المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جاسم النبهان : رقابة المسرح أخف وطأة وحصاراً


محمد العيدان
15-12-2011, 07:12 PM
• تعلمت داخل المسرح الشعبي «الحب» بين الإنسان والآخر
• «وكل شيء بالميراث يعلم» .. حكمة كانت الشيفرة في علاقتي بطليمات
• الديمقراطية مكانها داخل قاعة عبد الله السالم وليس اقتحامها
فنان بدرجة قدير .. وبحار داخل بحور الفن بتقدير .. مبدع .. سياسي محنك ولديه قدرة مذهلة على استنباط ما هو قادم، مهموم بقضايا المسرح خاصة وقضايا الوطن عامة .. عندما تسأله عن الفن يقفز بك إلى السياسة وعندما تجاريه بسؤال في السياسة يعود مرتدا إلى الفن وكأنهما وجهان لعملة واحدة.. صوته العميق الرصين يجعلك لا تملك من أمرك إلا أن تنصت في احترام مهيب...إنه الفنان جاسم النبهان .. كان الحوار معه شيقا.. ودافئا.. وموجعا .. تواضعه الشديد وبساطته اللافتة تجبرك على أن تخجل من ذاتك وتنزل من عليائك في محاولة يائسة لمجاراته في دماثة خلقه...فتح لنا قلبه وأنصتنا له بكل حواسنا...وكان هذا الحوار:

• حدثنا عن بداية الحركة المسرحية في الكويت؟
- البداية تعود إلى طبيعة الإنسان الكويتي وعلاقته بالبحر والتي تجعله مولعاً باستكشاف الآخر والتعامل مع كل جديد، والحركة المسرحية في الكويت قديمة ولكنها كانت عن طريق المدارس، وكان فن المسرح محموداً من الكبار والصغار وكل شرائح المجتمع، وكان الجمهور يحضر العمل المسرحي، وكان الشيخ والوزراء يحضرون إلى أن بدأ تأسيس الدولة الحديثة وانعكس ذلك على الفن بطبيعة الحال في عهد الأمير الراحل عبد الله السالم وأسس في البداية فرقة المسرح العربي وكان المسرح الشعبي موجودا ولكنه غير مشهر وكان يجمع بين الموسيقى والغناء والتمثيل.
• نظرة الفن اختلفت من الجيل القديم للحديث.. هل نستطيع القول ان الجيل الحديث ينظر للفن من باب الوجاهة الاجتماعية؟
- كان الجيل القديم يشق طريقا وعرا حتى يقال عنه «فنان» بل إن بعض الفنانين خرجوا من عباءة دينية بحتة مثل الفنان أحمد الصالح وفيحان العربيد وهؤلاء خريجو المعهد الديني في الأساس والفنان إبراهيم الصلال والده كان عالم دين وهؤلاء جميعا عملوا في الفن تحركهم النزعة الدينية والتزامهم ناحية الجمهور بتقديم فن يرتقي بالوجدان وهذا اختلف قليلا مقارنة بالجيل الجديد وإن كانت هناك مواهب كثيرة بين الجيل الحديث.
• من وجهة نظرك.. هل ترى أن هناك تعارضاً بين الشخص المتدين ويحمل موهبة فنية بداخله؟
- لا على العكس، فالمسرح يحمل هم الإنسان والمجتمع وتلك الشريحة المتدينة من الجمهور، ومثال على ذلك في مسرحية «دقة الساعة» كان الجمهور في الأيام الأولى عدده عاديا ولكن في الليلة الخامسة عشرة وجدنا جمهورنا كله من الملتحين والمنتقبات وهذه كانت دلالة على أن العرض يحمل مضمونا ملتزما وراقيا ويمس الجميع الملتزم وغير الملتزم.
• هل هذا الالتزام موجود كما كان في السابق؟
- السؤال الأصح: هل هناك مسرح من الأساس أم لا؟ والإجابة .. لا.
• هل تؤثر السياسة على الحركة الفنية؟
- بدون شك .. مهرجان دمشق ومهرجان بغداد ..أين ذهبا؟ ذهبا ضحية الصراعات السياسية، والمسرح مرتبط بالاستقرار السياسي داخليا وخارجيا.
• كيف ينظر الفنان جاسم الفنان للرقابة ودورها؟
- هناك أعمال ممتازة أوقفها التلفزيون تحت مسمى الرقابة وأرى أن الرقابة على المسرح أخف وطأة على الفنان والمبدع من التلفزيون، فالرقابة ترفض أن يناقش عمل فني مشكلة اجتماعية موجودة بالفعل في المجتمع تحت مسمى الإساءة وتهديد ثوابت المجتمع رغم أن المشكلة موجودة بالفعل وهذا شيء يقتل الابداع ويضر بالحركة الفنية ويصيب الكتّاب بالإحباط التام.
• قيمة المسرح الشعبي داخل الفنان جاسم النبهان؟
- تعلمت داخل المسرح الشعبي «الحب» بين الإنسان والآخر والتواصل مع الناس، وعندما التحقت بالمسرح الشعبي عام 64 حدث أن كان الفنان عبد العزيز المسعود على خلاف مع أحد أعضاء المسرح وتخاصما وترك المسرح، وعندما انتظروه يومين ولم يأت توجهنا جميعا لبيته مصالحين وممازحين واصطحبناه إلى المسرح فتعلمت الترفع عن الصغائر وتغليب الحب على أي مشاعر أخرى.
• كيف تقيّم أبناء المسرح الشعبي الجدد؟
- لديهم طاقة هائلة لكن ليس لديهم البوصلة التي توجههم .. وأراهم مولعين بالمهرجانات وهو شيء جيد لكنه غير كاف للوصول للجمهور العادي.
• تعاملت مع الراحل زكي طليمات عن قرب وأنت الشاب صاحب الموهبة في ذاك الوقت وهو الرجل الأكاديمي الصارم...كيف كانت العلاقة بينكما؟
- كان ذلك في البداية عندما أسس معهد الدراسات المسرحية وذهبت لتقديم مسرحية صغيرة تحت اسم «دموع إبليس» على سبيل الاختبار، وكان هذا عام 1964 وقبلني الاستاذ زكي طليمات وكانت ظروفي وقتها صعبة للغاية فكنت مسؤولا عن زوجة وعن أمي وكنت موظفا في وزارة الأوقاف فوجدت أنني لن أستطيع التوفيق بين المسرح والعمل فتوقفت عن الذهاب الى المسرح، وفي يوم عند عودتي من العمل أخبرتني أمي أن زكي طليمات قد مر على البيت للسؤال عني، فذهبت إليه وأخبرني أنه يبني علي أمالا عريضة فأخبرته بأنني أخذت منه بيت شعر أعتبره نبراسا في حياتي وهو «وكل شيء بالميراث يعلم»، وسأعود إلى المسرح مهما طال الوقت، بعدها بعشر سنوات كنت أعرض على مسرح سيد دوريش في الهرم رواية من تأليف سعد الله ونوس وإخراج أحمد عبد الحليم ووقف بعد العرض زكي طليمات ورفع يدي عاليا وقال «قبل عشر سنوات هذا النجم قال لي (وكل شيء بالميراث يعلم) وها هو بينكم نجم بالميراث» ولا انسى هذا الموقف.
• ما رؤيتك كفنان ومواطن للأحدث السياسية الأخيرة مثل اقتحام مجلس الأمة ؟
- الديمقراطية شيء ليس بجديد على الكويت ولكن الديمقراطية مكانها داخل قاعة عبد الله السالم وليس باقتحامها، لكن الآن عمموا ما يحدث داخل القاعة إلى الخارج وكل المشاكل الداخلية يمكن ان تحل تحت قبة البرلمان ونحن بتصرفاتنا الأخيرة نربي جيلا جديدا على العصيان.
• نظرتك المتفتحة جعلتك تتعامل مع قرار الفنانة حصة النبهان بالعمل في الفن بتلك الأريحية؟
- أنا أتعامل بمبدأ الستينيات الذي تربيت عليه، وهو أن أترك ابنتي تعمل في المجال الذي يستهويها ودوري ينحصر في إطار التوجيه غير المباشر فقط، وهي والحمدلله على قدر الأمانة التي تحملها.
• ما العمل الذي أنت بصدد تصويره هذه الأيام؟
- الآن لدي عمل للمخرج جمعان رويعي وهو مسلسل بعنوان «شارع 90» ونحن بصدد التحضيرات النهائية له حتى يكون جاهزاً للعرض في شهر رمضان المقبل.

الأصيــــل
15-12-2011, 07:16 PM
جاسم النبهان صريح في تصريحاته ولا يجامل أبداً

محمد العيدان
15-12-2011, 07:29 PM
شكرا على مرورك