المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية شاشتنا المحلية من البداية إلى النهاية.. وأي نهاية؟!


بن عـيدان
26-09-2010, 12:56 PM
مقالة جميلة للكاتب الكبير بدر محارب



بدأ تلفزيون الكويت إرساله في منتصف شهر نوفمبر من عام 1961، واستطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على عقول وقلوب مشاهديه المحدودين، فتلفزيون الكويت كان الوحيد في المنطقة، وتسلية جديدة ومبهرة، وهو أيضا كائن غريب يدخل بيوت الأسر المحافظة، حتى أن بعض النساء في تلك الفترة كن يغطين وجوههن حين يطلع عليهن مذيع التلفزيون الوسيم من خلف الشاشة الصغيرة.
صندوق عجيب
كان الإرسال في البداية لا يتعدى بضع ساعات ثم أخذ يتزايد تدريجيا مع ازدياد الخبرة وزيادة الإنتاج المحلي، وكثرة الطلب على شراء المواد الإعلامية من مصادر عربية وأجنبية، كان معظمها من تلفزيون مصر الشقيقة، وقد استغل فنانونا في تلك الفترة هذا الصندوق العجيب الذي كان من ميزته أنه يدخل كل البيوت، بعكس العروض المسرحية التي كانت تتطلب جر الناس بالإعلانات المكلفة إلى صالة العرض المسرحي، لذا كثر الإنتاج المحلي، وتعرف الناس على فناني الكويت.
وكان الجميع ينتظر بدء الإرسال لتتسمر العائلة بأكملها حول الجهاز، ولا تنام إلا بعد انتهاء تلاوة القرآن وظهور العلم والسلام الوطني، حتى أصبح انتهاء الإرسال هو مؤشر موعد النوم لجميع أفراد العائلة، وكان كثير من الأطفال ينامون وهم مستلقون أسفل الأرجل الخشبية لتلفزيونات تلك الفترة.
كان تلفزيون الكويت في تلك الفترة، جهازا إعلاميا محببا في الكويت وفي المناطق القريبة التي كانت تلتقط إرساله في أيام الرطوبة خاصة، حتى أن حكومة الكويت قامت بافتتاح تلفزيون الكويت في دبي، وكانت ترسل يوميا عن طريق الجو المواد التلفزيونية المحلية لعرضها في دبي، ولكن ماذا حدث اليوم؟ وكيف انتهى هذا الدور الخطر لتلفزيون الكويت، وأصبح مهملا من قبل المشاهدين، وتراجعت نسبة مشاهدته كثيرا، وهي اليوم في تراجع مستمر؟
مد فضائي
قد يرى البعض أن ظهور الفضائيات وانتشار الأطباق الهوائية في كل البيوت، وتعرف الناس على برامج جديدة ومواد إعلامية أكثر إبهارا وجذبا مما يقدمه تلفزيون الكويت هي من العوامل الرئيسية لسبب انحسار نسبة المشاهدة، وقد يكون هذا الرأي صحيحا حين نتحدث عن بداية المد الفضائي، لكن هذا المد مضى عليه أكثر من عشرين عاما، وتلفزيون الكويت يتراجع سنويا.
وكان من المنطقي أن يقوم رجالات الإعلام ومسؤولو التلفزيون لدينا بالنظر للأمر بصورة أكثر جدية، بعد أن تبيّنوا تهديد الفضائيات لهم منذ البداية، وكان من المفترض أن يتحركوا منذ السنوات الأولى لانتشار الفضائيات في تطوير ما يقدم على هذا الجهاز الرائد في المنطقة، لكن للأسف لم يتحرك أحد للبحث عن عناصر جذب وإبهار، حتى أن نشرات الأخبار ما زالت تقدم كما هي منذ بدء الإرسال، ولا تغيير سوى في الديكور وتجدد المذيعين والمذيعات، بل قد تكون البرامج السياسية والحوارية والاجتماعية والمسابقات في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، تحمل جذبا اكثر مما تحمله برامج هذه الايام.
برامج مختلفة
نذكر على سبيل المثال لا الحصر، من البرامج السياسية، برنامج المائدة المستديرة الذي كان يعده ويقدمه الدكتور عبد الله النفيسي، وبرنامج قضايا وردود والذي كان من إعداد جمعية الخريجين وتقديم الأسير الشهيد ناصر الصانع وبمشاركة أحيانا من الأستاذ يوسف الجاسم، ولاننسى أيضا من البرامج الفنية الإجتماعية الجميلة برنامج للمشاهد مع التحية للفنان المبدع عبد الله المحيلان.
ناهيك عن برامج المسابقات كبرنامج سين جيم للراحل شريف العلمي، وبرامج الأسرة التي كانت تعدها وتقدمها الاستاذة فاطمة حسين، وكانت تتخلل البرنامج بعض المشاهد الدرامية من تمثيل الفنانين الكبار عبد الحسين عبد الرضا وعبد العزيز النمش وخالد النفيسي ومحمد جابر وغيرهم، وكان البرنامج يهتم بتقديم النصح والإرشاد لربات البيوت بقالب فني كوميدي جميل، وبرنامج شبكة التلفزيون للإعلامي عبد الرحمن النجار، ومن حياة الشعوب، ونافذة على العالم، وبرنامج رسالة للإعلامي محمد السنعوسي.
بالإضافة إلى أعمال الدراما المحلية، والدراما العربية لكبار فناني العرب، مثل هارب من الأيام للعملاق عبد الله غيث، والمسلسلات الأجنبية الشهيرة مثل مسلسل أحب لوسي ومسلسل الأطفال لاسي ومسلسل فيوري، وروائع القصص، والاستعراضات الموسيقية الغنائية الأجنبية مثل توم جونز وعائلة بارتدج وعائلة أوزموند، والأفلام الأجنبية الرائعة.
اختلاف النظرة
أما اليوم، فيبدو أن نظرة مسؤولي تلفزيون الكويت للجمال قد اختلفت، ولم يعودوا يشعرون بأن البرامج التي تقدم على شاشة التلفزيون هي برامج لا تحمل من الجمال شيئا في معظمها، بل هي برامج طاردة للمشاهد، ويبدو أن استمرار تلفزيون الكويت في البث هو فقط لرفع العتب، ولتقديم بيانات الحكومة ونشرات الأخبار، والسبب كما أراه من وجهة نظري هو خوف مسؤولي التلفزيون من رقابة رجال الدين والسياسة في مجلس الأمة للبرامج التلفزيونية التي تقدم، فيؤثرون السلامة والإبتعاد عن كل ما من شأنه تعكير صفو النواب ويحمل شبهة ولو صغيرة في فتح باب التلويح بالاستجواب لوزير الإعلام.
فمن غير المقبول أن يطلب عضو برلماني من تيار معين من وزير الإعلام اطلاعه على خريطة البرامج التلفزيونية، فهذا – لعمري – هو بداية الخلل وتدخل سافر في عمل فني لا يفقه فيه العضو شيئا، وهو طلب لا يقوم به سوى من يرغب في السيطرة واعتماد أجندته الحزبية لفرضها على المشاهدين وطرح فكره الذي يعتقد أنه هو الفكر الذي يجب أن يغرس غرسا من خلال الإعلام في عقول وعيون المشاهدين.
برامج هزيلة
نظرة سريعة وعشوائية على خريطة تلفزيون الكويت ليوم عادي من أيام شهر يوليو الماضي، وهو الشهر الذي سبق دخول شهر رمضان توضح لنا مدى ضعف برامجنا التلفزيونية وهزالتها، لدرجة ان الأرصاد الجوية وضعت في خريطة البرامج اليومية وكأنها برنامج رئيسي وليست جزءا من نشرة الأخبار، وبحسبة بسيطة لعدد ساعات البث من الساعة السادسة صباحا وحتى الواحدة والنصف ظهرا، نجد أن خريطة البرامج تحتوي على إثني عشر برنامجا دينيا، وهو ما يمثل أكثر من 70 % من البرامج المقدمة في ذلك اليوم.
لا أدعو هنا لرفض تقديم البرامج الدينية، ولكن طغيانها بهذه الصورة يحوّل القناة الأولى لتلفزيون الكويت من قناة عامة شاملة منوعة، إلى قناة متخصصة في الدين، رغم أن هناك قناة يفترض أنها تختص بالبرامج الدينية، ناهيك عن أن هذه البرامج، تفتقر الى الإبداع والتجديد، وتغيب عنها عناصر الجذب الإعلامي، وتعتمد اعتمادا رئيسيا على الحوار، والسؤال والجواب، وهي برامج أقرب لبرامج الإذاعة منها إلى برامج التلفزيون، فانفض القوم من أمام شاشة تلفزيوننا، وتحركت أناملهم باتجاه الريموت كنترول بحثا عن صورة جميلة وبرامج تحمل الجاذبية الفنية من خلال قنوات أكثر متعة وأكثر إبداعا وأكثر فنا، وما أكثرها.
الجمال علم، والإعلام فن وتخصص، والبث التلفزيوني يعتمد على الجمال والفن، والقنوات التلفزيونية اليوم هي واجهة البلد التي يراها كل العالم بلمسة زر من الريموت كنترول، فلندعو العالم للسياحة في بلدنا وزيارة الكويت من خلال الشاشة الصغيرة، وهذا لن يتأتى إلا بالعمل المخلص، والاستفادة من خبراتنا الإعلامية، وتشجيع الإبداع والبحث الدائم عن الأفكار الجديدة، وعدم السماح بالتدخل لمن ليس لهم علاقة بالإعلام أو الفن، والإبتعاد عن الروتين القاتل لكل جديد.


الرابط:http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=638733&date=26092010

محمد العيدان
26-09-2010, 03:17 PM
قبل كم سنة اتخذ المسؤولون على هذا الجهاز شعار الاولى دائما ولااعرف على ماذا ؟؟
الان طبعا اتوقع شعارها اصبح الاولى كانت دائما ..

عابر سبيل
26-09-2010, 03:32 PM
وين قبل تلفزيون الكويت كل المسلسلات الجميلة عليه و كنا دايما نطالعها في التسعينات بس بعد التطور بقت القناة كما هيا في التسعينات و قنوات كثيرة كويتية سبقتها و اصبحت اقوى عنها....

شكرا احمد على المقالة الجميلة

بن عـيدان
27-09-2010, 04:41 PM
مشكورين على المرور

عبدالإله
27-09-2010, 04:46 PM
قبل كم سنة اتخذ المسؤولون على هذا الجهاز شعار الاولى دائما ولااعرف على ماذا ؟؟
الان طبعا اتوقع شعارها اصبح الاولى كانت دائما ..

كلام ســليم