عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2012, 03:35 AM   #1 (permalink)
عندليب الكويت
مشرف الأقسام الفنية ( كبير الكتّاب في الشبكة )
 
 العــضوية: 4026
تاريخ التسجيل: 15/07/2009
المشاركات: 2,659

افتراضي مقالة كتبتها عام 2005 عن مسلسل (دنيا القوي) في بعض المنتديات.. أتمنى أن تحوز على إعجابكم!


مقالة كتبتها عام 2005 عن مسلسل (دنيا القوي) في بعض المنتديات.. أتمنى أن تحوز على إعجابكم!


مرحبا بالجميع،،،

هذه مقالة من كتابتي وتذكرتها وأنا أستعيد ذكريات قديمة...
ترددت في نشرها من جديد... لكني قررت أن أفعل ذلك ولا أدري لماذا؟!
في ذلك الوقت كان لدي مزاج "غير طبيعي" للكتابة.. ولا أدري لماذا اختفى ذلك المزاج حاليا!

(دنيا القوي).. هذه هي المسلسلات التي نريدها.

سأتحدث عن مسلسل (دنيا القوي) بنظرة تحليلية موسعة، ويأتي حديثي عن هذا المسلسل متأخرا بسبب عدم تمكني من مشاهدته في رمضان الماضي... وقد شاهدته مؤخرا على أشرطة الفيديو بسبب الفضول الذي أصابني بعد كثرة الحديث والجدل الذي ثار حول هذا العمل الدرامي بعد عرضه.

تدور الخطوط الرئيسية لهذا المسلسل في ثلاثة مسارات أساسية:
1- عائلة صالح العالي: وهي عائلة تتكون من الأب صالح العالي (غانم الصالح)، وابنته بدور (زينب العسكري)، وابنه عصام (إبراهيم الزدجالي)، وابنه زياد (يعقوب عبد الله).... ويتكون الشق الثاني من العائلة من أبناء أخ صالح العالي، وهم ناصر (إبراهيم الحربي) وهو زوج بدور ابنة صالح العالي، والطفل مهند (ابن ناصر وبدور)، وفراس (فؤاد علي) وأروى (شيماء علي).
2- عائلة سميرة (أمل عباس) وأبنائها الثلاثة... نادية (إلهام الفضالة)، هاني (مشاري البلام)، بشائر (شجون الهاجري).
3- عائلة الشاب ماجد (محمد الأمير)... وهي عائلة صغيرة تتكون من ماجد ووالدته وأخته فقط.

وبصراحة بعد مشاهدتي لحلقات المسلسل لم أشعر بالتعاطف مع أي شخصية كما شعرت به مع شخصية نادية (إلهام الفضالة)... وهي شخصية الفتاة العفوية صاحبة ردود الفعل التلقائية، والتي كانت تحلم بالزواج من أي شخص ثري حتى تخرج من الفقر الذي تعيشه.. وقد كانت عفويتها شديدة لدرجة أن تقول لأحد الشباب، وهو صديق شقيقها "تعال ادخل البيت اخطبني)!!، ولكنها تصطدم بعدة مشاكل بعد زواجها من صالح العالي نتيجة شراسة بعض أبنائه وكراهيتهم لها... حيث تتعرض للاضطهاد والمتاعب الكثيرة.

وقد حققت الكاتبة فجر السعيد تميزا واضحا في هذا العمل الدرامي، حيث إنها نجحت في جذب المشاهد لمتابعة العمل حتى حلقته الأخيرة نتيجة اعتمادها على عنصر التشويق و"المفاجأة" في خط الأحداث.. وهي ميزة تتوافر لدى الكاتبة فجر وتنعدم لدى الكثير من الكتاب والكاتبات في مجال الدراما في الخليج.

نجد في هذا المسلسل شخصية صالح العالي، الرجل الثري الذي يهوى الزواج من الفتيات الصغار بغرض التسلية والمتعة... كما أنه معتاد على حضور الحفلات الراقصة والمختلطة في "الشاليه"، ويساعده في ذلك ابن أخيه ناصر وابنه زياد.... بينما نجد أن ابنه الثاني عصام شاب متدين ومتشدد وغير متوافق مع أبيه في سلوك حياته.

الابن زياد يرتبط بعلاقة خطوبة "شفهية" مع ابنة عمه أروى، والتي دائما تعلن عن استيائها منه لأنه لا يغازلها ولا يبادلها مشاعر الحب ولا يرسل لها "مسجات" على الموبايل!
ثم يدخل شخص جديد في حياة أروى، وهو الشاب (ماجد) الذي يقابلها في المطاعم ويحاول التعرف عليها ويبدي إعجابه بها... ومع مرور الوقت تبدأ أروى بالإعجاب به... حيث تجد فيه صفات غير متوافرة في (زياد)... ثم يعرض عليها ماجد فكرة الزواج ولكنها ترفض في البداية ثم تعود من جديد لتوافق بعد أن ملّت من تجاهل زياد لها ولمشاعرها.

والابن زياد يرتبط بعلاقة صداقة مع الشاب هاني... حيث يذهب زياد لزيارته في بيته ليفاجئ بأخته الفاتنة (نادية) تفتح له الباب وهي تمتلئ بحركات الغنج والدلال والفتنة والعفوية في الحديث... حيث إنها تصارحه بكل جرأة بأنها تتمنى الزواج!

وفي نفس الوقت... يقع حادث تصادم مروري بين سيارة نادية وسيارة (عصام) شقيق زياد... حيث يتم التعارف بينهما بعد الحادث ويبدآن الحديث بالهاتف ليكشف عصام عن رغبته في الزواج منها بعد أن تتظاهر نادية بأنها فتاة متدينة حتى تكسب إعجاب عصام بها...وبالفعل يقرر عصام الزواج منها، ولكن والده صالح العالي يرفض بحجة أن نادية من عائلة فقيرة غير معروفة... وتشاء الصدف أن يتزوج صالح العالي فيما بعد من نفس الفتاة (نادية) بعد أن شاهدها في حفل عيد ميلاد (أروى) وأعجب بها!!

وبعد زواج صالح العالي من نادية تبدأ المشاكل في الأسرة، خاصة بعد أن يكتشف (عصام) أن والده قد تزوج من نفس الفتاة التي كان هو يريدها... فيصاب بجلطة ويدخل المستشفى.. وبعد شفائه يبتعد عن بيت أبيه حتى لا يرى حبيبته السابقة، ثم يتزوج من فتاة أخرى من عائلة متواضعة بعد ذهابه إلى العمرة... مما يثير غضب والده عليه.

ونعود إلى بيت صالح العالي وزوجته نادية... حيث يشعر زياد ابن صالح العالي وأخته بدور بالغضب بسبب زواج والدهما من فتاة من أسرة فقيرة (نادية)... ويحاولان إثارة غضبها... مما يجعل نادية تفكر بالانتقام منهما عن طريق مساعدتها لــ(أروى) من أجل الزواج من الشاب ماجد الذي ينتمي إلى أسرة متواضعة حتى تقهر (زياد) الذي يحبها... فتقوم نادية مع شقيقها هاني بخدعة لإقناع أروى بالزواج من ماجد بالسر والسفر معه إلى الخارج... وبالفعل تنجح نادية وهاني في ذلك ويتم زواج أروى من ماجد ويسافران.... وبعد عودتهما يقعان في الفخ... حيث يقوم ناصر بأخذ أخته أروى إلى البيت ويضربها ضربا عنيفا مجردا من الإحساس، ويقوم زياد مع أحد أصدقائه بالقبض على ماجد ويضربانه ضربا قاسيا يؤدي إلى رقوده في المستشفى فترة طويلة.. ثم يقوم ماجد بتطليق أروى بالإكراه تحت التهديد والضغط من (ناصر) و(زياد)... ومن هنا جاءت تسمية المسلسل بـ(دنيا القوي)، حيث يفرض الأقوياء رغباتهم على الضعيف تحت التهديد والضرب والاختطاف.

وبعد أن تصبح نادية حاملا من زوجها صالح العالي... يزداد حقد الأبناء (زياد وبدور) عليها... حيث يصيبهما القلق من أن تستولي على الثروة كلها... ويبدآن بتنفيذ عدة خطط لتخريب علاقتها مع والدهما صالح العالي... وربما تكون أكثر تلك الخطط شراسة هي زواج زياد من (بشائر) شقيقة نادية بالسر وإقناعه لها بشرب الخمر لتشويه سمعتها.. وكذلك تقديم زياد المخدرات لهاني شقيق نادية حتى يصيبه الإدمان القاتل.

وربما يكون أكثر مشاهد الانتقام بشاعة هو المشهد الذي يركل فيه زياد بقدمه بطن (نادية) الحامل حتى تسقط الجنين... فقد كان منظرا بشعا للغاية وأنا واثق أن الكثيرين قد تأثروا به وشعروا بحقد شديد على شخصية زياد.

ويأتي المشهد الثاني من بشاعة الانتقام عندما يقوم هاني بقتل زياد في بيت والده بعد أن يكتشف بأنه هو الذي دمر حياة شقيقتيه (نادية وبشائر)، وبعد أن يقتله يصرخ هاني قائلا (خلصت الناس من شره) وكأنه يريد أن يمتص غضب المشاهدين من خلال قتل شخصية المجرم السفاح.

على كل حال... لا أريد الخوض أكثر في التفاصيل... ولكن يكفي أن نؤكد أن هذا المسلسل يعتبر نقلة نوعية في مستوى الدراما... حيث قدم العديد من الأفكار الجديدة والقديمة أيضا، ولكن بشكل متجدد ومثير بعيدا عن التقليدية والتكرار الممل الذي صرنا نراه في الفترة الأخيرة في المسلسلات الخليجية... لدرجة أننا صرنا لا نميز بين مسلسل وآخر بسبب السيناريوهات المكررة والحواريات الروتينية المملة والمباشرة الفجة في طرح الأفكار بشكل لا يناسب حتى عقلية الأطفال!!
لذلك.. ليس غريبا أن يحتل هذا المسلسل المرتبة الأولى وأن يثير كل تلك الضجة في الصحف والمنتديات خلال شهر رمضان... وذلك يؤكد أن العمل الفني الذي لا يهز المجتمع لا يعتبر عملا فنيا.

والمسلسل فيه مجال كبير للتعاطف مع الشخصيات التي ظهرت فيه... وأعتقد أن أكثر شخصية تستحق التعاطف والتفاعل معها... وربما تستحق البكاء من أجلها أيضا... هي شخصية نادية (إلهام الفضالة)، تلك الفتاة التي كانت البراءة تظهر على وجهها منذ البداية رغم أنها كانت غير مقتنعة بواقعها المعيشي وتبحث عن زوج ثري يخرجها من الفقر الذي تعيشه مع أسرتها.. ولكنها كانت مثالا للطيبة في الكثير من جوانب حياتها... حيث تعرضت للمؤامرات والاضطهاد كثيرا وعانت من الظلم والإجرام من بعض أبناء زوجها صالح العالي... ولكنها في النهاية عادت إلى حياة الفقر رغم أنها لم ترتكب جرما لأنها كانت مثل أي فتاة تحلم بالزواج والحياة المرفهة، ولا أعتقد أن هناك خطأ في مثل هذه الأمنيات المعقولة... ولكن يبدو أن الفقير (دايما منداس)، كما يقول المثل الشعبي... وربما يكون هناك مشاهدون للمسلسل لديهم آراء أخرى حول شخصية نادية من حيث التعاطف معها والشفقة عليها... وربما الحقد عليها!!

 

 

عندليب الكويت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292