المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرواية العربية الجديدة بعد كلاسيكيات نجيب محفوظ


نوره عبدالرحمن "سما"
24-07-2010, 01:59 PM
فخري صالح يرصد ملامحها في كتابه الجديد



http://www.aawsat.com/2010/07/18/images/art1.578638.jpg


يبحث الناقد الأدبي د. فخري صالح في كتابه «في الرواية العربية» مفاتيح تطور الكتابة الروائية العربية من خلال قراءة أبرز الأعمال الروائية لجيلي الستينات والسبعينات، ويرجع اختيار هذين الجيلين في تقديمه لكتابه إلى أنهما «نقلا الرواية العربية من أفق اليقين المستقر الهادئ إلى أفق الشك حتى في عملية الكتابة نفسها».

يتأمل الكتاب ظاهرة الرواية العربية الجديدة عبر قراءة عدد من نماذجها الأساسية التي غيرت في الشكل والرؤية، كما استقرت في أعمال نجيب محفوظ الروائية الكلاسيكية. ويقترح صالح صاحب «أفول المعنى في الرواية العربية» مصطلح «الرواية العربية الجديدة» في الفصل الأول، مقتربا من المفهوم النقدي في الرواية الفرنسية الجديدة، قائلا إنها روايات عربية «جديدة» لأنها تنتسب إلى حقل الانتهاكات والتعارضات التي جسدتها الرواية الأوروبية الجديدة، وبالتحديد الرواية الفرنسية، فهنا تقاطع في التسمية - كما يذهب الناقد - وهذا التقاطع «يقيم تشابكا على صعيد الرغبة في انتهاك الشكل والتعبير بصورة جديدة للعالم، أي بصورة مختلفة عن تلك الطريقة التي عبرت بها (الرواية الواقعية) عن العالم».

وعلى ذلك، يعرف صالح مفهوم «الرواية الجديدة» بأنه «لا علاقة له بالزمن بقدر ما ينطلق من اتباع نهج أو أسلوب مختلف، أو صيغة مغايرة تقتحم مكونات صيغة الكتابة الروائية السابقة». وليس مقياس النقد لديه استخدام الكاتب تقنيات سردية جديدة، وإنما لرؤيته للعالم التي تحدد طريقة استخدام التقنيات السردية وإمكانيات الإفادة منها. بموازاة هذا المصطلح يورد المؤلف في نهاية الدراسات «ملحقا» هو عبارة عن قراءة سجالية لكتابي إدوار الخراط «الحساسية الجديدة» و«الكتابة عبر النوعية».

وبنظرة لا تخلو من انتقائية، يعتمد المؤلف في دراسته على اختيار عدد من الروايات التي يراها معبرة عن منجز جيل الستينات الروائي والجيل الذي تلاه، ووضع هذه النصوص قبالة النص المحفوظي‏، حيث اختار روايتي «ثرثرة فوق النيل» و«ميرامار» مثالين لأعمال محفوظ.

المدقق في الدراسات التي شكلت فصول الكتاب يتبين أنها كتبت على فترات مختلفة، ويشير صالح إلى أنه كتبها بين عامي (1984-1998). وفي بداية كل دراسة يكرر نظريته النقدية في نقض الشكل الروائي الناجز المتمثل في أعمال نجيب محفوظ، وتثبيت العمل الروائي المدروس، الذي يفك ارتباطه بالشكل الروائي العربي الناجز، ليتخذ شكلا ومنظورا جديدين للرواية العربية.

خصص صالح الفصل الأول لتحليل روايات «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، و«البحث عن وليد مسعود» لجبرا إبراهيم جبرا، لإثبات أنهما تمهدان لأفق الكتابة الروائية العربية التي تتحقق في روايات جيل الستينات وما بعده.

فيما يقوم مجمل التحليل النقدي للروايات على الحديث عن المصطلح، وعلى تحليل علاقة بناء عناصر الرواية الشكلية بالرؤية التي تقدمها الرواية للعالم الذي تصفه، وتعيد رسم حدوده وموضع شخصياتها فيه. فمثلا رواية «رامه والتنين» لإدوار الخراط «تنعدم فيها الحدود الفاصلة بين الأنواع»، أي هي رواية عابرة للأنواع، وهذا ما طرحه الخراط في كتابه الثاني «الكتابة عبر النوعية: مقالات في ظاهرة (القصة - القصيدة) ونصوص مختارة». أما رواية «اللجنة» لصنع الله إبراهيم، فهي - حسب الناقد - تحيل الواقع إلى عالم متخيل، فيشتبك فيه العجائبي والغرائبي مع الواقع، بينما يتقاطعان مع بعضهما في رواية مثل «فقهاء الظلام» لسليم بركات، التي تسطر الواقع. وهناك رواية «الجبل الصغير» لإلياس خوري، التي تحول مشاهد الحرب الأهلية اللبنانية إلى عمل روائي متخيل، إذ يتداخل الفضاء المرجعي التاريخي مع الفضاء المتخيل الروائي، بينما تقوم روايتا «نزيف الحجر» و«التبر» لإبراهيم الكوني على «العلاقة المدهشة بين إنسان وحيوان في الصحراء». ويقدم الناقد أيضا قراءتين لأعمال روائية لجمال الغيطاني وإميل حبيبي، وهما عبارة عن قراءتين مسحيتين، كما أشار فخري صالح، لمنجز روائي ضخم قام بين اثنين من كتاب الرواية العربية الجديدة، واعتمد هذا المنجز على استعارة تقنيات السرد من التراث العربي القديم، في «ألف ليلة وليلة» و«المقامات» و«بدائع الزهور في وقائع الدهور» لابن إياس وكتاب «الخطط» للمقريزي.

الكتاب صادر مؤخرا في القاهرة عن دار «العين» في 240 صفحة، وكان قد سبق نشره عن دار «الدار العربية للعلوم» في بيروت عام 2009. وتبرر الدكتورة فاطمة البودي مدير دار «العين» إعادة نشره عن الدار بقولها: «المكتبة العربية تعاني من فقر الكتابات النقدية الرصينة، لذا من المهم لنا نشر كتب نقدية حتى لو كان من خلال إعادة نشر كتاب مهم مثل هذا الكتاب»، مشيرة إلى أن مفهوم «الآن»، المتضمن في عنوان الطبعة الأولى للكتاب ليس مفهوما زمنيا لكنه مفهوم نقدي ما زال صالحا للتطبيق».


الشرق الأوسط (http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&article=578638&feature=1&issueno=11555)

۩ŰňǾ Qứềẽή۩
25-07-2010, 03:26 AM
يسلموووو :)

نوره عبدالرحمن "سما"
25-07-2010, 05:18 AM
أهلا حياكم