المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «صخب الآخرين في الجسد الواحد» حديث عن تجربة المونودراما


نوره عبدالرحمن "سما"
18-07-2010, 04:07 PM
«صخب الآخرين في الجسد الواحد» حديث عن تجربة المونودراما



http://www.alriyadh.com/2010/07/15/img/843212168819.jpg
د. بكر الشدي


كتبه / عبد العزيز صالح الصقعبي

في البدء هل هيأنا أنفسنا للحديث عن التجارب المسرحية، إنها محاولات وليست تجارب، ولنكن صادقين مع أنفسنا، إنها محاولات، تصل لدرجة المغامرة، ولكن نحن قررنا منذ أن وطأت أقدامنا خشبة المسرح، أن نتدثر بهمومه أكثر من أفراحه، ومشاكله أكثر من متعه.
نحن مسكونون بهم المسرح
وإن قال سعد الله ونوس نحن محكومون بالأمل، أضيف والألم.
لقد أعجبتني مقولة لبيتر بروك وردت في كتابه الباب المفتوح أفكار حول التمثيل والمسرح والتي ترجمها ضمن الأعمال الكاملة الناقد الذي رحل عنا منذ أيام فاروق عبد القادر يقول بروك"" إن الحياة في المسرح أكثر قابلية للقراءة وأكثر قوة لأنها أكثر تركيزاً، فعملية اختصار المساحة وضغط الزمن يخلقان درجة من التركيز"
عندما بدأت علاقتي بالمسرح لم أكن أعرف مقولة بيتر بروك تلك، ولكن في الوقت ذاته أشعر بأن كل عرض مسرحي أشاهده يفتح نافذة على حياة مذهلة غالباً لا أعيشها، لم تكن هنالك مسارح في مدينة الطائف، هنالك مشاهد مسرحية تقدم بين فقرات الحفلات المدرسية، هنالك بعض المسرحيات يعرضها التلفزيون السعودي، لذا فعندما سنحت لي فرصة دراسة اللغة الإنجليزية في بريطانيا فترة الصيف، وأنا في سنتي الجامعية الأولى في 1978م على ما أذكر، لسد عجز اتقان اللغة الإنجليزية بصفتي خريج دار التوحيد، وحتى أتمكن من مواصلة الدراسة الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة العربية، الجميل أن معهد اللغة والذي يقع في مدينة ”نورج" شمال شرق لندن .. كان يقيم بعض الأنشطة، والفعاليات، ومن ضمنها، حضور بعض المسرحيات، بأنواعها المتعددة: الكلاسيكي، البانتومايم الإيمائي، وغيرها.
بالطبع كانت لغتي بسيطة فلم أكن أستوعب تلك الأعمال كنصوص، ولكن كنت أستمتع بالعروض المسرحية، ذات يوم كانت هنالك رحلة لمشاهدة عرض مسرحي..
جلست مع بعض الأصدقاء، على مقاعد خشبية، بسيطة، مقابل مسرح صغير، كانت هنالك امرأة.. تتحرك وسط إكسسوارات متناثرة توحي بأنها أثاث منزلي، المرأة وحيدة ، تتحدث وتتحرك.
كانت تقترب من الحضور تتحدث معهم تنظر إليهم.. أخافتهم عندما غضبت وارتفع صوتها، تفاعلوا معها، مع معاناتها،
لا أذكر تماماً مقدار زمن المسرحية ولكن غالباً أكثر من نصف ساعة ، وكما أسلفت لو كانت لغتي الانجليزية جيدة ربما استمتعت بما تقوله، ولكن كان إلقاؤها جيداً وموصلاً لجزء كبير من الفكرة.
انتهى العرض لتنتهي تلك الحكاية ، ولتنبثق في ذهني عدة أسئلة، تبقى أغلبها بدون إجابة حتى وقتنا الحاضر، من تلك الأسئلة : لماذا ممثل واحد؟ هل هو رغبة بالتقشف أم أن القصة أو الحدث لا يحتمل أكثر من ممثل واحد؟، هل سيتقبل كل متفرج مسرحية لا يوجد بها سوى شخص واحد؟، هل يقدر كل ممثل أن يكون هو الشخص الوحيد، وغير ذلك من الأسئلة.




http://www.alriyadh.com/2010/07/15/img/854651038337.jpg

ناصر القصبي



بدأت أبحث في تراثنا العربي عن شيء مشابه، هنا تذكرت الراوي أو الحكواتي ذلك العربي الذي يسرد قصص ألف ليلة وليلة وتغريبة بني هلال والزير سالم ، وقد سمعنا عن ابن المغازلي وغيره من الرواة والحكواتية في تراثنا العربي ، بالطبع هناك اختلاف كبير بين الحكواتي، وممثل مسرحية الشخص الواحد.
فالحكواتي يتحدث فقط، ربما يغير بعضهم بنبرات صوته، يتحرك قليلاً يصرخ يبكي، ولكن يبقى يتحدث، أما مسرحية الممثل الواحد، فهنالك شخص رجل أو إمرأة، يتحرك، وبالطبع يتحدث، ولكن حديث بنسق خاص.
العرض الذي قدمته تلك المرأة الإنجليزية، بقي يشغل ذهني، حتى استطعت أن أتعرف على المونودراما، ومع الزمن بدأت تتضح لي كثيراً من الأجوبة حول هذا المسرح، قد يكون مريحاً ولا يكلف كثيراً، فربما لا يحتاج العرض إلا لممثل واحد ومخرج واحد، وشخص يقوم بمساعدة المخرج في الإضاءة والصوت، إذاً هي وسيلة للتقشف وتوفير المصاريف، وهذا ماحدث عندما مثلت مسرحية صفعة في المرآة في المملكة فقد كان طاقم المسرحية مكون من اثنين فقط الممثل الذي يقوم بالدور الوحيد وهو الدكتور بكر الشدي رحمه الله، والمخرج الفنان عبد الرحمن الرقراق، كانت المشاركة الأولى في الجزائر عام 1984م ثم في نفس العام في المغرب، ولا أريد أن أعلق على عدم مشاركة المؤلف للعرض في المغرب،ربما كان هنالك توجه للتوفير، عموما، السؤال الذي ألح علي عند مشاهدتي للعرض الإنجليزي عن التقشف كان منطقياً، أما كون النص لا يحتمل أكثر من ممثل واحد، فربما يكون كذلك، ولكن ثمة نصوص كثيرة بالإمكان أن تكون مونودراما وبالإمكان أن تكون نصوصاً مسرحية بشخصيات متعددة، من أمثلة ذلك قصة موت موظف لشيخوف التي أعد منها أمين بكير نص الممثل الواحد بعنوان " ومن العطس ماقتل" النص ذاته قدم كفيلم سينمائي بشخصيات متعددة بطولة سمير غانم إن لم تخني الذاكرة، إذا قضية النص لممثل أو أكثر، تحددها قدرة الكاتب في إقناع المتفرج أن النص بصورته التي كتبها لا يحتمل أكثر من ممثل واحد.
يبقى الأمر المهم وهو قدرة الممثل على تقديم النص وحيداً، فبدون الحضور المسرحي للممثل، سيفشل العمل،أمر آخر يجب أن يتقبل الجمهور الممثل ويتابعه، ويجب على الممثل أن يهتم بإيقاع العمل، إن مجرد صمته للحظات أو خفوت صوته، سيتسبب بتسرب النعاس إلى أجفان الحضور، وهذا ما نشاهده في كثير من المحاضرات ، وبالذات عندما يكون الإلقاء رتيباً، لذا يجب على الممثل أن يتحرك، ويواجه الجمهور، يتلاعب بأعصابهم، يجعلهم يضحكون، ويبكون، يمتعهم، حتى أن بعض الممثلين يمارسون الرقص، يقول سمير العصفوري في حديث لمجلة الرولة: بالنسبة لمؤدي فن المونودراما ينبغي أن يستعرض أمامنا مهارات متفردة ومنفردة كأن يمثل ويرقص ويغني ويجسد أمامنا العالم بكل ما يحتويه هذا العالم من أشباح وأرواح وآفاق" ، ولكم أن تتخيلوا الممثل اللبناني الذي قدم العديد من مسرحيات الشخص الواحد (رفيق علي أحمد).







http://www.alriyadh.com/2010/07/15/img/346402721379.jpg


د.راشد الشمراني




وحيث أننا نتحدث عن الممثل دعوني أقدم لكم مقولة ثانية لبيتر بروك في كتابه النقطة المتحولة يقول بروك" على الممثل ألا يكتفي بتقديم ما يفهمه، لأنه في هذه الحالة سيجعل سحر الدور على قد مستواه، بل عليه أن يجعل الدور يثير في نفسه كل الأصداء التي لا يستطيع أن يبلغها وحده" لا أريد أن أعلق على كلمته ، ولكن أعتقد أن كل ممثل سيستفيد من هذه المقولة لو توقف عندها كثيراً.
وحقيقة إن حضور الممثل وإبداعه يضيف الكثير للعمل، وقد لاحظت ذلك في تجربتي مع راشد الشمراني وبكر الشدي في صفعة في المرآة، وناصر القصبي في واحد صفر ، وللأسف لم أتمكن من حضور مسرحية البديل التي قام بالدور الوحيد بها الفنان إبراهيم الحارثي وأخرجها أحمد الأحمري، وذلك في المهرجان السعودي الأول لمسرح المونودراما والذي أقيم عام 2004م في الطائف، وأنا هنا أتكلم عن أعمال المونودراما، وما ينطبق على هذا الفن المسرحي ينطبق على النصوص العادية والتي تعتمد على عدد من الممثلين، لذا نجد أن هنالك ممثلين وهنالك كومبارس، ولحسن حظي وفقت بمجموعة من الممثلين الجيدين الذين قدموا مسرحية اللعبة التي قمت بإعدادها عن مسرحية المقهى الزجاجي لسعد الله ونوس، وإخراجها أيضاً، وكذلك وفقت بالحضور الجيد للممثلين الذين قدموا مسرحية واحد إثنان ثلاثة، والتي أخرجها نايف خلف، لذا فالممثل مهم لنجاح مسرحية المونودراما، وأذكر أن هنالك ممثلاً مغربياً يقوم بالكتابة والتمثيل والإخراج، وكان يشارك بالعديد من المهرجانات المسرحية وهو (عبد الحق الزروالي) .
أعود لتجربة الكتابة.. كنت أنتظر فرصة الاقتراب من المسرح والمشاركة فيه، في الوقت ذاته كنت أبحث عما هو مختلف، ربما، وهنا دعوني أتحدث قليلاً عن نفسي بصدق وشفافية، أقول ربما لو لم أطلع على تلك التجربة المسرحية للمثلة الإنجليزية لما عرفت مسرح الممثل الواحد أو المونودراما، وربما لما كتبت مسرحية " صفعة في المرآة " في أوائل عام 1983م وما تبعها من مسرحيات.
وعندما كتبت تلك المسرحية، كانت علاقتي بالمسرح علاقة متفرج فقط، لم أكن بعيداً عن الكتابة، ففي وقتها كنت أنشر قصصاً قصيرة في أغلب الصحف والمجلات السعودية، ولكن ثمة متعة خاصة بالمسرح، عرفتها كثيراً عندما صفق الجمهور بعد انتهاء العرض الذي قدمه الزميل الدكتور راشد الشمراني ، وبعد ذلك الزميل الدكتور بكر الشدي رحمه الله، ثم ناصر القصبي .. وهكذا..مع كل عرض، أشعر بمتعة الانطباع المباشر لدى المتلقي.
إنها متعة عندما تكتب أي نص، حتى لو كان هذا النص كلمة يلقيها مذيع في حفل رسمي.
ولكن هل ننتظر الإلهام ليأتي النص كيفما اتفق، بكل تأكيد لا، لا بد أن يكون هنالك وعي بالنسق الكتابي، فحين أقرر أن أكتب عملاً مسرحياً، فلابد أن أتخيل خشبة المسرح، وهيئات الممثلين، بالطبع آلية كتابة النص المسرحي لا يمكنني التحدث عنها الآن لكونها تحتاج إلى دورات وندوات ومحاضرات كثيرة، لذا فمن المهم أن يعرف كل واحد ما هو النسق الذي سيكتبه، وهنا تأتي الصنعة والممارسة، عندما قررت كتابة "صفعة في المرآة" كان كل شيء واضحاً في ذهني، شجعني حرص الزميل راشد الشمراني على تنفيذ ذلك العمل المغامرة، وكان فرع جمعية الثقافة والفنون أرضا خصبة لهذه البذرة التي تعد أول تجربة في المملكة إضافة إلى دول الخليج العربية، كانت الرسالة القصيرة للعمل، كيف يتعرى الإنسان أمام المرآة، ولو واجهها هل سيتلقى صفعات، كيف يتعرى، طبعاً يتعرى مجازاً عندما يتبنى مشروعاً ليس لديه معلومات كاملة عنه، وينتظر من الآخرين مساعدته، عندما لا يكون لديه الغطاء الذي يقيه من الصفعات والفضيحة، فالممثل في النص قابع في بيته، في انتظار خبر يأتي به صديقه، الذي يتأخر عليه بالرد مما يجعله يتصل عليه ولا يعرف أنه المتحدث، ويستغل صديقه مشكلته بعدم معرفة الآخرين وعدم تمييز أصواتهم فيتلاعب بأعصابه، "وقتها لم يكن هنالك هاتف محمول ولا إظهار رقم المتصل" ، يعيش صراع علاقاته مع الآخرين.
لا أريد أن أحكي لكم قصة هذه المسرحية ولا بقية المسرحيات مثل واحد صفر و ولادة متعسره وأنا لست أنا، وغيرها، فهي صدرت أو ستصدر قريباً، ولكن وقبل أن أتحدث عن كتابة المونودراما، أقول إن هنالك دراسة متميزة للدكتور سعيد السريحي ، نشرت في التوباد عن مسرحية صفعة في المرآة.
كما قلت لكم إن الفكرة إلى حد كبير وصلت لمرحلة النضح والتي كانت ربما مصدر إلهام، ولكن بكثير من الصنعة، وحول الإلهام أتذكر مقولة لبرنارد شو يقول فيها ( إنني لا أسترشد بالقواعد المسرحية، بل أنا شخص ملهم ولست أدري كيف أستقبل هذا الإلهام، وأنى يأتي إلي،لا يمكن أن يكون ذلك إلا إلهاماً فإنه يهبط علي من غير أن يكون لي غرض أو صالح شخصي.
وليس هذا فيما أرى مانعنيه إذ نقول إننا نسترشد بالقواعد المسرحية، بل هو الهذيان بعينه،وليس الهذيان المعقول إلا ما نسميه مسرحية أو تمثيلية)(انتهى كلامه)
لذا فقد اقترن الإلهام بالصنعة في كتابة مسرحياتي، ففي مسرحية صفعة في المرآة اخترت ، مكاناً واحداً وهو أشبه بالغرفة، مقاعد متناثرة، واخترت بعض الاكسسوارات التي تخدم النص، لوحة الموناليزا، الهاتف، وبعد ذلك بدأت المسرحية بحديث الممثل الذي هو أقرب للمونولوج، والذي يقترب من الحوار الداخلي غير العلني تجاه موقف معين لايمكن الإفصاح عنه ، وبالطبع يختلف عن التمثيل الذي يعتمد على الافصاح والوضوح، وهنا أمر مهم، يجب أن نعي أهمية الصراع، لنحقق التوازن في النص المسرحي، وبالذات الصراع النفسي، وصدى الصراع مع الآخرين، وردة الفعل لقاء أمر معين، ففي مونودراما واحد صفر كانت هنالك ردة فعل لقاء الحصول على مبلغ من المال، أعقب ذلك صراع مع هذا الطارئ، وفق ثلاثة مواقف قبل، حينما كان البطل معدماً، وحالياً بعد حصوله على المال، وفي المستقبل.
صدقوني إنها متعة، عندما تجعل بطل مسرحيتك يعيش صراعات مختلفة، مع نفسه، ومع القيم، ومع الآخرين، ومع جميع المؤثرات حول، المكان والزمان ، والرائحة والصوت والضوء.
أنت عندما تكتب نصاً مسرحياً شائكاً ومشوقاً، كنص الممثل الواحد، فلا بد أن تتخيل نفسك كعازف آلة العود، لا بد أن يكون لديك القدرة على التلاعب بالأوتار، لتخرج أصواتاً متناغمة، وتمتع كل مستمع، آلة العود هي الممثل الواحد، والعازف هو الكاتب، بالطبع، إذا لم تكن الأوتار مشدودة وموزونة، لن يكون هنالك صوت جميل، وبكل تأكيد أن العزف الجيد ليس بيد واحدة بل بيدين ولا بد من موصل للصوت ومكان يجعل العازف مرتاحاً وهو يبث إبداعه، كذا المسرحية.
دعوني أقف عند نقطة أخيرة وهي، الهرولة أمام الصرعات والتجارب وما هو مختلف، ولن أخرج عن إطار السرد، عندما أطرح المونودراما، والقصة القصيرة جداً، ففي الوقت الحالي اتجه كثير من كتاب القصة إلى كتابة القصة القصيرة جداً، بدون وعي، وكتابة القصة القصيرة جداً تعني إجهاض نص قصصي جيد، لأجل نزوة النص القصير جداً، أو تقديم نسق مشوه بين الخاطرة والمقولة القصيرة، ولن أطيل لأننا لسنا في مجال الحديث عن القصة القصيرة، ولكن الشيء بالشيء يذكر، فكما هنالك صرعة القصة القصيرة جداً، جاءت صرعة المونودراما، هنالك من أراد أن يقدم مونودراما، فقدم شخصاً يتحدث عن مجموعة من الأشخاص، ويحكي بأصوات مختلفة حوارات من المفترض أن تكون بين أكثر من شخصية ماثلة على خشبة المسرح، وأعتقد أنه كان من الأفضل لو كتب نصاً متكاملاً وقدم عدة شخصيات مختلفة ومتباينة، وأنا أقولها بكل صراحة، لا بأس بتقديم أعمال مونودراما، ولكن نحن نحتاج لأعمال مسرحية متكاملة، بشخصيات متعددة، لذا لا نستغرب عندما يكون توجه أغلب كتاب ودارسي فن المسرح إلى المسرح العادي بأنواعه المختلفة دون التوقف عند المونودراماً، لكونها نوعا من التجريب، وهنالك عدد من الأعمال المسرحية بداخلها منولوج لأحد شخصياتها أو ما يشبه المونودراما.
ليس هذا فحسب بل إن هنالك العديد من الدراسات حول مسرح المونودراما من ذلك دراسة الدكتور حمدي الجابري، التي عنونها ب" المسرح الكاذب الذي خدعنا المونودراما، حيث تحدث عن لجوء بعض الأفراد لتقديم عروض المونودراما ومهما كانت المسميات الدعائية، لايعني أكثر من تأكيد درجة من درجات العجز عن تقديم مسرح حقيقي " والكلام للجابري" يخاطب الجماهير ويعبر عن أحلامها وآمالها، ومعاناتها، كما أن سيادة هذا النوع لا بد أن تعني أيضاً درجة من درجات الاستسلام أمام طوفان المسرح التجاري في عالمنا العربي، وذلك باكتشاف نوع مسرحي منقرض لتقديمه للجماهير وهو المونودراما التي لا يلجأ إليها المسرح التجاري، وبالتالي يتحقق نوع من من التفرد ببعض العروض شبه المسرحية التي توهم بوجود حركة مسرحية" وقد طرح مجموعة من الآراء حول هذا المسرح من ضمن ذلك رأي المخرج الأردني حاتم السيد الذي أخرج مونودراما حال الدنيا والتي من تأليف ممدوح عدوان،يقول حاتم" أنا ضد المونودراما لأن المسرح حركة وحياة ، ومشكلة المونودراما لا تمكن دائماً من تقديم حياة بكامل أبعادها وعرضها على خشبة المسرح.. ثم أنها جماهيرياً غير ناجحة .. لأنه من الصعب أن تعثر على ممثل قادر على شمولية التعبير والحركة، وعلى تجسيد بقدرة كبيرة ذلك الديالوج الذي يفجره من الداخل ما يبدو أنه مونولوج في المونودراما"
وأنا أستعرض هذه الآراء لست ضد المونودراما، ولكن أرى ، وهو رأي خاص، أنه لايحتاج أن يكون له مهرجان خاص، مع احترامي لكل مهرجانات المونودراما المحلية والعربية والعالمية، ويجب أن نعرف أن أغلب الدول بالذات العالمية، لديها مسارح متعددة ومهرجانات مختلفة، وماتقدمه من مهرجانات خاصة بالدراما هي مكملة لنشاط مسرحي كبير ومتعدد.
لقد كانت المونودراما هي العتبة الأولى التي صعدتُ عليها في سلم المسرح، ولا زلت أميل إلى كتابة مسرحيات المونودراما، ولكن إننا في هذا اللقاء والذي يهتم بالنص المسرحي، يجب أن نخرج بصيغة توصية لكتابة نص مسرحي متميز، لا نريد مسرحيات الفصل الواحد ولا مسرحيات المونودراما، بل نريد مسرحيات تقترن فيها المتعة بالفائدة.
ونحن هنا في المملكة ، وهذه اللقاء خاص بالنص المسرحي، يجب أن نبحث عن النص الجالب للجمهور وليس الطارد لهم، وبكل أسف كثير من الأعمال المسرحية التي قدمت في السنوات الماضية، وإن كانت تتميز برقي الطرح، وتجاوز الفكرة، ولكن بعضها طارد للجمهور، لنقترب كثيراً من هذا الجمهور ليتحقق الحوار الذي يبدأ من خشبة المسرح ويعم هذا الوطن الجميل.


*ورقة ألقيت في ملتقى النص المسرحي


المصدر (http://www.alriyadh.com/2010/07/15/article543963.html)

عاشقة مجدك
18-07-2010, 04:53 PM
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/1/8c6c7bfdchega0.gif

نوره عبدالرحمن "سما"
18-07-2010, 05:02 PM
حياك أختي ،،

minafamily
29-10-2010, 09:05 AM
موضوع هايل
مشكوووووووووور