المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحيل عميدة الموسيقى العربية رتيبة الحفني زاد أوجاع تلامذتها


اللجنة الإخبارية والصحافية
19-09-2013, 03:54 PM
زارت الكويت في السبعينيات لتؤسس معهد الموسيقى العربية
رحيل عميدة الموسيقى العربية رتيبة الحفني زاد أوجاع تلامذتها


http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/2013/9/311819_e.png




أنور عبدالله: أشرفت على تخرُّجي.. وبحرها الموسيقي واسع

عالية حسين: لقبتني الراحلة بـ«أم كلثوم الكويت» وقالت لي قبل رحيلها «يا عالية نفسي أسمع موشح بصوتك»

بندر عبيد: لها دور كبير في عمل صرح لا يزال موجوداً حتى الآن

فتاة سلطان: هي أستاذتي.. ومن الأصوات الحلوة والنقية التي لن ننساها

كتبت آلاء الوزان:
الدكتور محمود الحفني، هو والد عميدة الموسيقى العربية رتيبة الحفني التي رحلت منذ ايام عن عمر يناهز 82 عاما قضتهم في جلال العلم والفن الراقي، شاركت في تأسيس معهد الدراسات الموسيقية بالكويت ومن ثم المعهد العالي للفنون الموسيقية.
رتيبة الحفني كريمة والد مصري كان عميدا لمعهد الموسيقي بمصر ووالدتها ألمانية كانت مطربة أوبرا شهيرة في عصرها، آخر منصب تقلدته كان رئيسة دار الاوبرا المصرية كما كانت من قبل عميدة المعهد العالي للفنون الموسيقية في مصر، وكانت مطربة أوبرا فذة.
اسست الحفني مهرجان الموسيقي العربية في مصر الذي وجد صدى واسعا وأبرز قدرات ومواهب فنية كما انها ساهمت في «تنظيف» الاذن العربية وسط تدهور مستوى الغناء العربي.
رتيبة كان لها بصمة في الكويت اذ انها لبت دعوة معهد الموسيقي لتكون ممتحنا خارجيا لطلاب التخرج، وقد تأثر بها عدد من تلامذتها.. «الوطن» بحثت في ذاكرة تلامذتها.. وهنا التفاصيل:

امتحنتني

من جهته عبَّر الملحن القدير أنور عبدالله عن حزنه وقال «رتيبة تعتبر أحد اعلام الموسيقى العربية بمعهد التدريس الاكاديمي وعميدة معهد الموسيقى في مصر ورئيسة دار الاوبرا، وهي ابنة الدكتور محمود الحفني، فهي احد الشخصيات التي قامت بتأسيس معهد الدراسات الموسيقية بالكويت ومن ثم المعهد العالي للفنون الموسيقية».
وأضاف أنور عبدالله: «استعان الاستاذ أحمد باقر بالدكتورة رتيبة الحفني، وكانت كل سنة توجد في المعهد وقت امتحان القبول وامتحانات التخرج النهائية وقابلتها بالسبعينيات بالمعهد وهي التي اختبرتني في امتحان القبول، وهي مَنْ أشرفت على تخرجي، فهي شخصية موسيقية فذة ولها مكانتها العالية، ومتذوقة للفن وبحرها الموسيقى واسع، خاصة الموسيقى العربية على الرغم من ان دراستها كانت في ألمانيا، «والله يرحمها»..لا نستطيع نسيانها، ومن جيلي الذي عاصرها بندر عبيد وعبدالله رميثان».

تجددت أحزاني

«خنقت العبرة» المطربة المعتزلة عالية حسين عند اتصال «الوطن» وكانت تجهش بالبكاء أثناء سرد ذكرياتها مع استاذتها رتيبة، وقالت «تأثرت جدا بسماعي خبر وفاة أمي ومعلمتي د.رتيبة الحفني، أشعر بأنني «مو على بعضي» ومو مصدقة اني فقدت انسانة راقية جدا وغالية على قلبي».

أم كلثوم

وأضافت عالية: «انهرت لفقدانها» شقول ماكو كلام يوفيها حقها احنا كبرنا على ايدها فجعت بوفاتها، ولا انسى أنني عندما كنت طالبة انها كانت تطلق علي لقب «ام كلثوم الكويت»، هي دخلت الكويت عشان عالية، وأستاذتي الاولى بعد الملحن العميد أحمد باقر واشادت بصوتي بامتحان القبول، وهي من الناس الأوائل اللي عاصرتهم في بداية دراستي، وكانت كل اسبوعين تروح مصر وترجع للديرة تقولي «أديني جايالك يا عالية كلو عشانك رايحة الطيارة وجاية بطيارة»، واسترسلت عالية في تذكر علاقة الاستاذة بتلميذتها الموهوبة فقالت: «لم أقطع تواصلي معها، حتى بعد اعتزالي الغناء، وتقاعدي عن العمل، كانت تحب صوتي كثيرا حتى أنها في آخر مكالمة بيننا قبل ان يتوفاها الله كانت تقول لي يا عالية نفسي اسمعك وانتي بتغني موشح «يا شراع يا بحر الأماني».. و«محدش عرف يغني بحلاوة صوتك».

معاصرون

وكل من عاصر عميدة الموسيقي رتيبة الحفني قالت عالية حسين: «اعتبرهم حبايبي وأبحث عنهم، وظللت لغاية منتصف الليل من اول يوم وفاتها أبحث في تلفوني عن أرقام أقاربها وأهلها في مصر للاتصال بهم وتقديم واجب العزاء لهم على الرغم من أني بحاجة لمن يواسيني بفقدانها».
وأضافت عالية: «اتصلت على سعيد هيكل لأعزيه فهو من أحد تلاميذها، كما عزيت الدكتورة نادية عبدالعزيز، وبعدها عزيت بنات رتيبة، فأشعر بالراحة عندما اتحدث مع اقاربها، أناس هم امتداد للدكتورة رتيبة».
وختمت عالية: «لن أنسى فضلها على فقد اثرت في حياتي كثيرا، وأعتبرها اما للموسيقى في المعاهد الموسيقية بالوطن العربي كله، ووالدنا الروحي هو احمد باقر وهو ابو كل الفنانين.. فاليوم اعتبر نفسي يتيمة بعد رحيل رتيبة وقبلها باقر، وبموتها تجددت كل أحزاني».

نهج ومنهج

كما قال عميد المعهد السابق الدكتور بندر عبيد «رتيبة كانت أمنا الله يرحمها، وعشت معها فترة طويلة عن قرب، وكانت توجهنا، وهي من أنشأ معهد الموسيقى في الكويت هذا الصرح الذي لايزال موجودا حتى الآن، وكانت تأتي للكويت كل سنة، وقد حرصت على ان أسير على نهجها عندما كنت عميد المعهد» وأضاف البندر: «هي عمق الثقافة الموسيقية الخطيرة واستمرت عميدة معهد الموسيقى بمصر لمدة عشرين سنة، فقد كان لها خبرتها العالية، كما انشأت القسم العربي في دار الاوبرا المصرية وكانت تدعونا لأي احتفالية».
وختم بندر: «ولها مساهمات كبيرة بالموسيقى العربية والتحليل، ومؤلفات مهمة جدا، فلها مآثر كبيرة على المستوى الثقافي والشخصي، انسانة راقية بالتعامل، وعلاقتها بالمرحوم أحمد باقر كانت قوية جدا، كما أنها أول من اكتشف الفنانة المعتزلة عالية حسين، و«البارحة» تكلمني عالية وهي منهارة تبكي.. فلا أقول سوى رحمك الله يا استاذتنا الكبيرة رتيبة الحفني».

استفدنا منها

أستاذة مادة الكورال الشرقي في المعهد العالي للفنون الموسيقية المطربة المعتزلة فتاة سلطان قالت عن الراحلة «رتيبة الحفني من الأساتذة المخضرمين، هي استاذتي ومن الأصوات الحلوة والنقية التي ما ننساها واستفدنا منها كثير، وسنظل نذكرها دائما، وأعمالها خالدة في الذاكرة فقد أسست أجيالا، ومن الذين عاصرها كان معنا الاستاذ المرحوم أحمد باقر».



المصدر : جريدة الوطن (http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=305277&YearQuarter=20133)