المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «أسوار 2» تجاوز الخطوط الحمر بجرأة خارجة عن المألوف


الفنون
18-06-2009, 01:03 PM
http://dc02.arabsh.com/i/00229/d8fw925d0egr.jpg



يواصل مسلسل «اسوار 2» تقديم احداثه عبر شاشة mbc حيث اختار المؤلف حسن عسيري من واقع مجتمعه ملامح وخطوطاً عريضة عالجها بجرأة بالغة واحداث متماسكة، وان كانت الاحداث التي تطرق إليها اكثر حساسية من القضايا التي تم تناولها دراميا في الجزء الاول، خصوصا ما يتعلق بحياة الفتاة الخليجية خصوصا في السعودية التي لفت هذا العمل الى تعرضها للظلم الشديد من حيث تعرضها للاغتصاب، والفتاة التي تجبر على الزواج ممن يكبرها سنا، ومن تتزوج من شخص يعاني مرض «السادية» ويسيء معاملتها، وان كانت احداث «اسوار» في الجزء الاول اثارت بداخلها دهشة كبيرة وجدلا حول مسلسل درامي سعودي تجاوز الخطوط الحمراء ليتمرد المؤلف على الواقع المعيشي للمجتمع السعودي قافزا على اسوار العادات والتقاليد باختيار نخبة من النجوم الذين استطاعوا تجسيد ادوارهم الكاشفة لكثير من المستور فنجد الشاب الذي يدبر مكيدة لنيل الفتاة التي احبته ومحاولة اغتصابها من قبل اصحابه ليشاء القدر ان تكون شقيقته هي من تقع في شباك الاغتصاب.. والاخر الذي يتزوج جارته ومع الوقت تشاء الاقدار ان تكون شقيقته وهي حامل في طفل منه على غرار الافلام الهندية.

صراع

ومن وجهة نظري ان المخرج سائد الهواري والمؤلف عسيري كانا في حالة من التشبع حيث قدما هذا الكم الكبير من القضايا التي تم طرحها في كل عائلة من العائلات في العمل مما جعل المشاهد في حالة من الصراع الداخلي لاكتشاف المزيد مما يدور في المجتمع الخليجي عامة ومن ذلك التطرق الى السحر والشعوذة، والاخطاء الطبية من استبدال المواليد، ونقل الدم الناتج منه اصابة الابرياء بمرض الايدز والممرضة التي تقوم بتخدير المريضة في مقابل ان تحصل على المال بدخول الرجال عليها وممارسة الزنا معها، وعقوق الوالدين فمن بعد ان شاهد الجزء الاول باقامة علاقة غير شرعية بين فتاة والسائق الذي يعمل لديهم في البيت، وان كان القصد من وراء هذا العمل هو وجود حلول ومعالجات من قبل الفنانين بمحاربة طمع النفس وسعيها وراء المال، وظهور مشاهد غير لائقة وخادشة لحياء المشاهد فهناك من تريد ان تتخلص من الجنين بالقفز والتدخين وهو مايدس في اذهان المشاهد العديد من الافكار السلبية ويلفت النظر دور الفنان عبدالناصر الزاير «أبو علي» الذي يستخدم سلطته ونفوذه في سبيل انقاذ ولده الذي يقوم بقتل رجل بعد مشاجرة معه لمغازلته زوجته. وفي المقابل تقوم لزوجة بأخذ الثأر لزوجها بقتل قاتل زوجها.

حساسية

وان كانت هناك قضايا حساسة جدا نعيشها في حياتنا اليومية كتعذيب الخدم والسلطة التي يتحكم فيها الرجل بالمرأة وتسلط زوجة الاب لدفع الزوج الى طرد اطفاله الى الشارع فمنهم من يعذب والآخر تبتر احدى قدميه، وقضية تصنيع الخمور من قبل العمالة الآسيوية.

وان كان مسلسل «اسوار2» سلاحا ذا حدين سلاح المواجهة وسلاح الخطر الذي يواجه الاسرة باقتحام خصوصيات المجتمع بشكل مستفز ومثير، ففي رأيي كان على المؤلف ان يقوم بفصل الحلقات وتقديم الاحداث في حلقات منفصلة تطرح في كل يوم قضية تلمس من خلالها مشاعر الجمهور وليس الضغط عليه حتى لا ننظر الى الحياة نظرة متشائمة سوداوية.

فالمسلسل ركز على الانحراف الخلقي بلا قيود في المجتمع وداخل المستشفيات.

وكأن المؤلف والمخرج اجتمعا على تحقيق كل معنى من معاني كلمات مقدمة العمل التي غناها المطرب السعودي عباس ابراهيم التي يقول في مطلعها:

- اسوار ما نقدر نخطيها... والمسافة للامل خطوة

- أقدار نسايرها ونداريها... ولا شكينا ما يفيد شكوى

«اسوار2» من بطولة كل من لطيفة المجرن، عبدالناصر الزاير، ميساء مغربي، تركي اليوسف، مروة محمد، مشعل المطيري، ابراهيم الزجالي وآخرين.


http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=211&article_id=515693



18/06/2009