المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «عيد العمال» قصة حب مستحيل !


اللجنة الإخبارية والصحافية
05-02-2014, 04:10 PM
بطولة كايت وينسلت وجوش برولين
«عيد العمال» قصة حب مستحيل !


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2014/02/05/cc5a6182-7ee5-4936-9775-ece5ddc45e12_main_New.jpg


فيلم «عيد العمال» أحد اجمل افلام الكندي جايسون ريتمان. مخرج «جونو» «على الهواء»
يقدم من خلال فيلمه الجديد الذي يدور في آخر ايام صيف 1987الحار، دراما عاطفية مؤثرة واداءات بارعة يجسدها كل من الاستثنائيين جوش برولين وكايت وينسلت التي رشحت عنه لغولدن غلوب. يروي الفيلم المقتبس من رواية «عيد العمال» للكاتبة جويس ماينارد، قصة حب استثنائي يولده لقاء قدري بين سجينين، رجل وامرأة، يعيشان وراء قضبان مأساة عائلية: الرجل هو فرانك(جوش برولين) الهارب من سجن فعليّ بسبب جريمة ارتكبها عن غير قصد في شبابه، والمرأة هي أديل(كايت وينسلت) المكتئبة والسجينة داخل قضبان بيتها المتداعي بعدما قررت الانعزال عن العالم والابتعاد عن الحياة والحب اللذين خذلاها. هي تعيش مع ابنها هنري(غاتلن غريفيث) البالغ من العمر 13 عاما، والناقم على والده الذي هجرهما وأسس لنفسه عائلة جديدة. هنري الذي يعتبر أمه عائلته الوحيدة، والذي تتحرك لديه مشاعر الحب للمرة الأولى تجاه فتاة في مدرسته، ويحتاج الى رجل يعلمه البايزبول، يروي لنا على لسانه ما جرى خلال عطلة عيد العمال، قبل ايام قليلة على بدء مدرسته، وكان كفيلاً بقلب حياته وحياة امه الى الابد. يومها اضطرت اديل الى الخروج مع ابنها من سجنها الآمن الى السوق لشراء ثياب له فيلتقيان فرانك السجين الفار الذي يجبرهما على اخفائه في بيتهما بينما الشرطة تبحث عنه في الخارج. 4 ايام فقط تكون كافية لولادة جاذب قوي بين الخاطف ورهينتيه. الاسرار تكشف والحب يتفجر لدى فرانك الذي يبحث عن عائلة، وهنري الذي يحتاج الى أب، واديل العطشى الى قطرات شغف توقظها من سباتها العميق وتنفض عنها غبار الاهمال وتحررها من كل ما يقيّد رغبتها في استعادة حب الحياة. 4 ايام يعيش خلالها الحبيبان معاً، وينجحان في كشف اسرارهما الدفينة وفي شحن قلبيهما بالطاقة الكافية التي تعينهما على الانتظار 20 عاماً للالتقاء مجدداً.
كل ذلك من دون ثرثرة كثيرة وحوارات متواصلة، فالشريط يتميّز بكونه شبه «وي ـ كلو» كتوماً ولا يعبّر بالكلام، وغناه الحقيقي يتجسّد بالمشاعر المحتدمة بين اديل وفرانك والتي تنقلها الينا الصورة الجميلة، والموسيقى الحساسة وحركة الكاميرا الملتصقة بالشخصيات التي تتوقف عند التفاصيل الصغيرة مثل لمسة يد وتوتر نظرة وابتسامة عين ورعشة خصر. الفيلم الذي يجسّد قصة حب مستحيل على الطريقة القديمة.
ذكرني كثيراً بالفيلم الجميل «جسور نهر مادسون كونتي» الذي اخرجه كلينت ايستوود عام 1992 ومثله مع ميريل ستريب. نقاط الشبه كثيرة، بدءًا بالمناخ الخاص والتصوير على طريقة المدرسة القديمة وقوة الشغف التي تعبق منه وخصوصاً موهبة نجمية وصدقية أداءاتهما والكيمياء الكبيرة بينهما، التي تجعل كل شيء ممكناً. من خلال وينسلت وبرولين البارعين والمتناغمين كلياً، نصدق قصة الحب وتطورها السريع. في اية حال هذا الفيلم يشبه الحب تماماً، فنحن نشعر به ونقع في أسره من دون ان نسأل كثيراً عن المنطق.


المصدر : جريدة النهار (http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=435024&date=05022014)