المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قـوانين الشـعور


نوره عبدالرحمن "سما"
29-08-2010, 02:57 PM
قوانين الشعور الإنساني



http://www.arabicrecovery.com/UserFiles/Image/psychological%20program%20b/children%20shame%20b.jpg



( مكتبة المثالية الأخلاقية )
http://www.almo7tar.com/vb/showthread.php?p=1628#post1628

الإنسان عرف قوانين المادة وتعامل معها ونجح في ذلك, والتطور المادي في العالم شاهد على هذا.

أما في الجانب المعنوي ونقصد به الإنسان بشكل عام وشعوره أو إحساسه بشكل خاص فهناك محاولات لفهمه,
وهذه محاولة لفهم الشعور الإنساني من خلال وضع قوانين لهذا الشعور الذي هو سر جمال الإنسان.



جميع الأفكار الموجودة في العالم على قسمين: طبيعية(خير) وغير طبيعية (صناعية- شر).


الطبيعة راحة تبعد عنك كل مسببات التعب لأنها بعيدة عن المنافسة والطموح والصراع الصناعي (الأفكار غير الطبيعية)


تبقى في شعور الآخرين على قدر ما تنقل لهم من شعورك المترجم: أيا كان من ماديات أو معنويات.
فالأكثر تعبيرا عن شعوره هو الأكثر بقاء وذكرا من الآخرين, أما المقلد الذائب في نمطية المجتمع فغالبا مايعاني من التهميش.


أي شخص أفكاره مقاربة لشعوره يحب أكثر ممن أفكاره غير قريبه من شعوره.


أي شعور أسرع من العقل دائماً. أحيانا يومض بداخلك إحساس سريع, وعندما تشرحه تأخذ وقتا طويلا, وقد لا تتمكن من شرحه.


من يفهم شيء فهو يفهم كل شيء , ومن يستطيع أن يربط فكرة فهو يستطيع أن يربط كل فكرة. ومن لايفهم شيء واحد فلن يفهم أي شيء, ومن لا يستطيع أن يربط فكرة فلن يستطيع أن يربط أي فكرة.


إحساس الشخص بالضياع هو ترجمة لحاجة الارتباط. حاجة الارتباط هي حاجة شعور الإنسان إلى الارتباط بالطبيعة وبخالق الطبيعة.


اترك تقييم الآخرين وخذ تقييم شعورك تجاه الأشياء أيها أهم وأيها أقل أهمية.


كل فضيلة تقدم لك أنت تحسها دين تريد أن ترده لصاحبه وبذلك تتحول إلى شخص معطي للفضيلة , ومن يقدم الخير يجب عليه أن لا ينتظر النتائج لأن الناس إذا لم يأخذوا منك لن يعطوك.


لا تأخذ أي شيء أو حكم من غيرك ما لم يكن عندك ( حاول أن تجعله من عندك بالإحساس والتفكير): أي لا تلزم نفسك بحكم من أحد ولكن كل ما تسمعه من غيرك اعرضه على شعورك فإن قبلته فإنه أصبح منك الآن وليس من غيرك وبهذا فأنت لم تأخذ شيء من أحد , وكلما كانت ثقتك بذاكرتك أكبر كلما كان استنتاجك أفضل وهذا يعني أنك تفكر لوحدك وتطلق أحكامك لوحدك وتقابل ربك لوحدك.


إذا أحببت أحد أو جعلت أحد يحبك فهذه أمانة أي أن له حق عليك فلا تهمله من تجدد الحب كلما تحرك شعورك.


الأفكار قبل أن تصل للشعور لابد أن تمر بالعقل : فالعقل الذي لم يقتنع بفكره فهو لم ينزلها بعد للشعور , فالشيء الذي يجعل الناس يقفون بوجه أحاسيسهم هو الجانب العقلي واستجابة الشخص لأي فكرة تكون بمقدار اقتناع عقله بك.


يُفترض أن يكون لكل شعور سفراء في العقل.


وقف الطبيعي(الخير) هو عمل صناعي(شر) : فإذا أحد أساء لك وقمت أن بقطع كل علاقة طيبة معه كالسؤال عنه وعن أحواله أو الاهتمام فيه فأنت الآن تمارس عمل صناعي مثله.


تستطيع أن تغير الأفكار تجاه شي معين كالأفكار التي يبالغ بها صاحبها , لكن لا تستطيع أن تغير قيمة هذا الشيء عند الشعور الطبيعي : فتستطيع تغيير أفكار الشخص عن البرودة في الشتاء إذا كان مبالغ هو فيها لكن لا تستطيع أن تجعل البرد حراً فهذا لا يحصل إلا بمعجزات.


الإنسان هو نقطة التقاء قوانين طبيعية خارجية مع قوانين شعورية داخلية: فالشخص الذي أغلق عليه بغرفة وهو يريد الخروج منها مثلاً هو الآن يصادم طبيعتين , طبيعة داخلية تريد الحرية وقوانين مادية تمنع هذا الجسم المادي من الخروج, وإيجاد وسيلة خروج هو دور العقل (أ) وهي الموازنة بين الطبيعتين بحيث لا تتصادم قوانين الطبيعتين.


الشيء المفكك لا يُفهم: ( أي أن الصناعي لا يُفهم ) فلا يفهم سوى المترابط ( الطبيعي ), فالصناعي الذي يمر عليك يمر كالزوبعة ومن ذلك فأنت لا تفهم سوى الطبيعي الذي أنت عليه.


الترابط دائماً يقدم راحة ( استقرار ) , وليس هناك راحة إلا بموجب التفكير بمعطيات الشعور لأنها مترابطة وليس بمعطيات الآخرين لأنها متناقضة.


الشعور يحلِّي كل ما هو أقرب للطبيعة: سواء المادية أو المعنوية , فعندما تبني بيت من مواد البيئة فإنك تجد أن الناس يمدحونه.
أما ما يزينه شياطين الإنس والجن فهو يكون عن طريق التلاعب بالتصورات وإظهار الشر(صناعي) على أنه خير(طبيعي). التمييز بين الخير والشر يكون بالاعتماد على معرفة الخير فهو الأساس الموجود بشعور كل إنسان, ويتم ذلك عن طريق العرض على بقية الشعورات, فإذا وافقت الشعورات العليا وعارضت بعض الشعورات الدنيا فهذا يعني أنه خير ولكنه آجل, وإذا عارضت الشعورات العليا ووافقت الدنيا فهذا يعني أنه خير عاجل وشر آجل. فإذا اتفق الجميع فهذا شيء يتعلق بالحياة والبقاء, وإذا عارض الجميع فهذا يتعلق بالفناء.


(الصناعي): الشرور لا تتولد من الإنسان نفسه وإنما بتأثير الآخرين : فتجد شخص يؤدي عمله بانسجام وفجأة يذكر له مديره بعض الملاحظات القديمة المتعلقة بتأخره عن العمل , وستلاحظ أن سلوكه سيتغير للأسوأ وسيغضب وسيعمل بشكل سيء.


الشعور يقوم بكل العمليات بشكل أسرع من العقل: فالشعور يختار ويشخِّص ويقيم ويحب ويرسل رسالات حب ويستقبل أوامر ويرسل إشارات عن تنفيذه والعقل لا يدري ويكشف العيوب ويعترف بالأخطاء والعقل لا يدري عن شيء , فالشخص يكون زعلان وهو لا يريد أن يعلم أحد بذلك ولكن الشعور يرسل إشارات بذلك , والآخر إذا كان يستجيب لشعوره فإنه سيفهم هذه الإشارات.


العقل على قدر اتصاله بالشعور سيكون أسرع وأشمل : وهذا قانون تطوير القدرات العقلية.


الشعور يقف دائما عند أعلى مستوى من الفضائل مع الآخر , فعندما يكون بينك وبين أحد مشكلة فشعوره هو ينتقي أفضل مستوى بالفضائل وصلت له أنت معه ويعطيك قيمتك بناء عليه , وسيظل الشعور يراقب المستويات التي تصل إليها فإذا أتيت له بمستوى أفضل فسيحبك أكثر وإن لم تأتي بمستوى أفضل سيظل على حبك الأول, مثل شخص أحب امرأة كانت مخادعة وسببت له تعب ولكن كانت تهتم به وتحن عليه, فهذا الحب والحنان يعتبره الشعور أعلى مستوى فيذكرها به ولا يذكر الإساءات, حتى لو لم يتعلق بها لكن تبقى ذاكرة في الشعور على أعلى مستوى وصل إليه الشخص الآخر من الفضائل.


من قوانين الشعور: التقييد أو الإمساك للشيء الذي يخاف ذهابه وهو يريده عن طريق ضخ التحلية: فالشعور عندما يعجبه شيء وخاف أن يذهب منه فإنه يعطيه زخم كبير من القيمة, مثل أغنية تحبها وسمعتها بالراديو تختلف عنها إذا كانت في شريط موجود عندك لأن الشريط هنا ملكك وليس خطر الفقد فالشعور يعطيها قيمة أقل.


كل ما تبين ارتباط واهتمام الشخص بالمادة كل ما قلت قيمته عند الشعورات : وهذا لا يعني التفريط في هذا الجانب ولكن هذا إذا كان المادي هو مركز تفكيره وليس المعنوي, فالشخص الذي يستطيع أن يخرج عن نفسه من نفسه بداهة فهو دائماً الأفضل.


الحب ينشأ في جو حر بعيد عن القرارات والالتزامات: فإذا أردت أن تحبك زوجتك مثلاً فيجب أن تعيش معك بجو حر بعيد عن كلمات الحب المتكلفة, وحتى الصداقة تنشأ بمثل هذا الجو فتجد الصديقين يجلسان في مكان واحد ويعيشان في جو حر فينشأ الحب نتيجة لذلك , لأن الحب من الشعور والشعور يحتاج الحرية.


من قوانين الشعور الحرية: فلا تحدد له وقت ولا مكان , فلا تحدد للشاعر موعد فتقول: أريد قصيدة بكذا بيوم كذا فهو لا يريد ذلك.


الشعور يضغط على النفس والجسم لتحقيق تطابقه (أي تطابق (أ)العقل مع (ب)الإحساس: فمن أساليب الشعور الإزعاج والتنكيد عندما لا ينفع الترغيب , ومنها القلق في النوم والكآبة والكوابيس والتعب والغثيان وتأنيب الضمير ولوم الذات والمرض.


.

.

الشعور يُحِب على قدر الفضيلة: فعندما يرى فضيلة في أحد فإنه سيحبه حتى لو كان الشخص المحبوب عدو. ومن الفضائل التضحية لأنها بعيدة عن الذات, فتستطيع أن تسمي (كل ما يبعد عن الذات ويخدم الآخرين فضيلة) ـ وهذا تعريف الفضيلة ـ أي أن الخارج عن الذات كله فضائل وهي جميلة بشرط أن( تكون ممتدة) ـ شرط الفضيلة ـ تخدم الناس وتخدم الحياة في طريقها إلى الله وهذا ما تقدمه العبودية لله , فالعبودية لله هي عكس العبودية للنفس وهي خير ستقدمه لغيرك لا لنفسك ولوجه الله تعالى , والله سيعطيك الخير الأفضل من الخير الذي ستقدمه لنفسك , وكل ما يدخل للذات مثل الطمع والأنانية فهو يكرِّه الآخرين في الشخص.


لن يصلح شي من المشاكل التي بين الناس حتى يتغير جميع أطراف المشكلة أو يصلح أحد الطرفين , والحل لا يكون بحل المشكلة مباشرة وإنما بإصلاح الشخص من الداخل.


لا يمكن أن يأتي حب إلا بعد كسر الكبر لدى الشخص لأن الحب طبيعي , وكسر الكبر هو دخول في الطبيعي والمتكبر هو يحب نفسه والذي يحب نفسه لا يمكن أن يحب غيره.


(كيف تكون متميِّزاً؟): أنت أو أي شخص يدرس حياته سيجد أنه لا يوجد فيها شيء متميِّز إلا شيء من إنتاج شعوره : فالعاقل يجب عليه أن يجعل كل حياته للشعور مادام أن الجوانب التي استجاب فيها للشعور أعطته هذا التميُّز فالناس تجدهم يقولون عن شخص أنه شاعر أو مثقف لأن هذه الجوانب شعورية ولا تجدهم يقولون هذا الشخص جامعي مثلاً لأنه جانب ألفي (عقلي).


على عدد الجوانب التي تستجيب فيها لشعورك على قدر بقائك في ذاكرة الآخر : بل الناس يعرفون ويحبون من استجاب للشعور أكثر , فمثلاً يعرفون الشعراء أكثر من المخترعين لأن النوع الأول استجاب لشعوره أكثر , مع أن الاختراع أساسه من الشعور لكن لأنه انصبَّ على جانب ألفي(عقلي) صار أقل حضوراً في الشعورات , مع أنه أنفع وأكثر تغييراً في الحياة اليومية.


على أساس تركيز الشخص فإنك تحبه أو لا تحبه: فالذي تركيزه أقل يحب أكثر والذي لا تحدد تركيزه تحبه أكثر وأكثر بناءً على قانون الامتداد , فالتركيز يتعب وقلته تريح ولهذا فالإنسان الطبيعي مرتاح فعلى قدر ما سيقل تركيزك أو تبتعد عن الأشياء التي تركز عليها سيحبك الناس والعكس لأنه كلما زاد تركيز الشخص فإن هذا يعطي نفور للآخرين , وكلما كانت الأشياء التي يركز عليها دونية أكثر كلما أعطى نفور أكثر.


العقل لا يتغيَّر بدون شعور : لأنه لا يوجد حركة للإنسان إلا بدافع من الشعور ( وهذا قانون سابق)،وعندما لا تداعب الشعور فإن العقل عبارة عن جمود لا يتغير فإذا واجهتك مشكلة في صعوبة تغيُّر شخص معين فإنك تتجه إلى شعوره ومن هنا المرأة تؤثر على عقل الرجل فهي تأتيه عن طريق العواطف فتداعب شعوره .


يسقط أو يهتزّ الصناعي في الوقت الذي يعترف فيه الشخص بوجود الفضيلة: لأنه عندما يرى الفضيلة فإنه رأى الحق ولا يجتمع الحق والباطل في شخص.


المسبار الذي يقيس لك ما يجري بالشعور هو الأحلام: فتجد الشعور يعطيك توضيح لأي شيء قد اختلف فيه شعورك مع عقلك ولم تفهمه فإنه يعطيك توضيح لهذه المشكلة, فالحلم يوضِّح الشعور الذي لم تفهمه ويجيبك ويؤكد عن طريق الحلم بالصور للتوضيح , (الحلم يوضح لك رأي الشعور تجاه قضية من القضايا وهذا من فوائد الشعور) , كذلك يحذرك من إهمالك لأشياء تؤدي للمخاطر فمثلاًَ ترى أنك تعمل حادثاً بسبب السرعة أو الإهمال أو يضيع منك شي ثمين (أثناء الحلم).


الشعور يقيِّم ترجمات صاحبه له : فتجد أنك تعبِّر عن شيء فتجد أن الشعور يقول: لا يكفي , أي لم تتم الترجمة وأحيانا ً يقول: يكفي أي أنك أعطيت الشيء حقه وترجمته.


الفكر الصناعي(غير الطبيعي) هو فكر عدمي: يحمل تدمير لحامل الفكرة فمن يغدر بالناس أو يكذب عليهم فهو يسلحهم ضدَّه لأنهم سيبحثون عن فرصة ليأخذوا حقهم منه , ومن يكذب فهو يجعل الناس يفقدون الثقة فيه وبذلك هو ضر نفسه فأكثر متضرر بالفكر الصناعي هو صاحبه , فأي أحد يحمل فكرة صناعية فهو يحمل تدمير له وقد يعطيها لغيره وهذا تدمير آخر إذن هو تفكير فنائي وضرره على الجميع.


الشعور يرفض أن تربطه بأحد: لأنك حينئذٍ تضع سقفاً للشعور فعندما تتكلم عن فكرة وتذكر أحد فالشعور يرفض لأن هذا يقلل من شأن الشعور ولأنك بذلك تحدد شيء غير محدد , فالمثل العليا لا تربط بأناس من الواقع , مثل أجمل بيت من الشعر , أجمل فتاة بالعالم , أفضل كاتب في العالم , أشعر الشعراء .... الخ.


كل ما يسمى مشكلة هو نتيجة مشكلة أكبر منها: فكل ما يسمى مشكلة هو نتيجة لمشكلة كبيرة غير موجودة على السطح , فالذي يسمية الشخص الصناعي مشكلة هو حقيقة نتيجة , لأن الإنسان الطبيعي هو الذي يحدد المشكلة.


كلما تنسى نفسك كلما تكون أجمل وعطاؤك أجمل ، والطلوع الحر عن النفس هو الروعة : فروعة الفن هي بالخروج من الذات لأن الشخص الذي يعبد ذاته يُكْرَه , مثل رواية نداء البراري والناب البيضاء وعناقيد الغضب, ورواية الأديب إرنست هيمينجواي "ثلوج كلمينجارو" الذي يصف ألم الأسد الذي أصيب برصاصة وتكلم عن معاناته, فهو في هذه الحالة نسي نفسه وأصبح مكان الأسد.على العكس من أكثر كتابات المرأة عندما تكتب خواطرها فهي ذاتية بحتة. والطلوع عن النفس على نوعين فهناك طلعة راجعة أي ترجع في النهاية على النفس , فتخيَّل منظر الإيثار مثلاً في المعركة عندما تجد ممرضة تعتني بطفل والناس مشغولون بشئونهم ومصالحهم , وهذا باب مهم ومن هنا أصبح خلق الإيثار جميل لسبب واحد وهو لأن الشخص في تلك اللحظة هو لا يعبد ذاته فتجد الناس يتزينون بالإيثار, فلا يوجد جمال إلا بالطبيعي فتجد الناس يسمونها مجاملة (لاحظ الاسم مشتقّ من الجمال) كأن يقول شخص لآخر تفضل أنت أولاً فالمجاملة هنا هي خروج عن الذات لأجل مصلحة وهو من النوع الأول (خروج راجع) والله سبحانه عندما قال اعبدوني لأنه سبحانه يعلم أن من يعبد نفسه هو في الحقيقة يعبد الشيطان أو يعبد أفكار تخدم الشيطان بدليل أنه يضحي ويضر نفسه من أجل الفكرة. إذن لن يكون الشخص جميلاً إلا بالعبودية لله سبحانه.


لابد من تكميل مشوار الفضيلة وتقديم فضيلة لا يقدمها الآخرون ، كأن تحب أحد لا يحبه الناس أو تصبر على أحد لا يصبر عليه الناس- تبعا لأمل بالتغيُّر, لأن الصبر دائما على أمل, أما الصبر بدون أمل فهو عجز (قانون).


مهما تقدمت الحضارة فإنه بالنسبة للشعور لا يوجد جديد , وبما أن الشعورات هي أهم شيء فإنه لا جديد تحت الشمس وبذلك فالحضارة المادية لم تضف أي جديد لشعور الإنسان وإنما أضافت ماديات فقط , ففن العمارة عند اليونان كتمثال فروديت اليوناني وهو تمثال لجسم امرأة تمثل إلهة الجمال وهذا فن ناعم فيه تناسب وجمال, عندما تقارنه بفن هذا الزمان لا تجد فرق فالقدماء لديهم جمال مثلنا, وبذلك نفهم أن هذا عمل إبداعي وناتج عن شعور وأن الإنسان هو الإنسان مهما اختلف الزمان.


لا يوجد إنسان مرفوض بالكامل : لأن الإنسان الطبيعي في أحكامه لا يوجد عنده شخص جيد بالكامل أو رديء بالكامل كما هي أحكام العوام وإنما هو يعلم أن أي شيء جيد في الشخص فهو من شعوره وأي شيء رديء فهو من الأفكار الصناعية الموجودة في عقله.


من حق الإنسان أن يتشكك كما يشاء لأنه لا يوجد فهم مؤكد إلا عن طريق الشك , وهذا يضاف لحقوق الإنسان المهملة لأنه من حقوق الإنسان التشكك في كل شيء, فالشك بذاته ليس حاجة عند الإنسان لكنه حق له إذا اقتضت الظروف (كعدم الوضوح), والشك يبيّن الخطأ ويدفع الإنسان للبحث عن الصواب.


الترابط دائماً يعطي ديمومة: فالحلقة دائماً إذا تحركت تدور لأنها مترابطة , السعادة الحقيقية لا تأتي إلا من ديمومة والديمومة لا تأتي إلا من الترابط , فالشاعر يقول: (والليالي الطوال تنحَت من جنبيَّ ما أبقته الليالي القصار ) أي أنها تأتي ليال تخرِّب الذي بني في ليال أخرى , وهذا دليل أنه لا سعادة دائمة إلا بالترابط, فكل يذوق السعادة ولو للحظات ولكن الكلام على الديمومة في السعادة, وهذه لاتكون إلا بالعبودية لله.


عدم الارتباط بالمنهج الطبيعي يسبب عدم توازن فلا بد أن تظهر انحرافات فكرية وغيرها : فالسيارة إذا اختل ترابطها فإنه يختل توازنها ومن هنا فالتعب يأتي من عدم الترابط ( وهذا الكلام يتبع حاجة التوازن من حاجات الشعور).


طبيعياً أي أحد له حق عليك من قريب أو من بعيد فيجب أن يصله خيرك مثل ماء النهر فأي أحد يصل إليه يأخذ منه: وعلى هذا لا يأتي أحد فيقول لك: نحن أولادك مثلاً أو أصدقاؤك الخاصِّين فلنا الحق بك. بل أي أحد له حق عليك سواء أولادك الذين في بيتك أو أقاربك وأصدقاؤك ومجتمعك ووطنك وأمتك أو غيرهم فكل له حق , وهكذا العدالة لأن الأسرة والمجتمع والوطن والأمة جميعاَ قد استفدت منهم ولذلك لهم حق عليك ومن هنا فيجب أن يعمم الحق والجميع يأخذون حقهم , والإنسان الطبيعي هو الذي يعطي كل ذي حق حقه وكلما توسِّع الدائرة في البعد أي البعيد عن دائرتك ستجد أنه هو الذي يعطيك أكثر وينفعك أكثر فتلاحظ أن أكثر من نفعوك هم من دائرة بعيدة عنك , فالذي اكتشف البنسلين ومكتشف قانون الجاذبية هم أشخاص بعيدين عنك وليسوا من أصدقائك أو أقاربك , فالإنسان الجاهل (الصناعي) هو الذي يستخف بشأن الإنسان البعيد عنه والمختلف عنه ومن هنا تعلم أنك بحاجة إلى علاقة مع الشعوب الثانية وأن تحترم كل إنسان مهما بَعُد , وكي تعرف حقوق البعيدين عنك عليك أن تعرف ماذا قدموا لك فأوروبا مثلاً لها حقوق علينا (ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى) ، فلا يشكر الله من لا يشكر الناس .




مادام أن الشخص ليس لديه طبيعي يقدمه فإنه لن يفكر بالعطاء: فالصناعي يفكر بأسلوب التاجر, فإذا رأيت عطاء فإنك ستجد أن أساسه هو الأخذ , فبداهة الصناعي تدور حول كيف أستفيد ,أما بداهة الطبيعي فتدور حول كيف أُفيد, فالصناعي إذا أعطى فهو يعرف ماذا أعطى لأنه يريد من وراء هذا العطاء مقابل.


عندما تتجاهل إحساس وتحاول إخفاء الطبيعة فإنك ستدفع ثمن ذلك يوم من الأيام: فأي إحساس تدفنه فإنك ستدفع نتيجة ذلك الخطأ في وقت تحدده الطبيعة فعندما تحس بإحساس وتحاول تجاهله فإن هذا الخطأ سيكشف نفسه شئت أم أبيت ، مثل الخلل في أساسات مبنى سيظهر هذا الخلل في يوم من الأيام ، فأي خطأ نعمله هو مدفون ، لكنه موجود . والمشكلة أنه يظهر في أبعد وقت عن تصليحه ( يوم يعض الظالم على يديه), (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) ودساها أي أخفاها ، فأهم شيء أن تحترم شعورك في وقته وتقيس بالعقل كيفية تنفيذه أو طريقة تنفيذه والوقت المناسب لتنفيذه ، ومن يطلب الحق والصواب هو من يستطيع أن يسمع صوت الضمير في البداية .


الشعور كله عبارة عن حب: فعندما يزيّن لك شيء فكأنه يجعلك تحبه , والخوف هو عبارة عن سحب الحب فتستطيع بدلاً من أن تقول شعوري أن تقول حبِّي وبدل أن تقول كرهي تقول خوفي, فالإنسان هو عبارة عن حب وعقل, بمعنى حب يندفع أو ينسحب.


كل ما تكون حساس في مجتمع صناعي ، كلما تكون معقد أكثر بالنسبة لهم لأنهم لا يتعاملون بالأحاسيس والمشاعر.


من قوانين التعامل التي يتعامل بها الإنسان الطبيعي : احترم شعور الآخر أولاً ، ثم أعطِ الحقيقة حقها : فيجوز تأخير الحقيقة على حساب الشعور ، وبعبارة أخرى : كل حقيقة تحتاج إلى مركب (الحقيقة لن تنتقل إلا على دابّة من الحب) فالشعور لا تضحي به على حساب الحقيقة العقلية فتجد بعض الناس يهتم في تعامله مع الآخر في ألا يخطئ عليه بالكلام وفي نفس الوقت يهمل شعور الآخر ، فشعورك عندما يقول لك : لا تقل نقدك للشخص الذي أمامك فهو يعلم أن هذا الشخص لا يتحمل بعد ، فطبيعيّاً احترم الشعور أولاً ، ثم اعط العقل حقّه ، فمن يقدم الحقيقة العقلية على الشعور فإن الآخر لن يحبه ، فإذا جاء إليك طفل مثلا أمام مجموعة من الناس وأخذ رأيك بشيء قد عمله ، فالأولى أن تقول له أحسنت هذا عمل رائع ، ولكن هذا الشيء يجب تعديله حتى يصبح عملك أفضل ، فأنت هنا احترمت الشعور أولا ثم أعطيت الحقيقة للعقل.


الإحساس هو عقل لم يترجم: فمِن رقته ودقته وسعته يعتقد الناس انه ضعيف ، ولكنه خفي، فإذا تعبت على الإحساس فأنت تستطيع أن تترجمه ،وكل العقل أساسه من الإحساس لان الإحساس يحوَّل إلى معلومات عقلية بالترجمة.


على قدر الانفراج بين العقل والشعور البشري فان الناتج ضعف: فان أفردت العقل لوحده تحول الإنسان إلى آلة ، وإن أفردت الشعور لوحده تجد تحول الإنسان إلى شخص ذو عقل ضعيف لا تعتمد عليه بشيء وضعيف عقله ، ومن المفترض الاهتمام بكلا الناحيتين العقلية والشعورية والجمع بينهما.


معرفة قوانين الشعور و الثقة فيها هي علم العلم: فتفهم منها كل ما هو حاصل بالبشرية.


كل ما تُعَبأ حاجة من حاجات الشعور تخرج الحاجات الأخرى للشعور: فعندما تعبّأ حاجة الجوع مثلا تخرج حاجة أخرى كالنوم أوالجنس أو العمل على حسب ترتيبات الشعور في ذلك الموقف ، أو قد تخرج حاجة أخرى كالحاجة للأدب والموسيقى ،فاليونانيين مثلا لم يكونوا ليهتموا بالفن لو كانوا جائعين.


الحاجة الأساسية تُوقف أوتجمد الحاجة الغير أساسية: فالرسام قد يشعل لوحاته الفنية إذا لم يجد ما يدفئه كما فعل فان جوخ .


سلاح الشعور التحلية والراحة ،وسلاح العقل الناس.


من قوانين الشعور أن تربطه بآخر الآخر: فكل عمل تؤديه هو مربوط بهدف ، وكذلك حياتك كلها إجمالا يجب أن تربط بهدف وهو آخر الآخر وهو الله سبحانه ، فتجد الملحد رابط لكل شيء بحياته إلا حياته لم يربطها ، فلم يسأل نفسه عن حياته بالأخير مرتبطة بماذا.


في الطبيعة ، أعط ولا تطلب ، وأعط ما ترى زيادته عندك وترى حاجة غيرك له وليس ما يطلب منك: فكأنك لوحدك تتعامل مع أشياء جامدة, فيجب أن تتحرك أنت ، وحتى لو تحركَت فلا يهمّك حركتها إذا لم تكن حركة طبيعية.


من مقاييس العقل الطبيعي (العقل المرتبط مع الشعور) النمو الوجداني: فإذا وجدت أحداً يفقد العطف والحنان للناس الذين أحسنوا له ، أو لأقرب الناس مثلاً أمّه أو أبوه ، فهذا دليل انفصال العقل عن الشعور (بين أ وَ ب) ، وكلما زاد الفصل كلما زاد الجنون ، ولا يبرأ منها أحد ، سواءً ذكيّ أو غبيّ على حد سواء ، وهذا النوع تجد من حولهم يدارونهم ويخافون منهم ، ولذلك يقولون : (الأحمق يضر من أحسن إليه) ، وهذا النوع يفقد الرحمة والحنان مع الآخرين ، فالبائيّات(الشعورات) مفصولة عن العقل (أ) ، ولاحظ دائماً أن المجنون ينتظر من الآخرين الحنان ويقيّمهم على هذا الأساس ، والبعض يسمّيه اهتمام . والمجنون ينطلق من شعور اللحظة فقط ، وليس يربط شعور اللحظة مع الشعورات السابقة له. فتلاحظ أن هذا المجنون في وقت تجده معك ، وفي وقت آخر تجده مع غيرك ؛ فشعور الزعل لا يستطيع ربطه مع شعور الرضا .


من علامات الجنون: عدم المبالاة بمشاعر الناس الجزئية أو الكليّة ، لأن الحياء من العيب شيء يحسّ بالإحساس ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : (الحياء لا يأتي إلا بخير) ، ويقصد الارتباط ، وقلة الحياء نوع من الجنون, فقلة الحياء = قلة ارتباط بالشعور.


عندما تربط شيء بشيء وهذا الرابط غير حقيقي أو غير مضبوط فهذا ربط غير سويّ: وهو نوع من الجنون ومن ضعف العقل ، وهو ربط الجزء بالكل ، وإطلاق حكم عام من ربط معلومة جزئية بنتيجة كليّة تعميمية ؛ لأن الكل يحتاج شموليّة. ويمثّل بالزاوية المنفرجة،حيث أن رأس الزاوية يمثِّل المعلومة الجزئية (v ) (الغير وافية ) ، والمساحة الكبيرة أمام النقطة تمثل التعميم. ومقياس شدّة الجنون هو علم الناس بجنونك ، وكذلك عدم القدرة على العمل . إضافة إلى أن القدرة الاجتماعية تضعف مع بعض أنواع الجنون. وهناك صور من الجنون يكون التفكير والربط والاستنتاج وافياً ، ولكن المعلومة ضعيفة أو مكذوبة ، والذي لديه ضعف ارتباطي تجده غير مبدع ، ومن موضوع الارتباط تستطيع أن تُشرِّح كل العقول , فتجد الطفل مثلاً يسمي الحيوانات باسم واحد منها ، كتعميم ويسمي الطيور كلها باسم واحد منها مثلاً عصفور , وهذه الزاوية تحدث بسبب نقص المعلومات ، وكذلك والعوام من الرجال والنساء جميعهم يعمّمون بسبب نقص المعلومات , فنقص المعلومات يسبب التعميم , والتعميم = تشابه , والتشابه جهل لغير المتشابه.


أجمل الشعر هو الترجمة الدقيقة للشعور: فمثلاً قصيدة نورة الحمود الظفيرية في رثاء زوجها : قبلان هارجني وأنا في منامي ** وفزيت له ما بين فرحة ودهشان | الكاذبات الخاينات الحلامي ** للعين جابنّه وهو يم كبشان ... والذي يجعل الشعر أجمل أيضاً : احترام الشعور ؛ فهي احترمت شعورها أول ما انتبهت من نومها ، ورأت التناقض بين الحلم والواقع ، وبيّنت كذب الأحلام ، ففي كلمة (الكاذبات الخاينات ) عبّرت عن الإحباط بدقّة . والشعر سهل على المرأة لأنها تمتلك دقة الملاحظة الألفيّة وتملك الشعور وتملك المهارة الكلامية ، ونقطة مهمة أيضاً هي دقة الكلام لأنها تتحيّن دقة الكلمة واختيار الكلمات ، وهذا كله يناسب الشعر : (ومن لامني يلهم دقاق النثيلة) . يزيده أيضاً ارتباط المرأة أيضاً بما حولها وتحديداً بما حولها القريب.


أي حركة للطبيعة هي موسيقى: فالموسيقى ليست صوت فقط ، فأنت عندما تتفرج على منظر النار وهي تتحرك ، فأنت الآن تتفرج على موسيقى مرئية ، والشعور بالجمال الذي تحس به هو شعور بالطبيعة وجمال الطبيعة ، فالموسيقى بمعناها العام هي كل شيء وتدرك بجميع الحواس فاللمس يعطي موسيقى والبصر والحركة الجسمية ... .


لا يوجد شيء يستحق أن يحترم سوى الطبيعة: لأن الذي سيأتيك من الطبيعة والارتباط بها سيغنيك عن أنانيتك, وبهذا يخرجون الناس من عقلك ، وتخرج أنت على طبيعتك.


كلما ينشط الشعور كلما تزداد الثقة بالعقل: فكلما كان الشعور منطلق وفرحان كلما زادت الثقة بالعقل , والثقة بالنفس هي ثقة الشعور بالعقل.


الذي لا يترابط مع كل شيء فهو لا شيء : حتى لو كان حقيقي ومأخوذ من طبيعة , فمادام أنه لم يترابط فهو لا شيء (فكرة طبيعية).


ليس هناك أحد يعطي إلا الطبيعي أو الناس الطبيعيين أو من فيهم أجزاء من الطبيعة:فتصور لولا عطاء الناس الطبيعيين فلن تجد أحد يساعد الضعفاء ويرحمهم , ولن يوجد أحد يساعد المحتاجين ويعطيهم .


التقصّد من الصناعي : فكونك تتقصد أحد حتى بالخير فإنه من الصناعي لأنه يحسسه بالمراقبة والمتابعة وهذا يعارض قانون حرية الشعور ، لأنك تفقد الآخر شيئاً مهماً وهو راحة شعوره ، وهذا من الكبر ، لأنه كأنك ستغير الآخر بقوتك أنت ، والله سبحانه وتعالى يقول : (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (البقرة:272) . فالقرآن يعلم الرسول ويعلمنا بألا نتكلف ونتقصد هداية الآخرين, لأن هذا يزعجهم, فقد عاتب القرآن الرسول بسبب شدة اهتمامه بهدايتهم، والتقصد هو أن تعطي من لم يطلب ، فالرسول عليه الصلاة والسلام من حبه لهم وخوفه عليهم ، تضايق من عدم استجابتهم : (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6) ، والتقصد ينتج تعب ، والتعب سببه الصناعي ، كما أن التقصد ينتج إعادة لموضوع معين ، والإعادة تسبب ملل ، والملل نتيجة لصناعي ، لأن الصناعي عبارة عن دائرة ضيقة ليس لها امتدادات.


إذا كانت الماديات خاضعة لبعضها ، فإن المعنويات غير خاضعة للماديات : بدليل أنك لا تستطيع تغيير معنويات أحد عن طريق الماديات ، وكثير من الذين عذبوا وسجنوا لم تستطع الماديّات تغيير معنوياتهم . وكذلك الماديات لا تنتج معنويات ، فلو قلت لأحد : سأهيئ لك كل الأسباب المادية التي تريدها ، لكن سأحرمك مما تؤمن به من معنويات لرفض, فمهما أعطي أحد من المال فهذا لايعني أنه سيصبح كريم أذا كان بخيلاً في الأصل ونسبة عطاؤه أيام الفقر هي نسبة عطاؤه ايام الغنى. فالمعنويات هي التي تؤثّر في الماديات وهي التي تولّد الحضارات.
(هذا القانون يرد على نظرية الصدفة ونظرية النشوء والارتقاء ونظرية الانتخاب الطبيعي): فارتباط الإنسان بالمادة جاء بدوافع معنوية وليس تبعا لقانون التطور كما يقول داروين, فعلى قدر ما الـتُـفِـت للشعور انبنت الحضارة. فالإنسان غازل القمر بقلبه قديما, ولكنه غازله بعقله في العصر الحديث, وأي شعور يُسند أمره إلى العقل فهذا دليل إحترامه(قانون) . ولهذا نجد كل حضارة تتميز بجوانب لم تتميز بها حضارات أخرى, وهذا يثبت بطلان نظرية البقاء للأقوى والانتخاب الطبيعي, فهناك أسرار في الحضارة الفرعونية لم تكتشف إلى الآن, فاختلاف الحضارات دليل أن التطور جاء نتيجة احترام الشعور وليس نتيجة نظرية التطور الضعيفة التي ينسبون إليها حتى تطور الإنسان في العصر الحديث, وما ينطبق على الفرد ينطبق على المجموعة.


الحب هو مقياس الصحة العقلية النفسية : فالعاقل أكثر هو من يحب أكثر ، لأن الحب هو ارتباط بجمال ، أي أن الذي يحب أكثر لديه ارتباط بالمنهج الطبيعي أكثر.


كل أخطاء المفكرين أساساً هي نقص في الدقة : وأي نقص في الدقة يسبب تشابه ، والتشابه جهل , (إن البقر تشابه علينا). (وأما الذين الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).


الشعورات مبنية على أولويات : فالعقل الجيّد هو الذي يحترم الشعورات كلها ، فالعقل يجب أن يحترم الشعورات التي لم تأخذ حقها بالظهور ، وليس الشعور الملحّ والحاضر فقط ، فمن يحب العاجلة فهو سيمشي مع الشعور العاجل ، فيأخذ الشعور الملحّ فقط ، ويعمل به ، ولن يحترم الشعورات التي لم تظهر بعد ، فمن يَسُوقه الشعور الملحّ أو الحاضر فلا فرق بينه وبين الحيوان ، فالطفل عندما يجوع تجد أنه يقف عند هذه الحاجة ولا يذهب لغيرها ، بعكس العاقل عندما يزعل على أحد ، تجده يقول : هذا شخص طيب معي ، وأقضي معه لحظات ممتعة ، فيجب أن أتحمل هذا الموقف ، فهو يستفيد من الذاكرة ، وتجد العاقل يصبّر نفسه ، فالعقل يأتي بالصبر.


إذا لم يتصرف العقل ، سوف يتصرف الشعور : فتجد اثنين في موقف خطر ، احدهما مندفع ، والآخر يقول له انتبه فأمامنا خطر ، فالثاني عقله موجود ، فإن ترك الشعور فإنه سيتصرف بموجب أولوياته أما إذا وجد العقل فإنه سيصنع أولوياته من الخارج ، لأن العقل هو بوابة الشعور على العالم الخارجي ، ففي المواقف الخطرة فإن الشعور سيتصرف بموجب البرمجات أو العادات ، أما إذا لم يجد الشعور برمجات فإنه سيتصرف بموجب أولوياته ، فرجل الإطفاء يتصرّف آلياً بموجب برمجات أثناء وجود حريق ، أما الرجل العادي فمن الممكن أن يلقي بنفسه من أعلى البناية ، لأنه تبع شعور الهروب من النار ، ولم يفكر بألم السقوط ، والتوعية بالخطر هي برمجة للعقل الوسيط. والشعور نوعان : 1- شعور لا يوجد به اختيار ، وهو الشعور الذي لا يجد برمجات فهو سيتصرف من نفسه ,فيكون تصرفه يشبه تصرف الحيوان. 2 – شعور به اختيار : مثل من يتحمل شعور الجوع ، وهو يريد السرقة بسبب شعور آخر وهو شعور الخوف من العقاب ، فهنا العقل حضّر شعور آخر سكّت به شعور الجوع.


الانتحار هو فكرة مسيطرة: وهذه الفكرة (وأي فكرة مشابهة) تسيطر على العقل إلى أن تترك مجالاً للشعور ليتصرف ويغيرها.


الفكرة عبارة عن مزج بين داخلي وخارجي (بين طبيعة داخلية وخارجية) ، فأي فكرة خطأ فهي مزج خطأ.


الصناعي دائماً يأخذ التقييم من غيره : فلما يجد أن أحداً يهتم بك فهو سيهتم بك من اهتمامهم وسيقلّدهم.


بما أن الطبيعة الماديّة لا تعمل إلا بقوانين ، فكذلك في الطبيعة المعنوية الأمر نفسه ، فأنت تعمل بموجب قوانين : فيجب أن تسأل نفسك في كل ما تعمل ، أي عندما تقول شيئاً لأحد اسأل نفسك بناء على أي قانون من قوانين الطبيعة المعنوية أنا قلت كذا ، وكذلك في التصرفات.


لا يوجد أحد يحب الرذيلة ,إذا تأكد أنها رذيلة: فليس من حق أحد أن يرمي أحد بحب الرذيلة ، ومن يرمي أحد بهذا فهذا فجور في الخصام ، ومن علامات المنافق (إذا خاصم فجر) فكل البشر يحبون الفضيلة حتى اللصوص بينهم تقدير للصداقة والعشرة, وعندما يشاهدون فلما مثلا تجدهم في صف المرتبط بالفضيلة مع أنهم يصنفون من المجرمين.


أي أدلجة هي تتم عن طريق الشعور: أي تهييج الشعور ثم تغطيس الأفكار المراد تغطيسها وقت تهييج الشعور.


الشخص الذي لم يعجبه وضعه فهذه علامة خير : لأنه يعاني من احتباس شعور وبحاجة إلى فتحات طبيعية , أما من يعجبه وضعه فهذا بعيد عن شعوره ومن الأفضل أن يتحوَّل إلى شخص لا يعجبه وضعه.


كلما زادت الأنانية قلَّت الفضائل, ولا نّعُد أو نحْسِب الفضائل الأنانية وهي التي يعيها صاحبها ولا ينساها ويذكرها ويعددها ويمُنُّ بها لأنها من النوع الراجع للذات.


المصدر

منتدى المثالية الأخلاقية

http://www.almo7tar.com/vb/showthread.php?p=1628#post1628

أقرأ أيضا


عن تحليل الشخصية و السلوك البشري


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84_%D9%86%D9%81%D8%B3% D9%8A