المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عوض دوخي ... إرث غنائي حافل ...


محمد العيدان
24-12-2011, 10:52 AM
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2011/12/24/f587a4b0-69b9-4c88-97a5-fe1021c98584_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2011/12/24/f587a4b0-69b9-4c88-97a5-fe1021c98584.jpg)

http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=317468&date=24122011

«أنا تراثي!، درست وتشربت وعايشت التراث في كويت الأربعينات والخمسينات»... إنها جملة أطلق الفنان الكويتي الراحل عوض دوخي الذي صادفت ذكرى رحيله الـ32 في هذه الأيام، وهو الفنان الذي ترك خلفه إرثاً غنائياً حافلاً أغنى المكتبة الغنائية الكويتية.
كان عوض - وهو من مواليد 1932 - مغرماً بالقراءة منذ صغره ويهوى شراء كتب التاريخ والتراث، ومن الكتب التي واظب على قراءتها «التمدن الإسلامي» و«تاريخ الإسلام» و«ألف ليلة وليلة» و«كليلة ودمنة». وقد حصل في بداية دراسته الجامعية على دبلوم المعهد العالي للموسيقى العربية عام 1967 بتقدير ممتاز، ثم في 16 يناير 1975 حصل على رسالة الماجستير في موضوع «الأغاني الكويتية» ومن ثم قدم رسالة الدكتوراه في التربية الموسيقية تخصص موسيقى عربية في عام 1981 وكان موضوع الرسالة «كتاب الاغاني للاصفهاني نقلاً وتحليلاً» من كلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان في جمهورية مصر العربية. وبعد حصوله على الدكتوراه وعودته إلى ارض الوطن عيّن عميدا للمعهد العالي للفنون الموسيقية.
وعندما كان في عمر الثانية عشرة بدأت تظهر ميول عوض في الغناء وكان يؤدي أغاني المطرب محمد بن فارس ويقلد أصوات مقرئي القرآن الكريم.
أما حياته الفنية فانطلقت في عام 1941 عندما كان يعمل «نهاماً» على ظهر السفن في أيام الغوص وأطل عبر الإذاعة في عام 1958 وقدمته الفنانة عودة المهنا وكانت أول أغنية له في إذاعة الكويت هي «يا من هواه أعزه وأذلني» عام 1959.
غنى الفنان الراحل العديد من الألوان الموسيقية مثل أغاني الصوت وأغاني البحر والنهمة والأغاني العاطفية وأغاني الطنبورة والأغاني الوطنية، وأول أغنية وطنية له كانت باسم «الفجر نور يا سلام» في الستينات من القرن العشرين.
كما غنى عدداً من الأغاني الوطنية مثل «الفجر نور يا سلام»، و«وسط القلوب يا كويتنا» اللتين ظلتا تذاعان في الإذاعة بشكل يومي لمدة أربع سنوات بناء على طلب الشيخ عبد الله السالم الصباح، وأغنية «أبدي باسمك يا كويت» و«رايات الفرح» و«عادت الأفراح» و«قصر دسمان»، وقد غنى أغنية عن الشيخ عبد الله السالم الصباح وهي «عبد الله السالم أميرنا».
و من أقوال الفنان عوض: «أتمنى أن يصل صوت الأغنية الكويتية الجادة والملتزمة إلى جميع البقاع والاماكن لتعبر عن الكويت إنساناً وأرضاً وتاريخاً»... «عمود الأغنية أينما كانت هو الكلمة، فمتى ما كانت الكلمة قوية وجميلة كان اللحن بالقوة نفسها والتفاعل مع الكلمة، ولابد أن يكون هناك متذوق للكلمة الجميلة»... «أنا تراثي، درست وتشربت وعايشت التراث في كويت الأربعينات والخمسينات».
وقدّم الراحل للأغنية الكويتية عشرات الاعمال الرائعة التي ما زال الجمهور يرددها حتى الآن، وأشهرها أغنية «صوت السهارى»، وخلال سيرته الفنية غنى 193 أغنية من مختلف الألوان من الصوت الى السامري الى الأغنية الخفيفة أو الوطنية ومن ابرز السامريات التي قدمها «يوم الخميس» من الفولكلور.
وفي 26 نوفمبر 1979 كانت جموع الفنانين من شتى المجالات ومئات الجماهير والمواطنين تنتظر عودة عوض دوخي من رحلة العلاج، وبعد قرابة الشهر ودعت الكويت فنانها عوض بعد أن اشتد عليه المرض، تاركاً وراءه ثلاثين عاماً من الرصيد الفني الغنائي وأثرى المكتبة بأعماله الرائعة.