المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام بعد رفضها قيادة السعوديات للسيارة..تحب الصالحين وليست منهم!


اللجنة الإخبارية والصحافية
23-10-2013, 06:42 PM
أحلام بعد رفضها قيادة السعوديات للسيارة..تحب الصالحين وليست منهم!


http://s.alriyadh.com/2013/10/23/img/549902162218.jpg


لم تختر الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز العزلة عن الناس والإعلام عبثاً أو غروراً إنما لإيمانها بأن كثرة الظهور الإعلامي تحرق الفنان وتدمر صورته في نظر الجمهور وتجعله مكشوفاً عارياً وهشاً سهل الانكسار، بينما تحميه العزلة من هذا المصير المشئوم وتحفظ له مكانته بل تحيطه بهالة أسطورية تكون عادة أكبر من حجمه الحقيقي. وهذا ما لم تدركه الفنانة الإماراتية أحلام عندما كثفت من حضورها التلفزيوني في السنوات الثلاث الأخيرة، سواء في حواراتها المتكررة مع المذيع نيشان، أو في برنامج "عرب آيدل"، إلى جانب تواصلها المباشر مع الجمهور عبر حسابها في موقع تويتر.
ما لم تدركه أحلام حتى الآن أن هذا الظهور انعكس سلباً على صورتها أمام الجمهور، وأثر حتى على قيمتها الفنية، حيث لم يعد ينظر لها كفنانة ذات إمكانيات جيدة بل كوجه تلفزيوني مثير ومستفز وجاذب للمشاهدين، وهذا في العرف التلفزيوني ليس أمراً جيداً، لأنه يضعها في نفس الخانة مع شعبان عبدالرحيم وعبدالله بالخير، فلا تستضاف في التلفزيون إلا بوصفها مادة للفرجة يبحث فيها الجمهور عن المضحك والغريب والمثير من الآراء والتصرفات؛ مثل "شطحة كنتاكي". لقد أصبحت مجرد استعراض، "شو" إعلامي، وسلعة تستثمرها القنوات لجذب أكبر عدد ممكن من الجمهور.
ورغم أن كاميرا التلفزيون كافية لوحدها لحرق صورة أي إنسان، فضلاً عن الفنان النجم، إلا أن أحلام زادت على ذلك بتواجدها المكثف في موقع "تويتر" لتدمر ما بقي لها من مكانة في نظر الجمهور، خاصة بردودها المُسفّة التي لا يليق بالفنان أن يأتي بها، والتي توجهها ضد كل من يخالفها في الرأي، كاشفة في تغريداتها عن مستوى ثقافي ضحل قلل من احترام الجمهور لها وجعل نجوميتها موضع تساؤل عند الكثيرين.
"تويتر" أحرق صورة أحلام وأضر بها بشكل يفوق رغبة أي خصم لها، وازدياد عدد متابعي حسابها لا يفسر إلا بأن الجمهور يبحث عن "شطحاتها" وزلاتها بدليل أن أكثر المنتقدين لها هم من متابعيها، وقد اتضح ذلك بعد التغريدة التي كتبتها قبل يومين والتي أعلنت فيها عن رفضها لقيادة المرأة السعودية للسيارة، رغم عدم علاقتها من قريب ولا من بعيد بواقع المرأة السعودية، حيث واجهت سيلاً عارماً من المعترضين على تدخلها في الشأن السعودي، وبسبب ربطها لهذا الرفض بالدين وتصويرها بأن من يدعو لقيادة المرأة بأنه "ضد الدين ويريد الشر بالمجتمع السعودي"!.
هذه التغريدة رغم إساءتها لكل النساء الشريفات الساعيات إلى نيل حقهن في قيادة السيارة، كشفت عن ازدواجية تعاني منها أحلام تندرج تحت بند "أحب الصالحين ولست منهم" والتي تتبنى بموجبها خطاب "التشدد" وتردد مفرداته في تغريداتها دون أن يكون لذلك انعكاس على سلوكها الشخصي وحياتها الخاصة، فهي تعيش حياتها عرضاً وطولاً بفساتينها المليونية وتغني هنا وتتفسح هناك ومع ذلك تستكثر على المرأة السعودية المحتشمة أن تقود سيارتها بحجة الخشية على الدين!. والمؤسف أن هذه التغريدة كافية في نظر المتشددين ليجعلوها في خانة أولياء الله الصالحين؛ وهذه إشكالية أخرى ليس هذا موضع عرضها.
أحلام تعتقد أن هذه التغريدة ومثيلاتها ستجعلها أقرب إلى الجمهور، وهذا صحيح بالفعل، فقد أصبحت أقرب بعد برامجها التلفزيونية وتغريداتها التويترية، لكنه قربٌ سلبي جعلها كتابا مفتوحا أمام الجميع وكشفها وأعادها لحجمها الحقيقي. لقد أصبحت قريبة من الضوء الإعلامي الذي يحرق بلهبه كل قيمة فنية وفكرية، فاحترقت وأصبحت مجرد "شو" استعراضي يلوكه الجمهور للاستهلاك والترفيه وبحثاً عن المضحك والغريب والمثير من الآراء والتصرفات.

المصدر : جريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2013/10/23/article877703.html)