المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة


نوره عبدالرحمن "سما"
11-07-2010, 12:40 PM
الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة



قصيدة لبغداد


اغني لبغداد

هلا وعيوني بلادي رضاها
وازكى القرى للضيوف قراها
بلادي ويملؤني الزهو اني
لها انتمي وبها اتباهى
لاان العراقه معنى العراق
ويعني التبغداد عزا وجاها
اغني لبغداد تصغي القلوب
والفي دموع الحنين صداها
وان قلت بغداداعني العراق
الحبييب بلادي باقصى قراها
من الموصل النرجسبه ام الربيعين
والزاب يجلو حصاها
الى بصرة الصامدين نخيلا
تشبت من ازل في ثراها
واسكنت نفسي اقصى البعيد
وقلت غبار السنين علاها
فما نسيتني عيون النخيل
ولا القلب والله يوما سلاها
واعرف ان قمر للجميع
ولكنه قمر في سماها



عاد الربيع


وانت لم تعد
ياحرقة تقتات من كبدي
عاد الربيع فألف وا أسفي
الا تحس به.. الى الابد
أنساك! كيف؟ والف تذكرة
في بيتنا تترى على خلد
هذا مكانك في حديقتنا
متشوقا لطرائف جدد
كم قد سهرنا والحديث ند
وعلى ذراعك كم غفا ولدي
وتهيب أمي شبه غاضبة
«برد الهواء، فأكملوا بغد»
تخشى عليك وكلها وله
ان تستمر وان تقول زد
وهنا مكانك حين يجمعنا
وقت الطعام بداك قرب يدي
وهنا كتابك في هوامشه
رأي وتعليل لمنتقد
ورسائل وردت وأعوزها
رد عليها بعد لم يرد
ياوجهة الريان من أمل
كيف احتملت تجهم اللحد.


أنا كل النساء


لا تقلها إن لجلجت فى حناياك

و دعنى أشتفها من عيونك

و ارتعاشات هدبك الخجل الخفق

و هذى الغصون فوق جبينك

خل هذا الغموض و حيا تقيا

لصلاة ما هومت فى ييقينك

و إذا الآدمى فيك تنزى

و تمطى العناق بين جفونك

فاحتضن أيهن شئت ، تجدنى

أنا كل النساء طوع يمينك

لا تقرب أنفاسك النار من وجهى

و أذنى ، و شعرى المتهافت

إن فى همسك العاصير و الزلزال

يجناح عالمى ، و هو خافت

لا تقللها ، و خلنى أحزر اللؤلؤ

فى بحرى العميق الصانت

أنت لو قلتها ، تموت الأغانى

فى ضلوعى ، و تستقر المعانى

لا سعير الحرمان يلذع روحى

لا خيالى يهيم سمح العنان








شهرزاد


ستبقـى ، ستبقـى شفاهـي ظمِـاءْ
و يبقـى بعينـيَّ هــذا النــداءْ
ولـن يبـرح الصدرَ هـذا الحنيـن
ولـن يُخرسَ اليـأسُ كـل الرجـاء

* * *

سيبقـى لكفِّـيَ هـذا البـــرودْ
و لـن تعـرف الـدفء حتى تعـود
عنــاق الأكف أثــار الدمــاء
و علمنـي كيف يُنْسـى الوجــود

* * *

ستبقـى دمائـي لظـىً واحتـراقْ
و تبقـى ضلوعـي منـىً و اشتيـاق
فكـل حياتـي هـوىً يـائــسُ
لقـاء قصيـر المـدى ، فافتــراق

* * *

لعينيـكَ أنـتَ يلـذّ العـــذابْ
و يستعـذب القلـب مـُرَّ الشـراب
ففيـك عرفـت الحبيـب الوديــع
و مـا كنـت أعـرف إلا ذئــاب

* * *

هـوانــا و أشواقنــا الخالــدهْ
و ثــورة أرواحنــا الحـاقــدهْ
لأعجــز مـن أن تمـدّ يـــدا
تمــزق أسطــورة بـائـــده

* * *

أسـاطيـر نمّقهـا الخـادعــونْ
وأشبـاح مـوتـى تجـوب القـرون
لتخنــق أجـمـل أحـلامنـــا
و تُبعـث فينــا ، فيـا للجنـون !!

* * *

ستمضي ، فمن لـي بـأن أمنعـكْ ؟
ستمضـي ، فهـل لـي أن أتبعـك ؟
فقلبي ، وشعري ، وعمـري سـدى
إذا لــم أُمَتَّــعْ بعيشــي معــك

* * *

سأهـواك حتـى تجـف الدمـوعْ
بعينـي ، و تنهـار هـذي الضلـوع
مـلأتَ حياتـي ، فحيـث التفـتُّ
أريــج بذكـراك منهـا يضــوع

* * *

سيبقـى هـواي لظـىً مضرمــا
و لـن أعـرف اليأس لـن أسأمــا
سيبقـى انتظـاري يذيـب السنيـن
و أعلــمُ أنــك لــن تقـدمــا

* * *

وفـي ليلـة مـن ليالـي الشتــاءْ
و قـد لَفِّنـي وفتاتــي غطـــاء
سـأرنـو إلـى البـاب مرتاعــةً
وأتلـو عليهـا ( نشيـد اللقـــاء )

* * *

سأغمـر بـالذكريـات البِعـــادْ
مُنـىً في النهـار ، رؤىً في الرقـاد
و يبقـى حديـث الهـوى قصــة
أبـت أن تُتَمّمَهـــا شهـــرزاد



زهرة الميموزة


نفترق الان صديقي بلا ضجة

من غير ذنوب ..وبغير عيوب

لن تتبرأ أوراق الورد الذابل…من ماضيها

بعض اللون و بعض العطر..سيبقى فيها

نفترق الان كمهرين بصحراء.. و صديقين بلا أخطاء

نتباعد ما أمكننا عن جثة ذاك الحب

فذباب الملل الازرق صار يطن قريبا….. نفترق الان…

الريح خيول سباق لامرئية.. شجر الحور يراها

فيصفق أعجابا بأكف فضية

الان……. أيا من كنت حبيبي

يخجلني تمثيل اللحطات الوردية

وزهور الميموزا …. تغلق دون اللمسات اللاودية


مسدودة طريقي


مازلتُ مولَعةً ، تدري تَوَلُّـعُها
مشدودةً لكَ من شَعري ومن هُدُبي

من دونكَ العيشُ لا عيشٌ ، وكثرتُهُ
دربٌ يطولُ ، فما الجدوى من النَّصَبِ ؟

مَرَّ الخريفُ بُعيدَ الصيفِ ، والتحفتْ
من بَردِها الريحُ في تشرينَ بالسُّحُبِ

ولا سؤالَ ، ولا أصداءَ من سَمَرٍ
فهل لِصَمتِكَ يا أفديكَ من سببِ ؟

عَوَّدْتني تَرَفَ الأسمارِ ” يا ملكاً
من ألفِ ليلةَ لم يخطرْ على الكتبِ ”

الله ! لو تحفظُ الأسلاكُ ما حملتْ
فرائداً من عيونِ الشعرِ والأدبِ

نوادراً لم تكن مَرَّتْ على شَـفةٍ
عفواً تجيءُ التماعاتٍ كما الشُّهُبِ

أراكَ مُستوحِشَ الأظلالِ يا سَعَفاً
ما كانَ أزهاكَ بي في موسمِ الرُّطَبِ !

بمن تُعَوِّضُني يا من تُـقَـطِّـعُـني
شِبها بتلكَ ، وهذي ، إذْ تُمثِّـلُ بي ؟

أظنُّ قد جاءكَ الواشونَ عن غَرَضٍ :
مُخَضَّبينَ قميصي من دمٍ كَذِبِ ،

وكانَ منكَ شفيعي مُرهَفٌ فَطِنٌ
وقد بدا لي تغاضيه من العَجَبِ .

ما ذاكَ عَتبٌ ، وهل عَتْبٌ يُبَـلِّـغُـني
لو كنتُ من مازنٍ جادتْ بلا تعبِ

لكنها طُرقي مسدودةٌ أبداً
وإن تباهَتْ بِـوَفرِ الماءِ والعُشُـبِ

عُـدْ لي صديقاً ، أخاً ، طفلاً أُدَلِّـلُـهُ
عُـدْ لي الحبيبَ الذي كم جَـدَّ في طَلَبي

عُـد سيدي ، تلك دونَ الشَّـمسِ منزلةً
أحلى المناداةِ عندي سيدي وأبي






للحب أغني


لكَ أنتَ أُغنِّي
حُبُّكَ أنتَ هو الخالد
أعداءُ الأمسِ على جُثثِ القتلى
تشربُ من نَـخْـبٍ واحد .

لكَ أنتَ أُغَنِّي
صوتُكَ يختَصِرُ التاريخَ إلى أغوارِ الصَّمتْ
تُشبِهُكَ الدنيا ـ تختصرُ الكونَ ـ
وأنتَ … خُلاصتُها أنتْ .

للبحر شبيهِكَ أكتبُ شِعري
أَتَنَشَّقُ مِلءَ الرئتينِ على الشاطئِ
سفناً لم يدهَمْها القرصانُ
وحورياتٍ
ولآلئْ
لسماءِ الله أُغَنِّي
زرقةُ هذا السَّقفِ المتناهي البُعدْ
وحُــبُّكَ
شيئانِ بلا حَدْ ،
فليتوَزَّعْ مَجدُ الشِّعرِ على الشعراءْ
حينَ تَمرُّ فصولُ العام
تَتَبَدَّلُ ألوانُ الأشجارِ ، وأوزانِ الأشعارِ
وأحوالُ الرؤساء ،
ويظلّ الحبُّ هو الخالدُ
إذْ أعداءُ الأمسِ على جُثثِ القتلى
تشربُ من نَـخْـبٍ واحد

عيون المها


لِمَها الرُّصافةِ في الهوى سِفْرُ
لِعيونِها يتفجَّرُ الشِّعْرُ

سَهِرَ الضِّياءُ على شواطئها
وصحا على لأْلائهِ النَّهرُ

و أثارتِ النيران رِعشتُهُ
فتعلَّقتْهُ طُيوفُها الحُمرُ ،

تكبو السَّمومُ فما تُقارِبُها
وتزورُها الأنسامُ والقَطْرُ

وأبو نواسٍ سامِرٌ جَذِلٌ
في كأسِهِ تتألَّقُ الخَمرُ ،

يُومي لأهلِ الكرخِ في مَرَحٍ
ما تُؤجرونَ به هوَ السُّكرُ

دارُ النِّخيلِ الكرخُ ، أطيبِهِ ،
فعلامَ طبعُ نَزيلِهِ مُـرُّ ؟

وَلمَ الرُّصافةُ في تأنـُّقِها
بالكرخِ ليس لأهلها ذِكرُ ؟

يا ثِقلَ كرخيٍّ نُجاذبُه
لطفَ الهوى ، ووِصالُهُ نَزْرُ ،

مُتَرَدِّدٌ بالزهوِ ، أعْجَبَهُ
أنَّ الأحبَّةَ حَولَهُ كُثرُ

يدنو ، فتحسَبُ أنتَ لامِسُهُ
ويغيبُ ليس لِلَيْلِهِ فجرُ ،

ويقولُ : ” مُشتاقٌ ” . وفي غَدِهِ
يتمازجانِ : الشَّوقُ والهَجرُ .

ونُريدُهُ ، وَنُـلِـحُّ نطلُـبُهُ
فيجيئُنا من صوبهِ عُذرُ ،

ويَـظَلُّ هذا الجسرُ يفصلُنا
وكأنَّ دجلةَ تحته بحرُ

خُلِـقَتْ جسورُ الكونِ مُوْصِلَةً
إلاّ ” المُعَـلَّـقُ ” أمرُهُ أمرُ

العشاء الأول

تَـذكرُ ؟ إذ صافحتني
أوّلَ م التقيتَني

وهاجِسٌ من الهوى
إلى الهوى يَشُدُّني ؟
دُختُ ، شعرتُ بالدُّوارِ
حينما لمستَني
ولم تكن تَـعْـرِفُني ،
أدري إذا عَرَفتني
تُحِـبُّني ،

فكنتُ من مائدتي
أحرِصُ لا تُبصِرني
وأحتمي بجارتي
وإن تُمِلْ ..

مروحتي تحجبُني ،
وأسرقُ النظرةَ أحياناً ..
فلا تلمحني .

وانتهتْ الحفلةُ إذْ سألتَ عنّـي :
أينها ؟
من بعد ما افتقدتَني
ـ تعرفني اسماً كنتَ ، لا تعرفني .. ـ
وكنتُ غادرتُ إذْ استوقفْـتَني ..
سألتني ، سألتني ، سألتني ،
فلم أُجِبْ عن كلِّ ما سألتني

ولم تَزَلْ كَـفُّـكَ في كَفِّـي
إلى نِـهايتي تَشُـدُّني
يدي على فمي
وقلبي في انعدامِ الزمنِ

خرساءَ كنتُ
و ضحِكتَ واثقاً
زعزعْتَـني
ضِـحْـكتُـكَ الشَّمْـسُ بُعَيْـدَ مطرٍ تَـغْـمُـرُني
عَـجِـبتُ كيفَ لم أذُب
بدفئها

وكيفَ رجلي لم تزلْ تحملني ،
مُـدَّخَـرٌ حُـبُّـكَ لي
بين ثنايا زمـني

طريق الصمت


حَـذَّرتُـكَ
لا تسألني تفسيراً
إن سرتَ معي ،
ورضيت .

لم يَـطُـلِ الدربُ كثيراً ،
قلتَ :
” أما كنتِ قتلتِ فتىً بالأمسِ ؟
كانَ رقيقاً ومريضاً ومُـحِـبَّـاً و … ”

ـ يا ولدي

سيكونُ فراقاً هذا
هلاّ أقصرت .
كان مريضاً ورقيقاً ومُحِـبّـاً
حَـسَـنٌ ، ماذا يحتاجُ المَـيْـت ؟

ثم مشيـنا ..

حَـذَّرتُك لا تشتم أصحابَ الأمسِ
وأنتَ تسيرُ معي ،
فشتمت .

ثم مشيـنا ..
كانت عيناكَ تفرّانِ على الجهتينِ
إذا مَـرَّتْ بنت
كنتَ قريباً منّي
وبعيداً عنّي
مغروراً كنت .

ثم مَـــشـيـنا ..
وعطشـنـا
فتوقَّـفنا نشربُ
أشهدُ أنِّـي لم أشربْ من قبلُ
كما بالأمسِ شربت
الكأسُ أنا
والخمرةُ أنت .

ثم مشيـنا
واطـمـأنت
قلتُ ادخلْ يا آدمُ
دونَكَ أشجارُ الجنّـةِ
جَـرِّدْها غُـصُـناً غُـصُـناً
إلاّ شجـرَ الحزن ..

فأنا أفـزَعُ أفـزَعُ من أشجار الحزن .

أعرضْتَ عن الأغصانِ المسموحِ بها
وعصيت ؛
اسودّتْ أشجارُ الحزن غيوماً
في عيني
وبكـيت ،
مطروداً تخرجُ يا آدمُ
فارجِـعْ من حيثُ أتيت


المصدر :



http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=20586