المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخلص من عاداتك السيئة


نوره عبدالرحمن "سما"
09-07-2010, 03:30 PM
لطفي الشربيني لـ «الرؤية»: تخلّص من عاداتك 
السيئة واضبط انفعالاتك تتمتع بالسعادة والرضا حتى لا تعاني مشكلات نفسية

http://www.arrouiah.com/files/imagecache/thumbnail_150x/files/rbimages/1270052675898189400.jpg (http://www.arrouiah.com/files/rbimages/1270052675898189400.jpg)

يعتاد معظم الناس الأسلوب التقليدي باللجوء إلى الأطباء المعالجين عند الشعور بأي اعتلال في حالتهم الصحية أو النفسية وبالنسبة للقلق يمكنك أن تفعل ذلك، لكن من الأفضل والأجدى أن تجرب بنفسك بعض طرق العلاج التي يمكن لك بمعرفتها: أن تملك سلاحا للدفاع السريع يساعدك على مواجهة القلق في أي وقت، فليس من المعقول أن تظل باستمرار تطلب العلاج لدى الطبيب في كل مناسبة، كما أنه من الأفضل أن يكون المرء إيجابيا في مواجهة القلق وليس سلبيا يحاول تلقي العلاج في الخارج ،تفتح « الرؤية» ملف الأسلوب الصحيح للتخلص من مرض العصر ألا وهو القلق مع د. لطفي الشربيني عضو الجمعية الأميركية للطب النفسي وإليكم التفاصيل:
في البداية يقول د. لطفي الشربيني يكثر الحديث حاليا عن العلاج الذاتي أو ذلك الأسلوب من العلاج الذي يمارسه الشخص نفسه دون تدخل خارجي أو ضغط من أحد حتى لو كان طبيبه، فالعلاقة بين الطبيب والمريض تتضمن نوعا من التسلط يمارسه الطبيب حين ينصح ويرشد ويصف الدواء ويطلب إلى المريض تنفيذ التعليمات، لكن العلاج الذاتي يعطي الشخص الفرصة ليفعل بنفسه المكافأة والعقاب ولعل هذا الاتجاه يعود إلى زمن قديم فعبارة سقراط «اعرف نفسك» تعبر عنه وقد تطور الى أسلوب علاجي يقوم على تنمية قدرات الشخص وتمكينه من حل مشكلاته بنفسه بواسطة طريقة «كارل روجز» في العلاج، فيمكن عن طرق ملاحظة الذات أن يكتشف المرء خبايا حالته، وبالتالي يستطيع السيطرة عليها والتحكم في مشاعره وسلوكه.
وتابع فقال لن أذكر سوى بعض الأساليب البسيطة التي يمكن لكل منا الاستفادة منها في التخلص من القلق دون الدخول في نظريات مدارس العلاج النفسي المتعددة مع الابتعاد عن الخطوات المعقدة التي يصعب ممارستها عمليا.
الحوار مع النفس
يوضح الشربيني أن حديث الانسان الى نفسه من الأشياء الهامة جدا، فغالبا ما تسيطر فكرة معينة على تفكير الواحد منا فتسبب له القلق وبالمثل يستطيع أي منا أن يتخلص من القلق وبالمثل يستطيع أي منا أن يتخلص من القلق الذي يتملكه إذا ما تمكن من تغيير أفكاره أو تعديلها، وفي علم النفس يصطلح على هذا الأسلوب بأنه يعبر عن تبني محتوى من الأفكار والعبارات ذات طابع تكيفي وهذا يعني ببساطة أن القلق يمكن أن يتملكني إذا راودتني فكرة أنني «لست محبوبا من الناس» أو أن الناس المحيطين بي يناصبونني العداء أو أنا غير سعيد ولا أرضى عن نفسي، فكل هذه العبارات حين أفكر بها وأرددها مع نفسي يمكن أن تثير في داخلي القلق والاضطراب والهزيمة ويحدث ذلك سواء كانت هذه هي الحقيقة أم أشياء وهمية لا أساس لها.
كما أشار الشربيني إلى أساليب التخلص من القلق ودفع التوتر في هذه الحالة، فيقول إذا بدأ الشخص بحزم في وقف سيطرة هذه الفكرة غير المرغوبة، ولا مانع من أن يكون ذلك بإشارة قاطعة «توقف عن هذا» يتوجه بها الى نفسه، ويلي ذلك تبني محتوى إيجابي من الأفكار يساعد على تحقيق الارتياح والرضا ففي الرد على العبارات التي سببت القلق حول شعور الناس نحونا ومناصبة بعضهم العداء يمكن الاقتناع بأن الفرد ليس عليه أن يرضي كل الناس، فهذا أمر لا يدرك و يجب ألا يكون على الدوام محبوبا ومؤيدا من الجميع، فهذا أيضا لا يهم مادام يسلك في حياته أسلوبا متوازنا في علاقته بمن حوله قدر ما يستطيع كما أن فكرة السعادة والرضا والتفاؤل يمكن أن نشيعها في أنفسنا إذا تذكرنا دائما أن السعادة ليس لها مصدر واحد ولا يمكن أن نشعر بها إلا من خلاله، فالسعادة موجودة في داخلنا ومن حولنا ويمكن أن نتلمسها في أشياء كثيرة ومتعددة وبسيطة للغاية.
وفي بعض أساليب العلاج النفسي يطلب المعالج للمريض أن يردد عدة مرات عبارة مثل «أنا لست خائفا» أو يطلب إليه أن يردد لنفسه كلمة «استرخ» عندما يشعر بالتوتر ويكررها 10مرات مثلا ورغم البساطة الشديدة لهذه الأساليب لدرجة أنها قد تثير ضحك البعض منا إلا أنها ذات فعالية كبيرة في السيطرة على القلق وليست هذه الأساليب ملائمة للمرضى فقط، ولكن كل منا يمكنه استخدامها عند الحاجة فهذه العبارات والأحاديث والحوارات الداخلية لها دور هام في ضبط الانفعالات وتوجيه الشخصية.
التدعيم
أكد الشربيني أنه لاشك أن طريقة الثواب والعقاب ذات فعالية في ضبط سلوك الأفراد والمجتمعات وأقصد بالتدعيم المكافأة المادية أو الأدبية عند القيام بعمل جيد ومرغوب أو العقاب البدني والنفسي عند ارتكاب مخالفة أو تصرف غير سليم وفي العادة تأتي المكافأة أو يكون العقاب من مصدر خارجي مثل الآباء أو الرؤساء أو المعلمين أو أي سلطة أخرى لكن بوسع الإنسان ذاته أن يقوم بذلك لنفسه وتعرف هذه الأساليب في علم النفس بالتدعيم الإيجابي والسلبي ويستخدم ذلك في الراغبين في الإقلاع عن التدخين حين يرصد الشخص لنفسه مكافأة ما مثل القيام بنزهة أو شراء هدية إذا تمكن من مقاومة إغراء السجائر والتوقف عن التدخين كما يمكن لتشجيعهم على استذكار الدروس.
وقد يكون التدعيم الإيجابي هو الوسيلة الرئيسية للعلاج حيث يمنح المريض مكافأة مادية أو أدبية إذا أتى بسلوك مرغوب يكتسبه أثناء العلاج أو تخلص من شيء غير مرغوب وتوقف عنه.
تأكيد الذات
وبيّن الشربيني أن عدم قدرة الشخص على التعبير عما يشعر به من انفعال وكبت المشاعر وعدم التعبير عنها إلى آثار سلبية قد لا تظهر فورا، لكنها تؤثر فيما بعد في الحالة النفسية للشخص والتعبير في كل الحالات أفضل من التردد وكبت الانفعال حرصا على إرضاء الآخريـن.
ذكر أنه يوجد مقياس يتمثل في مجموعة من الأسئلة تمثل مواقف معينة يتعرض كل منا لها في الحياة اليومية لكن البعض منا يتصرف فيها بطريقة مخالفة لما يحقق له تحقيق الذات بالتعبير عن انفعاله بطريقة صحيحة ويمكنك عزيزي القارئ أن تطبق بنفسك هذا المقياس لتعرف قدرتك على التعبير السليم وتأكيد الذات في مواقف الحياة وعليك أن تعدل من استجابتك إذا لم تتفق مع الأسلوب الأمثل في مثل هذه المواقف وهذا لا يحتاج الى معونة من المعالج أو مساعدة.

www.arrouiah.com/node/266077 (http://www.arrouiah.com/node/266077)‎