عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-2013, 09:06 PM   #1 (permalink)
الكاتب
عضو غير مفعل
 
 العــضوية: 14989
تاريخ التسجيل: 25/05/2012
المشاركات: 64
الـجــنــس: ذكر

افتراضي ( على الدنيا السلام ) محظوظة ومبروكة / رؤيا وتحليل


الأعمال الدرامية الكويتية القديمة في الثمانيات أكثر قوة وتأثيرا على المشاهد بل وتبقى في ذهنيته المشاهد إلى أمد طويل ... وتخلد الشخصيات التي قد تصبح رمزا ما كلما تجدد الحدث وتقدم الزمن فشخصية خالتي قماشة ومحظوظة ومبروكة ورقية وسبيكة مثلا بقت في ذاكرة المشاهد ...

هذا يرجع إلى بساطة الطرح ومحاكات الشخصيات للواقع ، والغريب أنه كلما تشاهدها ماتزال تشعر أنها تعني شيئا أو ترمز إلى شيء للواقع الحالي ، بعكس الأعمال الدرامية الحالية على كثرتها وتزاحمها على القنوات قد ينتهي عرضها وتمحى الشخصيات من ذاكرة المشاهد اسما فضلا عن دورها التي مثلته ذلك لأن معظمها أعمال مبتذلة هابطة...

من ينسى حسين عبدالرضا وسعد في درب الزلق الذي ظل في ذاكرت المشاهد الذي بدأت رسائلة تتوضح يوما عن يوم للمشاهد والتي قد تبدو عفوية في الطرح وغير مقصودة ، وما يزال المشاهد يرى فيها أنها حية وتحكي واقعة ...


ومن ينسى (إلى أبي وأمي مع التحية) بجزئيه بما فيه من دروس تربوية قيمة هكذا كانت الدراما الكويتية ...



أود أن أخصص حديثي هذه المرة عن المسلسل (على الدنيا السلام)
هو مسلسل درامي كوميدي يحكي قصة إنسانية عن أختان (محظوظة ومبروكة ) تؤديه النجمتان
(حياة الفهد بدور محظوظة / وسعاد عبدالله بدور مبروكة)



تعيشان أقسى أنواع الظلم من عمهما و زوجته ...


علي المفيدي بدور يعقوب ومريم الغضبان بدور هيفاء
اللذان سرقا منهم ورث والدهما بينما عاشت محظوظة ومبروكة حياة الفقراء وحياة الذل ، ولما طلبا حقهما زجهما عمهما في مستشفى الأمراض العقلية بحجة أنهما غير مؤهلتين وليكون هو الوريث الشرعي لميراثهما...
تأليف : طارق عثمان وإخراج حمدي فريد

هذا المسلسل المحمل بالكثير من بالإشارات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والإنسانية والرمزيات نوضحها فيما يلي :


1- اسمهما (محظوظة ومبروكة) الذي يدل على الحظ السعيد والبركة فنحن نقول للمرأة التي تعيش سعيدة أو أنها حياتها تسير بكل يسر وسلام وخير بالمحظوظة أو المبروكة وكذلك بالنسبة للرجل لكن يبدو أن اسمهما مفارقا لواقعهما المرير ، حيث ذاقا الظلم من أقرب الناس إليهما وهوعمهم يعقوب (أبو نبيل)

2- رمزية مستشفى الأمراض العقلية هي الرمزية التي بني عليها المسلسل وهو مكان كل من يقول كلمة الحق والعدل وتعامل مع الناس والحياة بالرحمة والعدل وهذه أيضا مفارقة كما هو في رمزية الأسمين...


3- من الإشارات السياسية للمسلسل مشهد حفرعندما في المستشفى حينما كانتا في الجناح الإنفرادي (15) بغية الهروب فظهر دخان فظنتا أنه الغاز وراح يتشاجران واعتقدا أنه سيجلب لهما القتال وأزمة سياسية .


ومن الإشارات السياسية أيضا مشهد الكرسي في بيت عمهما أبونبيل حينما بدأتا تتشاجران على من التي تجلس على كرسي الإمرة والرئاسة ..وكل ذلك حصل في مشاهد كوميدية وحوارات رمزية.


4- من الإشارات التربوية عملهما كخادمتين في منزل اسمهان توفيق والتي كان تحمل دكتوراه في التربية ، بينما تكتشف محظوظة (حياة الفهد)المشاكل التربوية التي يعاني منها أبناءها الابن الذي أهمل دروسه وطرد من المدرسة وكما أنه يتعاطى المخدرات ، الطفلة التي أحبت خادمتها نظرا لإهمال والدتها لها وانشغالها بمحاضراتها ونداوتها...وهذه أيضا من المفارقات في المسلسل ، ومن جانب أخر يشير المسلسل إلى ما تعاني منه الخادمات من خلال دور مبروكة (سعاد عبدالله) وترك كامل مسؤولية المنزل على عليهن من تربية للأطفال وتنظيف وطبخ دون رحمة.


5- من الإشارات أيضا عملهما في الكوافير واكتشافهما لعب بعض صاحبات الكوافير بإيهام الزبائن بإن مواد التجميل أنها ماركات وطبيعية ، بينما هما تكشفان ذلك للزبائن وتطردان بعد ذلك من الوظيفة.


6- ويشير المسلسل إلى المستشفيات الخاصة التي تكون أشبه بفنادق من غلاء الأسعار واستغلال المرضى حيث دخلتا (محظوظة ومبروكة) على أنه مستشفى حكومي ليفاجئ أنه خاص في النهاية ويضطرا للهروب بمشهد كوميدي ضاحك.


7- من الإشارات عملهما في مجمع التسويق وطلب صاحب المجمع شهادات عالية المستوى كشرط لتوظيفهما كتجسيد معاناة معاناة طالبي العمل.


8- دخولهما في مجال الطرب والغناء كرمزية إلى سرعة صنع النجوم والتسويق لهم بغرض التجارة وليس لخدمة الفن.


9- ومن الإشارات الهامة في المسلسل هو دخولهما في الشركة التي كان يعمل فيهما والدهما ليكتشفا الكثير من التلاعب بالأموال والسرقات وخداع الناس.


10- من الإشارات الإنسانية يجسده محظوظة ومبروكة عندما عادا إلى منزل عمهما و شاهدا امرأة عجوز تتوسل إلى زوجها ليبقيها عنده ولكنه يرفض ويمانع حيث تزوج عليها بامرأة شابة وتخلى عنها هو وأبنائه الذين انشغلوا بحياتهم عنها وتركوها غريبة في هذه الحياة...فأخذوها عندهم إلى سرداب البيت في مشهد حزين ومؤثر ... ألم بها المرض وتثاقل زوجها عن أخذها للمستشفى حتى توفيت


وهنا تأتي نقطة الانفجار والنهاية لمحظوظة ومبروكة وتصيبان بحالة من الخوف والذعر من الظلم والدنيا التي لم تقبلهما وأخذتا تجريان في الطريق في مشهد مؤثر حتى وصلتا إلى مستشفى الأمراض العقلية والمشهد الرمزي يتجلى حينما وجهتا العلامة التي تشير إلى المستشفى وتحولانها إلى الخارج وهي رمزية تقول أن من بداخل المستشفى هم أصحاب العقل وقالوا كلمة الحق في وجه الظالم ومن بخارج المستشفى هم المجانين الذي يعيشون في عالم مليء بالظلم والنفاق...


وفي الختام أليس من حقنا أن يبقى هذا المسلسل في ذاكرتنا و يظل عالقا في وجدننا...















 

 

الكاتب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292