المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثقة في القدرات تصنع العبور..؟!


نوره عبدالرحمن "سما"
16-07-2011, 11:18 AM
هل من عودة إلى أمجادنا وحضارتنا !
التغيير الحقيقي من الجذور بدءا بأنفسنا والارتقاء بوعينا وفكرنا !

أشعل شمعة ولا تعلن الظلام ،
يقول الله تعالى: ( إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )
الشعب يريد تغيير عقلية الشعب ،تصرفاتنا قناعة معينة أو فكرة لذا أبدا بنفسك أولا ، ثمة التغيير قرار داخلي ، ودائرة التغيير أو دائرة التأثير تتسع شيئا فشيئا
اللامبالاة ورغبة عدم تحمل المسؤولية لدى البعض أو الكثير منا ، السلوك اللاحضاري، التعدي على حقوق الغير...مثال
العدل بدءا من بيوتنا مع من أضعف منا الخدم ، الأطفال ...
( يبقي الله الدولة العادلة وإن كانت كافرة ويزيل الله الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة )

لهذا يبقى مطلب التغيير الأساسي الذي يجب أن نعمل له ونحرص عليه هو «تغيير» عقلية الأمة أو ذهنيتها أو الناس والتي سيمتد بتأثيرها على أصحاب القرار الحقيقي في نظامنا العربي، ولأنهم من الشعب نفسه ودائرة التأثير حتما متبادلة !



في ذلك موضوع أعجبني للكاتب الرائع الاستاذ راشد فهد الراشد -جريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2011/07/16/article651066.html)- الثقة في القدرات تصنع العبور..؟!

عقود زمنية طويلة مرت، وتعاقبت على أجيال هذه الأمة، باعثة الإحباطات، والهزائم، والأوجاع في نفسية الإنسان العربي، ومزعزعة للثقة بالنفس، والقدرات، والإمكانات، فاقدة الأمل، أو الحلم بامتلاك أدوات المواجهة، وصيغ تغيير الواقع المعاش، من أجل العبور إلى فضاءات الكرامة، والحرية، ومجتمع العدالة، والمساواة، والمشاركة الفاعلة والواعية في صناعة القرار، الوطني، واستشراف المستقبلات المطمئنة والضامنة لعبور نحو الحداثة، والتغيير، وانعتاق كامل وتام من داءات، وتراكم خلل في الممارسة، والوعي، والرؤية عند بعض الأنظمة العربية، حتى أن المواطن في بعض الجغرافيا العربية تحول إلى كائن يائس يعيش حياته دون أمل في التغيير، أو حلم بامتلاك حقه في الحياة المنتجة، والمتماهية مع العالم المتحضر الذي يصنع أقداره، ومصائره بأدوات المعرفة، والعلم، ومضامين الوعي، والفكر الإنساني. وتحول إلى كائن يبحث عن أقل ما يمكن أن يطاله من ضمانة تكفل له الاستمرار في العيش دون طموحات، أو أحلام، أو رغبات، حتى الحلم صار عنده ترف، وممارسة باذخة، ربما لأنه فقد الشهية تماماً في المقاومة.

على مدى عقود من الزمن تحول المواطنون إلى فرائس للأنظمة، وأجهزتها البوليسية القمعية، ولم يكن أمامهم تجاه هذا الطغيان، وأمام ذلك التسلط إلا أن يتساكنوا، أو يتأقلموا، أو يقبلوا بالعيش في جحيم النظام الاستبدادي، أو الهجرة إلى المنافي، ورحلة التيه، والغربة، والوجع، ولم يستثن من هذه الحالة العقول المفكرة، والنخب المفترض صناعتها تنمية الأوطان، ودخولها في منظومة الأمم، والشعوب التي تؤسس للتأثير والمشاركة في الفعل التنويري، والإنتاجي. حتى أصبحت الجغرافيا مجوفة، مفرّغة من إنسانها، والإنسان هو أساس التنمية، ومدماك الحياة، بتخليه عن واجباته، ومسئولياته، وأدواره الوطنية، أو إقصائه، وتهميشه، ومصادرة رأيه، وإقضاء مبادراته، غير أن الفكر، والممارسة الاستبداديين شاءا أن يكون الإنسان هامشاً، أو قطيعاً، أو عاملاً يخدم لإسعاد، ورفاه، وبذخ النظام.

حقائق التاريخ -ونحن أمة نقرأ التاريخ ويجب أن نتعظ ونفهم ونأحذ الدروس- تقول بأن الأمم، والشعوب، لا تموت، ربما تمر بحالات غفوة، ربما بحالات سبات وتخلٍ عن أدوارها الطبيعية، لكنها في مفصل زمني هام وحساس، وعندما يكون هناك تحسس انسداد في الأفق المستقبلي، وأن المصائر بدأت تتشكل مخيفة، وتلوح في السديم نذر قسوتها، وبشاعاتها، وتهديدها لمستقبلات الأجيال، فإن صحوة أسطورية في مضامينها، وأساليبها، وروحها، وجرأتها، تدخل وتسكن خلايا الشعوب، لتقف في وجه كل ما هو طغيان في فضاء حياتها، وتنسف كل ما هو معوق في دروب نهضتها، ومسالك عزتها وكرامتها.
لعل ما يحدث في بعض الجغرافيا العربية هو ترجمة فعلية، وتأكيد على حقائق التاريخ، فبعض الأنظمة العربية تجاوزت في بطشها، وتخليها عن شعوبها، وإهمال حقوقها في التنمية والنمو، وصناعة التحديث، وإيجاد مساحات ومروج خصبة وسخية لممارسة الحريات، والتفكير، والخلق، والإبداع. وأهملت بتصميم مُستفز وغبي كل رغبات، وطموحات، ووعي الناس، فكان هذا الحراك، وذاك التحرك المدهش القوي كما بركان مزلزل.

الواقع يقول إن منطق القوة، والبطش، ولغة الرصاص، هي أدوات بائسة وضعيفة في التعامل مع الشعوب، والأجدى الالتفات إلى مطالبها، وإعطائها حقوقها المكتسبة، وإشراكها في صناعة القرار الوطني، أما سفك الدماء، وإزهاق الأرواح فإن لعنة التاريخ ستلاحق مرتكبيها، والتاريخ لا يصدق التضليل في وجود المؤامرة التي نبتدعها عند كل مفصل، وخلال كل مأزق.

انتهى..
( وما كان الرفق في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه)
وإذا أحب الله قوما أنزل عليهم الرفق !