعطيات التي تؤكد وجود مجموعة من المقومات التي تجعل المسرح السياسي منتعشا من جديد وهي الارض الخصبة سياسيا، والعناصر الجيدة المتمثلة بالفنانين، ودور المسارح المقبولة نوعا ما، لكن تظل المعضلة الحقيقية في غياب الكاتب المسرحي الناضج فكريا وعقليا وثقافيا، فعندما نذكر أبرز المسرحيات التي قدمت في السبعينيات والثمانينيات يقفز أمامنا مباشرة اسم الكتاب عبدالامير التركي وأيضا سعد الفرج ومحمد الرشود وغيرهم، وهؤلاء انسحبوا من الكتابة في المسرح السياسي طواعية وليس قسرا، ربما تفرغ الاخيران للاعمال التلفزيونية والمسرحية الشاملة في حين ان التركي قدم مسلسل «الاعتراف» الذي مُنع من العرض ليعلن بعدها توقف قلمه المسرحي والتفرغ للكتابة في الصحف. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تنجب الساحة الفنية الكويتية كتّابا جددا يكملون المسيرة؟ لماذا يوجد جيل قديم فقط؟ لماذا لا تقوم الفرق الاهلية وهي المعنية بالأمر بعمل ورش تدريبية لصقل مواهب تجيد الحرفة في الكتابة المسرحية وتغرس فيها أساسيات كتابة النص السياسي حتى يعود هذا المسرح من جديد بأسلوب مقنن ومحترف بعيد كل البعد عن النعرات الطائفية والحزبية؟ ولا ننكر أنه في السنوات الاخيرة توسمت الدراما التلفزيونية بولادة مجموعة من الكتّاب الجدد مثل عبدالعزيز الحشاش، الذي يملك حسا عاليا في الغموض والجريمة وهو مشروع كاتب جيد لو تمرس قليلا في كتابة المسرح، أيضا الكاتب أيمن الحبيل الذي قدم مجموعة من المسرحيات مع الفنان الطارق العلي لم تخل من المحاور السياسية الكثيرة.
وجهة نظر وقد يفسر البعض ان غياب المسرح السياسي يعود الى انتكاسته، ما يعتبر وجهة نظر خاطئة لأنه لم يتراجع إنما اختفى وتوقفت روحه بعد محنة الاحتلال، لكن لنعترف ان الحكومة والمجلس والحركات السياسية والفنانين ساهموا في هذا التراجع بعد ان غاب الدافع الرئيسي للالتفات للمسرح السياسي كمتنفس حقيقي الى درجة أصبح من يريد مجرد التفكير في تقديم مسرحية سياسية أصبح يخشى ان يسقط السيف المصلت على رقبته. وهذا جعل المنتجين يعيشون رعبا آخر بسبب قضية الخوف من الخسارة المادية وبالتالي الكل ابتعد. ربما توجد نقطة مهمة وحساسة سبق ان أشار لها الفنان عبدالحسين عبدالرضا في أحد لقاءاته عندما سئل عن سبب ابتعاده عن المسرح وأجاب أن تراجع الحركة المسرحية بصورة عامة سببه غياب الدعم الحكومي، حيث كان جمهور المسرح سابقا جمهورا راقيا والفنانون يعملون ألف حساب لهذا الجمهور، ما اعتبره البعض اشارة واضحة وصريحة الى ان الحكومة يمكن أن تلعب دورا فاعلا في تحقيق رغبة الفنانين في إنشاء مسرح وطني حتى يقدم الابداع دون بأس أو خوف.

 

 

__________________

 


للمراسلة : kak34@windowslive.com
انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم



مع خالص تقديري احترامي

محمد العيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292