المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توم بيترز ..نجم إدارة الأعمال


نوره عبدالرحمن "سما"
17-05-2010, 09:33 PM
توم بيترز .. نجم إدارة الأعمال



http://www.giantup.com/get-5-2010-Giantup_CoM_si5nvwh0.bmp (http://www.giantup.com)



القوة لا تستمد من القدرات البدنية، إنها تستمد من الإرادة التي لا تلين "




توم بيترز بنى سمعته كلها على كتاب واحد هو "السعي وراء التفوق", فبعدما نشر هذا الكتاب في عام 1982, استطاع أن يتجاوز كل كتب الإدارة الأخرى من حيث المبيعات بملايين النسخ، فتعال بنا عزيزي القارئ نتعرف سويًا على كيفية نجاح ذلك العملاق الإداري، وذلك من خلال العناصر التالية:


أولًا: قصة حياته:


" ما نبحث عنه، هو ما نكونه بالفعل "

حكمة صينية


يتمتع توم بيترز بخلفية غير عادية كمرشد في الأعمال, فلقد ولد في عام 1942, ثم عمل في البنتاجون لمدة سنتين قبل أن يتحول إلى دراسة الهندسة المدنية في جامعة كورنل, ثم خدم في فيتنام, وحصل على الماجيستير في إدارة الأعمال في ستانفورد, وعاد إلى واشنطن ليمضي بعض الوقت في (مكتب الموازنة وإدارة الأعمال), وهكذا استطاع أن يمد مؤسسة ماكينزي بأفق واسع وخبرة ومعرفة غير عاديتين, وماكينزي مؤسسة رائدة في عالم الاستشارات الخاصة بإدارة الأعمال, وقد التحق بها كمستشار في عام 1974, خلال فترة دقيقة من تاريخها.

في هذا الوقت كان مكتب استشارات منافس أصغر سنًا وهو (مجموعة بوسطن الاستشارية) قد أخذ زمام المبادرة الفكرية في هذه المهنة بتطويره والدعاية له من حيث أن يقيّم المنتجات والأعمال بتعيين موقعها من حصة السوق مقابل معدل النمو في ذلك السوق, ومع بساطة هذا القالب فقد جذب (قالب بوسطن) اهتمام مدراء الأعمال الكبار الذين وجدوا فيه مرشدًا وموجهًا سريعًا وواضحًا في القرارات الاستراتيجية وفي أفضل الطرق لاستثمار الأموال المشتركة, وكانت ماكينزي بحاجة إلى سلعة منافسة تعيد إليها ما فقدت من بريقها.


ثانيًا: مشروع "الشركة المتفوقة":

"لا يمكنك تحقيق هدف جديد باستخدام نفس مستوى التفكير الذي أوصلك إلى ما وصلت إليه اليوم"


ألبرت أينشتين

عهد إلى بترز في عام 1977 بما أصبح يعرف بمشروع "الشركة المتفوقة": ويمكن تلخيص ذلك بالكشف عن الصفات المميزة التي تميز الشركة المتفوقة في الأداء عن أية شركة أخرى, وقد انضم إلى المشروع مستشاران آخران من "ماكينزي" وكان أحدهما "روبرت ووترمان" كذلك انضم إليه أكاديميان هما "أنتوني آثوس" الخبير في ثقافات الشركات و"ريتشارد باسكال" الدراس للشركات اليابانية والأمريكية.
وكانت أولى نتائج البحث ظهور صيغة "سفن إس" لتحليل شركة من الشركات, علمًا بأن صيغة "سفن إس" لم تستطع أن تحاكي "قالب بوسطن" في جاذبيته الشعبية, وباستخدام صيغة "سفن إس" وبمشاركة (بيترز) بدأ بتحليل 43 شركة أمريكية كبيرة ذات سجلات مالية تدل على التفوق.
وطفق "وتترمان" و "بيترز" يعملان في ما ثبت أنه مشروع مرهق جدًا لكليهما ولشرتيهما التي كانت تزودهما بعدد صغير من المساعدين, ولم يكن أي منهما قد ألف كتابًا من قبل, وأوجد "بيترز" خلال عمله في البيت أعدادًا هائلة من الكلمات التي كان عليه أن يعيد ترتيبها ويصيغها وصولًا إلى إعطائها شكلًا من الأشكال.
ولم يخطر ببال أحد أن حصيلة ذلك كله كانت أقرب إلى النجاح وذلك عندما نشر ما توصل إليه في كتاب "في السعي وراء التفوق" في عام 1982.


ثالثًا: انطلاقة مهنة الكتابة والتأليف:

" إن المرونة هي التحكم.. فالشخص الأكثر مرونة في أسلوبه يكون تحكمه في الأشياء أكبر"
إبراهيم الفقي.


وصلت المبيعات إلى ملايين النسخ وذلك بعدما بدأت الشركات الواحدة تلو الأخرى تشتري الكتاب بكميات كبيرة بهدف تقديمه إلى إدارييها, وقد أوجد النجاح توافر مبالغ كبيرة كعائدات وبموجب عقود الشركة الاستشارية فإن كل هذا الدخل سيعود إلى الشركة وليس إلى المستشارين الأفراد, ومن حسن حظ "بيترز" أنه كان قد ترك الشركة الاستشارية قبل عام من نشر الكتاب, وبذلك كان له الحق في أن يتلقى نصيبه من العائدات شخصيًا, وقد ساعدت العائدات والشهرة التي نجمت عن النجاح الهائل للكتاب في بناء مستقبله المهني كمؤلف مستقل وناجح جدًا, وكمستشار في شركته الخاصة به والمسماة "مجموعة توم بيترز", وفوق ذلك كله كمناضل في سبيل إرساء أفكار ثورية ملتهبة في عالم إدارة الأعمال.
الأفكار التي استخدمها ي شركته الخاصة " مجموعة توم بيترز "، ليست هي نفس تلك الأفكار التي دعا إليها وبشكل ناجح في كتاب "في السعي وراء التفوق", فقد قام "بيترز" بالتحول إلى الاتجاه المعاكس بعدما ترك "ماكينزي" وبعدما أنهى تعاونه مع "ووترمان".
وقد جادل توم بيترز وشريكه في التأليف روبرت ووترمان في أن الشركات الكبيرة الناجحة تشترك في ما بينها بصفات مميزة عامة يمكن ملاحظتها بسهولة, وأنه يمكن للإداريين الكبار أن يقوموا بإدارة فعالة باتباع سياسات بسيطة وقوية من القمة إلى القاعدة، وعندما أصبح العمل أكثر تعقيدًا غير بيترز رأيه, فقد تحول إلى ناطق باسم الجناح اليساري في الفكر الإداري, وهذا النجاح يضم النقاد المتطرفين الذين ينادون بالتغيير الجذري.

ومع مرور الزمن أخفقت ثلاثة أرباع الشركات التي ورد ذكرها في الكتاب إما إخفاقًا تامًا "وكان إخفاق بعضها سريعًا جدًا" ولكن, قبيل هذا الفشل النهائي بفترة طويلة كان "بيترز" قد انطلق في مهنته الجديدة ككاتب ذي أجر مرتفع وكخطيب محبوب جدًا, وكمستشار متنقل جوال, وقد أعلن في عام 1987 أنه ليس هناك شركات متفوقة, وأن أبطاله لم يعودوا يأتون من الأعمال التجارية الكبيرة بل من الأعمال التجارية الصغيرة.


أصبح "بيترز" داعية ملهبًا, وملهمًا وناقدًا لا يرحم, يحرّض مستمعيه على نسيان ما تعلموه, وما تعلمه هو, في كلية إدارة الأعمال, وعلى اعتناق مبدأ الثورة.
انطلق بيترز بدعوته من تشجيع القادة على ترك مكاتبهم و"إدارة أعمالهم بالتجوال في ما حولهم", وتابع ذلك بالتأكيدعلى أن إدارة الأعمال في أوقات الفوضى والاضطراب يجب أن تكون فوضوية أيضًا, وأن المؤسسات الصغيرة خير شاهد على ذلك.

ويقود بيترز اليوم كثوري رئيسي وكأنه تروتسكي حركة "إدارة الأعمال الجديدة": فهو يحث المدراء على النضال بطرق غير تقليدية تمامًا, كي يتوصلوا إلى صيحة الإعجاب كرد فعل من زبائنهم المستعين, وقد وصفت ندواته الدراسية بأنها "إدارة الأعمال كفن من فنون الأداء".
أصبح بيترز أقرب ما يكون إلى معلم الإدارة، وقد كانت ندواته تشبه إلى حد كبير اجتماعات الإحيائيين أكثر من كونها محاضرات في الإدارة، وقد تعلم أن يناسب مابين طاقته الجسمية وبين حماسته لرسالته، وكان بيترز يتمشى بين جمهوره حاملًا مكبر الصوت وتدعمه الوسائل البصرية: لقد كان يلهب حماسهم بخطبة وكانوا يصفقوا له بحماس، والآن بعد أن سكن في " وادي السيليكون " سنحت له الفرص الكثيرة التي لا مثيل لها لمراقبة الإدارة في مؤسساته الناجحة، فقد كانوا يطبقون فكرة التسارع والتجاوب وروح المغامرة المسؤولة التي كان يحبذها وفكرة البداية الصغيرة ثم تقسيم كل ما هو كبير إلى أقسام أصغر لتجنب آفة كبر الحجم.


وقد تجاوب أمثال " بيل غيتس " مع التغيير والتحدي بكل السرعة والمرونة التي طالب بها " بيترز "، لقد كانوا رجال أعمال منظمين تنظيمًا عاليًا، كان ما يتحكم بهم هو المنطق لا صيحة الإعجاب.
وقد كان بيترز في كتاب " التفوق " يشجع الشركات والأعمال الكبيرة، وقد ظل وفيًا لذلك مع كثرة انتقاداته لها وبشكل متزايد ولبعض السنين، ثم حول ولاءه تجاه الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
إن مفهوم "توم بيترز و"روبرت ووترمان" في محاكاة وتقليد التفوق مفهوم يمكنك أن تجربه بنفسك, حاول أن تجد نموذجًا وظيفيًا ممتازًا إما في فرد من الأفراد أو شركة من الشركات, ثم حلل الأمور التي تجعل منه ناجحًا واربط ذلك بك وبحاجات تنظيمك.


و نهاية قولنا ،، هل أنت وشركتك مجهزان تجهيزًا حسنًا في مواجهة أزمنة التحدي والتغير السريع؟ أجعل من المرونة أولوية في كل الأنظمة التي تقيمها وفي سلوك من يعمل معك، يقول توم بيترز: " إذا كان هدفك هو أن تعمل في بنية مرنة (وهو ما يجب أن يكون) فلا تكن أنت نفسك عديم المرونة، كن منفتحًا أمام التحدي، والتزم بالتغيير وتجاوب مع حاجات الزبائن وشيد أساسيات صغيرة ولكنها متينة".




من شبكة المتحدين العرب متوافر على :

http://www.arbi.ws/vb/showthread.php?p=58529#post58529




أهم المراجع:

1- سلسلة عمالقة الأعمال, روبرت هللر, توم بيترز "داعية إدارة الأعمال".
2- لليوم أهميته, جون سي. ماكسويل.
3- أفضل ما قيل عن سحر التحفيز,كاثرين كارفليس.
4- اضغط الزر وانطلق، روبين سبكيولاند.
5- أفضل ما قيل عن سحر التحفيز، كاثرين كارفليس.
6- المفاتيح العشرة للنجاح، إبراهيم الفقي.