omhasn
19-04-2010, 09:22 PM
رياض السنباط
الموسيقار الذي عاش حياته متمسكا بشرقيته وكبريائه == نصحه سيد درويش بالمجىء إلى القاهرة لشق طريقه نحو الشهرة والنجاح !! ..
== ضربته أم كلثوم بالعود على رأسه بسبب غيرتها من شهرزاد !!
بلد المحبوب
ولد محمد رياض محمد السنباطي بمدينة فارسكو بمحافظة دمياط في
30/11/1906 ونشأ وحيدا بين أخواته البنات مثل سيد درويش وزكريا أحمد ..
وفي الخامسة من عمره التحق بكتاب الشيخ علي مرسي بميدان الموافي بالمنصورة الا أنه لم يكن مقبلا على التعليم بالقياس إلى شغفه بالموسيقى
والغناء , مما دفع والده المطرب وعازف العود الشهير محمد السنباطي إلى أن يعلمه كل ما يعلمه من الأدوار والموشحات القديمة , وترك رياض التعليم ليعمل مع والده عازفا لآلة القانون التي هجرها بعد ذلك لعشقه لآلة العود التي صار من أمهر العازفين عليها , واشتهر في صباه بلقب بلبل المنصورة لعذوبة صوته الذي استمع اليه الشيخ سيد درويش فنصحه بالمجيء إلى القاهرة ليشق طريقه نحو الشهرة والنجاح ..
وفي عام 1927 نفذ رياض السنباطي نصيحة أستاذه وجاء إلى القاهرة وهو في العشرين من عمره والتحق بمعهد الموسيقى العربية , والشيء الغريب أن اللجنة التي امتحنته للقبول تلميذا بقسم الأصوات عينته مدرسا للعود بالمعهد بمرتب أربعة جنيهات في الشهر .. ولحن رياض في بداية حياته لعبدالغني السيد ونجاة علي وأحمد عبدالقادر , وانطلق صوت رياض السنباطي في محطات الإذاعة الأهلية وعرفه الناس مطربا وعازفا وملحنا حريصا على شرقيته وتميزه كحرصه على كرامته وكبريائه ... وفي يوم تاريخي تقابل رياض وأم كلثوم , وعن هذا اللقاء يقول الكاتب الصحفي
( أنيس منصور ) :
== الصدفة جمعت بين أم كلثوم ورياض السنباطي عند منتصف الليل تحت خيمة في محطة سكك حديد قرية درين .. كانت أم كلثوم وأبوها وأخوها وأولاد عمها يغنون في أحد الأفراح , وكان رياض السنباطي هو ووالده يتبادلان الغناء في فرح .. وانتهى الفرحان في وقت واحد , وركبوا الحمير متجهين إلى المحطة في انتظار القطار الفرنساوي ...
وأشار السنباطي الكبير لابنه رياض وقال : أم كلثوم التي يتحدثون عنها .. ونظر رياض السنباطي لأول مرة في حياته ليجد أم كلثوم .. ولم يكن قد سمع لها , وإنما سمع عنها فقط .. وكانت قصيرة القامة جدا , تلبس بالطو رجالي بصفين زراير .. البالطو أسود , وكانت تلف رأسها بالعقال , وكان وجهها في غاية الحيوية والذكاء هو عيناها , وكانت وقتها في الثانية والعشرين من عمرها ... وفوجيء رياض السنباطي بأم كلثوم تطلبه في التليفون بعد ذلك اللقاء بخمسة عشر عاما !!..
ويتذكر الموسيقار رياض السنباطي تفاصيل ما قبل المكالمة التليفونية وما بعدها فيقول :
== كانت أم كلثوم قد انتقلت من الموالد إلى فرقة العقاد وسامي الشوا
( أمير الكمان ) .. وكانت لها أحسن فرقة في مصر في ذلك الوقت , وكان في فرقتها عازف الرق محمود رحمي ومحمد القصبجي وواحد اسمه صالح .. إنه نفس التخت الذي صاحب عبده الحامولي ومحمد عثمان .. وكانت في ذلك الوقت تغني في صالة ( سانتي ) في الأزبكية .. وفي ذلك الوقت طلبتني في التليفون وردت عليها أختي .. فأنا لا أرد على التليفون عادة .. وكانت أم كلثوم تسكن في عمارة بهلر بالزمالك .. وكانت الفيلا لم يتم بناؤها بعد .. وأول لحن قدمته لأم كلثوم في ذلك الوقت طقطوقة ( لما انتي ناوية تهجريني ) وهي من كلمات أحمد رامي وطقطوقة ثانية اسمها ( ياطول عذابي واشتياقي ) وأذكر أنني سألت أم كلثوم قبل تلحينها عن المقام الموسيقي الذي تريد أو تحب الغناء منه .. وكان ردها : لحن من المقام الموسيقي الذي يعجبك ... ونجح هذان اللحنان , وبعد ذلك اشتركت في ألحانها مع الأستاذين : زكريا أحمد ومحمد القصبجي وأصبحت عضوا في أسرة أم كلثوم الغنائية !!..
الحصاد الرائع
على مدار أربعين عاما لحن رياض السنباطي لأم كلثوم ما يزيد على المائة لحن غنائي , منها : ( على بلد المحبوب - أصون كرامتي - نهج البردة - سلوا قلبي - هلت ليالي القمر - ولد الهدى - رباعيات الخيام - سهران لوحدي - ياظالمني - جددت حبك - أغار - ح أسيبك للزمن - أروح لمين - عودت عيني - هجرتك - الحب كده - حيرت قلبي - ثورة الشك - حديث الروح - أقبل الليل - الثلاثية المقدسة - أراك عصي الدمع ) وأخيرا لحن لها قصيدة ( الأطلال )
التي تم اختيارها من بين أفضل مائة عمل فني في العالم خلال القرن العشرين وحققت مركزا متقدما يسبق السيمفونية التاسعة لبتهوفن والسمفونيات الرابعة والخامسة والسادسة لتشايكوفسكي ...
وجدير بالذكر أن قصيدة ( أراك عصي الدمع ) لأبي فراس الحمداني لحنها ثلاثة ملحنين , أولهم الشيخ ( أبو العلا محمد ) وقد تغنت بها أم كلثوم في بداياتها الفنية , ثم قام الشيخ زكريا أحمد بتلحينها مرة ثانية ولم تتغن بها ثومة فغناها زكريا بصوته , ثم لحنها السنباطي وغنتها أم كلثوم عام 1956 وكانت أول مرة تستخدم فيها آلة البيانو الغربية في فرقة موسيقية شرقية ولم ينجح اللحن النجاح المتوقع ...
بعد ذلك حدث خصام فني بين ثومة والسنباطي لمدة 3 سنوات , لأن السنباطي طلب رفع أجره من 750 جنيها إلى ألف جنيه عن اللحن فرفضت أم كلثوم ذلك , وقيل أنه شعر بالغيرة من تعاملها مع عبدالوهاب وبليغ والموجي ومكاوي والطويل , وقيل أنه اعترض على تسمية لقائها بعبدالوهاب بلقاء السحاب , وقيل أيضا أنه اعترض على كلمات ( أنت عمري ) التي تقول ( خدني لحنانك خدني ) وكلمات أغنية ( الحب كده ) التي تقول ( اسقيني واملا .. واسقيني تاني ) وقال لأم كلثوم ساخرا :
= هو ده حب ولا سطل عرقسوس ؟! ..
وغضبت أم كلثوم من التعليق الساخر غضبا شديدا ...
ولم تكن هذه غضبها الأولى من رياض , فقبل ذلك بسنوات أسمعها رياض أغنية ( على بلد المحبوب وديني ) فلم تعجبها , فقام رياض بإعطاء اللحن للمطرب ابراهيم حمودة الذي غناه في أحد الأفلام , وعندما سمعته أم كلثوم استشاطت غضبا وغيظا وصممت على غنائه , ونفس القصة تكررت مع أغنية (ياناسيني وأنا عمري ما انسى حبك ) التي أعطاها ( رياض ) للمطربة
( شهرزاد ) بعد أن رفضتها أم كلثوم فنجحت الأغنية نجاحا كبيرا وعندما سمعتها ثومة لم تتمالك نفسها من الغضب والغيرة وقامت بضرب ( رياض السنباطي ) بالعود وترتب عن هذه الضربة جرحا غائرا ظل في جبهته حتى رحيله !!..
السنباطي وعبدالوهاب
كانت العلاقة بين عبدالوهاب والسنباطي علاقة دبلوماسية تخفي في أعماقها مشاعر مختلفة , وعن ملامح هذه العلاقة يقول الفنان أحمد السنباطي ( نجل الموسيقار الراحل ) :
== الموسيقار محمد عبدالوهاب كان على درجة كبيرة من الذكاء والدهاء وهما صفتان لازمتا الموسيقار طوال حياته ومن صور ذكائه أنه سحب نفسه من مجالات الغناء والطرب في الوقت المناسب , عندما كان صوته قد أصيب بالضعف واقتصر على التلحين لبقية المطربين والمطربات , وفي أحد الأيام دق جرس التليفون في منزلنا وإذا به عبدالوهاب يتحدث مع أبي ويقول له :" أنا من يومين فكرت في فكرة ظريفة وهي أن نتعاون فتغني أنت من ألحاني وأغني أنا من ألحانك " ...
ورحب أبي بالفكرة ولأنه لا يدرك دهاء المتحدث قال له : " دي فكرة كويسة جدا , بس أنا عندي شرط وهو أنك تبدأ في تسجيل أغنيات من ألحاني " ...
ورد عبدالوهاب : عموما طالما اتفقنا على المبدأ فهذه أمور سهلة !!.
وانتهت المكالمة ولم يتحدث عبدالوهاب في هذا الموضوع بعد ذلك ...
الأوسمة والجوائز
عن مشوار السنباطي يقول الأستاذ ( عبدالحميد توفيق زكي ) في كتاب
( أعلام الموسيقى ) :
= كان السنباطي أعظم من لحن القصيدة , وقد لحن حوالي 50 قصيدة بالإضافة إلى حوالي 100 أغنية زجلية باللغة العامية الراقية , ومن أجل هذا كانت أم كلثوم تصفه بالعبقري , وهي لاشك صادقة فيما نعتته به .. وقد اشترك رياض السنباطي في بطولة فيلم ( حبيب قلبي ) مع هدى سلطان ولحن كل أغانيه بالطبع ولم يكرر التجربة مرة أخرى ...
على أن رياض السنباطي قد غنى بصوته في فيلم قصير وظهرت صورة المهندس ( قدري محمود ) بطل السباحة المعروف كأنه هو الذي يغني وكان هذا الاسكتش اسمه ( أحلام الشباب ) وكانت البطولة النسائية فيه لتحيه كاريوكا ..
كان رياض لا يغشى المجتمعات ولا يحضر الحفلات إلا لماما , ولم يظهر مع أم كلثوم عازفا أو حتى متفرجا إلا أنه قاد الفرقة الموسيقية لأم كلثوم مرة واحدة في لحنه ( طوف وشوف ) من كلمات الشاعر ( عبدالفتاح مصطفى )
وكان قليل الحديث بالصحف وبالاذاعة , وقد حصل السنباطي على الكثير من الأوسمة والشهادات التقديرية منها الدكتوراه الفخرية ووسام الدولة في العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1960 وبعض الجوائز في السبعينيات منها جائزة هيئة السينما الذهبية والشهادة الفخرية في الموسيقى من معهد الموسيقى العربية عام 1977 , كما حصل على شهادة اليونسكو كأحسن موسيقار في العالم خدم موسيقى بلده , وكان ختام ذلك جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1980 , أي قبل رحيله بعام حيث رحل عن دنيانا في التاسع من سبتمبر عام 1981 .
أرجوا أن تكونوا قد استمتعتم معي وتاريخ عمالقة الفن
تقبلوا تحيات omhasn أجمل التحيات وشكرا لكم .
الموسيقار الذي عاش حياته متمسكا بشرقيته وكبريائه == نصحه سيد درويش بالمجىء إلى القاهرة لشق طريقه نحو الشهرة والنجاح !! ..
== ضربته أم كلثوم بالعود على رأسه بسبب غيرتها من شهرزاد !!
بلد المحبوب
ولد محمد رياض محمد السنباطي بمدينة فارسكو بمحافظة دمياط في
30/11/1906 ونشأ وحيدا بين أخواته البنات مثل سيد درويش وزكريا أحمد ..
وفي الخامسة من عمره التحق بكتاب الشيخ علي مرسي بميدان الموافي بالمنصورة الا أنه لم يكن مقبلا على التعليم بالقياس إلى شغفه بالموسيقى
والغناء , مما دفع والده المطرب وعازف العود الشهير محمد السنباطي إلى أن يعلمه كل ما يعلمه من الأدوار والموشحات القديمة , وترك رياض التعليم ليعمل مع والده عازفا لآلة القانون التي هجرها بعد ذلك لعشقه لآلة العود التي صار من أمهر العازفين عليها , واشتهر في صباه بلقب بلبل المنصورة لعذوبة صوته الذي استمع اليه الشيخ سيد درويش فنصحه بالمجيء إلى القاهرة ليشق طريقه نحو الشهرة والنجاح ..
وفي عام 1927 نفذ رياض السنباطي نصيحة أستاذه وجاء إلى القاهرة وهو في العشرين من عمره والتحق بمعهد الموسيقى العربية , والشيء الغريب أن اللجنة التي امتحنته للقبول تلميذا بقسم الأصوات عينته مدرسا للعود بالمعهد بمرتب أربعة جنيهات في الشهر .. ولحن رياض في بداية حياته لعبدالغني السيد ونجاة علي وأحمد عبدالقادر , وانطلق صوت رياض السنباطي في محطات الإذاعة الأهلية وعرفه الناس مطربا وعازفا وملحنا حريصا على شرقيته وتميزه كحرصه على كرامته وكبريائه ... وفي يوم تاريخي تقابل رياض وأم كلثوم , وعن هذا اللقاء يقول الكاتب الصحفي
( أنيس منصور ) :
== الصدفة جمعت بين أم كلثوم ورياض السنباطي عند منتصف الليل تحت خيمة في محطة سكك حديد قرية درين .. كانت أم كلثوم وأبوها وأخوها وأولاد عمها يغنون في أحد الأفراح , وكان رياض السنباطي هو ووالده يتبادلان الغناء في فرح .. وانتهى الفرحان في وقت واحد , وركبوا الحمير متجهين إلى المحطة في انتظار القطار الفرنساوي ...
وأشار السنباطي الكبير لابنه رياض وقال : أم كلثوم التي يتحدثون عنها .. ونظر رياض السنباطي لأول مرة في حياته ليجد أم كلثوم .. ولم يكن قد سمع لها , وإنما سمع عنها فقط .. وكانت قصيرة القامة جدا , تلبس بالطو رجالي بصفين زراير .. البالطو أسود , وكانت تلف رأسها بالعقال , وكان وجهها في غاية الحيوية والذكاء هو عيناها , وكانت وقتها في الثانية والعشرين من عمرها ... وفوجيء رياض السنباطي بأم كلثوم تطلبه في التليفون بعد ذلك اللقاء بخمسة عشر عاما !!..
ويتذكر الموسيقار رياض السنباطي تفاصيل ما قبل المكالمة التليفونية وما بعدها فيقول :
== كانت أم كلثوم قد انتقلت من الموالد إلى فرقة العقاد وسامي الشوا
( أمير الكمان ) .. وكانت لها أحسن فرقة في مصر في ذلك الوقت , وكان في فرقتها عازف الرق محمود رحمي ومحمد القصبجي وواحد اسمه صالح .. إنه نفس التخت الذي صاحب عبده الحامولي ومحمد عثمان .. وكانت في ذلك الوقت تغني في صالة ( سانتي ) في الأزبكية .. وفي ذلك الوقت طلبتني في التليفون وردت عليها أختي .. فأنا لا أرد على التليفون عادة .. وكانت أم كلثوم تسكن في عمارة بهلر بالزمالك .. وكانت الفيلا لم يتم بناؤها بعد .. وأول لحن قدمته لأم كلثوم في ذلك الوقت طقطوقة ( لما انتي ناوية تهجريني ) وهي من كلمات أحمد رامي وطقطوقة ثانية اسمها ( ياطول عذابي واشتياقي ) وأذكر أنني سألت أم كلثوم قبل تلحينها عن المقام الموسيقي الذي تريد أو تحب الغناء منه .. وكان ردها : لحن من المقام الموسيقي الذي يعجبك ... ونجح هذان اللحنان , وبعد ذلك اشتركت في ألحانها مع الأستاذين : زكريا أحمد ومحمد القصبجي وأصبحت عضوا في أسرة أم كلثوم الغنائية !!..
الحصاد الرائع
على مدار أربعين عاما لحن رياض السنباطي لأم كلثوم ما يزيد على المائة لحن غنائي , منها : ( على بلد المحبوب - أصون كرامتي - نهج البردة - سلوا قلبي - هلت ليالي القمر - ولد الهدى - رباعيات الخيام - سهران لوحدي - ياظالمني - جددت حبك - أغار - ح أسيبك للزمن - أروح لمين - عودت عيني - هجرتك - الحب كده - حيرت قلبي - ثورة الشك - حديث الروح - أقبل الليل - الثلاثية المقدسة - أراك عصي الدمع ) وأخيرا لحن لها قصيدة ( الأطلال )
التي تم اختيارها من بين أفضل مائة عمل فني في العالم خلال القرن العشرين وحققت مركزا متقدما يسبق السيمفونية التاسعة لبتهوفن والسمفونيات الرابعة والخامسة والسادسة لتشايكوفسكي ...
وجدير بالذكر أن قصيدة ( أراك عصي الدمع ) لأبي فراس الحمداني لحنها ثلاثة ملحنين , أولهم الشيخ ( أبو العلا محمد ) وقد تغنت بها أم كلثوم في بداياتها الفنية , ثم قام الشيخ زكريا أحمد بتلحينها مرة ثانية ولم تتغن بها ثومة فغناها زكريا بصوته , ثم لحنها السنباطي وغنتها أم كلثوم عام 1956 وكانت أول مرة تستخدم فيها آلة البيانو الغربية في فرقة موسيقية شرقية ولم ينجح اللحن النجاح المتوقع ...
بعد ذلك حدث خصام فني بين ثومة والسنباطي لمدة 3 سنوات , لأن السنباطي طلب رفع أجره من 750 جنيها إلى ألف جنيه عن اللحن فرفضت أم كلثوم ذلك , وقيل أنه شعر بالغيرة من تعاملها مع عبدالوهاب وبليغ والموجي ومكاوي والطويل , وقيل أنه اعترض على تسمية لقائها بعبدالوهاب بلقاء السحاب , وقيل أيضا أنه اعترض على كلمات ( أنت عمري ) التي تقول ( خدني لحنانك خدني ) وكلمات أغنية ( الحب كده ) التي تقول ( اسقيني واملا .. واسقيني تاني ) وقال لأم كلثوم ساخرا :
= هو ده حب ولا سطل عرقسوس ؟! ..
وغضبت أم كلثوم من التعليق الساخر غضبا شديدا ...
ولم تكن هذه غضبها الأولى من رياض , فقبل ذلك بسنوات أسمعها رياض أغنية ( على بلد المحبوب وديني ) فلم تعجبها , فقام رياض بإعطاء اللحن للمطرب ابراهيم حمودة الذي غناه في أحد الأفلام , وعندما سمعته أم كلثوم استشاطت غضبا وغيظا وصممت على غنائه , ونفس القصة تكررت مع أغنية (ياناسيني وأنا عمري ما انسى حبك ) التي أعطاها ( رياض ) للمطربة
( شهرزاد ) بعد أن رفضتها أم كلثوم فنجحت الأغنية نجاحا كبيرا وعندما سمعتها ثومة لم تتمالك نفسها من الغضب والغيرة وقامت بضرب ( رياض السنباطي ) بالعود وترتب عن هذه الضربة جرحا غائرا ظل في جبهته حتى رحيله !!..
السنباطي وعبدالوهاب
كانت العلاقة بين عبدالوهاب والسنباطي علاقة دبلوماسية تخفي في أعماقها مشاعر مختلفة , وعن ملامح هذه العلاقة يقول الفنان أحمد السنباطي ( نجل الموسيقار الراحل ) :
== الموسيقار محمد عبدالوهاب كان على درجة كبيرة من الذكاء والدهاء وهما صفتان لازمتا الموسيقار طوال حياته ومن صور ذكائه أنه سحب نفسه من مجالات الغناء والطرب في الوقت المناسب , عندما كان صوته قد أصيب بالضعف واقتصر على التلحين لبقية المطربين والمطربات , وفي أحد الأيام دق جرس التليفون في منزلنا وإذا به عبدالوهاب يتحدث مع أبي ويقول له :" أنا من يومين فكرت في فكرة ظريفة وهي أن نتعاون فتغني أنت من ألحاني وأغني أنا من ألحانك " ...
ورحب أبي بالفكرة ولأنه لا يدرك دهاء المتحدث قال له : " دي فكرة كويسة جدا , بس أنا عندي شرط وهو أنك تبدأ في تسجيل أغنيات من ألحاني " ...
ورد عبدالوهاب : عموما طالما اتفقنا على المبدأ فهذه أمور سهلة !!.
وانتهت المكالمة ولم يتحدث عبدالوهاب في هذا الموضوع بعد ذلك ...
الأوسمة والجوائز
عن مشوار السنباطي يقول الأستاذ ( عبدالحميد توفيق زكي ) في كتاب
( أعلام الموسيقى ) :
= كان السنباطي أعظم من لحن القصيدة , وقد لحن حوالي 50 قصيدة بالإضافة إلى حوالي 100 أغنية زجلية باللغة العامية الراقية , ومن أجل هذا كانت أم كلثوم تصفه بالعبقري , وهي لاشك صادقة فيما نعتته به .. وقد اشترك رياض السنباطي في بطولة فيلم ( حبيب قلبي ) مع هدى سلطان ولحن كل أغانيه بالطبع ولم يكرر التجربة مرة أخرى ...
على أن رياض السنباطي قد غنى بصوته في فيلم قصير وظهرت صورة المهندس ( قدري محمود ) بطل السباحة المعروف كأنه هو الذي يغني وكان هذا الاسكتش اسمه ( أحلام الشباب ) وكانت البطولة النسائية فيه لتحيه كاريوكا ..
كان رياض لا يغشى المجتمعات ولا يحضر الحفلات إلا لماما , ولم يظهر مع أم كلثوم عازفا أو حتى متفرجا إلا أنه قاد الفرقة الموسيقية لأم كلثوم مرة واحدة في لحنه ( طوف وشوف ) من كلمات الشاعر ( عبدالفتاح مصطفى )
وكان قليل الحديث بالصحف وبالاذاعة , وقد حصل السنباطي على الكثير من الأوسمة والشهادات التقديرية منها الدكتوراه الفخرية ووسام الدولة في العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1960 وبعض الجوائز في السبعينيات منها جائزة هيئة السينما الذهبية والشهادة الفخرية في الموسيقى من معهد الموسيقى العربية عام 1977 , كما حصل على شهادة اليونسكو كأحسن موسيقار في العالم خدم موسيقى بلده , وكان ختام ذلك جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1980 , أي قبل رحيله بعام حيث رحل عن دنيانا في التاسع من سبتمبر عام 1981 .
أرجوا أن تكونوا قد استمتعتم معي وتاريخ عمالقة الفن
تقبلوا تحيات omhasn أجمل التحيات وشكرا لكم .