المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «أبو العبد» البيروتي ... مات مُجرداً من لقبه


بنت عبدالحسين
02-02-2009, 12:46 PM
الشخصية عاشت معه إطفائياً وممثلاً
«أبو العبد» البيروتي ... مات مُجرداً من لقبه

http://www.up-00.com/xbfiles/6qb67930.jpg (http://www.up-00.com/)

أحمد خليفة «أبوالعبد»


| بيروت - من محمد حسن حجازي |

ابو العبد البيروتي شخصية من اكثر النماذج المعبّرة عن خصال صاغها كثيرون وألبسوها غالباً ما لا تحتمله، او ما لا يليق بها، بعد ان شاعت بين اللبنانيين الى درجة شعر بعض اهالي بيروت بأن ما يقال حول وعن وفي الشخصية لا يحترمهم.

الشخصية وهمية، لكن مواصفاتها سرعان ما أعطتها شكلاً ومضموناً وأطلقت تسميات مختلفة على بعض من التزمها، ومن هؤلاء الممثل احمد خليفة الذي قصد مكاتبنا قبل اعوام عارضاً علينا قضيته الكبيرة والتي لا تحتمل: سلب الشخصية منه وتسجيلها باسم الممثل محمد شبارو، شريك وسيم طبارة في الكثير من الأعمال.

نعم جاءنا الراحل أخيراً طالباً منا بأن نساعده في حملة اعلامية وإعلانية تقول للناس في كل مكان ان هناك من اخذ منه شخصية ابو العبد على حين غرة وانه لن يسكت على ذلك، هو لم يسكت نعم، لكنه بعد فترة تعب وما عاد يطالب لأن شبارو نفسه لم يعد يظهر بعدما سجل الشخصية باسمه، واعتمد ملابسها في الخيام الرمضانية (خيمة فندق السمرلاند)، وسافر بها الى المغتربات حيث قام باختبار بعض الشباب في اكثر من بلد ومدينة وجعلهم يحفظون نكاتاً وبالتالي أمن لهم العمل على خشبات عدة في مرابع وفنادق وكل الهم توسيع دائرة الاهتمام بها، وراح من بيروت او من اي مدينة يتواجد فيها يرسل الى هؤلاء الممثلين الشخصيين له جميع النكات الجديدة التي يطلقونها باسم ابو العبد الأصلي شبارو.

هذه الصورة أتعبت وأزعجت وأشعرت ابو العبد البيروتي (خليفة) في حال استسلام، هذا الرجل القوي، والطيب، والاطفائي العتيق الذي خبر المهمات الصعبة لم يكن قادراً على حل هذه الاشكال مع شبارو، فلا الدعوى الرسمية نفعت ولا شبارو رد عليه معتبراً ان هذه شخصية عامة وليست ملكاً لأحد.
الفنان خليفة له ابن شاب (يعيش في ايطاليا) وخمس بنات، وهو على قدر رفيع من الطيبة والقوة وعندما طلب اليه الاخوان رحباني المشاركة في «سفر برلك»، قال لهما: «انا ما بركب حصان»، فردا عليه: «ما في احصنة رح تركب الموج».
صاحب ايش يابا، ايش يا خال، صباح العنب، كان قبضاياً حقيقياً قادراً عى انتزاع الضحكة من القلب والمتابعة حتى بلوغ قلوب الآخرين.

«شوف يا حبيبي الدني ما فيها شيء حتى نطوّل بالنا، اذا كنت كويس او وحيش رح يكشفوك».
ابراهيم مرعشلي رحمه الله استعان به في العديد من مسلسلاته، وأفلامه المختلفة، وأكثر ما كان يريحه هو التواصل مع اهل الحي عنده، الاهل، الاقارب، الاصحاب، فهذه احلى لحظاته التي لا ينساها ابداً.
عاش خليفة 80 عاماً. التمثيل لم يخدمه في كثير، بل كان يدعمه معاشه التقاعدي من الاطفائية التي خدم فيها طويلاً، وتركها لأنه مال الى التمثيل واعتمده، ولكن التمثيل لم يعطه ما يريده اطلاقاً من دعم مالي كاف، خصوصاً أن العمل فيه متقلب، متباعد ولا شيء ثابت على الاطلاق.

النكات التي كانت تطلق على لسان ابو العبد البيروتي وعنه كانت تؤثر فيه كثيراً وتجعله متشنجاً، خصوصاً عندما كان بعض الناس يستوقفونه ويطلبون منه المصادقة على بعض الطرائف التي تحكي عنه. وهنا ثارت ثائرته وقال لمحدثه: «يا ابني عيب عليك شخصية ابو العبد كلها قيم واحترام وليست كما يحاول البعض تصويرها، يا ابني ابو العبد قبضاي، وعندو أهل والناس كلها بتحبو، ما كان يخلّلي حدا يغلط مع الثاني بحضورو».

وفي وقت يجري فيه صراع للفوز نهائياً بملكية الشخصية كان خليفة لا يكف عن طرق الأبواب من اجل ادوار جديدة له، لكنه لم يفز بالكثير وعبر عن شعوره الدائم بالخيبة من هذه الاجواء السائدة.
ومنذ عامين استضيف تلفزيونياً فقال انه متحمس جداً للتمثيل لكن ماذا يفعل وكل المنتجين يعتبرونه عجوزاً.
رحل احمد خليفة «ابو العبد» وبرحيله نخسر في لبنان رمزاً وطنياً نعتز به.



تاريخ النشر : 2-2-2009

الرابط : http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=109072