المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعاد حسني وأحمد زكي ومايكل جاكسون .. انتحار على طريقتهم الخاصة


بحر الحب
08-07-2010, 12:39 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/07/08/167573_1-17.jpg

سعاد حسني، أحمد زكي، ومايكل جاكسون... نماذج من فنانين مبدعين اختلط لديهم مفهوم الانتحار مع مفهوم الموت، ما شكّل لغزاً حول شخصياتهم التي تستمرّ موضع تساؤل واستفهام. في الأحوال كافة، يبدو أن هؤلاء انتحروا معنوياً قبل أن يغيبوا جسدياً عندما كبّلهم الزمن بظروف قاسية وسجنهم في واقع بعيد كل البعد عن طموحاتهم التي لا حدود لها.
أين هم الفنانون المبدعون اليوم وهل يخضعون للعبة الزمن أم تجعلهم أحلامهم التي تنحصر في جني الثروات بمنأى عن الانتحار؟
سعاد حسني التي مرت منذ أيام الذكرى التاسعة لرحيلها المدوّي الذي تساوى مع شهرتها وتأثيرها على جيل كامل في الوطن العربي، غابت قبل موتها الفعلي بسنوات، عندما توفّي والدها الروحي صلاح جاهين، الذي قيل إنه انتحر نتيجة حالة الاكتئاب التي أصابته بعد اتباعه حمية غذائية غيّرت ملامحه وأجبرته على العيش في غربة مع نفسه وجسمه.
بدورها، عاشت سعاد حسني في غربة ليس عن الوطن وإنما عن الذات أيضاً، فسعاد أو «زوزو»، كما كانت تحبّ أن يطلق عليها بعد نجاح فيلم «خلي بالك من زوزو» الهائل، بدأت تشعر، نتيجة التقدّم في السن، بتغيّر ملامحها وابتعادها عن صورة «زوزو»، معشوقة الجماهير وفتاة أحلام الشباب العربي.
لم تستوعب حسني ذلك كما حدث مع فاتن حمامة وهند رستم، لأن نشأتها غير المستقرّة وبحثها المستمر عن الحنان الذي افتقدته منذ الطفولة، كونها ضاعت بين 17 شقيقاً وشقيقة، جعل مقاومتها لعامل الزمن أمراً ليس باليسير، لذلك تاهت في شوارع لندن ليس بالمعنى المادي للعبارة، إنما بالمعنى المعنوي، فكان الانتحار يتم على مراحل على حدّ تعبير الاختصاصية النفسية د. رويدة عواضة في دردشة مع «الجريدة».
بين القمّة والقاع
توضح عواضة أن حياة هذه النوعية من المبدعين سلسلة من المحطات التي لا حدّ وسطاً لها، فإما هي في القاع أو في القمة، وتؤكد أن انتحار سعاد حسني المعنوي سبق رحيلها عن عالمنا، إذ بدأ مع حالة الغربة والانتقال من بلد إلى آخر، وتضيف: «عندما لا يرغب المبدع في أن يراه أحد، فهذه أولى مراحل رفض الذات، وهذا ما حصل مع حسني، إذاً فعل الانتحار المعنوي كان موجوداً لديها وبشكل كبير، وقد عزّز ذلك مقولة انتحارها على رغم نفي المحيطين بها هذه الفرضية، بدليل أنها كانت تستعدّ للعودة إلى الوطن، وتأكيدهم أنها ذهبت ضحية جريمة قتل».
تقول عواضة إن أحمد زكي الذي رحل نتيجة سرطان الرئة مارس بدوره حالة الانتحار من دون أن يدري، لأنه أهمل صحته إلى حدّ أنه كان يتناول أطعمة مضرة ويكثر من التدخين لعلمه بأن نهايته قريبة، وكان يصف نفسه بأنه «مجرد شخبطة على الحيطة»، وهذا نوع من تحقير الذات من دون أن يشعر، نتيجة عيشه طفولة مضطربة ومعاناته من اليتم والفقر، حاله حال حسني.
ترى عواضة أن زكي الذي كان يمجّد ذاته بينه وبين نفسه شعر في أعماقه بأنه لن يصل إلى حالة الرضا عن الذات، فاختلفت لعبته مع الموت عن لعبة حسني، «إذ أرّخ لمراحل مرضه وظهرت صوره وهو يخضع للعلاج في المستشفى، وبقي لاعباً على الساحة حتى اللحظات الأخيرة، في محاولة لتمجيد الذات، في وقت اعتبرها مجرد خطوط عشوائية كما كانت الحياة التي عاشها عشوائياً».
تتابع عواضة: «لا يمكن لزكي أن يرحل سوى بالطريقة التي رحل بها، أي عن طريق المعاناة مع المرض»، وهي لا تستبعد أن تكون نهايته الانتحار لو كان وصل إلى مرحلة عمرية معينة أصبح معها عاجزاً عن تحقيق أحلامه الفنية.
إدمان
ثمة فنانون أدمنوا على الكحول أو المخدرات، إلا أنهم تأثروا بالحملة الدينية التي اجتاحت العالم العربي منذ سنوات فأعلنوا توبتهم، من هؤلاء علي الحجار الذي أقلع عن تعاطي الخمر بعدما كان أسيراً له لسنوات.
من المتعارف عليه أن الذين يتعاطون الخمر أو المخدرات يقعون في معظمهم ضحية هذه الآفة، ويظنون بينهم وبين أنفسهم أن تعاطي هذه الممنوعات قد يدفعهم إلى مزيد من الإبداع، وهذا نوع من الوهم يجعل المبدع أسير تلك الآفة. حتى الأسطورة مايكل جاكسون الذي ذهب ضحية جرعة زائدة من المخدرات ارتكب فعل الانتحار في واقع الأمر، هو الذي كان يستعد لجعل الجمهور يرى ما لم يره سابقاً من خلال حفلات «رحلة إسدال الستار» على حدّ تعبيره، لكن في الواقع كان يرتكب فعل هروب من الواقع الذي كان يعيش فيه: واقع الاتهام بالتحرّش الجنسي بالأطفال، خلافاته مع ابن ملك البحرين، الاستغلال المادي الذي كان يمارس عليه من المحيطين به، الخوف من عدم العودة إلى المجد القديم من خلال تقديم عرض يكون دون مستوى ما يتوقعه جمهوره منه بعد طول غياب. تلك العوامل كلّها تجعلنا أمام حالة انتحار معنوي مارسه «ملك البوب» عن طريق استسلامه للمواد المخدّرة.
تجارة وأموال
تنفي عواضة أن يكون فعل الانتحار مرادفاً للإبداع، بدليل الأسطورة صباح التي تعتبر نموذجاً للتمسك بالحياة وما زالت لغاية اليوم محطّ اهتمام أينما حلت، لأنها تصالحت، بكل بساطة، مع مسألة الزمن.
تعتبر عواضة أن معظم الفنانين الحاليين هم أبعد ما يكون عن فكرة الانتحار، ليس لأنهم غير مبدعين إنما لأنهم يخضعون لقوانين أخرى مثل البحث عن مزيد من الشهرة والمال لا عن مزيد من العطاء الإبداع، وهذا هو الفرق بين فنانين تكون نهايتهم مأساوية وآخرين تكون نهايتهم عادية.
في هذا السياق تقول عواضة: «عادة، يملك المبدع غير العادي شخصيتين، كما هي حال سعاد حسني وأحمد زكي، فحسني أمام الكاميرا مثل الفرس الجامح فيما أنها في حياتها العادية خجولة ومنطوية ولم تكن تشعر بأهمية موهبتها وأهميتها على المستويين الإنساني والفني. هكذا حال زكي الذي كان يذوب في شخصياته فيحيا حياتين: حياته الحقيقية وحياة الشخصية التي يؤديها، فيبدأ الصراع بينهما ما يؤدي إلى اضطراب في شخصيته كان يلمسه المحيطون به بوضوح».
الفنانون الحاليون، ما عدا قلة نخشى عليها من الانتحار سواء الإرادي أو اللاإرادي، هم أقرب إلى عالم التجارة منهم إلى عالم الإبداع لذا لا خوف عليهم من الرحيل المفجع.

http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=167573

omhasn
08-07-2010, 01:37 AM
لا دخل للفقر واليتم وفقد الحنان في الانتحار إنما إنهاء الروح التدريجي من الانسان له نتيجة واحدة فقط ( الله ) ,,, نعم فهل هذا الانسان يوجد بداخله ( الله ) أم نساه وتناساه وغرق في ذاته وملذاته ,,,,, هناك مجالات تفتح الشهية للدنيا وإغواءها ويغط فيها الانسان بسبات عميق حتى تصل بداية النهاية عندها يستيقظ إما على صبر واستغفار أو على تذمر ودمار ,,,, وهاهي النماذج وغيرهم كثير والله يرحمنا برحمته ,,, ألف شكر تحياتي

همس الحب
08-07-2010, 08:11 AM
بصراحه انا من عشاق شفيقه ومتولي
وعالعموم ماتجوز ع الميت غير الرحمه
بصراحه كل ماأرى موضوعا يكون كاتبه بحر الحب اتحمس لدخول موضوعه لانه من قمة المثقفين بالمنتدى

محمد العيدان
08-07-2010, 05:13 PM
بغض النظر عن ماحصل لهم في حياتهم الا انهم كانوا عمالقة الشاشة وكل منهم ابدع بطريقته وبأعماله التي قدمها ..الف شكر على الموضع

بحر الحب
10-07-2010, 03:39 AM
اشكر ردودكم ..


بصراحه كل ماأرى موضوعا يكون كاتبه بحر الحب اتحمس لدخول موضوعه لانه من قمة المثقفين بالمنتدى


شكرا شكرا يا همس الحب ... وننتظر منك ايضا الابداع في الموضيع والاراء الجميلة