المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهى بين شاطئيك غريق ...حمزة شحاتة


نوره عبدالرحمن "سما"
11-06-2010, 05:38 PM
http://fnkuwait.com/nup//uploads/images/fnkuwait-ec08cd5aa3.jpg


حمزة شحاتة (1910م - 1972م) شاعر وأديب سعودي من رواد الشعر الحداثي في الحجاز مع رصيفه وخصمه محمد حسن عواد، وناثرٌ بمضامين فلسفية عميقة، وخطيب مفوّه بانطلاقات أخلاقية وأفكار نهضوية. وعازف على العود وملحن وموسيقي بارع.


من مواليد عام 1910م، في مكة، وحيث كان الشحاتة يتيم الأب فقد نشأ وتربى في جدة لدى جاره العم والمربي محمد نور جمجوم، درس في مدارس الفلاح النظامية في جدة وكان متفوقاً في درسه ومتقدماً على سنه، وقد أثّرت أجواء جدة الانفتاحية في شخصية الشحاتة كما فعلت مع بقية أبناء جيله من الشباب في تلك الفترة، قفرأ لكبار كتاب التيارات التجديدية والرومانسية العربية في المقرّ والمهجر، وقد تأثر كثيراً بجبران خليل جبران، وايليا أبوماضي وجماعة الديوان. وكانت رحلته إلى الهند، وقيامه بها لمدة سنتين، مبعوثا لمباشرة الأعمال التجارية لإحدى البيوتات التجارية الجداوية منعطفا تاريخيا في حياته، حيث انكب فيها على تعلّم اللغة الإنجليزية والتزود بالمعارف والاطلاع على الإنتاج الأدبي البريطاني والاستعماري، كما شكَلَ التاجر قاسم خازنا علي رضا رافداً أساسيا في تكوين شخصية الشحاتة الفكرية ونزعته التجديدية، تماما كما كان أثر قاسم في العواد حاضراً.

ذاع صيت الشحاتة في المشهد الثقافي بالحجاز في محاضرة مطولة وشهيرة ألقاها في خمس ساعات متواصلة في جمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة في عام 1938م، حيث عنونها بـ(الرجولة عماد الخلق الفاضل) بدلا من (الخلق الفاضل عماد الرجولة) الذي اختارته الجمعية عنوانا لمحاضرته ولم يتقيد به، في مشهد أثار به فتى الثلاثين ربيعا فضول واندهاش شيوخ ومثقفي مكة من بلاغته ونمط تفكيره، حتى أن الحضور كانوا قد صفقوا له أكثر من 30 مرة دلالة على ما حمله خطاب الشحاتة من أبعاد فكرية ومضامين فلسفية واجادات لغوية جاءت باكرة.

كان شديد النفور من الشهرة وحريص على العزلة من المشهد الثقافي على الرغم من إجماع أقرانه على ريادته وعبقريته وتقديمهم له. عُد شعره ونثره -من قبل النقاد- كطليعة الأدب الحجازي، ضمن الرعيل الذي ضم إلى جانبه إبراهيم فلالي، وحسين عرب، وآخرون. ترك من خلفه مدرسة أدبية وفكرية عريضة في الحجاز، وكان أشهر المتأثرين به، جيل الكبار، أحمد قنديل، عبد الله عبد الجبار، عزيز ضياء، محمد حسن فقي، عبد الله الخطيب، حسن القرشي، محمد عمر توفيق، عبد المجيد شبكشي، حتى الأجيال اللاحقة، عبد الفتاح أبومدين، محمد سعيد طيّب، عبد الحميد مشخص، عبد الله خياط، عبد الله الجفري، عبد الله نور، ومحمد صادق دياب، وغيرهم.

رحل إلى القاهرة ساخطاً على أحوال البلد عام 1944م، وهو ذات التاريخ الذي توقف فيه توقفا تاماً عن نشر أي إنتاج أو أدب، كما لم يشأ قط التواصل مع أدباء مصر على رغم عز الأدب في مصر في تلك الفترة، ورغم كل المحاولات التي قام بها عبد الله عبد الجبار وعبد المنعم خفاجي من تقديمه لأدباء مصر. إلا أن الاباء كان سمة من سمات الشحاتة الواضحة. عاش في مصر منعزلاً في شقته صارفا اهتمامه في آخر سنواته إلى تربية بناته الخمس وتعليمهم، والكتابة والتلحين دون نشر أو تسجيل. فقد البصر قبل وفاته. توفي عام 1972م في القاهرة، ودفن في مكة المكرمة في مقبرة المعلاة، عن عمر يناهز ال62 عاما.



من مؤلفات ومنتجات الشحاتة


الرجولة عماد الخلق الفاضل- محاضرة أخلاقية ونهضوية 1940 - نشرتها دار تهامة عام 1401.
رفات عقل- نثر فلسفي رائد.
حمار حمزة شحاتة - نثر فلسفي.
المجموعة الشعرية الكاملة أو ديوان حمزة شحاتة - وقد جمعها محمد علي مغربي وعبد المجيد شبكشي، وهي في طور الطبعة التسويقية الجديدة.
غادة بولاق- ملحمة شعرية كتب مقدمتها الناقد المصري مختار الوكيل.
شجون لا تنتهي - من مطبوعات دار الشعب / القاهرة.
إلى ابنتي شيرين- تحفة في أدب الرسائل الرومانسية.
إضافة إلى العديد من القصائد والأعمال النثرية الفلسفية والآراء الفكرية التي لا تزال مخطوطة، كانت موزعة لدى أشخاص محمد نور جمجوم وعبد الحميد مشخص ومحمد علي مغربي ومحمد سعيد بابصيل، وقد تعهدت ابنته مؤخراً بطباعتها.

من أجود شعر الشحاتة قصيدة بعنوان ( المعاناة ) ..وقصيدة شهيرة في وصف مدينة جدة، تتزين إحدى ميادينها بمطلع القصيدة الذي يقول:

النهى بين شاطئيك غريق

والهوى فيك حالم ما يفيق

ورؤى الحب في رحابك شتى

يستفز الأسير منها الطليق





كُتب في مسيرة الشحاتة النضالية والريادية العديد من التراجم لعل أشهرها كتاب عزيز ضياء (حمزة شحاتة قمة عرفت ولم تكتشف)، وكتاب ((حمزة شحاتة.. ظلمه عصره)) للأديب عبد الفتاح أبو مدين. كما امتلأت المكتبة النقدية بالدراسات النقدية حول شعره وخصائصه، مثل كتاب الدكتور عبد الله الغذامي (الخطيئة والتكفير) والمنشور عام 1983م، إضافة إلى كتاب الدكتور عاصم حمدان ((قراءة نقدية في بيان حمزة شحاتة الشعري)) والذي كتب مقدمته رائد النقد الحديث بالسعودية الأديب عبد الله عبد الجبار، إضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات النقدية. كما كرمه مؤخراً (عام 2006) الملتقى السادس لقراءة النص بنادي جدة الأدبي الثقافي تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني، في احتفالية وظاهرة نقدية كبيرة امتدت إلى خمسة أيام. وتتجه الجهات الثقافية الرسمية إلى اعادة طباعة منتوجه الفكري والأدبي.



من أقوال حمزة شحاتة من خطبته الشهيرة "الرجولة عماد الخلق الفاضل"

«الرذيلة لا تنتصر إلا متى كان صوتها قويا، وصوتها لا يكون قويا إلا إذا نفخت في بوق الفضيلة».
«كانت القوة في الرجل مصدر الإعجاب والتقديس، والقوة ما تعرف الهوادة في تأمين سبيل حياتها ومطالبها».



من أجواء قصيدة "سطوة الحسن" مطلع قصائد "ديوان حمزة شحاتة"

وتهيأت للسلام ولم تفعل فأغريت بي فضول رفاقي

هبك أهملت واجبي صلفا منك فما ذنب واجب الأخلاق

بعد صفو الهوى وطيب الوفاق

عزّ حتى السلام عند التلاقي

يا معافى من داء قلبي وحُزني

وسليماً من حُرقتي واشتياقي

هل تمثَّلتَ ثورة اليأس في وجهي

وهول الشقاء في إطراقي؟

ويقول:

سطوة الحسن حللت لك ما كان حراما فافتن في إرهاقي أنت حر والحر لايعرف القيد فصادر حريتي وانطلاقي





http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9_%D8%B4%D8%AD%D8%A7%D8%AA% D8%A9

جنون أنثى &&
15-06-2010, 06:35 PM
مشكورة يا أستاذتنا القديرة نورة عبد الرحمن على هالنبذة الجميلة

نوره عبدالرحمن "سما"
15-06-2010, 07:38 PM
العفو غاليتي_ جنون أنثى _ و أسعدني مروركم الطيب