المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف المطرف... أشعل الجلسات الشعبية بأوتار العود


اللجنة الإخبارية والصحافية
10-10-2013, 05:34 PM
بروفايل / نجح في فنون الصوت والسامري والمجيلسي
يوسف المطرف... أشعل الجلسات الشعبية بأوتار العود

http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/10/10/d047b87b-84dc-4b43-88c3-4eff06743ef7_main.jpg


| إعداد - حسين خليل |

حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان الراحل يوسف المطرف:

حقق الفنان الراحل يوسف المطرف (مواليد العام 1961) شهرة كبيرة من خلال الجلسات الغنائية الشعبية، فقد نجح في فنون الصوت والسامري والمجيلسي وغيرها من الفنون الشعبية الأصيلة.
أطلق عليه لقب «مطرب الأغاني الحزينة»، وكان له أسلوبه المتميز في الأداء سواء في المهرجانات أم في الحفلات الخاصة، وهو نموذج للفنان المثقف الواعي المطلع على كل ما يتعلق بالفن، وأحد نجوم الأغنية الشعبية في الكويت الذي نظر الى الفن على أنه رسالة.

العدنيات
تميّز المطرف بأداء العدنيات منذ ظهوره وأحبه الجمهور بها، وقد ساعدته على ذلك قدراته الصوتية المتميزة التي كانت وراء حصوله على قاعدة جماهيرية واسعة في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، فكان أكثر المطربين تقديماً لألبومات الجلسات الغنائية الشعبية الخاصة والتي أثرى من خلالها المكتبة الغنائية والموسيقية الشعبية في تلفزيون وإذاعة الكويت.

آلة العود
بدأ الراحل المطرف حياته كفنان منذ كان طفلاً لم يتجاوز عمره 7 سنوات خلال دراسته للمرحلة الابتدائية، فكان يعزف على آلة العود ويجلس دائماً مع أصدقائه واخوته الذين يكبرونه في العمر، وكانوا يطلبون منه دائماً أن يدندن على العود، وبعد أن أتقن العزف على هذه الآلة واشتهر بها في ذلك العمر، طلب من شقيقه الأكبر أن يشتري له عوداً خاصاً به، لكن الأخير رفض طلبه ونصحه بالتفرغ للدراسة.

الأندية الصيفية
بعد ذلك، انضم المطرف الى الأندية الصيفية عام 1973 وكان عمره (11) سنة، فتم اختياره في مجموعة الفن الشعبي فأعجب القيّمون بصوته فبدأ من تلك اللحظة يغني ويعزف في حفلات المدارس، من ثم أخذ يغني في السمرات الشعبية مع الأصدقاء.

رفض والده
كان والده رافضاً لغناء ابنه بسبب تحفظ المجتمع على مجال الفن، فقرر إبعاده عن طريق الفن بإرساله إلى لبنان للدراسة بصحبة عدد من أبناء العائلات الكويتية المعروفة. وبسبب اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، أحضره والده مجدداً إلى الكويت بسبب الضغوط التي كانت تمارسها والدته على أبيه لخوفها على ابنها. وبعد عودة المطرف إلى أرض الوطن، رفض استكمال دراسته، وعمل في بلدية الكويت ولم يستمر، فانتقل إلى العمل في التجارة.

العودة إلى العزف والغناء
في العام 1977، عاد المطرف مجدداً إلى ممارسة العزف والغناء بعد ضغط من أصدقائه، من بينهم سامي الوهيبي ومشاري الرويح، فبدأ يذهب إلى الجلسات الشعبية التي كانت تقام هنا وهناك ويشارك فيها مع عدد من الفنانين الشباب، من بينهم حمد سنان وراشد الحملي وجمعه الطراروة، وكان خالد الملا أحد أكثر الفنانين الذين رافق المطرف في مثل هذه الجلسات واستمر في مرافقته لسنوات عدة حتى أصبح فناناً شعبياً معروفاً في الساحة الفنية.

«يا عالم السر»
قدم المطرف الكثير من الألوان الغنائية بشكل متطوّر واشتهر من خلالها بمطرب العدنيات. أما بدايته، فكانت من خلال أغنية دينية بعنوان «يا عالم السر» في العام 1975، من كلمات الشاعر صلاح بو كحيل وألحان عدنان بشارة، ويعتبر المطرف هذه الأغنية إحدى أهم الأغاني التي قدمها في حياته الغنائية والتي لاقت نجاحاً كبيراً على الرغم من أنها لم تكن عاطفية بل دينية ومميزة وقدم فيها لوناً جديداً.

أول ألبوم
طرح المطرف ألبومه الأول في العام 1981، واحتوى على مجموعة من الأغنيات العاطفية الجميلة التي كتبها ناصر بشارة ولحّنها، من بينها: «راح الأمل»، «يا هاجر»، «قالوا مرادك نساك»، «فرقونا العواذل»، «يا عالم السر» و«أستر»، ومن المفارقات أن والده كان سعيداً جداً بطرح هذا الألبوم، لكنه كان يتمنى لو أن ابنه أكمل دراسته.

الجائزة التقديرية
قدم الراحل المطرف خلال مشواره الغنائي الكثير من الأعمال الغنائية الشعبية التي أطربت الكثير من المستمعين، ونتيجة هذا العمل المخلص حصل المطرف على الجائزة التقديرية في المهرجان الغنائي الذي أقيم على مسرح الخالدية بجامعة الكويت، كما حصل على درع تذكارية عن تميزه في أداء الأغنية في حفلة أقيمت على خشبة مسرح الشويخ بجامعة الكويت العام 1984.

معهد تعليم
من أبرز أعماله في المرحلة الأخيرة من حياته إنشاء معهد لتعليم عزف آلة العود، بهدف إحياء هذا الفن وقد تتلمذ على يديه الكثير من الموهوبين. ولم يبخل لحظة بتقديم النصح والإرشاد لهم، بل قدم دائما كل ما لديه من علم في هذا الفن.

حفلة غنائية
في العام 1988 أقام المطرف حفلة غنائية رائعة قدم خلالها أكثر من أغنية جميلة، من بينها: «رموها بذراع رجل» و«غبت عني».

أغان وطنية
كان للمطرف نشاط غنائي وطني مثله مثل أي فنان كويتي من واجبه أن يسجل أغنيات خاصة لمرحلتي «الغزو والتحرير»، ومن الأغاني التي غناها «لا توصي الكويتي»، «صوت الأسير» و«كويت المحبة».

فترة التسعينات
خلال التسعينات أصبح إنتاج المطرف قليلاً، فكان يقدم كل سنتين نشاطاً غنائيا مسجلاً سواء عبر التلفزيون أو من خلال أشرطة كاسيت، وفي العام 1994 صدر شريط للمطرف الذي قيل عنه في الصحافة المحلية إنه تجربة جديدة تمزج بين الأصالة والتجديد، شارك معه في هذه التجربة الشاعر الغنائي الشيخ دعيج الخليفة الصباح من خلال تأليفه مجموعة من الأغنيات العاطفية، من بينها «ودي أقول» و«أنت جمال الروح».
في العام 1995 قدم الفنان المطرف شريطاً غنائياً بعنوان «أعز الناس»، أما في العام 1997 فطرح المطرف ألبوماً غنائيا تضمن خمس أغنيات عاطفية هي: «لا ترحلي»، «الماضي البعيد، «ألم في ألم»، «ليش يا محبوب» و«حبيبة خاطري».

تجربته مع أبو بكر سالم
في العام 1997 كانت للمطرف تجربة مع الفنان القدير أبو بكر سالم من خلال ألبوم يحتوي على أربع أغنيات، غنى كل واحد منهم أغنيتين فقدم المطرف «مش مشكلة»، «يالله يليله»، ولحن الأغنيات الأربع.

«تسأليني يالحبيبة»
في العام 1998 طرح المطرف ألبوماً بعنوان «تسأليني يالحبيبة»، واحتوى على 6 اغنيات «قالت أبي أنسى»، «تسأليني يالحبيبة»، «يمه ما أقدر» و«شفتك بعيني».

من أقواله
- أفتخر بكل أعمالي التي قدمتها وكل أغنية أديتها لأن أعمالي كانت متنوعة وكذلك أدائي.
- الفن أعطاني الثقة في النفس، وأقنعني بالبساطة والمزيد من النضج.
- الانتشار الكبير الذي حققته الأغنية الكويتية والسعودية في الوطن العربي، هو أكبر دليل على نجاحهما.
- يميل إحساسي دائماً إلى الحزن وأنا بطبيعتي حساس جداً.
- محاولاتي في التلحين تعتمد على مزاج وجو معينين، لكنني كمطرب غنيت منذ تعلمت العزف على العود.
- جميع الأغنيات التي أديتها تركت أثراً في نفسي.
- الجلسات الخاصة يظهر فيها الفنان على حقيقته فهي تصقله وتظهر معدنه الحقيقي.

وفاته
فقدت الساحة الغنائية الكويتية الفنان يوسف المطرف في يوم الخميس الموافق 2 فبراير 2002 عن عمر يناهز 41 عاماً.

المصدر : جريدة الراي (http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=470016&date=10102013)