المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاتبة السورية مريم محيي الدين : حدائق النار رواية عن الشعوب لا الزعماء


نوره عبدالرحمن "سما"
21-08-2010, 03:33 PM
الكاتبة السوريّة مريم محيي الدين:
حدائق النار رواية عن الشعوب لا الزعماء

http://www.aljareeda.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/08/20/173309_1-(2)_small.jpg (http://www.aljareeda.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/08/20/173309_1-(2).jpg)


القاهرة - حسن حافظ

("")
أطلقت الأديبة السورية مريم محيي الدين روايتها الجديدة «حدائق النار» في حفلة توقيع أقيمت لها أخيراً في القاهرة، والرواية تدور في عالم متشابك بين الواقع والخيال، تمتزج الحقيقة فيه بالإبداع وتمزج بين محطات تاريخية فاصلة في عالمنا العربي المعاصر لتغوص في تفاصيل المجتمع العربي لتوضح ما جرى لا على مستوى القادة والزعماء، بل على مستوى الشعوب.
حول روايتها الجديدة وعالمها الإبداعي، التقتها «الجريدة» في هذا الحوار أثناء زيارتها للقاهرة.
حدثينا عن بدايتك الأدبية.
دخلت تجربة الكتابة بخوف، فكنت أخشى الكتابة، واكتفي بالقراءة باستمرار، خصوصاً الأدب المترجم. لم تتفجر لديَّ هذه الموهبة إلا بعد إنجابي ابنتي، فمشاعر الأمومة ولدت لديَّ ينابيع الكتابة، فبدأت في تسجيل تجربة الأمومة مع ابنتي منذ أن كانت جنينا وتتبعت تفاصيل تلك العلاقة الجميلة بما فيها من أحاسيس وانفعالات ومشاعر حتى بلغت ابنتي الثانية عشرة، فتوقفت عن الكتابة، وكانت ثمرة تلك التجربة الذاتية كتابي الأول «أمومة وغربة».
تصدرت الرواية عبارة «القاهرة في قلب دمشق وقلب دمشق في القاهرة»، ما القصد من ذلك؟
تبدأ أحداث «حدائق النار» عام 1952 وتوقفت فيها عند تأميم قناة السويس، أعالج من خلال تلك الفترة طبيعة العلاقة بين الشعبين المصري والسوري وآمالهم المشتركة والعلاقات بينهم على مستويات المودة والعاطفة.
هل ثمة جزء ثان من «حدائق النار»؟
نعم، وأستكمل فيه أحداث الجزء الأول. تدور أحداثه حول فترة الوحدة بين مصر وسورية، وانعكاسات الوحدة على الشعبين السوري والمصري.
لماذا جاءت لغة الحوار مهيمنة على أجواء «حدائق النار» على حساب السرد؟
جربت شكلاً جديداً في الكتابة في «حدائق النار» اعتمدت فيه أكثر على الحوار كمعبر عن أفكار شخصيات الرواية بل وعن تكوين صورة كاملة للمشهد ككل باستخدام الحوار، وهي تجربة لاقت استحسان البعض باعتبارها خروجاً عن المألوف السردي المتبع في تقاليد كتابة الرواية العربية.
في «شجرة التين» أكدت على انحيازك للقضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي، وفي روايتي «شجرة التين» ركزت أكثر على فترة ما قبل تأسيس إسرائيل وكفاح الفلسطينيين آنذاك لم يتم تناوله بالقدر الكافي، خصوصاً البعد الشعبي منه، فأنا لا أهتم بالرصد التاريخي الجاف لأحداث وقعت، بل يهمني أكثر حياة البشر في مجتمعاتهم في تلك الفترة مع توثيق - من خلال أحداث الرواية - لأزياء الشعب الفلسطيني ولهجته وثقافته للحفاظ عليها وتأكيد طابعها العرب ضد محاولات طمسها.
استخدمت منهج التوثيق نفسه بشكل أوسع في رواية «زمن الصبر».
نعم، فقد استخدمت 313 كلمة محلية إمارتية، وأربع خرائط توضح تطور الأحداث، و50 صورة لأبو ظبي وواحة العين، فالرواية تحكي قصة الإمارات ما قبل الاتحاد في الفترة الممتدة من 1928-1966، لذلك كان التوثيق تجربة جديدة أزعم أنني تفردت بها في تناول تاريخ الإمارات، فكانت «زمن الصبر» رواية بها جزء توثيقي.
من خلال أعمالك، يبدو اهتمامك واضحاً بهموم المواطن العربي؟
أكتب للإنسانية فلا أنظر إلى جنس أو دين أو عقيدة أو مذهب أو لون. همي الأول هو الإنسان إينما كان وإينما حل في بقاع الأرض المختلفة، لذلك أعبر عن هموم المواطن العربي في لحظاته التاريخية الفاصلة.
كيف استطعت الخروج من إطار التاريخ والواقعية إلى عالم الخيال في روايتك الثانية «الليل الأبيض»؟
عندما ظهر كتابي الأول «أمومة وغربة»، طلب مني الكاتب السوري حنا مينا أن أتجه إلى كتابة رواية خيالية من بنات أفكاري، وظل يدفعني إلى الكتابة ويدعمني، حتى خرجت «الليل الأبيض» إلى النور، وهي رواية خيالية رومانسية تحكي مصائر أبطالها، وعنوانها لا يحمل تناقضا كما يعتقد البعض فالليل هو المحن والآلام التي خيمت على أبطال الرواية كظلام الليل، لكن موقف أبطال الرواية وتصديهم لتلك المحن بما امتلكوه من قدرة على الحلم وتغيير الواقع كان بمثابة البياض الذي واجهه سواد الليل.
لماذا لم تكرري تجربة الكتابة الرومانسية بعد نجاح «الليل الأبيض»؟
لأن الكتابة الرومانسية لا تتماشى مع ما يمر به المجتمع العربي من متغيرات وكوارث تحل به، فهموم المواطن العربي أصبحت شاغلي الأول راهناً، لذلك اختفاء الأعمال الرومانسية نابع من إحساسي بأن الواقع العربي خطير يحتاج إلى رصد ومتابعة، ولن يتقبل القارئ ببساطة رواية رومانسية وسط هذا الكم الهائل من العنف والمشاكل التي تحيط بنا.
هل حصلت الكتابة النسائية في مجتمعنا العربي على ما تستحقه، أم ما زلنا ندور في فلك الكتابة الذكورية؟
أعتقد بأن المساحة أصبحت متساوية الآن بين الجنسين للكتابة الأدبية بمختلف أشكالها وأنواعها، فالكل يكتب ما يشاء وما يريد، وثمة مبدعات كثيرات أثبتن أنفسهن على ساحة الإبداع عربياً.
هل ابتعدت عن الجنس في رواياتك كافة؟
الجنس ضرورة حياتية لا شك في ذلك، لكن لا حاجة لأن أدخله في أعمالي غصباً.
بعيداً عن الكتابة، لديك تجارب فنية مع فن «الكانفا» أليس كذلك؟
فن الكانفا (التطريز) هو استخدام الخيوط على لوحة جاهزة أصلاً لإكسابها نواحي جمالية جديدة، وقد عشقته منذ أيام دراستي الأولى لما فيه من تفاصيل غنية ورؤية فنية، وقد وضعت لمستي الخاصة عندما استبدلت خيوط الصوف المستخدمة عادة في «الكانفا» بخيوط الحرير الناعمة لأكسب عملي طابع الشفافية.
أما عن علاقة الكانفا بعالم رواياتي، فأنا أهرب من الرواية إلى الكانفا، ومن الكانفا إلى الرواية، وهروبي من الرواية للكانفا يساعدني على تنقية الذات والذهن لأعود بعدها لاستكمال الرواية بذهن مشحون قادر على الإبداع.
كذلك ثمة علاقة بين روايتي وخيوط الكانفا، فعندما كنت كتبت «شجرة التين» كان اللون المسيطر عليَّ في الرواية هو الأخضر، الذي رسمت به أشجار الزيتون فتجد الأخضر بانعكاساته على جميع صفحات الرواية، وفي «زمن الصبر» كان البحر بزرقته مصاحباً لأجواء الرواية، كذلك استخدمت الناقة «العنود» كمعبر ثقافي في روايتي لإكساب طابع خاص لها.
ما هو جديدك في الفترة المقبلة؟
أخطط للكتابة عن الزعيم الكبير عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة السعودية، باعتباره شخصية إنسانية بامتياز تحتاج إلى رصد، خصوصاً خلال فترة تأسيسه للدولة قبل فترة النفط، وتفاعل مجتمع الجزيرة العربية مع هذه الأحداث.
وصدرت منذ أيام قليلة الطبعة الإنكليزية لروايتي «زمن الصبر»، وأعكف على كتابة سيرة ذاتية لوالدي تصدر بشكل روائي بعنوان «الثلج الحزين».


حوار جميل أعدته جريدة الجريدة مع الكاتبة مريم محيي الدين أحببت نقله لكم.. آمل أن نال استحسانكم

http://www.aljareeda.com/aljarida/Article.aspx?id=173309