المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السدحان والقصبي.. نسخة جديدة من حكاية حسين عبدالرضا وسعد الفرج!


فارس الفن
11-07-2015, 05:32 AM
الانفصال لا يعني النهاية..


السدحان والقصبي.. نسخة جديدة من حكاية حسين عبدالرضا وسعد الفرج!


السدحان والقصبي.. ثنائية لم تستمر




الرياض – محمد العمري
شكل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج ثنائياً ناجحاً في بدايتهما وقدما أعمالاً تلفزيونية ومسرحية لازالت حاضرة بقوة في الذاكرة الخليجية من "محكمة الفريج" إلى "درب الزلق" و"على هامان يا فرعون"، وكما هي سنة الحياة افترق الاثنان وسلك كل منهما طريقاً مختلفاً وبقي النجاح حليفهما لأن كلاً منهما يعرف إمكانياته جيداً، وعادا ليجتمعا من جديد في بداية الألفية الجديدة في مسلسل "سوق المقاصيص" ليكملا نجاحهما وليؤكدا أن هذه هي الحياة اجتماع وافتراق دون خدش للعلاقة الطيبة وللعشرة الطويلة التي جمعتهما منذ البدايات وحتى اليوم.

ولدينا في المملكة نموذج يكاد يكون مشابهاً حتى الآن لهذه الحالة، ألا وهي علاقة القديرين عبدالله السدحان وناصر القصبي التي ابتدأت منذ ثلاثين سنة تقريباً وشكل الاثنان عبر هذه السنوات ثنائياً متميزاً بتفاهمهما وتناغمهما منذ "أحلام سلوم" وحتى "طاش ما طاش" مروراً بسلسلة "رفاق الدرب".. وهما رفيقا درب في الحقيقة، قدما سوياً أعمالاً مميزة نقلت الدراما السعودية إلى مستويات عليا من الجودة والنجاح والانتشار وأوصلاها إلى الخليج والعالم العربي، وأصبحا قريبين من المشاهد السعودي كثيراً. ولأن استمرار الحال مُحال في هذه الدنيا فقد حلّ الفراق بينهما، بقرار من ناصر القصبي الذي رأى أن "طاش ما طاش" وصل إلى أقصى إمكانياته وأنه والسدحان لابد أن يبحثا عن مناطق فنية جديدة يكملان فيها مسيرتهما، لكن كل واحد على حدة وباستقلالية لا تربطه بالآخر، وذلك لكي يثبت كل واحد منهما أنه قادر على خوض غمار التحدي الفني لوحده محمولاً بوعيه وثقافته، وهذا ما فعله القصبي بالفعل وتبعه لاحقاً السدحان بعد اقتناعه بالأمر الواقع.

لا يختلف أحد على ما يمتلكه ناصر القصبي من موهبة وثقافة وقبول كبير عند الجمهور العربي، لكن هذا لم يشفع لتجربة "أبو الملايين" -أول مسلسل له بعد طاش- حيث كان العمل أقل مما كان متوقعاً من القصبي خاصة أنه يجمعه بعملاق الكوميديا الخليجية حسين عبدالرضا. في المقابل كان عبدالله السدحان أكثر ارتباكاً في تجربته الأولى بعد "طاش" والمتمثلة في مسلسل "طالع نازل" الذي عرض على قناة دبي، حيث عانى العمل من الرتابة والثقل في التمثيل والسيناريو والإخراج. وقد أتبعه السدحان بعمل آخر هو "هذا حنا" الذي بثه التلفزيون السعودي وجمعه بالنجم الكويتي سعد الفرج، وهو وإن كان عملاً جيداً إجمالاً إلا أنه أقل مما هو منتظر من نجم بحجم السدحان.

هذا العام وبعد التحضير الجيد رأينا مسلسل "سيلفي" للقصبي كيف استحوذ على حديث المجالس ووسائل الاتصال وأحدث ردود فعل كبيرة خاصة في حلقات "داعش"، وهذا النجاح لم يأت من فراغ حيث اجتمعت في العمل كل أدوات النجاح في الآداء وجرأة الكتابة وأفكار مميزة مكتوبة بعناية لإيصال رسالتها بشكل واضح، ويحمل كل ذلك صورة جميلة من المخرج أوس الشرقي. وبنفس الجودة جاء السدحان أيضاً بمسلسل "منا وفينا" الذي تميز بأفكاره وجودة السيناريو مع وجود طاقم تمثيلي مميز وإخراج متمكن للبناني أسد فولادكار لكن رغم ذلك فقد كانت أصداء المسلسل أقل بسبب ضعف التلفزيون السعودي في تسويق العمل مقارنة بالقوة التسويقية الكبيرة لقناة mbc التي تبث مسلسل "سيلفي".

تجارب النجمين في الفترة التي أعقبت "طاش" تراوحت صعوداً ونزولاً، مثلهما في ذلك مثل الثنائي الكويتي حسين وسعد، ولعل المفارقة أن السدحان والقصبي التقيا بالنجمين الكويتيين وكأنها رسالة غير واعية تؤكد الشبه في مصير علاقة ثنائي "درب الزلق" ومصير علاقة ثنائي "طاش"، حيث التقى القصبي بحسين عبدالرضا في "أبو الملايين"، والسدحان بسعد الفرج في "هذا حنا"، وإذا تأملنا في مسيرة حسين وسعد فسنرى توهجاً غير عادي لحسين عبدالرضا بعد الانفصال عن رفيق دربه، أما سعد الفرج فقد تأثر قليلاً حينها قبل أن يعود للمشهد بقوة بعد أن أدرك -بوعيه- أن ملاحقة حسين لن تجديه نفعاً وأن الأفضل من ذلك البحث عن الأدوار التي تناسبه وتترجم قدراته الأدائية الخاصة والمميزة، وهذا ما قام به الفرج بالفعل ليعود نجماً كبيراً ومؤثراً في فضاء الدراما الخليجية. ويبدو هنا الشبه بين ناصر القصبي وحسين عبدالرضا من جهة، وبين عبدالله السدحان وسعد الفرج من جهة مقابلة.

يبقى السؤال المحير عن عبدالله السدحان الذي لا يقل موهبة عن القصبي ولكنه أصبح مكتوف اليدين ومكبلاً ولم يستطع حتى الآن خلق شخصيته الفنية المميزة اعتماداً على قدراته التي لا يشكك فيها أحد، ورغم تميزه الحالي في مسلسل "منا وفينا" إلا أنه مازال يبحث عن نفسه كصاحب "كركترات" جميلة مثل "أبو مساعد" و"أبو زنيفر" وغيرها الكثير، وإذا ما أراد تسجيل عودة قوية للساحة تليق به فإن عليه أن يقتدي بسعد الفرج وأن يبحث عن الشخصيات التي يجيدها والقصص التي تناسبه وأن يوجه تركيزه الكامل على عمله "الفني" وهو يملك من الخبرة الخبرة الفنية ما يجعله قادراً على تحقيق ذلك. والنقطة الأهم هنا أن الانفصال لا يعني نهاية الطريق بالنسبة للفنان المبدع القادر على خلق مسارات جديدة يبدع فيها، وأن لا ينشغل النجم بملاحقة زميله الذي افترق عنه، لأن لكل واحد منهما طريقته الفنية المستقلة والجمهور هو الحَكَم النهائي في تقييم نجاح الأعمال من عدمها. ولو تعامل نجمانا السدحان والقصبي مع حتمية الانفصال بمثل أريحية حسين عبدالرضا وسعد الفرج فربما يأتي يوم نراهما في عمل مشترك مثلما رأينا نجمي الكويت في "سوق المقاصيص".








المصدر : جريدة الرياض