المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرقابة والمنتج حكاية القط والفأر


بحر الحب
26-10-2011, 01:02 AM
ثمة علاقة ندية تجمع بين الرقابة ومنتجي الأعمال الدرامية خصوصا في الكويت، حيث تشهد الساحة الفنية دوما مناحرات عدة فيما بينهما، ولا يمضي موسم درامي واحد بسلام من دون أن تكون المشاجرات على مسمع من المتابعين والمشاهدين عبر الصحف والوسائل الإعلامية. فإلى متى ستظل علاقتهما على هذا المنوال؟ بمعنى متى سيرضى المنتج الكويتي عن الرقابة؟ ومتى ستطور الثانية في ألياتها لتواكب التقدم التكنولوجي الحادث حاليا حتى لا يضطر الأول الى التحايل عليها بطرق أخرى قد تؤثر سلبا حتى ولو من بعيد في الدراما الكويتية؟

من هذا المنطلق فتحنا باب النقاش مع مجموعة من المنتجين ليتحدثوا بكل صراحة عن رأيهم في هذا الصدد ومن منهم يؤيد الخروج بالعمل الكويتي إلى الخارج ومن يرفضه ويسعى للتفاوض مع الرقابة.
في البداية تحدثنا مع المنتج باسم عبد الأمير الذي علق وقال: الحقيقة لا أعرف إلى متى ستظل ساحتنا الدرامية مجالا للقيل والقال؟ إلى متى سيظل النزاع قائما بين الرقابة والمنتجين؟، يجب على كل منهما تفهم الآخر حتى يسير المركب بأمان.
رقابة ذاتية
يضيف باسم عبدالأمير: لكنني أرى أنه من الأفضل موافقة الرقابة أولا على العمل قبل أن البدء في تصويره حتى لا يتعرض المنتج إلى الخسارة حين الاعتراض على العمل أو رفضه من الرقابة، كما يجب وجود لغة حوار بين الرقابة والمنتجين حتى لا يضطر المنتج للخروج بعمله خارج الكويت، وهي الطريقة التي أرفضها شخصيا حفاظا على عدم مسخ الهوية الكويتية للعمل.
ويضيف: لذلك رجائي من بعض المنتجين أن يتحلوا بالرقابة الذاتية وأن يسيروا وفق قوانين الرقابة مهما كانت قسوتها، كما اتمنى من رقابتنا المرونة في نظرتها الى العمل، ويجب أن يحرص الكل على السمو بالفن الكويتي لأنه خير عنوان عن مجتمعنا.
محاربة المنتج
فيما حدثنا المنتخ خالد البذال متأسفا على حال التعامل بين الرقابة والأعمال الكويتية، مؤكدا أن المنتج أصبح محاربا ومستهدفا في بلاده، الأمر الذي يحتم عليه الخروج بعيدا عن ديرته لأجل البحث عن رزقه في مكان آخر يقدر جهوده وتعبه، خصوصا أن العملية الإنتاجية باتت مكلفة للغاية لكونها ليست قائمة على المنتج وحده إنما تستلزم وجود فريق عمل بالكامل يحتاج الى مبالغ طائلة وجهود كثيفة قد تمحوها الرقابة بجرة قلم واحدة.
ويستكمل البذال ويقول: للأسف هناك أناس لا يريدون تقدم الدراما الكويتية، وأصبحت الساحة الفنية تحكمها حسابات أخرى مبهمة وغير معروف سببها على حساب كفاءات تعمل جديا لأجل رفع اسم الكويت، لذلك اقول لهم اتركوا الكويت في حالها ودعوا أعمالنا وشأنها لتكون منارة حقيقية تعكس هويتنا وتروج لسياحة بلادنا. لذلك ارفض يأس المنتجين ورضاهم بالأمر الواقع والهروب إلى خارج الكويت، تجنبا لحدوث المشكلات، يجب أن تصور أعمالنا في الكويت لتبرز جماليات ديرتنا، يجب أن تكون هناك قرارات سياسية حاسمة لمصلحة الدراما الكويتية، التي لا يريد بعض المسؤولين الكبار في الدولة وليست الرقابة فحسب تطويرها.
شد وجذب
أما الفنانة والمنتجة حياة الفهد فتحدثت بلهجة حادة متأسفة هي الأخرى على حالة الشد والجذب التي تشهدها الساحة الفنية بين الرقابة والأعمال الكويتية، وقالت: لا أعلم إلى متى ستستمر هذه المهاترات فيما بيننا؟ إلى متى ستصعب الرقابة الكويتية الأمور أمام منتجيها؟ دعونا نصور أعمالنا وشاهدوها بعد انتهائها كاملة ومن ثم احكموا عليها، فنحن نقدر فننا ونخاف على مصلحة الدراما الكويتية أكثر من أي إنسان آخر حتى أكثر من القانون، نحن فنانون كبار حملنا على عاتقنا مسؤولية كبيرة وهي تقديم فن راق يعكس هويتنا وأعتقد أننا لم نقصر في هذا الشيء فلماذا كل هذا التحكم الذي نشهده في الفترة الحالية؟
ضجة مبالغة
تضيف: لذلك لا يمكننا لوم المنتجين الذين يهربون بأعمالهم الى الخارج خوفا من المساءلة، إنما في الوقت نفسه لا استطيع تشجيعهم على هذا لأنه شيء جميل ان يصور ويعرض العمل الكويتي في الكويت، إنما على الرقابة التحلي بالشفافية لأني اجزم بأنها لا تستطيع مشاهدة العمل كاملا إنما ترى مقاطع منه وخير دليل على كلامي الضجة المبالغة التي اثيرت حول مسلسل «بنات الثانوية» فالعمل لا يتعدى الخطوط الحمراء واشك انه دخل الرقابة من الأساس.
قانون المرئي
وأخيرا وبدبلوماسية دافع الفنان والمنتج أحمد جوهر عن وجهة نظر الرقابة الكويتية في كونها معذورة لأنها تتصدى لأكثر من خمسين عملا في العام الواحد الأمر الذي يصعب مهمتها، ويجعلها من دون قصد تظلم بعض الأعمال على حساب أعمال أخرى.
ويقول: لذا يجب على المنتجين احترام قانون المرئي والمسموع، وعليهم الالتزام بقوانين الرقابة واحترامها، يجب أن يطبق القانون وعلى الجميع العمل به، لكن على الجهة الرقابية توسيع دائرة عملها وعدد لجنة حكامها حتى تسع كل هذه الأعمال، كما يجب ان تنسق الأمور بطريقة أكثر من هذه الآلية المتبعة.
يستكمل: انما اقف وبشده امام من يتحايل على القانون ويبحث عن بدائل اخرى تسهم بدورها في الإضرار بالدراما الكويتية لا سيما تلك التي تصور في الدول العربية الأخرى مع احترامي لتلك الدول.

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=744992&date=26102011