عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2009, 02:25 PM   #1 (permalink)
محمد العيدان
المشرف العام على الشبكة
 
الصورة الرمزية محمد العيدان
 
 العــضوية: 3420
تاريخ التسجيل: 28/05/2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,563
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55

افتراضي محرمو الغناء والموسيقى يتجاهلون التفاسير المخالفة لرأيهم









http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=06122009

الخبير الدولي في التراث الموسيقي العربي حمد الهباد:


أكد الخبير الدولي في التراث الموسيقي العربي د. حمد الهباد ان من يحرمون الغناء والموسيقى اعتمدوا على تفسير واحد لاحدى آيات القرآن، وتجاهلوا بقية التفاسير التي تختلف معهم على كثرتها.
جاء ذلك في بحث أعده الهباد الذي شغل منصب عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية سابقا وحصلت «القبس» على نسخة منه.

قال الهباد في بحثه: لقد كثر الجدل في حرمة الغناء والمعازف عند البعض، حتى أخذوا في الاستشهاد بآيات الله بان ما قصد بها هو الغناء والمعازف تحديدا، ومن تلك الآيات التي استشهدوا بها الآية 64 من سورة الإسراء بقوله تعالى: «واستفزز من استطعت منهم بصوتك» مؤكدين وجازمين بأن لفظة «بصوتك» الواردة في الآية تعني الغناء والمعازف. وهم بذلك الرأي يبرزون ما تناقله الرواة عن مجاهد التابعي الجليل في تفسير هذه الآية الكريمة، من دون ان يشيروا الى ان هناك تفسيرا مغايرا لابن مجاهد وابن عباس رضي الله عنهما، وعلماء آخرين فسروا هذه الآية بعكس ما نقله الرواة أنفسهم عن مجاهد. رغم ان هذه المقالة توصلت الى روايات نقلت عن مجاهد تتطابق مع ما ذكره ابن عباس، الا ان البعض يهملها ويبرز ما يتوافق مع فكرهم وأهوائهم.
وأوضح الهباد ان اختلاف معنى التفسير المنسوب لشخص واحد دليل على عدم دقة النقل، وهذا الأمر لم يسلم منه التابعي مجاهد ولا الصحابي ابن عباس رضي الله عنه، فقد نُسب لابن عباس تفسير سُمي «تنوير المقاييس» طبع مراراً في مصر، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث» وعلى هذا فلا عبرة بهذا التفسير، ولا تصح نسبته إلى ابن عباس، فهو مقول مختلق عليه.
روايات
وتابع: المؤكد تاريخياً ان التابعي مجاهد بن جبر المكي عاصر ابن عباس رضي الله عنه، وأخذ عنه علم التفسير، يشير مجاهد في ذلك القول عن نفسه: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية وأسأله عنها..
وهذا دليل قطعي على ان الآية (64) من سورة الإسراء قد عرضت على ابن عباس رضي الله عنه ثلاث مرات، ولا يمكن أن يكون تفسيرها كما روى بعض الرواة انه الغناء، فابن عباس ومجاهد اتفقا على تفسيرها كما ورد في تفسير ابن كثير (بدعائ‍ك إياهم إلى طاعتك) - أي طاعة الشيطان - يضاف إلى ذلك انه بمجرد النظر إلى الروايتين اللتين نقلتا لفظة «الغناء» عن مجاهد تجد أنهما مختلفتا التفسير أيضاً، فلقد أشار السيوطي في تفسيره بالقول: فقال بعضهم: انهم قالوا: حدثنا أبوكريب، قال ثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد «واستفزز من استطعت منهم بصوتك» قال: اللهو والغناء.
والرواية الثانية التي أوردها السيوطي، مشيرا الى اولئك البعض دون تحديدهم بالقول: حدثني ابو سائب قال ثنا بن ادريس قال: سمعت ليثا يذكر عن مجاهد «واستفزز من استطعت منهم بصوتك» قال: اللعب واللهو فانت تلاحظ مدى الاختلاف في الروايتين الاولى «اللهو والغناء» والثانية «اللعب واللهو».
اما الرواية الثالثة التي اوردها السيوطي باشارته ذكر من قال ذلك: حدثني علي، قال: ثنا عبدالله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس «واستفزز من استطعت منهم بصوتك» قال: صوته كل داع دعا الى معصية الله>
اما الرواية الرابعة فقد اورد السيوطي حدثنا محمد بن عبدالاعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة «واستفزز من استطعت منهم بصوتك»، قال: بدعائك.
اختلاف روايات
وحسب الهباد فان ما روي عن مجاهد روايتان مختلفتان الاولى والثانية اقترنتا بلفظة «اللهو» فضلا عما في هذا التفسير من تعارض في الاحاديث النبوية الصحيحة التي جاء فيها الكلام عن الغناء المباح على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم اللهو «ما كان معكم لهو؟ فان الانصار يعجبهم اللهو، هل من لهو.. فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو.. قد رخص لنا في اللهو عند العرس». اما الالفاظ المختلفة في الروايتين عن مجاهد فقد جاءتا «الغناء» و«اللعب».
والسؤال المطروح: لماذا اعتمد البعض رواية الغناء واخفوا رواية اللعب رغم ان مصدرها عن مجاهد واوردها السيوطي في تفسيره؟
والسؤال الثاني: هناك رواية ابن عباس رضي الله عنه من الثقاة في تفسير السيوطي ان معنى «بصوتك» في الاية «كل داع دعا الى معصية الله» فلماذا تستروا على رأي ابن عباس في معنى هذه الاية ايضا؟
والسؤال الثالث: هناك من نقل تفسير هذه الآية عن قتادة من الثقاة في تفسير السيوطي ايضا الذي فسر «بصوتك» في الاية الكريمة: «بدعائك» فلماذا اخفى المدعون هذا التفسير وابرزوا ما تهوى انفسهم؟؟
وقد حسم السيوطي هذا الاختلاف في تأويل الاية بقوله: واولى الاقوال في ذلك بالصحة ان يقال: ان الله تبارك وتعالى قال لابليس: واستفزز من ذرية آدم من استطعت ان تستفزه بصوتك، ولم يخصص من ذلك صوتا دون صوت.
أهواء
وعرض الهباد لبعض التفاسير التي تختلف عما يروجه محرّمو المعازف والغناء، قائلا: والأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد تناول علماء تفسير آخرون هذه الآية الكريمة بما يخالف توجه أصحاب الأهواء، حيث فسروا لفظة «بصوتك» بالوسوسة نسردها بإيجاز:
ــ أولا: تفسير «تفسير القرآن / ابن عربي» (ت638هـ): «واستفزز» أي استخفه بصوته يكفيه وسوسة وهمس بل هاجسة ولمة.
ــ ثانيا: تفسير «روح البيان في تفسير القرآن / إسماعيل حقي» (ت1127هـ): وقال الكاشفي «بصوتك» بوسوستك ودعائك إلى الشرك والمعصية.
ــ ثالثا: تفسير «روح المعاني / الألوسي» (ت1270هـ): «بصوتك» أي بدعائك إلى معصية الله تعالى ووسوستك.
ــ رابعا: تفسير «خواطر محمد متولي الشعراوي» (ت1418هـ): فتقول للمتثاقل عن القيام ف.زّ، أي قم وخف للحركة والقيام بإذعان، فالمعنى: استفزز من استطعت واستخفهم واخدعهم «بصوتك» بوسوستك أو بصوتك الشرير.
أسانيد ضعيفة
ومضى الهباد في بحثه قائلا:
لا نريد ان نخوض اكثر فيمن ابتلاهم الله به في تفسير سورة لقمان الآية 6 «ومن الناس من يشتري لهو الحديث..» التي نسب تفسيرها الكثير إلى الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، عن طريق أسانيد ضعيفة، كان من بين الرواة فيها علي بن يزيد، الذي قال عنه البخاري: ذاهب الحديث، وضعفه الإمام ابن حزم وغيرهما.
ولا نريد أن نخوض اكثر في سورة النجم الآية 61، التي تحتجون بها على أن معناها الغناء، وكذلك ما نسب بالقول لابن القيم الجوزية في كتابه «رسالة في أحكام الغناء» بعد أن روى عن عكرمة نقلا عن ابن عباس ان تفسير «السمود» يعني الغناء في لغة «حمير» فتجده في الوقت نفسه يؤكد ان تفسير «السمود»: اللاهي والسامد الساهي والسامد المتكبر والسامد القائم ولا نعلم مدى العلاقة بين ذلك.
ولا نريد ان نخوض في ما يستند إليه من قول نسب إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- بأنه قال: «والله ان الغناء ثلاث مرات» فنكتفي برد العالم الجليل ابن حزم في ذلك بقوله: نقل الرواة تفسير الآية الكريمة عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه ليس عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا ثبت عن أحد من اصحابه. وإنما هو قول بعض المفسرين، ثم لو صح لما كان فيه متعلق، لان الله تعالى يقول: «ليضل عن سبيل الله»، وكل شيء يقتنى ليضل عن سبيل الله فهو اثم وحرام، ولو انه شراء مصحف او تعليم قرآن.
ويؤكد البخاري في متنه (مخطوط) في باب كل لهو باطل، إذا أشغله -اي شغل اللاهي به- عن طاعة الله، ولو كان مأذونا به كمن اشتغل بصلاة نافلة أو تلاوة أو ذكر أو تفكر في معاني القرآن حتى خرج وقت الفريضة عمدا.
اتفاق على التفسير
وختم الهباد بحثه بالتأكيد على ان المذاهب الاسلامية على اختلاف مشاربها اتفقت في تفسير هذه الآية الكريمة على انه ان لفظة «بصوتك» الواردة في الآية الكريمة هي على غير اهواء مسألة من يدعون تفسيرها بالغناء والمعازف. فلماذا يخفون كل هذه التفاسير من كتب العلماء والمفسرين الثقاة ويبثون ان حكم الشرع الوحيد في هذه الآية هو «الغناء والمعازف».
ونود ان نذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق سعد بن ابي وقاص وطريقه ثابتة «ان من اعظم الناس جرما في الاسلام من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من اجل مسألته» ذكره الامام احمد في مسنده ورواه البخاري ومسلم.

رأي علماء الشيعة الاثني عشرية

استعرض الهباد رأي علماء الشيعة الاثني عشرية في الآية 64 من سورة الإسراء على النحو التالي:
• أولا: تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن ــــ الطبرسي (ت 548 هــ) «واستفزز من استطعت منهم بصوتك» اي واستزل من استطعت منهم اضلهم بدعائك ووسوستك.
• ثانيا: تفسير تفسير القرآن ــــ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هــ) «واستفزز» اي اخدع «من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد».
• ثالثا: تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي ــــ الفيض الكاشاني (ت 1090 هــ) «واستفزز» واستخف «من استطعت منهم» ان تستفزه والفز الخفيف «بصوتك» بدعائك الى الفساد.
ومن علماء الشيعة في المذهب الاباضي ايضا تجد العالم الجليل اطفيش في كتابه تفسير هميان الزاد الى دار المعاد ــــ اطفيش (ت 1332 هــ) «واستفزز» استخف «من استطعت منهم» ان تستفزه الى المعاصي يقال رجل فزاي خفيف «بصوتك» اي بدعائك بالوسوسة الى المعصية والفساد.


ملاحظة : اتمنى المشاركة بردود علمية ومنطقية غير ذلك سيحذف الرد

 

 

__________________

 


للمراسلة : kak34@windowslive.com
انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم



مع خالص تقديري احترامي

محمد العيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292