المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقدر أهدافنا ..بقدر انتصاراتنا ( نريد تشكيل حركة سرية !؟)


نوره عبدالرحمن "سما"
03-07-2011, 01:43 PM
مقال بديع يستحق التوقف عليه مليا وطويلا يشف واقع اليوم ، واستميح كاتبنا الكبير عبدالعزيز الرشيد عذرا لو نقلته بالكامل ، ولكن ليعم النفع

رابط المدونة
http://alaziz.elaphblog.com/posts.aspx?U=1986&A=88241&Msg=Error%20-%20The%20verification%20words%20are%20incorrect.




نريد تشكيل حركة سرية !؟

إني أسال نفسي بإلحاح في هذه الأيام العجيبة : هل يوجد في هذه الأمة عقلاء , مفكرين , ساسة يضعون هم الأمة ومستقبلها في دائرة اهتماماتهم المتعددة , سواء كانت هذه الاهتمامات شخصية أو مناطقية أو طائفية ؟ قد يقول قائل : حسبك حسبك إن الناس بخير , ومحبتهم لدينهم ورسولهم فوق التهم , فلا تطلق الصيحات الساخطة .. فما تحب الجماهير أحدا كما يحب أتباع محمد محمدا .. حينها سأقول : ما فائدة متعلمين و مثقفين وساسة شوه الجو الحياتي اليومي بصائرهم وأذواقهم , مع أن وزنهم ثقيل في قيادة الأمة , فأصبح كل واحدا منهم ينظر تحت رجليه , ولم يعد هناك هدف أو حتى غاية تخص امة الإسلام ومستقبلها تشغل جزء لو حتى بسيط من عقولهم .. ما قيمة الحب الرخيص الذي يكنه هؤلاء او جماهير الدهماء لأمة الإسلام ! ان حب غايته صلوات تفلت من الشفتين مصحوبة بعواطف حارة أو باردة , وقلما تتحول إلي عمل كبير لمشاكل الأمة , أمر مرفوض إن لم يكن نوعا من النفاق !


إن مكانة الإسلام تضعضعت في تربية النفوس ونظام الجماعات , وان جماهير كثيفة من المثقفين و القادة غرباء على دينهم الموروث , ان المسلمين وحدهم هم الجبهة المفككة روحيا وماديا , الحافلة بالمتناقِضات , المتعثرة الخطى .


ولكن ما هو الحل ؟ .. الجواب : أريد أن يتوافق المسلمون مع دينهم ومصالحهم كما يتوافق اليهود مع دينهم ومصلحتهم , يكفي أن نستفيد من تجربة الصهيونية , الذين عقدوا أول مؤتمر لهم في بازل السويسرية عام 1897م , وكان هدفهم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين , وجمع هذا المؤتمر خليط من الساسة والاقتصاديين و المفكرين , وتم توزيع الأدوار , وتحولت إلي منظمة سرية تحدد الأهداف وكلا يمضي إلي سبيله , ومضت السنون وقامت إسرائيل على أنقاض شعب فلسطين البأس .


إني لا أطالب هنا بانقلابات أو ثورات , فهاهي الأصنام تتساقط لوحدها , ولن يبقى إلا الصحيح كما يقال .. فما الذي يمنع من عقد جلسة سرية , يكون فيها القادة السياسيين المشهود بولائهم لأمة الإسلام , وكبار علماء الأمة , والذين شكلوا بخطوة مباركة هيئة سميت (هيئة علماء المسلمين) , ثم يدرس فيما بينهم من يصلح للانضمام , وتوضع الأهداف , مثل استعادة الأراضي المحتلة , تقوية الاقتصاد الإسلامي , مساعدة الأقليات الإسلامية ..الخ ويستعملون كل الطرق التي تحقق هذه الأهداف , حتى لو تطلب الأمر افتعال مشاكل بين الدول الإسلامية نفسها , أو مثلا استمالة شخصيات عالمية فاعلة حتى لو بالمال , وتكون اجتماعاتهم سرية وغير معلنة , بل لعلي أقول بطريقة اجتماعات عصابات المافيا .. أن الإسلام بداء هكذا دعوة سرية , واستمال الرسول صلى الله علية وسلم شخصيات بالعطاء و المال , بل انه شرع لمحمد ابن مسلمة قتل كعب ابن الاشرف غيلة وبحيلة , فهذا الذي اعنيه لا يخالف تعاليم الإسلام بشيء , فما لا يتم الواجب إلا به هو نفسه واجب .


يا امة محمد .. يجب أن تعوا أن محمد مرسل للعالمين , وان هذه " العالمية" في دعوته تفرض عليكم أن لا تصفوا لهم ملامحه الشخصية , إنما تشرحون لهم رسالته السماوية , إنكم لا تخلفونه بأمانة في مبادئه وتعاليمه بما تفعلون ألان من تشرذم وتفكير سطحي سقيم , بل إنكم مصدر متاعب للإسلام ولنبيه الكريم , وشاهد زور يجعل الحكم عليه لا له !


وحتى يصل الإسلام للعالمية المنشودة شكلوا منظمتكم السرية ألان, وليعطى كل متميز في هذه الأمة دورا , حتى وان لم يكن يحسن الوضوء , المهم أن ينجز الهدف الكبير الذي رسمتموه , لقد أمر خالد ابن الوليد على كبار الصحابة , وهو بالكاد يحفظ قصار السور , ولم يروي عن المصطفى إلا حديثين فقط , لا يكن حبكم تمسكا شديدا ببعض النوافل , وهروبا تاما من بعض الفرائض , او حنانا لا ندى معه ولا عطاء كهذا الذي قال الشاعر :


لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما قدمت لي زادا


والله من وراء القصد ,,




تعليقي :


أنا لدي قناعة ، ( ولينصرن الله من ينصره ) مهما كان الناس الحق سيغلب وكلما كانت أهدافنا عظيمة ..كلما كانت التضحيات أكبر ،وهنا محك الإنسانية والبذل والعطاء الحقيقي ، وانظر كيف بنى الرسول عليه الصلاة والسلام دولة إسلام وإنسانية بالرغم من وعورة الطريق حوله، إلا أنه بدأ من الداخل ( سر التغيير ) تغيير الضمير ، النية ، الهدف ، التوجه ، فالفطرة تميل للخير بطبعها ، الرب هو المتحكم بخلقه ويملك القلوب ، عندما يكون الهدف مصلحة ذاتية متى ما أنتهت زالت تلك العلاقة ولا كأن شيء يكن ولو بعد حين ، وخير شاهد دعوة الرسول التي مازالت في أرجاء العالم تصدح وسينصر الله دينه لعظم وسمو نيته