المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقلا شمعون لـ «الراي»: الساحة الفنية في لبنان بحاجة لي كما لكارمن لبس ورولا حمادة


اللجنة الإخبارية والصحافية
22-10-2013, 05:46 PM
«لم أستعمل عبارة (فاجأتكم مو) التي تجعلني أبدو وكأنني أتباهى بنفسي»
تقلا شمعون لـ «الراي»: الساحة الفنية في لبنان بحاجة لي كما لكارمن لبس ورولا حمادة


http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/10/22/1382274970023756800_main.jpg



بيروت - من هيام بنّوت |

لم تُخْفِ الفنانة تقلا شمعون انزعاجها من عبارة «فاجأتكم مو» التي نُسبت إليها في أحد المواقع الالكترونية كردّ منها على دورها المميز في فيلم «حبة لولو»، فأنكرت جملة وتفصيلاً ان تكون استخدمت هذا التعبير «الذي يجعلني أبدو وكأنني أتباهى بنفسي وأتكلم بمثل هذه الطريقة السخيفة».
تقلا تحدثت - في حوار مع «الراي» - عن عشقها للمسرح وابتعادها عنه بسبب انشغالها بالأعمال التلفزيونية فقد اعتبرت أنها تعيش مرحلة الذروة في تجربتها الدرامية التلفزيونية ولا تريد أن يسرقها المسرح منها، أما سينمائياً فأشارت إلى آخر أعمالها «حبة لولو» كما الى فيلم جديد بعنوان «وينن» سيُعرض في الصالات في الفترة القريبة المقبلة.
وعن المنافسة بينها وبين الممثلتين رولا حمادة وكارمن لبس، رأت أنها لا تنافس سوى نفسها ولكنها تعتبر في الوقت نفسه ان الساحة الدرامية بحاجة اليهن جميعاً:

• السينما هي المكان الذي يتيح للممثل أن يقدّم من خلاله مساحة أكبر من التجريب
• زياد الرحباني عنصر الجذب في «مجنون يحكي»
• أتوقّع مستقبلاً باهراً للممثلتين زينة مكي وسينتيا خليفة
• أنا حالياً في فترة راحة وأركز على الـ «work shop» الخاص بي
• ليس ممثلاً مَن لا يعرف أنه واحد من ضمن مجموعة في أيّ عمل يشارك فيه
• التلفزيون يسرق الممثل من المسرح ولكنه لا يسرقه من السينما

• «فاجأتكم مو» هي العبارة التي استعملتِها للردّ على إعجاب الصحافيين بدورك في فيلم «حبة لولو» وهي نشرت في أحد المواقع الالكترونية. بماذا تشعرين كفنانة، بعد كل هذه الخبرة والتجربة والنجاحات الكثيرة، حين تثبتين أنك قادرة على التحدي من خلال مفاجأة الناس بأدوار جديدة ومهمة؟
- لم أستعمل هذه العبارة على الإطلاق، ولكن يبدو أن أخلاقية مهنة الصحافة بدأت تتراجع رويداً رويداً، وهناك صحافيون أصبح كل همّهم استخدام عبارات معينة بهدف جذب القراء إلى مواقعهم. إذا كانوا هم لمسوا أنني قدمتُ دوراً جديداً ومميزاً فيمكنهم التعبير عن ذلك كاعتراف منهم بجدارتي ولكن ليس مقبولاً أن ينسبوا هذه العبارة إليّ والتي تجعلني أبدو وكأنني أتباهى بنفسي وأتكلم بمثل هذه الطريقة السخيفة.
• هناك إشادة بفيلم «حبة لولو» وبالدور الذي قدمته فيه كما في سائر أعمالك، فهل يمكن القول إن المنتجين والمخرجين باتوا يحرصون على تواجدك في أعمالهم، كونك تُعتبرين قيمة مضافة في أي عمل تشاركين فيه؟
- لا أعرف! هذا الأمر يجب أن تعترف به الصحافة. إذا كانت الصحافة تملك الجرأة للاعتراف بفنان معيّن فلتفعل ذلك وإذا لم تكن تؤمن به، فهي ليست مجبرة على ذلك.
• نعترف بك كممثلة جيدة وبارعة، كما أن المخرجين والمنتجين الذين يختارونك لأعمالهم يؤكدون الموضوع نفسه أيضاً؟
- هذا جيد جداً.
• سبق أن أكدتِ أن السينما هي المكان الذي تحبين التواجد فيه كممثلة. فهل تفضلينها على المسرح والتلفزيون؟
- السينما هي المكان الذي يتيح للمثل أن يقدّم من خلاله مساحة أكبر من التجريب، وتذكرني بانطلاقتي من المسرح التجريبي. والسينما هي المكان الذي يعيدني إلى هذا المناخ، ولذلك أحنّ إليه دائماً لأن فرصه قليلة نظراً إلى عدم وجود صناعة سينمائية في لبنان. ولكن هذا لا يلغي شعوري بالفخر عندما أقدم للتلفزيون أعمالاً بمستوى مسلسليْ «روبي» و«جذور».
• كنت الجهة المسؤولة عن اختيار «الكاست» اللبناني الخاص بمسلسل «سنعود بعد قليل»، ولا شك أن خياراتك كانت في مكانها. ما الأمور التي أخذتِها في الاعتبار عند اختيار كل ممثل أو ممثلة لهذا العمل؟
- كوْني كنت مسؤولة عن «الكاستينغ»، فهذا يعني أنني شخص يعرف ما معنى «كاراكتر» ومَن الممثل القادر على تجسيد كل شخصية. لديّ وكالة للتمثيل تضم 1000 ممثل عدا عن أني على اطلاع دائم على جميع الأعمال التي تجريها الجامعات وأعرف الطلاب الذين يدرسون التمثيل في الجامعات وكذلك أولئك الذين تخرّجوا منها، وهذا ما يساعدني على اختيار الممثلين كلٌّ للدور الذي يناسبه. وإلى ذلك كان لديّ إصغاء جيد لرؤية المخرج للشخصيات وهو بدوره كان يصغي إلى رأيي في الأسماء التي اقترحتها عليه للمشاركة في المسلسل.
• لو أجرينا مقارنة بين «لعبة الموت» و«سنعود بعد قليل» و«جذور»، في أي من هذه الأعمال كان «الكاست» اللبناني هو الأفضل؟
- هل تعتقدين أنه يمكن أن أجيب عن هذا السؤال! الكل كان موفقاً، ونجاح هذه الأعمال هو أكبر دليل. أنا لا أتهرّب من الجواب، وقد أحببت «الكاست» في المسلسلات الثلاثة.
• وهل تجدين أن «كاست» الممثل اللبناني في مسلسل «لعبة الموت» كان موفقاً كما هي الحال في مسلسليْ «سنعود بعد قليل» و«جذور»؟
- الممثل اللبناني أعطى أفضل ما عنده في مسلسل «لعبة الموت» والممثلون الذين شاركوا فيه هم بين الأفضل في لبنان.
• لا شك أن الطلب كبير عليك في الدراما التلفزيونية، فهل يمكن القول إن التلفزيون نجح بسرقتك من المجالات الفنية الأخرى التي تحبينها كالسينما والمسرح؟
- لا شك أن التلفزيون يسرق الممثل من المسرح ولكنه لا يسرقه من السينما، لأن مواعيد التصوير فيها محددة وليس مطلوباً تواجد الممثل طوال فترة تصوير العمل، بينما يحتاج المسرح إلى تمارين يومية قد تستغرق شهراً أو شهرين، هذا عدا العروض اليومية، وفي مثل هذه الحالة لا بد أن يؤثر هذا الوضع على الفنان ويحول دون مشاركته في أعمال تُصوّر في الخارج.
• هل اشتقتِ للوقوف على الخشبة، وهل من عروض في هذا الإطار؟
- الكل يقول لي إنه اشتاق لي ويطالبني بالعودة إلى الخشبة. ولا أنكر أنه يوجد لدي شغف كبير للعودة إليه، ولكن لا بد من اختيار التوقيت الصحيح وأن يكون الأمر بعيداً عن التسرّع، لأنني الآن أعيش مرحلة الذروة في تجربتي الدرامية التلفزيونية ولا أريد أن يسرقني المسرح مما أنا عليه تلفزيونياً.
• هل يمكن القول إنك تعيشين حالة عشق مع التلفزيون؟
- المسألة لا علاقة لها بالعشق، ولكنني أشعر بسعادة كبيرة لأن التلفزيون يوفر لي أعمالاً جيدة، كما أن الأدوار التي تُعرض عليّ جميلة، وهذا الأمر ينطبق على تجاربي في «جذور» و«روبي» و«سنعود بعد قليل» و«المراهقون»، هذا عدا عن مشاركتي الأخيرة في فيلم «حبة لولو» كما في فيلم «وينن» الذي سيُعرض قريباً في الصالات. أنا أتواجد حالياً في الأماكن التي تُعرض عليّ فيها أعمال جيدة.فلم لا!
• هل سنشاهدك قريباً في أعمال عربية مشتركة؟
- تلقيت أكثر من عرض له علاقة بأعمال عربية مشتركة، ولكنها تأجلت، هي «كانت على النار ولم تعد على النار»، ولذلك لا يمكنني القول إن هناك عرضاً بين يديّ.
• وهل لديك مشاركات في الدراما المحلية؟
- لا. أنا حالياً في فترة راحة وأركز على الـ «work shop « الخاص بي إذ أجري دورات في التمثيل للآخرين أمام الكاميرا، وفي حال تلقيتُ عرضاً تمثيلياً وأعجبني فلن أرفضه.
• اللافت فيك أنك فنانة محبة لكل الفنانين الموجودين للمهنة. مثلاً زينة مكي لم تخف سعادتها لدعمك لها ولا سيما أنك قلت لها «أنت تذكرينني ببدايتي»، والمخرجة ليال راجحة أيضاً أثنت على دعمك للمواهب الجديدة. فهل ينبع كل هذا العطاء من شغفك بمهنة التمثيل؟
- الممثل الذي لا يعرف أنه واحد من ضمن مجموعة في أي عمل يشارك فيه ليس بممثل. وأكبر خطأ يقع به الممثل عندما يعتقد أنه هو المجموعة. وأنا من منطلق حرصي على العمل، أدرك جيداً أنني لا أستطيع أن أقوم به بمفردي ولا يمكن أن أفكر بأني الممثلة الوحيدة الجيدة فيه من دون أن أكترث لمستوى الممثلين الآخرين الذين يشاركونني العمل. ولذلك أحرص على السهر من أجل أن يحقق العمل النجاح ككل، وإذا وجدت أنني قادرة على المساهمة فيه من خلال تعاطيّ الإيجابي، أخلاقياً ومهنياً، مع الممثلين الآخرين بهدف إيجاد روح عائلية فلن أقصر أبداً، لأن عدم توافر هذه الروح بين الممثلين سينعكس سلباً على نجاح العمل ككلّ.
• لأيّ من الفنانات اللبنانيات الصاعدات تتوقعين مستقبلاً واعداً، وهل هناك فنانة بينهن تذكرك ببداياتك الفنية؟
- الوجوه الواعدة كثيرة، والبعض منها بدأ يبرز على الشاشة وأتوقّع له مستقبلاً باهراً وبينهن زينة مكي وسينتيا خليفة. وذكرتُ هذين الاسمين لأنني مثّلتُ إلى جانبهما.
• من هي الممثلة التي ترين فيها تقلا شمعون ثانية؟
- لا أعرف مَن أنا كي أعرف مَن هي الممثلة التي فيها مني. الإنسان لا يعرف نفسه بل هو في رحلة بحث دائمة عن ذاته. أعتقد أن الممثلتين اللتين ذكرت اسميهما أي زينة وسينيا فيهما شيء مني، لناحية أنهما تتبعان التمثيل من ناحية الصدق في الإحساس والمشاعر وليس بحثاً عن الشهرة والأضواء واستعراض الشكل والجمال.
• هل ترين أن استعراض الشكل والجمال، كان أحد الأسباب التي حالت دون النهوض بالدراما اللبنانية على الشكل المطلوب ومن يتحمل المسؤولية في ذلك، وهل هو المنتج الذي يقول إنه بحاجة إلى وجه جميل للترويج للعمل؟
- لا شك في أن الجمال مهم ولكنه ليس الأساس. ومَن يفكر عكس ذلك فهو «مغشوش». الممثلة التي تتمتع بالشكل الجميل فقط لن تتمكن من الاستمرار لفترة طويلة، بل يمكن أن تجذب المشاهد في أول حلقتين وبعدها يتوقف عنصر الجذب ويحل مكانه عنصر آخر أي الأداء والتمثيل والحقيقة والصدق والكاريزما التي لا علاقة لها بالجمال، لأن هناك فتيات جميلات ولكنهن لا يتمتعن بالكاريزما التي لا بد أن تتوافر عند أي ممثل.
• إلى أي حد يمكننا القول إن هناك منافسة بينك وبين كارمن لبس ورولا حمادة؟
- إذا كان الناس يعتقدون أننا ننتمي إلى جيل فني واحد ونستطيع أن نلعب نفس طبيعة الأدوار وإذا رغبوا في أن يوجدوا مثل هذه المنافسة بيني وبين رولا حمادة وكارمن لبس وأن يقولوا رولا هي أفضل أو كارمن هي أفضل أو تقلا هي الأفضل، فهم أحرار ولكنني شخصياً لا أشعر بأني أنافس أحداً، بل أشعر بأني لا أنافس سوى نفسي.
• هذا يعتبر جواباً دبلوماسياً؟
- بل هو جواب حقيقي لأنني لا أتوقف أبداً عند تجربة أي ممثلة، ولم أقل في يوم من الأيام «لماذا هي وليس أنا» أو «من هي الأهم والأحلى»؟ ولم أتمكن أبداً أن أكون مثل غيري. منذ صغري وأنا أشتغل على نفسي، وكلمة غيرة ليست موجودة أبداً في قاموس تربيتي العائلية أو المهنية. أنا لا أنظر سوى إلى نفسي وإلى هويتي التمثيلية وأين أصبحتْ وماذا ينقصها كي أعمل على تطويرها. أنا أؤمن بأن لكل شخص فرصته وهويته وشخصيته ومكانته ولا أحد منا يلغي الآخر. الساحة الفنية في لبنان بحاجة لي كما لكارمن لبس ورولا حمادة.
• هل شاهدتِ مسرحية «مجنون يحكي»؟
- نعم وأحببتها كثيراً، البداية كانت ضعيفة بعض الشيء لأنها لا تشدّ المتفرج والقسم الأخير منها أهمّ من القسم الأول. حتى أن أداء الممثلين كان ضعيفاً في البداية، ولكنه ما لبث أن أصبح أكثر قوة فنجحوا بجذبنا إليهم أكثر. أحببت ندى أبو فرحات كثيراً وكذلك الموسيقى والرؤية الإخراجية التي اعتمدتها لينا خوري في هذا العرض المسرحي لأنها كانت منسجمة مع النص، ولكن كان يجب أن يكون هناك توحيد في الأداء، لأن أداء الممثلين لم يكن مكموشاً وكان خارجاً عن سيطرة المخرجة. كانت هناك نكهة خاصة لكل ممثل على حدة، ما أوجد نوعاً من التغريب في الأداء فلم نعرف إلى أي نمط من الأداء ينتمي هذا العرض، وهذه تعتبر نقطة ضعف في المسرحية. ولكن في المجمل يمكنني القول إن المسرحية جميلة وتتميز بأسلوب عرض جيد وثابت ولا بد أن تنضج من خلال العرض المتكرر.
• كيف وجدتِ زياد الرحباني في هذا العمل ولا سيما أن هناك مَن اعتبر أنه كان مجرد «طُعم» لجذب الناس إلى المسرحية لأن مشاركته فيها اقتصرت على عدد محدود من المشاهد؟
- زياد الرحباني بالنسبة إلي «حدن ما في مثلو»، وعندما دخل إلى الخشبة كنا «out» وفجأة ولع الجمهور، لأنه كان عنصر الجذب في المسرحية. إيقاع زياد والأسلوب السهل الممتنع الذي يتميز به لا يوجد عند سواه. زياد توقيع خاص ولا يمكن لأحد الاقتراب منه، ولذلك حرام القول إنه تمت الاستعانة به كـ «طُعم» في المسرحية لأنه كان متمكناً واستطاع أن يحركنا كجمهور متلق، لأنه حقيقي وصادق وبسيط وغير مفتعل في أدائه كما أنه يتميز بإيقاع رهيب ومحسوس بشكل راق. لا شك في أنني كنت أتمنى لو أن مساحة دوره كانت أكبر ولكنني لا أستطيع القول إنه «طعم»، بل هو كان كبيراً جداً لأن وجود فنان كبير مثله في هذا العمل يؤكد أنه يؤمن بالمخرجة لينا خوري كموهبة فنية جديدة بدأت تسطر اعمالاً على الساحة الفنية المسرحية، وتشجيعاً منه لموهبة شابة وواعدة. وأنا أعرف انها انسانة مثقفة وتملك هوية فنية حقيقية. لا شك أن مشاركة زياد في مسرحية «مجنون يحكي» تعكس انه فنان حقيقي.
• أنا لم أستعمل كلمة «طعم» بمعناها السلبي، بل للقول إن الناس كانوا يرغبون في مشاركة زياد بمساحة دور أكبر؟
- كلنا نتشارك في مثل هذا الشعور.

المصدر : جريدة الراي (http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=472189&date=22102013)