المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة نجاج سلسله مطاعم البيك


نوره عبدالرحمن "سما"
18-07-2010, 01:46 AM
سلسله مطاعم البيك

http://q6ooof.net/up1/uploads/images/q6ooofa8a0deb5ca.jpg

ندوة بعنوان قصة نجاح البيك في الغرفة التجارية بمدينة جدة وكان المحاضر هو رامي أبو غزالة صاحب سلسلة مطاعم البيك، وتحدث عن مشوار نجاحهم وكيف تغلب على الصعاب التي واجهتهم:

من قبل 35 سنة كانت المملكة تعيش فترة الطفرة فكان الناس أكثر أكلهم خارج المنازل فكان هناك حاجة ماسة إلى مطاعم صحية فجاءت الفكرة من الوالد في البحث عن مطاعم نظيفة تقدم وجبات صحية للمجتمع, لأنه في تلك الفترة كانت المطاعم شعبية وغير نظيفة, فاخذ يبحث في السوق المحلي (دارسة جدوى) فلم يجد ما يريده, ثم سافر إلى الخارج وتعاقد مع شركة تسمى (البروست) فكانت هذه أول كلمة تدخل في مصطلح الشارع, وكان الوالد وكيلها في المملكة – جدة.

فعندما بدأ كان هو الذي يعمل الأكل ويستقبل الزبائن ويتحاسب معهم ويعمل كل شيء في المحل لوحده وكان هذا الأمر صعباً جداً عليه, وبما أن الفكرة كانت جديدة على المجتمع فكان تقبل الناس بطيء جداً لأنهم تعودوا على دجاج أبو سيخ وكانت بدايته في 1974وهي أول بداية وأول فرع كان في المطار القديم, وكان زعلان جداً وقلق بسبب قلة الزبائن فلم يكن يأتي سوى 100 شخص على مدار السنة. رغم ذلك فانه كان شديد الإصرار على النجاح.

وبعد سنتين توفى الوالد وكنا ما نزال في الجامعة (إحسان ورامي) فجاءنا خطاب من الشركة التي كان متعاقد معها الوالد تخبرنا بان الوكالة ألغيت بسبب موت الطرف الآخر ( الوكيل ), فأصبح العمل كله ضائع، و ما كان لدينا رؤية لكي نكمل هذا المشوار, بعد سنتين من الحادثة تخرج الابن الأكبر (إحسان) من الجامعة تخصص (بترول ومعادن) فأخذ يفكر في طريقة ليكمل المشوار الذي بدأه الوالد فوجد فوضى كبيرة مثل الخسائر ومؤسسات كانت لدينا غير مجال المطاعم، فمثل هذا الشاب كان في مطلع العمر واتخذ قراراً جريء جداً وهو أن يصفي كل الأعمال الموجودة ويختصرها على شغل المطاعم, وهذا القرار اثر علينا حتى هذه اللحظة وهو أن نعمل في مجال المطاعم بالرغم من انه في غير اختصاصنا،
تخرجت أنا ( رامي ) بعد سنتين من الجامعة, ثم جاءت رسالة من البنك بمديونية بالملايين,

فأعطانا البنك خيار من اثنين:

أولاً: إما أن نسدد الديون على دفعات لمدة سنتين.

ثانياً: نحجز كل الممتلكات.

ولكن بسبب وجود حافز لدينا في إكمال المشوار الذي بدأه الوالد اخترنا التوقيع على كمبيالات ودفعناها على مدى سنتين.

وكنا نستخدم التقشف فكنا نعمل في مكاتب صغيرة جداً وضيقة حتى السقف كنا نحني رؤوسنا عندما نقف، وألغينا الشاهي والقهوة في المكاتب, وقد علمتننا هذه التجربة كيف نحافظ على أموالنا وحلالنا, وتعلمنا أيضا أن لا نأخذ قرض من أي بنك.

وأصرينا على المعرفة وان نعرف كل شيء يتعلق بمجالنا على أساس نستطيع إدارته بشكل سليم
فسافر أخي ( إحسان) إلى فرنسا لدراسة علم (تكنولوجيا الإدارة) والتي من خلالها استطعنا أن نصل إلى الاستقلالية في العمل بمعنى أن نتخلص من موضوع الوكالة فقد كنا نشتري الخلطات السرية من الشركات وهذا كان مكلف, فأخذنا نفكر بأنه عندما نتوسع في العمل يجب أن يكون لدينا علم يغنينا عن هذه الشركات.

فاشتغلنا على الخلطات السرية وجربناها على الزبائن دون علمهم, فأخذت منا هذه المرحلة من 3 إلى 4 سنوات, فقد كنا يومياً نحضر المواد الأولية نشحنها على السيارة ونغلق الباب في محل سري لا يدري عنه احد، نحضّر فيه الخلطات ثم نذهب بها إلى مركز الإنتاج.

بالنسبة لي كان لابد أن اعمل أنا بنفسي, فخلعت الثوب ولبست زي المطاعم وجلست فترة طويلة في المطاعم على ركبي نظفت الحمامات ومسكت المكنسة وتعلمت كيف اكنس وامسح الغبار, تعلمت خدمة الزبائن والكاشير, فهذه شغله ضرورية جداً لأي شاب يبدأ عمله الجديد، بعد ذلك واجهتنا مشكلة وهي وجود 400 مطعم بروست في مدينة جده وحدها, وقد أسيئ لكلمة ( بروست) بمعنى الكلمة, فلو أخبرت شخص في ذلك الحين عن مطعم بروست فسوف يسألك ( هل هو صحي هل هو نظيف .. الخ ) فكان لازماً علينا أن نميز منتجنا عن باقي المطاعم المنافسة، فأخذنا في تدريب العاملين على فن الخدمة وترتيب العمل والجودة في المنتج حتى يلمس الزبون الفرق بيننا وبين المطاعم الأخرى, وأيضا جاءت فكرة اسم ( البيك ) وحتى ننفصل عن اسم البروست فاجتمعنا نحن العائلة وبدأنا بكتابة قائمة كبيرة بأسماء مقترحة حتى توصلنا إلى اسم ( البيك ) وهو مأخوذ من المصطلح العثماني ( الباشا).



o أسباب نجاح البيك كشركة:
تعتمد الشركة على أربعة أعمدة رئيسية إذا فقدت واحدة اختل التوازن وهي:


1. الناس : وهم الزبائن والعاملين , فقبل أن نتخذ أي قرار كان يجب علينا أن نراعي ما هي الفوائد التي سيجنيها الزبون والعامل أيضاً.

2. الجودة ( جودة الأكل وجودة الخدمات ) فان لها أولوية.

3. الربح طويل المدى : لا تفكر في الربح القصير فان أي شيء يأتي بسرعة سيذهب بسرعة, فلقد استمرينا أكثر من 25 سنة بسعر (10 ريال) وكان بإمكاننا أن نزيد من السعر, ولكن التزامنا بالربح الطويل هو الذي ساعدنا على النجاح .

4. التفاعل مع المجتمع : أي شركة أو فرد يفكر انه يستطيع أن يعيش في مجتمع يظل يأخذ منه ولا يعطي في المقابل فهذا عنوانه الفشل.


هذه هي الأربع عناصر التي يجب أن تتوفر في أي عمل .