عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2012, 03:30 PM   #12 (permalink)
الهوا هوانا
ناقد بحريني
 
 العــضوية: 9760
تاريخ التسجيل: 15/07/2010
الدولة: مملكة البحرين
المشاركات: 848

افتراضي رد: المسرح السياسي (لقاءات حصرية مع فنانين للمنتدى,توثيق لمراحل متعددة)

موضوع مهم أستاذ / بن عيدان

وعودة موفقة بعد غياب نرجو منها أن تكون الانطلاقة مرة أخرى

وكذلك أعود للمشاركة بعد انقطاع نظراً لبعض الضغوطات التي لم تَحُلْ بيني وبين تصفح المنتدى الذي هو في القائمة المفضلة لدي على جهاز الحاسوب

سأتحرر الآن من الأسئلة والتي قيّدت بعض إجاباتي لأسهب في ردي متناولاً عدة جوانب ومحطات

كما يُقال ... الفن رسالة، وهذا صحيح، وقد يختلف في رسالته حسب توجه الكاتب والتقاء فكره مع فكر الممثلين والعاملين على العمل، سواء كان العمل ذا آثار إيجابية أم سلبية، ومن أنواع الفن هو المسرح السياسي الذي يندرج تحت قسم المسرح .
المسرح السياسي خيط رفيع يصعب السير عليه والتعامل به يحتاج إلى إلمام سياسي وأسلوب حواري يتناسب مع التوجه، وفي الحقيقة ... لا أرى من الكتّاب الحاليين من بمقدوره ممارسة هذا اللون من الفن، وهذا ما تدل عليه أعمالهم التي تميل إلى الاجتماعية مع بزوغ الأعمال الرومانسية ( السلبية ) بوجهة نظري والتي لا تمثل إلا استنساخ واضح لأعمال خارجة عن إطارنا المألوف إلا ما ندر .

المسرح السياسي يحتاج إلى كاتب لديه الحنكة السياسية التي توجه أدواته عند كتابته للنص، على أن يتصف بمبدأ الحياد ولا يكون رأيه لصالح مجموعة دون أخرى بحيث يفصح عن توجهه السياسي وفكره الذي قد يظهره أثناء النص، ويجب أن يعمل وفق العبارة التي تقول ( نتفق على ما أجمعنا عليه وندع الاختلافات وراء ظهورنا )، وهذا ما غلب على الأعمال السرحية التي كانت في الثمانينات والتسعينات وربما قبل ذلك، إضافة إلى عدم إغفال دور العبارات في الحوار؛ حيث أن النص المسرحي نابع من وجدان الكاتب وإحساسه بروح المسؤولية قبل أن يكون حبراً على ورق، ولن يفيد نص ما لم يكن نابع من مشاعر صادقة، إضافة إلى سعي النص إلى التقريب ولم الشمل ورأب الصدع لا التفرقة والانشقاق، وهذا اللون من الفن لا أعتقد بأن هناك أحد من كتّاب الجيل الحالي من يتقنه، ولا أمل فيهم - من وجهة نظري – إلى بلوغه، بانتظار من يستطيع أن يخوض غمار هذه التجربة .

أما بالنسبة للممثلين ... فأغلب الجيل الحالي ليس لديه الوقت أصلاً للجلوس في منزله، هذا إذا كان يستطيع الاستقرار في بلده لكثرة الأعمال التي يشارك فيها على مدار العام، فلا أعتقد بأن لديه الوقت أصلاً إلى أن يهتم بما يجري في بلاده ما دام أنه يسعى للمادة والتي تغنيه عن وجع الرأس الذي سيترتب على اهتمامه بمثل هذه الأمور، ولذلك فمن الصعب أن تجد ممثلاً لديه هذا التوجه للاهتمام بالسياسة، إلا إذا تم طلبه، وباعتقادي انه سيكون أيضاً ضعيف من ناحية تأديته لدور ليس لونه أصلاً، إلا إذا صُقِل من أحد العمالقة والذين أتمنى أن يتداركوا الموقف سريعاً قبل أن يرحلوا – بعد طول عمر – ولا نجد بعدها سوى اندثار لهذا المسرح والذي سيمثل استمراراً للمسارح المنحطة التي أصبحت منتشرة الآن أو المسارح التي تهدف لجذب الأطفال لأغراض مادية دون وجود رسالة هادفة فيها .

وبالتوجه إلى الرقابة ... أرى أنها تكون خاضعة لسلطة النواب ، خصوصاً النواب الذين برون في المسارح السياسية تعرية لحقيقتهم وفضحاً لهم وهم الذين أصبحوا يسيطرون بنفوذهم على إدارات حكومية عديدة، وبالطبع سيسعون إلى استمرار وتوسعة ذلك النفوذ، وبالتالي فإنهم سيستميتون لمنع مثل هذه المسارح أن تؤدي رسالتها وتفتح عيون الناس على حقائق هم غافلون عنها، بل تقرّب بينهم وهم الذين يسعون للفرقة حتى يديروا أعين الشعب عنه ويشاغلوه ويستفردوا هم بالخيرات في قبالة معاناة الشعب .

 

 

الهوا هوانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292