المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم وسطي وباحث قدير


جمال العايد
15-02-2012, 08:45 PM
في العقود الاخيرة انتشر الرأي المتشدد ولذلك احببت ان اعرف الكثيرين منكم على رجل فقيه وعلامة وباحث ومحدث لا يعرفه البعض ممن نشاوا في العقدين الاخيرين , انه الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع .

اسمه الكامل عبد الله بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب الجديع العنزي وهو عراقي من اصول سعودي.

ولد سنة 1959 ميلادية في في قضاء أبي الخصيب من مدينة البصرة.

مشائخه وأساتذته يقول الشيخ : تلقيت الدراسة الابتدائية في قريتي، كما تلقنت قراءة القرآن وحفظت منه طرفاً وتعلمت أحكام التجويد على شيخي الأول محمود بن فالح، رفع الله قدره، ثم وأنا ابن اثنتي عشرة سنة لحقت بالمدارس الشرعية، والتي سميت من بعد بـ (المعهد الإسلامي) في مدينة البصرة، وبقيت في هذا المعهد حتى تخرجت منه سنة 1978م، وفيه بنيت لدي قاعدة العلوم الشرعية، تلقيت فيه العلوم على منهاجها القديم الأزهري على مشايخ كرام، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، رفع الله أقدارهم وأحسن ثوابهم، أجلهم في نفسي شيخي العلامة أبو عمر عادل بن كايد البصري،، والذي عنه تلقيت علوم الحديث والعقائد والفرق.
وأستاذي في العربية العلامة خليل بن عبد الحميد العقرب، والذي كان يقول: إني أجد للحن إذا سمعته ألماً في أذني، وشيخي الفقيه الشافعي عبد الكريم الحمداني، وابنه شيخنا نزار الحمداني، وشيخي وخالي إبراهيم الفائز، وشيخي الفقيه نجم الفهد، وغيرهم، أحسن الله جزاءهم.
وظائفه ومشاركاته العمليه
1_ عمل إماماً وخطيباً في مدينة (الزبير) في العراق لأكثر من سنتين. 2_ عمل إماماً في وزراة الأوقاف في الكويت وخارجها لنحو من ثماني سنين. 3_ عمل مشرفاً على برامج السنة النبوية في شركة (صخر) أول جهة تصدر برامج السنة على الحاسب الآلي، وذلك لمدة أربع سنين. 4_ أنشأ مركزاً خاصاً للبحث العلمي في مدينة ليدز في بريطانيا. 5_ أحد أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث. 6_ الأمين العام للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث لمدة سنتين. 7_ يرأس اللجنة الفرعية للفتوى التابعة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث. 8_ المستشار الشرعي لمسجد مدينة ليدز الكبير. 9_ يقوم بالعمل الاستشاري في المجالات المالية الإسلامية لبعض الشركات.
مؤلفاته وتحقيقاته
1 - الأجوبة المرضية في الأسئلة النجدية، دار الإمام مسلم، الأحساء، 1991 م. 2 - تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عالياً، لأبي نعيم، دار العاصمة، 1409هـ. 3 - تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً، لأبي نعيم، دار العاصمة، 1409هـ. 4 - تيسير علم أصول الفقه، مركز البحوث الإسلامية، ليدز، 1997م. 5 - الرد على من يقول: (الم) حرف، لابن منده، دار العاصمة، 1409 هـ. 6 - الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت، لأبي الحسن ابن البنا، دار العاصمة، 1409 هـ. 7 - المفاريد، لأبي يعلى الموصلي، دار الأقصى، الكويت، 1985 م. 8 - المنتقى من مسند المقلين، لدعلج السجزي، دار الأقصى، الكويت، 1985 م. 9 - أحكام العورات في ضوء الكتاب والسنة (مخطوط). 10 - إسلام أحد الزوجين، ومدى تأثيره على عقد النكاح. 11 - إعفاء اللحية ((دراسة حديثية فقهية)). 12 - الإعلام بحكم القراءة خلف الإمام (مخطوط). 13 - التبيين لطرق الأربعين (مخطوط). 14 - تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي (مخطوط). 15 - ذم الملاهي، لابن أبي الدنيا. 16 - علل الحديث (مخطوط). 17 - الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام. 18 - المقنع في علوم الحديث، لابن الملقن، دار فواز للنشر، الأحساء، 1413 هـ. 19 - المقدمات الأساسية في علوم القرآن، مركز البحوث الإسلامية، ليدز، 1422 هـ. 20 - تحرير علوم الحديث، مركز البحوث الإسلامية، ليدز، 1424 هـ. 21 - اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن، لضياء الدين المقدسي، مكتبة الرشد، 1989 م. 22 - الأسامي والكنى، للإمام أحمد، دار الأقصى، الكويت، 1985م. 23 - إقامة البرهان على تحريم المحل المكروه (مخطوط). 24 - تحرير البيان في سجود القرآن (مخطوط). 25 - حكم الطهارة لغير الصلوات (مخطوط). 26 - طرق حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف (مخطوط). 27 - العقيدة السلفية في كلام رب البرية، دار الإمام مالك ودار الصميعي، 1995 م. 28 - كشف اللثام عن طرق حديث غربة الإسلام، مكتبة الرشد، 1989 م. 22 - أحاديث ذم الغنا والمعازف، دار الأقصى، 1986 م. 30 - فضل التهليل وثوابه الجزيل، لابن البنا، دار العاصمة، 1409 هـ. 31 - كشف الالتباس عن أحكام النفاس / مكتبة الصحابة الإسلامية _ الكويت / 1404هـ. 32 - صفة الزوجة الصالحة في الكتاب والسنة / دار الهجرة _ الدمام / 1990م.
33 - أبرأ مما يقولون [براءة الكاتب من أباطيل نسبت إليه] / دار فواز _ الإحساء / 1992م. 34 - القناعة / لابن السني / مكتبة الرشد _ الرياض / 1989م. 35 - الأربعون في الحث على الجهاد / لابن عساكر / دار الخلفاء _ الكويت / 1984م.
36 - المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف / مؤسسة الريان _ بيروت / 2000م.

ثناء الشيخ المحدث الألباني على الشيخ
قال العلامة الشيخ العالم الألباني ـ في كتابه تحريم آلات الطرب صفحة 37 الطبعة الأولى بالحاشية -: ثم قدم إلي أحد الإخوان وأنا على وشك الانتهاء من تبييض هذه الرسالة كتاباً بعنوان: (أحاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان) للأخ الفاضل: عبد الله بن يوسف الجديع فوجدته كتاباً قيماً جامعاً لأحاديث هذا الباب وآثاره جمعاً لم يسبق إليه ـ فيما علمت ـ مع النقد العلمي الحديثي لكل فرد من أفرادها، الأمر الذي يندر وجوده حتى في كتب التخريجات المتقدمة مع التزامه لقواعد هذا العلم الشريف، وحسب القاريء دليلاً على ما ذكرت أن مجموع أحاديثه وآثاره قرابة المئة، (8) منها أحاديث صحيحة و (70) أحاديث ضعيفة وأكثرها شديدة الضعف و (18) آثار موقوفة، بعضها صحيح وبذلك يكون الأخ الفاضل قد قام بذاك الذي كنت قررته من الكلام على أحاديث الباب كلها وزيادة فجزاه الله خيراً. . .

قصة للشيخ مع الشيخ محمد بن عثيمين
يقول الشيخ الجديع: كانت بيني وبين الشيخ محمد الصالح بن عثيمين صلة حسنة، وهو من العلماء الأفذاذ الذين يقل مثلهم في هذا العصر، نفع الله به وبعلمه كثيراً.
والمعرفة تجذرت بخلاف وقع مع الشيخ في مسألة «إثبات صفة العينين لله تعالى»، يعود إلى أوائل الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، حيث قلت كلاماً شديداً في قول من يثبت العينين على التثنية، وكان الشيخ ضمّن ذلك ما كتبه في العقيدة. فسئلت عن ذلك فغلّظت العبارة.
لكن شخص الشيخ لم يكن محل عيب أو تنقيص، فقد تربيت على تعظيم قدر العلماء، وهو منهم، فكان السائل سجل كلامي وأسمعه الشيخ، فتألم الشيخ لذلك، وبعث إلي عن طريق أحد الأصحاب يومئذ عتاباً، ولم أكن أظن أن الأمر يبلغ ذلك، فكاتبت الشيخ معتذراً، فأجابني الشيخ بقبول الاعتذار.
ومن ثمّ حين كتبت كتابي «العقيدة السلفية في كلام رب البرية»، بعثت به إلى الشيخ لمراجعته. فمكث عند الشيخ مدة ولم يتمكن من قراءته لكبر حجمه، فلما ألححت من أجل نشر الكتاب، أرسل إلي أن أنشره، وقال لمن بعث معه أنه يثق بعلم العبد الضعيف وعقيدته. ثم نُشر الكتاب فعلمت أن الشيخ كان ينصح به وتُوزّع بعض نسخه بمعرفته.

...............

له مبحث في الموسيقى والغناء توصل فيه الى عدم حرمة الموسيقى والغناء , وله مبحث اخر في اللحية , وذهب مع جمهور علماء الاسلام في عدم القول بحرمة كشف وجه المرأة واعتبر علم المتعلمين لم يتجاوز ظواهر المفردات وأنهم لا يراعون دلالات السياق ... الشيخ السلفي الجديع يُحلّ
2007-02-05 انظر صورته في المرفق .

هذا لقاء معه قبل خمس سنوات في جريدة الحياة
الرياض - ناصر البراق

المسلمين لم يتوصلوا إلى رأي موحّد في قضايا دينية جوهرية، فضلاً عن أنهم بلغوا في الاتجاه المعاكس أن تصدر فتاوى تكفيرية بحق بعضهم بعضاً.

الإسلامي السلفي عبدالله الجديع خرج مضطراً من العراق إلى الكويت، وعاش هناك ردحاً من الزمن، ولكن عدما لحق به بنو جلدته الذين هرب منهم إبان غزوهم الكويت، حمل حقائبه إلى بريطانيا حيث يتمتع المفكرون الإسلاميون بشيء من الحرية.

آراء الجديع الدينية المخالفة لمعظم السلفيين جعلته عرضة لأسهمهم التي أقصت آراءه، على رغم أن تلك الآراء مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولكن مع ذلك تمسك الجديع بمواقفه الفقهية، وأصدر كتباً عدة في مسائل تمس حياة المسلم اليومية والدينية، عجز مناهضوه عن الرد عليها بالمثل، ومقارعته الحجة بالحجة.

الجديع أحلّ سماع الموسيقى بشروط، ولا يرى حرجاً في حلق اللحية، وأجاز كشف وجه المرأة، ويرى عدم بطلان زواج غير المسلمين في حال أسلم أحدهما، ويجيز للمسلم منهما الاستمرار في علاقته الزوجية حتى وإن كانت مع كافر.


الجديع في مكتبته في لندن. (الحياة) انظر الصورة التي في المرفق

ويعد الجديع من السلفيين النشطين في مجال التأليف والبحث، إذ قدم للمكتبة الدينية ثلاثة بحوث شرعية نفيسة، تكمن نفاستها في حساسية مواضيعها وخروجها عن الإجماع، كما يحلو لبعضهم أن يصفها، وهي كالآتي: اللحية والموسيقى والغناء في ميزان الإسلام، إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره في عقد النكاح، إلى جانب كتب عدة.

«الحياة» حاورت عضو المجلس الإسلامي الأوروبي عبدالله الجديع في مكتبته الملحقة بمسجد مدينة ليدز الكبير (شمال إنكلترا)، حيث يعيش ويقدم دروساً دينية في المسجد للطلاب المسلمين المبتعثين، والجالية الإسلامية المقيمة في بريطانيا، إلى جانب المسلمين البريطانيين.

وحرصت «الحياة» في مقابلتها مع الجديع على أن تورد إجاباته كما هي من دون أي تدخل تحريري، وكما وردت منه، حتى تكون طرفاً محايداً في تناول الآراء الفكرية محل الاختلاف بين علماء المسلمين قاطبة، خصوصاً السلفيين منهم.

> يستشهد المعارضون لرأيك - من طلبة العلم - في تحليل الغناء بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم‏)، فضلاً عن استشهادهم ببعض الأحاديث الشريفة ******* للغناء. كيف ترد عليهم؟

- لم أقل بإباحة الغناء أو الموسيقى قولاً مرسلاً من دون تمحيص أو نظر. بل تتبعت وارد ما استُدِل به في هذه القضية وشارده في كتاب مفصل، سميته «الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام»، في أكثر من 600 صفحة. وحاصل ما يتعلق به المحرمون: إما دليل صحيح وروداً لكنه استعمل في غير سياقه، وحُمِّل ما لا يحتمل، كهذه الآية التي ذكرتم في سؤالكم.

وإما تعلق برواية واهية ساقطة لا يحل لمسلم أن ينسب مثلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كحديث: «من جلس إلى قينة فسمع منها صب الله في أذنيه الآنُك يوم القيامة». وغيره أحاديث كثيرة مصنوعة.

وحيث ذكرتم الآية، وأعلم كثرة من يُمَوِّه بإطلاقها، وينقل عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، قوله: «إنه الغناء»، فجدير أن أذكر لكم طرفاً مما قلته بخصوصها، للإبانة عن خلل الاستشهاد بها، إذ قلت: «... فعجباً لمن يتعلق من الآية بصدرها، فيقول: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) قال ابن مسعود: «إنه الغناء»، أو قال غيره: «الطبل»؛ ليخرجه برهاناً لرأيه، من غير تدبر لدلالة هذا الاقتضاب! إن الله عز وجل قال: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين. وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم). [لقمان: 6-7]

فلا حكم في قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) مجرداً، وحيث لا حكم... فلا وعيد ولا عقوبة، إنما الحكم في تتمة السياق معلقاً بسبب اشتراء لهو الحديث، فليس هو في اشتراء مجرد، ولا لهو مجرد، ولا حديث مجرد، ولا في هذه المعاني مجتمعة، إنما هو في حق من اشترى ذلك يريد باشترائه الإضلال عن سبيل الله بالجهل والهوى واتخاذ آيات الله هزواً، وهذا المعنى لا يصح بعده إسلام، كان ذلك اللهو: الغناء والعزف، أو الكتب والقصص والروايات والتمثيليات والمسرحيات والأفلام.

فأين هذا من مجرد الاشتغال بلهو الحديث بمعزل عن هذا القصد؟ ومن ذا يحرّم قراءة حكاية أو قصة يستطرف بها ويلهو، أو يتسلى بقراءة ديوان شعر، وهو لا يقصد شيئاً من هذا المعنى؟».

وقد أُهْمِلَت عند من يشدّد أدلة تُثبت أصل الإباحة، لكن طائفة ممن جعل القول بالتحريم أصلاً تعرّض لبعضها بالتأويل، وإن شئت فقل بالتعطيل، ونحن نقول: باب الغناء والموسيقى باب العادات. والأصل في العادات الإباحة. لا تُنقل عنها إلا بدليل لا يقبل مثله التأويل.

وأذكر هنا كلمات ثلاثاً مما أوردته في خلاصة كتابي الآنف الذكر، تستثير باحثاً منصفاً أن يعود إلى ما في الكتاب من التفصيل، فقلت:

الأولى: الغناء والموسيقى لهو، الأصل أن يؤخذ منه ما يحقق مصلحة معتبرة، كإظهار الفرح المشروع، أو دفع السآمة والملل، فإن كثر صد عن راجح الخير بحسبه، والمباح رُفع فيه الحرج ما لم يغلب واجباً أو مندوباً، أو يوقع في محرم أو مكروه، فإن صار إلى ذلك انتقل عن الإباحة إلى حرمة أو كراهة.

الثانية: خروج كثير من الناس بهذه الملاهي عن حد المباح فيها لا يبطل أصل حكمها، إنما يُنكَر من صنيعهم ما تجاوزوا به القدر المشروع، ولا يجوز أن يجعل من تغير الزمان أو سوء الاستعمال ذريعة لتحريم المباح، وإيقاف الناس على أصل حكم الشرع أبرأ لذمة العالم، وإن وافق هوى عند صاحب شهوة، فإن الإثم لا يأتي من جهة فعل الحلال، وإنما من الوقوع في الحرام.

الثالثة: طريق معرفة الحلال والحرام وشرائع الإسلام إنما هو الكتاب والسنة الصحيحة، على أصول بينة وقواعد جلية، لا يُعرَف ذلك بالأحاديث المنكرة ولا الموضوعة، ولا بالآراء العارية عن البرهان، أو القائمة على غير أساس، وإلا لقال من شاء ما شاء، ولفسد على الناس دينهم».

ومما قلت في تلك الخلاصة:

»حسبي أني لم أستعرض ذلك إلا في ضوء أدلة الشرع وبراهينه، مستهدياً بمناهج الأصول والنظر مما أتحاكم مع مخالفي إليه. فإن أخذ علي في شيء فليكن بحجة من الكتاب أو السنة الصحيحة أو أصل متفق عليه، لا برأي، فالرأي يغلب الرأي بحجته، وغاية ما يكون عليه حال صاحبه أن يُعذر بقدر اجتهاده ويُثاب بحسن قصده، والكمال ليس وصفاً لي ولا لك، وقد التمست لك العذر مع خلافي لرأيك وردي له. وبالله عليك، لا تحاكمني إلى رأي القلة ولا الكثرة، ولا لما شاعت به في بعض البلاد الفتوى، فما هذا بمفزع المتبعين، إنما هي حال التابعين! وحسبك! وبالله عليك لا تقل لي: رأيك فتنة، فالفتنة في خلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). [النور: 63] وقد حاكمتك ونفسي إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فما وجدت الرأي ما ترى، والفتنة في كتمان حكم الشرع وتغطيته ظناً أن بإبانته تُفتن العامة».

ومن المتعذّر في هذا اللقاء السريع المجيء بأدلة هذا الموضوع نفياً وإثباتاً، وتحليلاً ومناقشة، وتفصيلاً وتحريراً وتقريراً، لذلك فلا غنى عن الإحالة على الكتاب.

وأعلم أن بعض الناس استثارهم الكتاب الذي نشرته في هذه القضية، ولم أكن غافلاً عن أن مثل ذلك سيكون قبل أن أنشر هذا، كما لم أكن غافلاً عن أن طائفة ستتعلق بالفرع دون الأصل، فأنا بيّنت حكم الغناء والموسيقى على غير ما تعودوه، وهذا هو الفرع، ولكني أردت النصح في الأصل أكثر من الفرع، وهو تجريد المتابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن تحاكم الأقوال والمذاهب إلى الأدلة والأصول، وأن يحذر من شائع الأقوال المبني على ضعيف النقول، وألا يُجرّ العالم من أهل الأهواء إلى تشديد في مشروع، كما لا يُجر منهم إلى ترخيص في ممنوع، فالهوى يدخل من الطرفين. كما قصدت إلى هجر التقليد، وإذا ساغ التقليد لقليل التحصيل، فلا يحل لعارف بالدليل.

والنصح ألا يسارع متعجل فيقرأ هنا وهناك عبارات عابرة، مطلية بتفخيم وتهويل، فتصده عن البحث والنظر، وتحول بينه وبين ما يجب عليه من إعمال الفكر.

> ما رأيك في عدم حرمة حلق اللحية، إذ ينتقدك معارضوك بقولهم إن الجديع يستدل بتقديم العقل على النص في مسألة اللحية، ما رأيك في ذلك؟


- الحكَم في هذا الموضوع الكتاب الذي نشرته في ذلك تحت مسمى «اللحية... دراسة حديثية فقهية»، فليرجع إليه، ومن نظر فيه وفي سائر ما كتبت، لا أحسبه يداخله شك في كذب هذه الدعوى، وإهمال هذا خير من الاشتغال بالجواب عنه.

لكن يذكر أن طائفة من المتعلمين لم يتجاوز علمهم ظواهر المفردات، لا يراعي دلالات السياق، فضلاً عن اعتبار الحيثيات والأسباب والمقدمات، وقنعوا من العلم بلفظ ربما فسروه بلهجات قومهم الملحونة، فنالهم من لحنهم نصيب وافر من سطحية نظر واجتزاء في العلم، قد غلب التقليد المذموم فكر أحدهم فلا يكاد ينظر بعقل نفسه، بل يكرر عبارات غيره، يحسب أنه يعظّم العلم بذلك. والورع حسن، لكن الجهل قبيح.

وأنا أدين الله عز وجل بأن تجريد العقول للنظر في ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فرض في الديانة؛ لأننا أمرنا بالاتباع، ولا اتباع إلا بمجاراة التابع خطوات المتبوع. أما تقديم العقل المجرد على النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة فخروج عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اتباع الهوى. فالوحي لعصمة العقول من الخطأ. لكن أين ما هو مأمور به من إعمال العقول في فهم النصوص، من معارضة النصوص بمجرد العقول؟

> كواحد من علماء المسلمين المهتمين بعلم الحديث هل لك رأي في تغطية المرأة وجهها؟

- نعم، لقد تتبعت دارساً باحثاً محرراً أدلة الوحي من الكتاب والسنة في ذلك، مراعياً زمان التشريع وعرف أهله، متأملاً المنقول من مذاهب السلف والأئمة، فخلصت منه إلى أن وجه المرأة ليس بعورة، وليس مما يجب عليها ستره ديانة، وبيّنت ما يرجع إليه خلاف الناس في ذلك، وأن المذاهب في ذلك لم يخل كثير منها من التأثر بالعرف والعادة، تشديداً وهو الأكثر، أو تسهيلاً. كل ذلك وقضايا أخرى من بابه، في كتاب مفرد مفصل لم أنشره بعد، تحت عنوان «أحكام العورات في الشريعة الإسلامية».

> لا يرى الشيخ حسن الترابي حرجاً في زواج الكتابي بمسلمة إذا كان ما زال على ديانته الأولى غير الإسلام... ما رأيك في هذه المسألة؟

- اطلعت على هذا الكلام في بعض الوسائل المنشورة، ولم أقف على عبارة محكية بلفظها عن الشيخ الترابي بخصوص ذلك حتى الساعة. لكني أقول: لو قال ذلك على معنى جواز ابتداء عقد النكاح من مسلمة بغير مسلم، فهذا مرفوض؛ لخلافه ظاهر القرآن، فقد قال الله تعالى: (ولا تُنكِحوا المشْرِكينَ حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار). الآية [البقرة: 221]. وإنما أباح الله نكاح الكتابيات المحصنات، وليس الرجل كالمرأة، فالمرأة تكون في رعاية الرجل، وتقع تحت تأثيره، وهو أقدر عليها منها عليه، وحفظ إيمان المؤمنة يوجب ألا يمكّن منها غير المسلم، فذلك مظنة للضرر في دينها، وهو المعنى الذي دل عليه قوله تعالى: (أولئك يدعون إلى النار).

ولو قال الشيخ الترابي ذلك على معنى أن المرأة تكون تحت الكتابي ليست مسلمة، ثم تسلم، فتمكث في عصمته، فهذا صحيح، والعقد يكون بينهما جائز الاستمرار لو اختارت، بشرط ألا يضرها في دينها، على ما بينته ببراهينه في كتابي «إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح».

وقد رأيت بعض الناس بالغ في شأن الشيخ الترابي حتى تكلم بما لا يليق، وأقبح ما رأيت في ذلك التكفير، وهذا لا يحسن من عالم أن يتورط بمثله، فالمسألة دل على حكمها الظاهر، ومن ذاق طعم المعرفة بعلم الأصول يعلم أن الظاهر لا يمنع التأويل، وإن كنا نرى خطأ التأويل بالإباحة فيها.

> يتناقل الإخوان خبر مراسلات حدثت بينك وبين الشيخ صالح بن عثيمين - رحمه الله - حول أمر ما. هل لك أن تحدثنا بما دار بينكما؟

- كانت بيني وبين الشيخ محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله صلة حسنة، وهو من العلماء الأفذاذ الذين يقل مثلهم في هذا العصر، نفع الله به وبعلمه كثيراً. والمعرفة تجذرت بخلاف وقع مع الشيخ في مسألة «إثبات صفة العينين لله تعالى»، يعود إلى أوائل الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، حيث قلت كلاماً شديداً في قول من يثبت العينين على التثنية، وكان الشيخ ضمّن ذلك ما كتبه في العقيدة. فسئلت عن ذلك فغلّظت العبارة. لكن شخص الشيخ لم يكن محل عيب أو تنقيص، فقد تربيت على تعظيم قدر العلماء، وهو منهم رحمه الله، فكان السائل سجل كلامي وأسمعه الشيخ، فتألم الشيخ لذلك، وبعث إلي عن طريق أحد الأصحاب يومئذ عتاباً، ولم أكن أظن أن الأمر يبلغ ذلك، فكاتبت الشيخ معتذراً، فأجابني الشيخ بقبول الاعتذار. ومن ثمّ حين كتبت كتابي «العقيدة السلفية في كلام رب البرية»، بعثت به إلى الشيخ لمراجعته. فمكث عند الشيخ مدة ولم يتمكن من قراءته لكبر حجمه، فلما ألححت من أجل نشر الكتاب، أرسل إلي أن انشره، وقال لمن بعث
م
عه أنه يثق بعلم العبد الضعيف وعقيدته. ثم نُشر الكتاب فعلمت أن الشيخ كان ينصح به وتُوزّع بعض نسخه بمعرفته.

> كأحد المطّلعين على طبيعة الخلاف بين الفقيهين إسماعيل الأنصاري وناصر الدين الألباني. ما الخلاف الذي كان بينهما؟

- الخلاف بين الشيخين الكبيرين محمد ناصر الدين الألباني وإسماعيل الأنصاري، رحمهما الله، اشتهر بسبب مسألتين علميتين «التحلي بالذهب المحلق للنساء»، و »صلاة التراويح عشرين ركعة»، وكتب الشيخان في الرد والجواب في ذلك، ونُشر ذلك. وهو خلاف علمي محمود مثله في العلم، بغض النظر عن الصواب في أي الوجهتين، ولا أعرف أن هذا الخلاف بلغ مبلغ التعدي، فالشيخان قدوتان. وكنت قمت بزيارة للشيخ إسماعيل رحمه الله في منزله للسلام عليه، وذلك في سنة 1990، فما مكثت عنده طويلاً حتى أخرج لي كتاب «صحيح سنن النسائي» للشيخ الألباني، وقد علّم على موضوع فيه، يعيب فيه طريقة الاختصار، ويعيب المنهج الذي بني عليه الفصل بين الصحيح والضعيف في كتب السنن. وهذا أيضاً لم أره خارجاً عن النقد العلمي جملة. فطبيعة الخلاف في علمي بين الشيخين كانت غير شخصية، إنما كانت علمية.

> هل لك أن تطلع القراء على خلاصة بحثك في مسألة «إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح»؟

- هذا البحث سبقت الإشارة إليه، وهو منشور، وكنت أعددته في الأصل عندما عرضت لنا هذه المسألة في «المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث»، وقد استثارت الهمم لمناقشات ومراجعات من أعضاء المجلس الموقر، ومن غيرهم من أهل العلم، وما خلصت إليه الدراسة أنه «إذا أسلم أحد الزوجين وليس الكافر منهما محارِباً جاز مكثهما جميعاً، لا يفرق بينهما بمجرد اختلاف الدين، كما دل عليه العمل في حق من أسلم قبل الهجرة في مكة، ومن أسلم في فتح مكة.

وبه قضى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في خلافته من دون مخالف، وأفتى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب».

> يؤخذ عليك أنك خرقت الإجماع في ما يتعلق بالموسيقى واللحية وإسلام أحد الزوجين... ما رأيك؟

- خرق الإجماع على معنى الخروج عن سبيل المؤمنين دعوى عريضة في هذه المسائل الثلاث، وإنما على معنى خرق ما جرى عليه المخالف أو عَلِمَه في ذلك، فهذا ليس خروجاً عن سبيل المؤمنين ولا تركاً لما عليه جماعتهم؛ لأن المسائل المذكورة لا يعرف في شيء منها إجماع على هذا المعنى، إنما ادُعي الإجماع في الموسيقى والغناء، وقد بينت في كتابي بطلان هذه الدعوى، ووجود المخالف. وادُعي بقلة في قضية إسلام المرأة دون زوجها أنها تفارقه، وبينت خطأ ذلك، فبينت أن الخلاف فيها قديم، وأن الأقوال فيها بلغت ثلاثة عشر قولاً، فأي إجماع يكون مع هذا؟ وكيف والذي ترجّح بالبحث والاستدلال قال به خليفتان راشدان: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وقال به من فقهاء السلف: عامر الشعبي، وإبراهيم النخعي، وحماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة؟ وأما اللحية فصاحب دعوى الإجماع فيها مدعٍ يعجز عن أن يأتي بعبارة واحدة عن أئمة السلف قبل المذاهب تنصر دعواه. وأما بعد المذاهب فالخلاف محفوظ، ولا إجماع.

فوصف قول من الأقوال بكونه خرقاً للإجماع، ومرجع الإجماع إلى دعاوى مرسلة، مما يراد به التهويل ومحاولة لجم الأفواه، من دون الإبانة عن مقتضى الدليل.

على أني بينت في كتابي «تيسير علم أصول الفقه» أن الإجماع دليل تبعي للكتاب والسنة، وأنه لا إجماع يعتبر من دون أصل من الوحي، وهذا الإجماع الذي يعد دليلاً تبعياً هو «ما اتفق عليه المسلمون من الأحكام الثابتة في الكتاب والسنة». وما يُدّعى سوى ذلك من الإجماعات فليس بلازم. وما هذه الإجماعات إلا بمنزلة ما ادعاه خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية عليه في وقته من أنه خرق الإجماع في مسألة الطلاق بالثلاث، بينما نرى ما حرره في ذلك هو منتهى التحقيق والأظهر لصوقاً بالدليل، واليوم يصير الناس إلى رأيه فيه في كثير من البلاد.

فحري بمن ينتسب إلى العلم ألا يستسهل إرسال هذه الدعاوى. وما أحسن ما قال في ذلك الإمام أحمد بن حنبل: «ما يدَّعي فيه الرجل الإجماعَ فهو كذب، من ادعى الإجماع فهو كاذب، لعل الناس اختلفوا؟ ما يدريه ولم ينته إليه؟ فليقل: لا نعلم الناس اختلفوا».
..........................
من بحوثه الموسيقى والغناء في ميزان الاسلام
http://www.mediafire.com/?e3bm24relgi (http://www.mediafire.com/?e3bm24relgi)

واللحية دراسة حديثية
http://sokalarab.com/mb/thread-189.html (http://sokalarab.com/mb/thread-189.html)

أحمد سامي
16-02-2012, 04:26 AM
جمال .. ماهي وجهة نظرك في أطروحات ووجهات نظر الشيخ ؟

وهل تعتبره مجددًا ويطرح فكر إسلامي يواكب المرحلة ؟

جمال العايد
16-02-2012, 07:37 AM
جمال .. ماهي وجهة نظرك في أطروحات ووجهات نظر الشيخ ؟

وهل تعتبره مجددًا ويطرح فكر إسلامي يواكب المرحلة ؟

شكراً اخ احمد على مشاركتك في هذا الموضوع , وفي الحقيقة انا قرات اجزاء كبيرة من كتابه الموسيقى والغناء في ميزان الاسلام - اغلبه - فوجدت ان اغلب ماقرات فيه كلام قوي متين وفيه روايات كثيرة , وما ينقله من روايات ويحتج بها حقق درجة صحتها في الكتاب , و فيه حجة جيدة وتركت لمن يريد ان يرجع للكتاب الرابط , اما كتابه عن اللحية فلا استطيع ان اقول رايا فيه لاني لم اقراه الا مرة ويحتاج ان اقراه مرات كثيرة واتامله . اما رايه في الحجاب فهو اخذ براي جمهور علماء الاسلام وهو في رايي الاقرب للصواب .

والشيخ الجديع نعم هو مجدد وفكره يتميز بانه يستحضر القواعد الفقهية بخلاف غيره . مثلاُ عندما اتى ببعض الادلة على ان الموسيقى ليست بمحرمة قال

روى البخاري في صحيحه قال عليه الصلاة والسلام لابي موسى الاشعري لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود متفق عليه قال الشيخ الجديع فشبه حسن صوت داوود عليه السلام بالمزمار ولا يشبه بمذموم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري"ليس لنا مثل السوء" لاحظ هذه القاعدة التي ميزتها باللون الازرق التي لم ينتبه لها الكثيرون من الفقهاء والدعاة فلم نقراها في كتبهم .
بمعنى شبه صوت وتلاوة ابي موسى للقرآن بصوت وتلاوة داود عليه السلام للتوراة و شبهت تلاوة وصوت داود بصوت المزمار والحانه فالمشبه به في النهاية صوت المزمار قال ابن حجر في الفتح المراد بِالْمِزْمَارِ الصَّوْتُ الْحَسَنُ وَأَصْلُهُ الْآلَةُ أُطْلِقَ اسْمُهُ عَلَى الصَّوْتِ لِلْمُشَابَهَةِ .
وذكره ابن القيم في زاد المعاد رواية واشار اليها ابن حجر في الفتح عن ابن جريج عن عطاء ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وهو احد تلامذة ابن عباس" ، قَالَ: كَانَتْ لِدَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِعْزَفَةٌ يَتَغَنَّى عَلَيْهَا يَبْكِي وَيُبْكِي. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِسَبْعِينَ لَحْنًا، تَكُونُ فِيهِنَّ، وَيَقْرَأُ قِرَاءَةً يُطْرِبُ مِنْهَا الْجُمُوعَ. وسندها صحيح .والمعزفة آله موسيقية كالمزمار او نحوه .


والشيخ ايضا استدل بدليل آخر على عدم التحريم وهو ما استدل به من حرم الموسيقى انفسهم فقلب المعنى من دليل على التحريم الى دليل على عدم التحريم وهذا نتيجة للفهم الصحيح للنصوص . والدليل هو
مارواه احمد عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: " سَمِعَ صَوْتَ، زَمَّارَةِ رَاعٍ فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ "، وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ ؟، فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَمْضِي حَتَّى، قُلْتُ: لَا فَوَضَعَ يَدَيْهِ، وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ، وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا " صححه الارنؤط والالباني .
قال المحرمون هذا يدل على تحريم سماع صوت الزمارة فلو كان جائزا سماعها ما وضع النبي اصبعيه في اذنيه .
وقد رد عليهم الشيخ الجديع في كتابه فقال لو كان صوت الزمارة وهي آله المزمار محرم سماعها لبين النبي للراعي الحكم الشرعي فيها ولم يكتفي بانه وضع اصبعيه في اذنيه فتبين ان ذلك محمول على الكراهة .

أحمد سامي
16-02-2012, 09:53 PM
إذن من يحرم الغناء أو حلق اللحية بشكل قطعي دون الرجوع للتراث الاسلامي
يحتاج لإعادة النظر بعد هذا البحث من فضيلة الشيخ
وكذا أتذكر الدكتور صلاح الراشد كان له بحثًا يفند فيه حرمة الغناء وبروايات وأحاديث موثقة
أثبت أنه حلال بصورة ٍ عامة .
شكرًا يا جمال على هذا التنوير .

جمال العايد
17-02-2012, 07:56 PM
إذن من يحرم الغناء أو حلق اللحية بشكل قطعي دون الرجوع للتراث الاسلامي
يحتاج لإعادة النظر بعد هذا البحث من فضيلة الشيخ
وكذا أتذكر الدكتور صلاح الراشد كان له بحثًا يفند فيه حرمة الغناء وبروايات وأحاديث موثقة
أثبت أنه حلال بصورة ٍ عامة .
شكرًا يا جمال على هذا التنوير .

العفو, وليس في الغناء واللحية فقط بل في الموسيقى و مسالة كشف الوجه فاللشيخ كتاب احكام العورات في ضوء الكتاب والسنة لكني لم اجد رابط الكتاب لكني قرات كثيراً في كتب ورسالات اخرى في هذا الموضوع .

أحمد سامي
17-02-2012, 08:30 PM
الشكر موصول لك أستاذنا جمال .. ولشيخنا الفاضل والجليل والتنويري .

نعم هذا هو الإسلام السمّح الذي نعرفه ونثق به .

shakoor
17-02-2012, 11:02 PM
الشكر موصول لك أستاذنا جمال .. ولشيخنا الفاضل والجليل والتنويري .

نعم هذا هو الإسلام السمّح الذي نعرفه ونثق به .

أحسست بأنك عالم لايعلم ، ماشاء الله هذا هو الاسلام السمح ؟؟

وهل تريد الاسلام أن يكون سمح فقط من باب اذواقك ؟

الغناء حلال بصفة عامة ؟؟

أي عالم و أي مرجع اللي يحلل الغناء بصفة عامة ؟؟


وللعلم فيه فرق بين الموسيقى وبين الغناء !! الموسيقى شي والغناء شي آخر !!

الغناء مافي احد يحلله ،، الموسيقى فيه ناس تحلله ولكن تحلل الموسيقى التي لايتبعها اصحاب الغناء !!

اما انتووو الظاهر بتسوو مذهب وطائفة جديدة بهالشبكة على احكامكم اللي كل واحد يأخذ الحكم اللي يعجبه ويرمي الحكم اللي مايعجبه وقال هذا هو الاسلام !!

خوش إسلام اتخذتووه دين لكم ، دام يجي على هواكم وعلى شهواتكم

أحمد سامي
18-02-2012, 02:43 AM
أحسست بأنك عالم لايعلم ، ماشاء الله هذا هو الاسلام السمح ؟؟

وهل تريد الاسلام أن يكون سمح فقط من باب اذواقك ؟

الغناء حلال بصفة عامة ؟؟

أي عالم و أي مرجع اللي يحلل الغناء بصفة عامة ؟؟


وللعلم فيه فرق بين الموسيقى وبين الغناء !! الموسيقى شي والغناء شي آخر !!

الغناء مافي احد يحلله ،، الموسيقى فيه ناس تحلله ولكن تحلل الموسيقى التي لايتبعها اصحاب الغناء !!

اما انتووو الظاهر بتسوو مذهب وطائفة جديدة بهالشبكة على احكامكم اللي كل واحد يأخذ الحكم اللي يعجبه ويرمي الحكم اللي مايعجبه وقال هذا هو الاسلام !!

خوش إسلام اتخذتووه دين لكم ، دام يجي على هواكم وعلى شهواتكم


حرر نفسك من هذ الكلمة .. وستتغير للأفضل
هكذا أنت أسير .. تحرر وتعال لنتناقش .

shakoor
18-02-2012, 06:51 AM
حرر نفسك من هذ الكلمة .. وستتغير للأفضل
هكذا أنت أسير .. تحرر وتعال لنتناقش .

أحرر نفسي !!

لا ياعزيزي لن أحرر نفسي من هذه الكلمة ، لانني لست بشيوعي لكي لااعرف ربي الا وقت الدخول الى المسجد ولست بكثير من الطوائف التي لاتعلم من هو ربها ولاتعلم ماهو الاسلام الا حين المناسبات الدينية الضخمة كصلاة او صوم او حج وغيرها !


انا مذهبي يحتم عليي في عصر الغائب المنتظر ان نتبع من هم أهلاً للعلم ومن هم من يعتبرو خلفاء للأمير والامام ،، هكذا الذي تعلمته واعرفه

والا سيأتي كل شخص ويفرض احكام الاسلام بما يناسب فكره وعقله كما تفعل انت الان !

جمال العايد
19-02-2012, 02:41 PM
الى الاخ شاكور
الشيخ الجديع لم يقل ان الغناء والموسيقى حلال في كل حال بل قال انها لها ثلاث حالات الاستحباب والكراهة والتحريم , ومثال الحالة الاولى في الاعياد , والاعراس , ومثال الحالة الثالثة وهي التحريم كما هو الحال في مواطن المنكر التي فيها الشرب والرقص للنساء , اما حكم الكراهة فهو يكون في الحالات التي ليست مواطن منكر وليست في الاعياد واعراس كما هو الوضع العادي .

اما قولك لا يوجد احد من العلماء اباح الغناء او الموسيقى فهذا نتيجة واضحة لعدم اطلاعك او مكابرتك .
فهناك بعض العلماء لم يقولوا بتحريم الغناء وبعضهم لم يقولوا بتحريم الموسيقى , فمن علماء الاسلام الذين لم يقولوا بحرمة الغناء والموسيقى حجة الاسلام ابو حامد الغزالي ونوه الى ذلك في كتابه احياء علوم الدين , وكذلك اخوه احمد الغزالي وله كتاب بوارق الالماع في تكفير من يحرم مطلق السماع . وكتاب لابن قتيبة الرخصة في السماع , وكتاب الشوكاني ابطال دعوى الاجماع على من حرم السماع بين فيه ان الغناء ليس بمحرم ولم يجمع على تحريمه , وان الموسيقى لم يجمع على تحريمها العلماء , وكتاب لمحمد طاهر المقدسي , . وكتاب ايضاح الدلالات في سماع الالات . وكتاب ابن رجب الجنبلي نزهة الاسماع في مسالة السماع , وفي نيل الاوطار وفي احياء علوم الدين كما قلت . وفي احكام القران لابن العربي ذكر ان الرخصة في الاعراس ليست مقتصرة على الدف بل تشمل جميع الات الطرب (الجزء 3 صفحة 1494)

قال الشيخ الشوكاني رحمه الله في كتابه ابطال دعوى الاجماع على من اطلق تحريم السماع

قال حكى ابو الفضل بن طاهرفي مؤلفة في السماع انه لا خلاف بين اهل المدنية في اباحة العود يعني في زمنه

من هو ابن الطاهر جاء في السيرللامام الذهبي

ابن الطاهر هو الامَامُ، الحَافِظُ، الجَوَّال، الرّحَالُ، ذُو التَّصَانِيْفِ، أَبُو الفَضْلِ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ بن القَيْسَرَانِيِّ المَقْدِسِيُّ، الأَثرِيُّ، الظَّاهِرِي، الصُّوْفِيّ. وُلِدَ: بِبَيْتِ المَقْدِس، فِي شَوَّال، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة. "408" هـ وَسَمِعَ: بِالقُدْس وَمِصْر، وَالحَرَمَيْنِ وَالشَّام، وَالجَزِيْرَة وَالعِرَاق، وَأَصْبَهَان وَالجِبَالِ، وَفَارِسَ وَخُرَاسَانَ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوصَفُ كَثْرَةً بِخطِّه السَّرِيع، القوِيّ الرّفِيع، وَصَنَّفَ وَجَمَعَ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وَعُنِيَ بِهِ أَتَمَّ عِنَايَة، وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ إِتقَاناً وَتَحرِّياً مِنْهُ.

الى قوله قال أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِر. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن مَنْدَه: كَانَ ابْنُ طَاهِر أَحَدَ الحُفَّاظِ، حسنَ الاعتقَاد، جَمِيْلَ الطّرِيقَة، صَدُوْقاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، لاَزماً لِلأَثر اخر ما كتب في السير. انتهى

فالرجل اذن كان روَاية ورحَالة وثقة عند علماء الرواية والحديث . وقوله انه لا خلاف بين اهل المدينة قال ذلك من علمه وروايته وزيارته للمدينة فالرجل كما قلت بشهادة علماء كبار كالذهبي وابن منده وغيره ثقة .


قال الشوكاني
ان ابن حزم في كتابيه المحلى والسماع بسنده الى ابن سيرين روى قصة فيها ان الصحابي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه كان يسمع الموسيقى قال ابن حزم في السماع ان رجلاً قدم المدينة بجوارٍ فنزل على عبد الله بن عمر وفيهن جاريةٍ تضرب , وجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئاً , قال انطلق الى رجل هو امثل لك بيعاً من هذا قال من هو ؟ قال عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه فامر جارية منهن فقال لها خذي العود فاخذته فغنت فبايعه , ثم جاء الى ابن عمر الى آخر القصة قال ابن حزم
فهذا ابن عمر وابن جعفر قد سمعا الغناء بالعود وسعى ابن عمر بالبيع كما في اخر القصة .

والقصة ايضا في المحلى قال ابن حزم
قال ابن حزم في المحلى َمِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَسَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ كُهَيْلٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، كُلِّهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ الْمَدِينَةَ الى اخر القصة .

فهذا السند رجاله رجال البخاري ومسلم وهم حماد بن زيد , وايوب السختياني , وهشام بن حسان , وسلمة بن كهيل , ومحمد بن سيرين . وعبد الله بن جعفر صحابي . ولكن ابن حزم لم يلتقي حماد بن زيد لكن قال ابن حزم في مقدمة كتابه المحلى لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند. ص 2من كتابه محلى الاثار. وقال ايضا عندما اتى بالروايات التي في الغناء والموسيقى هذه روايات صحيحة .

ومع ذلك قال الشيخ الجديع لروايته تلك متابعات "روايات اخرى" تشهد لهذه الرواية مما اخرجه ابو طالب المفضل بن سلمة اللغوي في الملاهي واسماءها ص 10 الى 11 وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقين عن ابي سلمة موسى بن اسماعيل التبذوكي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران أن ابن عمر دخل على عبد الله بن جعفر ذي الجناحين فإذا عنده بربط فقال يا ابا عبد الرحمن إن دريت ما هذا فلك كذا وكذا فنظر إليه وقلبه ساعة ثم قال هذا ميزان رومي .

وعلي بن زيد سيء الحفظ لكن من رجال مسلم في متابعاته .

ومع ذلك اقول ينبغي ان يبحث فعلاً في كل الروايات التي عن عبد الله بن جعفر للتثبت منها واظني قرات عن الشيخ السعودي عادل الكلباني حفظه الله انه قد جمع معظم او كل طرق تلك الروايات وانه قد تاكد من حسنها بمجموعها ان شاء الله .

وعبد الله بن جعفر صحابي دعا له النبي فقال " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ "ابنه" فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ. صححه شعيب الانرؤط وقال رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم.

وهو يعد من العلماء لانه من رجال الحديث بل من رجال البخاري ومسلم .

وقال الشوكاني وروى صاحب العقد العلامة الاديب ابو عمر الاندلسي ان عبد الله بن عمر دخل على بن جعفر –عبد الله بن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود ثم قال ابن عمر هل ترى في ذلك بأسا ؟ قال لا باس بهذا . لكن الشيخ الشوكاني لم ينقل سند الرواية .

ومن التابعين الذي كانوا يسمعون الموسيقى المنهال بن عمرو الاسدي احتج به البخاري في صححيه وفي السير وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. ونقل الشيخ الجديع عن النسائي تويثقه له والعجلي بالاضافة للبخاري . وكان المنهال يضرب بالطنبور .


والطنبور كما في المعجم الوسيط الة تشبه العود .

قال الشيخ الجديع قصة ضربه بالطنبور وردت في خبر شعبة بن الحجاج عنه انه سمعه من بيته فلم يسمع منه الحديث وتتبعت بعضا مما نوه اليه الشيخ الجديع

ففي الضعفاء للعقيلي منهال بن عمروحدثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : ترك شعبة المنهال بن عمرو على عمد ، وسمعت أبي يقول : أبو بشر أحب إلي من المنهال بن عمرو ، قلت له : أحب إليك من المنهال بن عمرو ؟ قال : نعم شديدا ، أبو بشر أوثق إلا أن المنهال أمتن . حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن غيلان قال : حدثنا وهب ، عن شعبة قال : أتيت منزل منهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور ، فرجعت ولم أسأله ، قلت : وهلا سألته ، فعسى كان لا يعلم.

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر حدثنا ابن حماد حدثني صالح يعني ابن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى هو القطان يقول أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا فتركه يعني الغناء أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن عمر بن بكير قال قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان أنا الهيثم بن خلف نا محمود بن غيلان نا وهب بن جرير قال قال شعبة أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور فرجعت فهلا سألته عسى أن لا يعلم .قال الشيخ الجديع والاسناد صحيح

واخرجه الخطيب في الكفاية ص183

وكان سعيد بن المسيب وهو تابعي كبير يرخص في الطبل فقد روى ابن سعد في الطبقات الكبرى

قال ابن سعد أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب قال: حدثتني غنيمة جارية سعيد قالت: كان سعيد لايأذن لابنته في اللعب ببنات العاج، وكان يرخص لها في الكبر، يعني الطبل .

اما ما اثر عن الصحابة رضوان الله عليهم في سماع الغناء

فقد روى البيهقي قال

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.وهو غناء اهل المدينة .ورواه عبدالرزاق واحمد وابو نعيم في مجلس من امالية واخرجه الفاكهي قال الشيخ الجديع باسناد صحيح .

وروى البيهقي رواية ايضا فيها ان اسامة بن زيد كان يسمع الغناء فقد روى بسنده الى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا فِى الْمَجْلِسِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى رَافِعًا عَقِيرَتَهُ قَالَ حَسِبْتُهُ قَالَ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.ورواه عبد الرزاق كذلك .

و روى البيهقي في سننه بسنده وكذلك ابن ابي شيبة وغيره الى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ : سَمِعَ عُمَرُ رَجُلاً يَتَغَنَّى بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ : الْغِنَاءُ مِنْ زَادِ الرَّاكِبِ. واخرجهابن عبد البر بسند لين , ورغم ان هذه الرواية جاءت بسند لين الا انه يشهد لها ما روي عن عمر بعض الروايات التي تعضده من ذلك قول عمر لرياح بن المغترف وهم في الطريق مع بعض المسافرين اسمعهم يا رياح وقصر عنهم المسير اي بالغناء .قال الشيخ عبدالله الجديع اسناده حسن اخرجه الثقة ابو العباس ابن الزفتي في حديث هشام بن عمارة والخطابي في غريب الحديث وله ايضا شاهد بمعناه ذكره الشيخ .واخرج البيهقي وابن ابي شيبة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ. واخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ : أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فِى خِلاَفَتِهِ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُفَتَرَنَّمَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَيْتٍفَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَيْسَ مَعَهُ عِرَاقِىٌّ غَيْرُهُ : غَيْرُكَ فَلْيَقُلْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَاسْتَحْيَا عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ وَضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى انْقَطَعَتْ مِنَ الْمَوْكِبِ.

وَاخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَمرَافِعًا عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ مِمَّنْ رَأَيْتُ وَأَدْرَكْتُ أُرَاهُ قَالَ كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ.

وقبل ذلك كله ما جاء عن رسول الانسانية صلى الله عليه وسلم

ففي الصحيحين والرواية للبخاري هنا عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ .
فقوله عليه السلام وان عيدنا هذا اليوم لايصح ان يفهم منه خصوصية اباحة ذلك في الاعياد وتحريمه في غيرها بل يفيد بخصوصية استحباب الغناء وسماعه يوم العيد وكراهته في غيرذلك لا تحريمه . لانه ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه اباح الغناء وسماعه في غير العيد وفي غير الافراح من ذلك .

مارواه الفاكهي في اخبار مكة بسند حسن الى ابن أبي مليكة ، يقول : قالت عائشة رضي الله عنها : بينا أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسان في البيت استأذنت علينا امرأة كانت تغني ، فلم تزل بها عائشة رضي الله عنها حتى غنت ، فلما غنت ، استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما استأذن عمر ، ألقت المغنية ما كان في يدها ، وخرجت ، واستأخرت عائشة رضي الله عنها عن مجلسها ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضحك ، فقال : بأبي وأمي مم تضحك ؟ فأخبره ما صنعت القينة ، وعائشة رضي الله عنها ، فقال عمر رضي الله عنه : وأما والله لا ، الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحق أن يخشى يا عائشة .
فالنبي اجاز للمغنية ان تغني في غير ما مناسبة .

وكذلك مارواه الترمذي بسنده الى ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ أَوْفِ بِنَذْرِكَ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

ولو كان الغناء حرام لما اجازه النبي لانه قال لا نذر في معصية رواه البخاري ومالك واحمد وغيره , وقال عليه الصلاة والسلام من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصيه فلا يعصيه . رواه احمد . وفي رواية لا وفاء في نذر في معصية .
فلو كانت هذه المراة نذرت محرما لما اذن لها النبي بالوفاء به . والذين يخصصون هذا الحديث بالقول بجواز الغناء في حالة النذر فقط فقد خالفوا قاعدة مهمة ذكرها النبي نفسه وهي قوله لا وفاء في نذر في معصية وقوله من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصيه .

وروى البخاري في صحيحه بسنده الى نْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ .

وروى احمد والطبراني بسندهما الى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَتَعْرِفِينَ هَذِهِ قَالَتْ لَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَقَالَ هَذِهِ قَيْنَةُ بَنِي فُلَانٍ تُحِبِّينَ أَنْ تُغَنِّيَكِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَأَعْطَاهَا طَبَقًا فَغَنَّتْهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنْخِرَيْهَا .

فهذا النبي عليه الصلاة والسلام لم يمنع غناء وموسيقى هذه المرأة فهي كانت تضرب بالطبق . اما عبارة قد نفخ الشيطان في منخريها يقصد بها ان الغناء والموسيقى اقرب للباطل وهو الشيء الذي لا خير "حسنات" فيه وللشيطان حظ فيه ولو بسيط فهذا لا يعني التحريم . ولا بد من التفريق بين المحرم وبين الباطل . ولو كان المقصود بهذه العبارة التحريم لما اجاز النبي لهذه المرأة ان تغني وفي غير يوم العيد ولما اجاز لعائشة ان تسمع منها . وهنا نتذكر الحديث الذي في مسلم وغيره وَلَكِنْ يا حَنظَلة سَاعَةً وسَاعَةً . في الحديث الذي تكلم عن الترويح عن النفس .

وكذلك استدل حفظه الله ما ثبت في صحيح البخاري وغيره قال عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ يَعْنِي النِّسَاءَ. فلم ينكر النبي غناء ذلك الرجل .

جمال العايد
19-02-2012, 03:37 PM
يتبع ..وقد يقول قائل بالنسبة لما اوردته انت وما نقلته خاصة من احاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام وغير ذلك هل يمكن ان تخالف قوله تعالى "" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ "لقمان 6 فكيف يجمع بين الآية وبينها .

وللاجابة على ذلك فقد اجاب الشيخ الشوكاني على ذلك فقال في رسالته ابطال دعوى الاجماع على تحريم مطلق السماع قال كلاما قوياً فيه رد على الذين يستدلون بهذه الآية ومستدلين ايضاً بقول ابن مسعود انه الغناء . فقال الشوكاني بأن ذلك فيمن فعله ليضل عن سبيل الله كما يشهد لذلك السبب , وقد سمى الله الحياة الدنيا لعباً ولهواً ,فقال "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ"الانعام 32. فلو كان اللهو محرماً لكان جميع مافي الدنيا محرماً. فالشيخ الشوكاني نلاحظ انه ربط بين الآيات الكريمة , وهذا يدل انه اعماله التدبر الحقيقي للقرآن وأياته , من خلال الربط بين آياته بعضها ببعض .

وقبله قال الطبري في تفسيره مفسرا لهذه الآية خاصةً عبارة " لهو الحديث" قال
والصواب من القول في ذلك -اي في معنى لهو الحديث- أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله لَهْوَ الحَدِيثِ) ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك .

وقال الشيخ عبدالله الجديع وخلاصة القول بالنسبة في دلالة هذه الآية
كل من اشترى لهو الحديث: من غناء ولو وشعر واقاصيص , وتمثيليات وافلام وكل ما يصح ان يسمى حديثاً مما يمكن التلهي به , يقصد بذلك الاشتراء الاضلال عن دين الله والصد عن تشريعه والسخرية به فالئك لهم عذاب مهين .
اما ما تجرد من هذه القصد من الاحاديث الملهية مما تقدم ذكره وغيره فلا يلحق بهذه الآية ولا يصح ان تكون دليلا على منع شيء من تلك الملاهي , فمن ذهب الى التحريم في شيء منها فليطلب دليله في غير هذه الآية. انتهى قوله .
وقد يضاف الى ذلك
ان الاية الكريمة لو تاملناها جيداً لوجدنا انها جاءت بصيغة تعليق لا تقرير . اذ ان لهو الحديث اياً كان سواء كان المقصود به الغناء او غير ذلك من لهو الكلام كالقصة او كل او الشعر كل ذلك او بعضه . المقصود في النص القراني الذي يراد به االاضلال ولالهاء عن سبيل الله كما قالت الآية "ليضل عن سبيل الله ", ولهو الحديث ليس كله للاضلال والنص القرآني لم ياتي بصيغة التقرير وهي الصيغة التي يكون فيها تقرير الاضلال و نيته والتعميم فلم يقل تعالى " ان الذين يشترون لهو الحديث يضلون عن سبيل الله". وهذا الكلام يفسره ما نقلته من كلام الشيخ الجديع قبله .