المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت غيب توفيق صالح


اللجنة الإخبارية والصحافية
19-08-2013, 04:46 PM
الموت غيب توفيق صالح



http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2013/08/19/7d506c73-9f14-4c71-9ede-7b45a7632b0d_mainNew.jpg

توفى المُخرج السينمائي الكبير توفيق صالح صباح أمس عن عمر يناهز 87 عاماً، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

ورغم عمره المديد إلا أن مسيرة الراحل التي استمرت كثر من 50 عاماً، لم يقدم خلالها إلا عدداً محدوداً من الأفلام الروائية والوثائقية لكنها شكلت علامة مهمة في تاريخ السينما العربية وهي: «درب المهابيل» عام 1955، «صراع الأبطال» 1962 «يوميات نائب في الأرياف» عام 1969، «المتمردون» 1966، «السيد البلطي» 1967.. و«المخدوعون» عام 1972. «الأيام الطويلة» 1980.. ومعظم أعماله كانت عن قصص لكبار الكتاب منهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغسان كنفاني وصالح مرسي وصلاح حافظ، وشارك الفنان الراحل شكري سرحان في بطولة معظمها.

أما أفلامه الوثائقية والقصيرة فهي: «كورنيش النيل» 1956، «فن العرائس» 1957، «نهضتنا الصناعية» 1959، «من نحن؟» 1960.. وهو فيلم باللغة الإنكليزية عن اللاجئين الفلسطينيين، «نحو المجهول» 1960، «القلة» 1961، و»فجر الحضارة» 1977 عن الحضارة السومرية القديمة. ولد توفيق صالح في الإسكندرية في 27 أكتوبر 1926، كان والده طبيبا يعمل في الحجر الصحي في الموانئ وبحكم ظروف عمل والده فقد قضى طفولته المبكرة متنقلا بين عدة مدن ساحلية مختلفة إلى أن استقرت العائلة في الإسكندرية وتعلم في كلية فكتوريا حيث كان يوسف شاهين زميله على مقاعد الدراسة.

بعد تخرجه من المدرسة درس الأدب الإنجليزي في جامعة الإسكندرية وحصل على البكالوريوس عام 1949. في سنته التعليمية الأخيرة قام بإخراج مسرحية «رصاصة في القلب» وتم عرضها في جمعية الصداقة الفرنسية وعلى إثرها عرض عليه رئيس القسم الفرنسي في كلية الآداب بعثة لدراسة المسرح في فرنسا لكنه طلب أن يدرس السينما وكان له ذلك. وعمل قبل سفره مساعدا للمخرج حسين فوزي إلا أن خلافات بينه وبين نعيمة عاكف زوجة فوزي حالت دون استمراره في عمله. غادر صالح إلى فرنسا عام 1950 لدراسة السينما في باريس، قابل هناك عالم الجمال ايتان سوريو فتغيرت حياته حيث ترك السوربون ودرس الرسم والفوتوغرافيا وذهب إلى اللوفر وتعرف على الأدب الروسي فسحبت منه المنحة بعد سنة واحدة لعدم انتظامه في الدراسة لكنه عاش في باريس لسنتين إضافيتين قام فيها بتثقيف نفسه بالقراءة ومشاهدة الأفلام وحضور المعارض المختلفة كما عمل مساعد مخرج في ثلاثة أفلام فرنسية. عاد إلى القاهرة في ديسمبر 1953 وتعرف على نجيب محفوظ الذي عمل في تلك الفترة مؤلفا للسينما وعرض عليه قصة «درب المهابيل» ثم لعبت الصدفة دورها بعد مرض المنتج والمخرج عز الدين ذو الفقار فانتقلت إليه مهمة إخراج فيلم «صراع الأبطال»، ثم راح يناقش الحالة السياسية في مصر في فيلم «المتمردون» قبيل نكسة 1967 لكن لم يصرح بعرض الفيلم إلا عام 1968 أما فيلمه «يوميات نائب في الأرياف» فقد أجيز عرضه كاملا دون حذف بأمر جمال عبد الناصر نفسه بعد أن كان أعضاء اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي قد اقترحوا حذف الكثير من مشاهده.

وبسبب تلك الأجواء شد الرحال إلى سورية والعراق، فأخرج عام 1972 فيلم «المخدوعون» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق عن رواية غسان كنفاني «رجال في الشمس» ثم انتقل لتدريس السينما في العراق وهناك قدم آخر أفلامه الروائية.

ورغم قلة أعماله لكنه حاز العديد من الجوائز العربية والدولية منها: التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج 1972، الجائزة الأولى من مهرجان ستراسبورج لأفلام حقوق الإنسان، الجائزة الأولى من المركز الكاثوليكي الدولي في بلجيكا، وجائزة لينين للسلام من مهرجان موسكو، وتوجها بجائزة الدولة التقديرية في الفنون من مصر.



المصدر : جريدة النهار (http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=405872&date=19082013)