المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غازي القصيبي.. الوزير الشاعر


نوره عبدالرحمن "سما"
15-08-2010, 04:50 PM
غازي القصيبي.. الوزير الشاعر

http://fnkuwait.com/nup//uploads/images/fnkuwait-d885449aa7.jpg



الاحد 05 رمضان 1431 الموافق 15 أغسطس 2010 (http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-14-137969.htm)

عبد المقصود خضر


لم يمنعْه تقلُّده الوزارة والمناصب الحكومية الرفيعة من ممارسة ميولِه الأدبية التي جعلتْه أحد أشهر الأدباء والشعراء في المملكة السعودية، ورغم أن إبداعاتِه كثيرًا ما أثارت جدلًا إلا أن قيمتها الفنيَّة العالية دفعت السلطات مؤخرًا لرفْع الحظر المفروض على مؤلفاتِه، والتي واجه بسببها نقدًا واسعًا، إنه الدكتور الوزير غازي عبد الرحمن القصيبي، وزير العمل السعودي، الذي وافته المنية صباح اليوم الأحد بعد صراعٍ طويل مع المرض.
هو من مواليد شهر مارس عام 1940 بمنطقة الأحساء، والتي عاش فيها سنوات عمره الأولى والتي اتَّسمت "بالكآبة" خاصة بعد وفاة والدتِه، وهو ابن تسع سنين، إلى جانب أنه كان بلا أقران أو أطفال بعمرِه يؤنِسونه في منزله.
إلا أن هذا الجوّ "الكئيب" لم يستمرّ طويلًا؛ فقد ساعدته المدرسة على أن يتحرَّر من تلك الصِّبْغة التي نشأ بها، ليجدَ نفسَه مع الدراسة، بين أصدقاء متعددين ووسط صحبة جميلة، حيث انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين؛ ليدرس فيها مراحل التعليم حتى أنهى الثانوية، ثم حزمَ حقائبَه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، والتي يصفها بأنها "غنيَّة بلا حدود".
نال القصيبي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصَّل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، التي لم يكن يريد الدراسة بها, بل كان يريد دراسة "القانون الدولي" في جامعة أخرى من جامعات أمريكا, وبالفعل حصل على عدد من الفرص للدراسة في جامعات عدة, ولكن لمرض أخيه اضطرَّ إلى الانتقال إلى جوارِه والدراسة في جنوب كاليفورنيا, وبالتحديد في لوس أنجلوس, ولم يجد التخصُّص المطلوب فيها, فاضطرَّ إلى دراسة "العلاقات الدولية".
أما الدكتوراة فكانت في العلاقات الدولية من جامعة لندن، حيث كانت دراسة وافية حول اليمن، كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياة في الإدارة".
وقد تقلّد وزير العمل الدكتور غازي القصيبي العديد من المناصب الوزارية في السابق، حيث عمل أستاذًا مساعدًا في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965، ومستشارًا قانونيًّا في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة، ثم عميدًا لكلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971، ومديرًا للمؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973، ووزيرًا للصناعة والكهرباء 1976 ثم وزيرًا للصحة 1982، ثم وزيرًا للمياه والكهرباء 2003 ثم وزيرًا للعمل 2005، كما سبق أنّ عمل القصيبي في السلك الدبلوماسي كسفير للسعودية في البحرين وبريطانيا.
وعلى الرغم من هذا فلمْ تمنعْه مناصبُه ووضعُه السياسي من ممارسة ميوله كأديب وشاعر، فله نحو 20 كتابًا ورواية، فضلًا عن كم كبير من المشاركات الكتابية والمحاضرات، وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية، ويظلُّ رمزًا وأنموذجًا جيدًا لدى الشباب منهم.
وأحدثت معظم مؤلَّفات الشاعر والروائي والمفكر غازي القصيبي ضجَّة كبرى وتصادمًا مع قيادات الصحوة الإسلامية في المملكة، وتحديدًا بعد حرب الخليج الثانية 1991 مثل الداعية سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وابني القرني عوض وعائض، وكثير منها مُنع من التداول في السعودية خاصّة الروايات.
ومن هذه الروايات "شقّة الحرية" التي صدرت عام 1994، وتحكي واقع الشباب العربي خلال الفترة (1948 -1967)، و"دنسكو" التي كتبها بعد فشلِه في الفوْز بمنصب مدير منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو" عام 1999، وتتناول قصصًا لعدة مرشحين للمنظمة من قارات مختلفة.
إلا أن كون القصيبي رمزًا ثقافيًّا بارزًا وواحدًا من أبرز أدباء السعودية ومفكريها جعل وزارة الثقافة تصدر قرارًا مؤخرًا برَفْع المَنْع عن كتب القصيبي، منهيةً بذلك أكثر من عشرين عامًا من الحظر على كتب واحد من أبرز أدباء السعودية ومفكريها، وأحد النماذج الشريفة والنادرة التي لا يخالف قولُها فعلَها.