المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ينقذ الفنان الكويتي؟!


الفنون
03-06-2010, 02:49 AM
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/7b89e3bd-a26b-4c41-99a0-9dbfa9adba5c_main.jpg
أحرص أشد الحرص على زيارة مواقع تصوير العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، لأسباب عدة، لعل من أبرزها الوقوف على الظروف الموضوعية التي يعيشها الفنان الكويتي، في ظل الغياب (التام) لمفردات الحرفة الانتاجية السليمة، وبالذات، فيما يخص مدينة متخصصة للستديوهات، تؤمن جميع احتياجات انتاج وانجاز الأعمال الدرامية في ظروف ايجابية سليمة.

ولكن التجارب تذهب الى ما هو أبعد من ذلك بكثير، في ظل (تراجع) الاهتمام بهذا القطاع، رغم من يمثله من قيمة ومكانة وأهمية، في تقديم جانب من جوانب التميز والتفرد التي تتمتع بها دولة الكويت، حيث للفنان والمبدع الكويتي مكانته وقيمته وريادته، رغم كل الظروف التي تحيط به.

والحديث عن الصعوبات، يأخذ مناحي وأبعاداً ليست لها حدود، لعل أهمها، غياب النصوص، وهذا ما فوت علينا هذا العام الفرصة، للاستمتاع باطلالة نجمنا القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي فضل ان يغيب على ان يقدم «أي شيء». وهو أمر يسجل له، ولكن كم هنالك من السنوات في أعمارنا وأعمار نجومنا (أطال الله أعمارهم) كي يتم تضييعها، لهذا السبب أو ذاك. وهذا ما سنعود إليه في محطة أخرى، ضمن هذه السلسلة.

ونعود للحديث عن الحاجة الماسة، الى مدينة للستديوهات، وهي تختلف في أطرها واطروحاتها واهتماماتها، عن المدن الإعلامية التي لاتزال مثيرة للجدل، رغم أهميتها والحاجة الماسة لها.

ولكن مدينة الستديوهات، هي تلك المؤسسة التي تؤمن ستديوهات متخصصة لاستيعاب آلية الإنتاج وعلى مدار العام، بالاضافة الى تأمين الستديوهات الداخلية والمفتوحة، والمتنوعة الاحتياجات والتخصصات، من التراثية الشعبية الى التاريخية الى المعاصرة، بالاضافة الى المدن الحديثة وغيرها.

ومن أجل، رصد هذا الجانب، تعالوا نعود إلى الوراء، ولكن قبلها أشير الى ان (المحفز) وراء الذهاب إلى ذلك الموضوع، هو الجولة التي قامت بها «النهار» أثناء تصوير المسلسل التراثي الجديد «المنقسى» من إنتاج وتأليف وبطولة الفنان أحمد جوهر، ولعل الصور والظروف المناخية والجغرافية هي التي دعتنا للكتابة في هذا الجانب.

ولكن دعونا نعود إلى الوراء.

إلى البدايات الأولى لهذه المشكلة الكبيرة، والتي ستجعل صناع الدراما المحلية في الفترة المقبلة، أمام ورطة كبرى، إذا لم توضع الحلول، ولم تبادر الجهات الرسمية في المبادرة الى ايجاد الحلول الاستراتيجية.

فمع بداية انشاء وزارة الارشاد والأنباء، ولاحقاً وزارة الإعلام، تم تخصيص عدد من الستديوهات للإنتاج الدرامي ومن بينها ستديو الدسمة، الذي استوعب الكثير من الأعمال الدرامية لعل من أبرزها (درب الزلق) وكم آخر من النتاجات الدرامية الكبيرة.

ثم كان هناك ستديو 800 داخل مبنى مجمع الإعلام، وقد كانت تلك الستديوهات في تلك المرحلة، قادرة على استيعاب حركة الإنتاج في مطلع السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات.

وبدلاً من ان يتم تطوير تلك الستديوهات، تم الغاؤها وتحويلها الى تلبية احتياجات الإعلام، بالذات في مجال (الأخبار) و(البرامج)، وبهذا فقد أهل الدراما تلك الستديوهات الداخلية المجهزة بالامكانات وبورش ضخمة للديكورات والاكسسوارات والأزياء.

وحينما أغلقت الأبواب، راح نفر من المنتجين يصورون أعمالهم في الفيلات والشقق والمكاتب، وهو أمر يمثل كلفة اضافية على الإنتاج.

بينما تراجعت حصة الأعمال التراثية، إلا بعض الأعمال التي صدرت في منطقة الوفرة، والتي يستخدمها الفنان خليفة عمر خليفوه، على انها (مزرعة) ولكنها في حقيقة الأمر ستديو مجهز بجميع الديكورات والاكسسوارات.

ولكن منطقة الوفرة خصصت بكونها منطقة مزارع، وهنا اشكالية يعاني منها الفنان خليفة عمر خليفوه الذي وضع «تحويشة» عمره.. وأيضاً الفنانون والمنتجون الذين يريدون تصوير أعمالهم عنده، ولكنه يظل (مقيد) اليدين بانتظار الحصول على الترخيص للتصوير في مزرعته. وأمام تلك الظروف، وغياب المواقع الاثرية، التي تم الغاؤها، كلياً، من على الخارطة، وجد كثير من الفنانين والمنتجين أنفسهم في ورطة.

فكان ان اضطر الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا لأن يصور مسلسل «ديوان السبيل» في سورية، وان تضطر الفنانة حياة الفهد لانجاز مسلسل «الداية» في امارة الفجيرة.

ومن قبلها صور المخرج الراحل عبدالعزيز المنصور مسلسل «عضات حنين» بين البحرين والهند، لعدم وجود الأماكن المخصصة محليا لانتاج تلك النوعية من الاعمال الدرامية.

كما اضطر اخيرا المنتج جاسم الغريب، لان يصور عمله الجديد -متلف الروح- مع المخرج احمد يعقوب المقله، في مملكة البحرين، لغياب الاماكن الاثرية والاستديوهات المجهزة لتصوير الاعمال التراثية في الكويت.

هل تريدون المزيد؟ حالة من الحصار راحت تطبق على الانتاج الدرامي، رغم تزايد الطلب عليه، سواء من قبل الفضائية الكويتية او الفضائيات الكويتية الخاصة، او الفضائيات الخليجية الرسمية او الخاصة، مؤكدين ان للفنان والدراما الكويتية موقع الافضلية، ولهما ايضا موقع الاهتمام.

ولكن ماذا يفعل الفنان.. والكاتب.. والمخرج.. والمنتج الكويتي والمحلي، امام ذلك النقص الصريح في المواقع المخصصة للتصوير، او تلك التي يسمح لها بالتصوير مع الغياب «التام» للاستديوهات والامكانات للعمل في المواقع الخارجية مع الظروف المناخية الصعبة؟

وتعالوا الآن، نذهب الى تجربة «المنقسي» ولسنا هنا بصدد العدد، ولكن الظروف التي رافقت العمل، الذي كتبه وينتجه الفنان احمد جوهر، تجرى احداثه في الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وتتناول كما من الاحداث الدرامية، التي تحتاج الى ديكورات تراثية، فكان ان جاب انحاء الكويت.

ولكنه لم يجد ما يريده، الا في بعض المباني القديمة، في منطقة سلوى تعود لاسرة «الشايع» الكريمة التي لم تبخل بالموافقة على تصوير العمل هنا رغم غياب كل المقومات، من كهرباء وماء وغيرهما، فكان تحرك الفنان احمد جوهر، من اجل اعادة ترتيب وتهيئة ذلك الموقع، الذي يقع بين دار سلوى - قصر سمو الامير المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر - وفندق ساس، وعلينا ان نتصور الظروف التي تحيط بمثل هكذا موقع، ولكن تفهم المسؤولين جعلهم يمنحون الموافقات الامنية من اجل التصوير بالاضافة للحصول على التمديدات الكهربائية وغيرها.

ولعل الصور المرفقة، تصور الحالة التي عاشها فريق العمل مع هبوب السرايات والامطار والغبار في المرحلة الاولى، ثم الرياح والرطوبة والحرارة المرتفعة على مدى قرابة الاشهر الثلاثة من العمل المتواصل، بالمناسبة هنالك تجربة مشابهة تمت في منطقة «الدوحة» عند تصوير مسلسل - اخوان مريم- حيث ساهمت الظروف المناخية في تأخير التصوير لاكثر من اربعة اشهر متواصلة. والكلفة العالية في بناء الديكورات، التي لن يستفاد منها بعد ذلك. هذه الظروف وتلك..

وهذه الصور المقرونة بالمخاطر... الامنية.. والصحية.. وما يتعلق بالسلامة على وجه الخصوص، تجعلنا نتساءل وبصوت مسموع:

من ينقذ الفنان الكويتي؟

لا بل من يخطط لمستقبل الحرفة الدرامية التلفزيونية التي تمثل احد وجوه التميز والتفرد للحركة الفنية وللكويت بشكل عام؟

الاجابة على هذا السؤال... نتركها لاعضاء مجلس الامة الكرام، وهم السلطة التشريعية، وايضا لمعالي رئيس مجلس الوزراء واعضاء مجلس الوزراء الكرام... وايضا لاهل الفن والاعلام... فهل ثمة من يبادر؟

وعلى المحبة نلتقي




http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/733dca81-7a97-4548-b880-410426bbb1a1_main.jpg




http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/07533d7b-00d2-4c7d-a273-414901527785_main.jpg



http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/07d78e06-eed3-4924-a513-064186bbbfac_main.jpg


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/e24ffc15-5993-44cd-876a-f4a6ddc760df_main.jpg


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/572a02fd-a84e-4731-b6dc-a3987c725725_main.jpg

http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/8382d5c2-02f7-4a6c-8aa8-ea9a88f8ce43_main.jpg

http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/110a0cba-e44a-4a4e-b069-590e36359a37_main.jpg


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/56608c91-032b-41a2-8276-842f0638cd21_main.jpg


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2010/06/03/63223182-ce39-4200-b0e3-dab4764bacf1_main.jpg


[[ المصدر ]]


http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=213350