محمد العيدان
25-08-2010, 12:07 AM
http://www.alwatan.com.kw/resources/media/images/50960_e.png (http://www.alwatan.com.kw/photopopup.aspx?ArtId=50271&id=50960#)
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=50271#
انطلقت البرامج الدرامية والمنوعة على شاشات كل القنوات الفضائية المحلية والخليجية والعربية ومنها «تلفزيون الوطن» في ماراثون طويل من التنافس الشديد على الفوز بكعكة البرامج بنهاية الشهر الكريم .
لكن «الوطن» برز سريعا وركب الموجة مبكرا وسبح بمنتهى المهارة متجاوزا المنافسين بفضل مركبه المتين ومجدافيه القويين ممثلة في اعماله الدرامية البارزة المتعوب عليها ونجومه المتألقين من الكبار والشباب فكانت الجودة والابداع اللذين يزينان اعماله الدرامية على اختلافها وهو ينشد جذب وارضاء جماهيره خاصة انه في مرحلة اجترار النجاحات مكملا ما حققه في السنوات السابقة وهي فترة قصيرة في عمر الصناعة التلفزيونية الا انه استطاع ان يصبح نجما كبيراً يشار له بالبنان في سماء الفضائيات والتلفزيون الأكثر متابعة في الكويت.
ومن الأعمال الدرامية التي يقدمها «تلفزيون الوطن» في رمضان هذا العام «فص كلاص» وهو من تأليف «سفيان عبد الاله» واخراج احمد سويدان وبطولة حسن البلام وعبد الناصر درويش وبمشاركة الفنان الكبير محمد جابر وأحمد العونان واسماعيل سرور وشوق ووفاء مكي ومجموعة من الفنانين الشباب، فضلا عن مشاركة للشاعر الغنائي «ساهر» والملحن عبدالله القعود اضافة الى فريق عمل فني من مهندسي الاضاءة والصوت وآخرين مثل الأزياء التي شارك بها كل من طلال جابي وعلا نوفل.
اسم على مسمى
ان عملية اختيار «فص كلاص» ليكون اسما للدراما المنوعة لم تأت من فراغ بل هو التزام بالمحافظة على الخصوصية الكويتية في عصر العولمة وتمازج الثقافات، وبالتالي فانه دلالة على ان هناك الكثير من أهل الفن الكويتي ممن لديهم الالتزام تجاه «البيئة المحلية» على اختلاف أجيالهم، وتأكيد التمسك بالهوية كما أنها فرصة ليتعرف الجيل الجديد على مفهوم كلمتي «فص كلاص» ومعناهما - كما ذكر الزميل فؤاد المقهوي في زاويته التي تحمل عنوان «من الماضي» هو «درجة أولى» وهي مأخوذة ومحورة من كلمتين هما (First Class) وتطلق على أي شيء راق وثمين، وبالتالي فإن مشاهدي تلفزيون «الوطن» شاهدوا بداية الحلقات التي تحمل الطرح الجديد للكثير من القضايا والاجتماعية والانسانية في اطار كوميدي.
علاقات إنسانية
ومن تابع الحلقات الأولى من «فص كلاص» يجد بيئة اجتماعية لمجموعة من الناس الذين يعيشون حياة بسيطة وتحدث بينهم أحداث تتمدد دراميا في اطار انساني لتشمل الخير، والشر، والحب الصامت، وحب المال، والعمل من اجل الثراء السريع، والأصالة، تتخللها روائع الشعر الشعبي «الزهيريات» والتاريخ، مع الاشارة الى طبيعة المنطقة، وعلاقة الناس بمن حضر الى الكويت من الدول المجاورة للكويت حيث المعيشة المبنية على التآلف وعنوانها البساطة والمحبة والأصالة فكانت دراما مميزة جديرة بحصد النجاح الأمر الذي جعل تلفزيون «الوطن» يتباهى بـ «فص كلاص».
مكسب فني
ان وجود الفنان عبد الناصر درويش في «فص كلاص» يعد مكسبا فنيا كبيرا خاصة انه نجم كوميدي يجيد ألوان عدة وباقتدار وهو الذي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ويمتلك خبرة كبيرة في التمثيل وله حضور مميز مما جعله منبع الكوميديا في الكثير من المشاهد خاصة تلك التي جمعته مع الفنان حسن البلام وهو اسم غني عن التعريف يمتلك رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية في الدراما والمسرح الخاص فشكلا معا ثنائيا فنيا ناجحا وهما محور الانطلاقة الدرامية وتناميها وتشابكها مع الشخصيات الأخرى فكانا معا «ملح كل حلقة» ولهما معا العديد من الحوارات الطريفة التي لا تخلو من «الطنازة».
مشهد الغرق
ومن المشاهد المميزة في الحلقة الأولى للفنان عبد الناصر درويش وهو مشهد كوميدي ساخر عندما جلس وحيدا على «السيف» بينما يحاول أخوه حسن البلام البحث عنه الى ان يجده وعندما يجده كان هناك شخص في البحر يغرق ويلوح بيده طالبا النجدة من عبد الناصر درويش الذي كان يعتقد انه يسلم عليه وكل مرة كان يقول له «وعليكم السلام ورحمة الله» فكانت مفارقة كوميدية جميلة انتهت بانقاذ الرجل من قبل حسن البلام.
تاريخ «الفريج»
وفي الحلقة الثانية تأتي فكرة كتابة تاريخ «الفريج» من قبل عبد الناصر درويش لتحدث معه الكثير من المفارقات فهذا الفنان محمد جابر وقد أطلقوا عليه لقب «سعمرانة» والجارة أطلق عليها »قماشة بإجلاء» اضافة الى الاجتماع الذي قام به عبد الناصر درويش مع صاحب القهوة الذي يتحدث بلغة عربية ركيكة تدل على أعجميته بينما يريد درويش كونه مؤرخا توثيق طبيعة حياة «الفريج» ليأتي البلام معلقا على أخيه عبد الناصر درويش الذي يجسد دور «عبد السلام بن درية» فيقول: «ليس كل من كتب أصبح مؤلفا ومؤرخا» وتلك مقولة صحيحة وتحمل انتقادا لاذعا لواقع المشهد الثقافي في الكويت وبقية دول الوطن العربي من حيث الأدباء و«أشباه الأدباء» والأناس الذين أصابتهم حرفة الأدب في وقت متأخر من أعمارهم لكنهم يحملون معهم أسلحة اعلامية تجعل منهم لدى العامة قيمة أدبية كبيرة مع تأكيد علاقة ترابط الدم بين الأخوة مهما حدث، وفضح الشعوذة وأشباه الأدباء والمؤرخين بأسلوب كوميدي.
العيدروسي والعونان
ورغم مرور بعض حلقات الا ان مشاركة الفنان محمد جابر «العيدروسي» اضفت جمالا فنيا بعد وهو فنان كوميدي من الدرجة الأولى وله باع كبير في الكوميديا وعمل مع عمالقة الكوميديا الكويتية فكان مبدعا.
وكذلك الفنان الشاب أحمد العونان وهو بحاجة الى دعم وتوجيه من مخرج واع لموهبته يجعله مؤهلا ليتميز ببعض المشاهد مثلما حصل في الحلقة الثالثة عندما ربط عمله بالواقع كفنان مع ما يقدمه في «فص كلاص» اذ يقول معلقا عندما لمس خروجا عن النص «أنا في هذا المشهد كومبارس» وتلك سرعة بديهة منه انسجم منها المخرج ولم يحذفها الأمر الذي يعكس طبيعة روح الأسرة الواحدة في العمل.
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=50271#
انطلقت البرامج الدرامية والمنوعة على شاشات كل القنوات الفضائية المحلية والخليجية والعربية ومنها «تلفزيون الوطن» في ماراثون طويل من التنافس الشديد على الفوز بكعكة البرامج بنهاية الشهر الكريم .
لكن «الوطن» برز سريعا وركب الموجة مبكرا وسبح بمنتهى المهارة متجاوزا المنافسين بفضل مركبه المتين ومجدافيه القويين ممثلة في اعماله الدرامية البارزة المتعوب عليها ونجومه المتألقين من الكبار والشباب فكانت الجودة والابداع اللذين يزينان اعماله الدرامية على اختلافها وهو ينشد جذب وارضاء جماهيره خاصة انه في مرحلة اجترار النجاحات مكملا ما حققه في السنوات السابقة وهي فترة قصيرة في عمر الصناعة التلفزيونية الا انه استطاع ان يصبح نجما كبيراً يشار له بالبنان في سماء الفضائيات والتلفزيون الأكثر متابعة في الكويت.
ومن الأعمال الدرامية التي يقدمها «تلفزيون الوطن» في رمضان هذا العام «فص كلاص» وهو من تأليف «سفيان عبد الاله» واخراج احمد سويدان وبطولة حسن البلام وعبد الناصر درويش وبمشاركة الفنان الكبير محمد جابر وأحمد العونان واسماعيل سرور وشوق ووفاء مكي ومجموعة من الفنانين الشباب، فضلا عن مشاركة للشاعر الغنائي «ساهر» والملحن عبدالله القعود اضافة الى فريق عمل فني من مهندسي الاضاءة والصوت وآخرين مثل الأزياء التي شارك بها كل من طلال جابي وعلا نوفل.
اسم على مسمى
ان عملية اختيار «فص كلاص» ليكون اسما للدراما المنوعة لم تأت من فراغ بل هو التزام بالمحافظة على الخصوصية الكويتية في عصر العولمة وتمازج الثقافات، وبالتالي فانه دلالة على ان هناك الكثير من أهل الفن الكويتي ممن لديهم الالتزام تجاه «البيئة المحلية» على اختلاف أجيالهم، وتأكيد التمسك بالهوية كما أنها فرصة ليتعرف الجيل الجديد على مفهوم كلمتي «فص كلاص» ومعناهما - كما ذكر الزميل فؤاد المقهوي في زاويته التي تحمل عنوان «من الماضي» هو «درجة أولى» وهي مأخوذة ومحورة من كلمتين هما (First Class) وتطلق على أي شيء راق وثمين، وبالتالي فإن مشاهدي تلفزيون «الوطن» شاهدوا بداية الحلقات التي تحمل الطرح الجديد للكثير من القضايا والاجتماعية والانسانية في اطار كوميدي.
علاقات إنسانية
ومن تابع الحلقات الأولى من «فص كلاص» يجد بيئة اجتماعية لمجموعة من الناس الذين يعيشون حياة بسيطة وتحدث بينهم أحداث تتمدد دراميا في اطار انساني لتشمل الخير، والشر، والحب الصامت، وحب المال، والعمل من اجل الثراء السريع، والأصالة، تتخللها روائع الشعر الشعبي «الزهيريات» والتاريخ، مع الاشارة الى طبيعة المنطقة، وعلاقة الناس بمن حضر الى الكويت من الدول المجاورة للكويت حيث المعيشة المبنية على التآلف وعنوانها البساطة والمحبة والأصالة فكانت دراما مميزة جديرة بحصد النجاح الأمر الذي جعل تلفزيون «الوطن» يتباهى بـ «فص كلاص».
مكسب فني
ان وجود الفنان عبد الناصر درويش في «فص كلاص» يعد مكسبا فنيا كبيرا خاصة انه نجم كوميدي يجيد ألوان عدة وباقتدار وهو الذي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ويمتلك خبرة كبيرة في التمثيل وله حضور مميز مما جعله منبع الكوميديا في الكثير من المشاهد خاصة تلك التي جمعته مع الفنان حسن البلام وهو اسم غني عن التعريف يمتلك رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية في الدراما والمسرح الخاص فشكلا معا ثنائيا فنيا ناجحا وهما محور الانطلاقة الدرامية وتناميها وتشابكها مع الشخصيات الأخرى فكانا معا «ملح كل حلقة» ولهما معا العديد من الحوارات الطريفة التي لا تخلو من «الطنازة».
مشهد الغرق
ومن المشاهد المميزة في الحلقة الأولى للفنان عبد الناصر درويش وهو مشهد كوميدي ساخر عندما جلس وحيدا على «السيف» بينما يحاول أخوه حسن البلام البحث عنه الى ان يجده وعندما يجده كان هناك شخص في البحر يغرق ويلوح بيده طالبا النجدة من عبد الناصر درويش الذي كان يعتقد انه يسلم عليه وكل مرة كان يقول له «وعليكم السلام ورحمة الله» فكانت مفارقة كوميدية جميلة انتهت بانقاذ الرجل من قبل حسن البلام.
تاريخ «الفريج»
وفي الحلقة الثانية تأتي فكرة كتابة تاريخ «الفريج» من قبل عبد الناصر درويش لتحدث معه الكثير من المفارقات فهذا الفنان محمد جابر وقد أطلقوا عليه لقب «سعمرانة» والجارة أطلق عليها »قماشة بإجلاء» اضافة الى الاجتماع الذي قام به عبد الناصر درويش مع صاحب القهوة الذي يتحدث بلغة عربية ركيكة تدل على أعجميته بينما يريد درويش كونه مؤرخا توثيق طبيعة حياة «الفريج» ليأتي البلام معلقا على أخيه عبد الناصر درويش الذي يجسد دور «عبد السلام بن درية» فيقول: «ليس كل من كتب أصبح مؤلفا ومؤرخا» وتلك مقولة صحيحة وتحمل انتقادا لاذعا لواقع المشهد الثقافي في الكويت وبقية دول الوطن العربي من حيث الأدباء و«أشباه الأدباء» والأناس الذين أصابتهم حرفة الأدب في وقت متأخر من أعمارهم لكنهم يحملون معهم أسلحة اعلامية تجعل منهم لدى العامة قيمة أدبية كبيرة مع تأكيد علاقة ترابط الدم بين الأخوة مهما حدث، وفضح الشعوذة وأشباه الأدباء والمؤرخين بأسلوب كوميدي.
العيدروسي والعونان
ورغم مرور بعض حلقات الا ان مشاركة الفنان محمد جابر «العيدروسي» اضفت جمالا فنيا بعد وهو فنان كوميدي من الدرجة الأولى وله باع كبير في الكوميديا وعمل مع عمالقة الكوميديا الكويتية فكان مبدعا.
وكذلك الفنان الشاب أحمد العونان وهو بحاجة الى دعم وتوجيه من مخرج واع لموهبته يجعله مؤهلا ليتميز ببعض المشاهد مثلما حصل في الحلقة الثالثة عندما ربط عمله بالواقع كفنان مع ما يقدمه في «فص كلاص» اذ يقول معلقا عندما لمس خروجا عن النص «أنا في هذا المشهد كومبارس» وتلك سرعة بديهة منه انسجم منها المخرج ولم يحذفها الأمر الذي يعكس طبيعة روح الأسرة الواحدة في العمل.