المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد الخلاف ... كيف يعود الحب ؟ ‏


jamilu
19-07-2009, 01:17 AM
بعد الخلاف ... كيف يعود الحب ؟ ‏

لأنه موجود ، غير أنه محتجب بحجاب الإلف والعادة .
لأنه كامن ، غير أنه مستتر بستار ضغوط و أعباء الحياة .
لأنه حي ، غير أنه مكبل بأغلال المشكلات الطارئة و أصداء الصدامات المتتابعة .
لأنه ساكن ، تغشاه الأضواء الزائفة والأهواء العارضة التي تجذب كل طرف بعيداً عن الآخر .
لأنه هنا ، ولكنه يحتاج من يمد يده بقوة فيزيل الأغلال والحجب والقيود ، و يمزق الخيوط والأستار والقلائد ، و ينفخ فيه الروح فيعود حياً كهيئته الأولى .

لأن الحب موجود بين شريكين جمع الله بينهما بميثاق غليظ ، و ربط بينهما بوشائج المودة والرحمة ، و جعل كلاً منهما للآخر السكن والسكينة و منبع الأمن و معين الأمان .

نرجو منك وقفة هادئة ... ومنكِ مراجعة متأنية ، في محاولة لأن يعود الحب ضيفاً عزيزاً ... يعيد إلى الحياة بهجتها و سعادتها .

الحب بعد الزواج أقل وهجاً و أكثر عمقاً .

نعم هدأت المشاعر ، و تباينت الأحاسيس ، و ظهر الاختلاف الكبير بين فترة الزواج الأولى و ما بعدها ... و دخل تيار الإلف والعادة ليصبغ الصورة بألوان هادئة غير ما اعتادته العين من قبل ، فهل هذا يعني أن الحب قد انتهى ؟!
كثير من الأزواج والزوجات يقع فريسة هذا التصور الخاطئ ؛ فالحب بصورته المتوهجة في بداية الزواج قد اتخذ صوراً مغايرة بعد ذلك .

فللحب مراحل أساسية :

مرحلة الإعجاب : و هي الانفعال والانبهار بصفات الطرف الآخر ، والتي تبدو صفات طيبة و مثالية في وجهة نظرنا .

مرحلة الامتنان : و هو امتنان المحب للمحبوب علی ما تلقاه منه من خير يلبي رغبته و حاجته .
و حب الإعجاب و هو عادة ما يصاحب المراحل الأولى في التعارف بين الطرفين يكون أكثر حرارة و توهجاً ، بينما حب الامتنان هو الأكثر هدوءاً و عمقاً و دواماً ، و هي المرحلة التي يسميها علماء النفس "حب الصحبة" والتي تصاحب الزوجين حتى نهاية العمر .
غير أن حب الامتنان لهدوئه و عمقه وافتقاده لمظاهر حب الإعجاب ، يؤدي بالزوجين إلى تصور زوال الحب ، كما أن ظهور بعض الاختلافات العارضة والتي قد تظهر شيئاً من مشاعر الغيظ والقلق والغضب ، قد تؤكد لدى الطرفين زوال هذا الحب .
بعد الخلاف ...

محاولة استعادة الحب :

* لا تنتظر من شريك حياتك الخطوة الأولى ؛ لأنها قد تتأخر أو لا تأتي ، و كلما زادت الجفوة وطالت القطيعة ، كلما كان الجرح أعمق و كان التئامه أصعب .

* الابتسامة بوابة الحب الأولى :
لأنها من أبرز صفات المؤمن يوم القيامة قال تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَة } ولأنها صدقة لا تكلفك الوقت والجهد قال صلى الله عليه و سلم ( وتبسّمك في وجه أخيك صدقة ) ، و لأن لها مفعول السحر على قلب من تبتسم و تهش له ، فلتجعلها أقصر طريق لبلوغ الغاية في تصفية الأجواء ، و رأب الصدع ، و توصيل رسالات التسامح الهادئ أو الحب الكامن لشريك حياتك ... ابتسم واجعل ابتسامتك أول وسيلة للتعبير عن مشاعرك ؟

* الكلمة الطيبة كشجرة طيبة :
قد لا يحتاج شريك حياتك إلى خطبة عصماء للتعبير عن مشاعرك تجاهه ، و لا يتطلب نظم قصيدة غزل في صفاته و محاسنه ... لكن بعض الكلمات البسيطة قد تكون أكثر فاعلية و مصداقية و إخلاصاً ، لا سيما إذا جاءت في وقت الحاجة مثل : حفظك الله ، شكراً ، والله يعطيك العافية ، الله بعينك كان بودي مساعدتك ... هل تحتاج مساعدة ... هل تطلب شيئاً ... تبدو متعباً تحتاج بعض الراحة .

* الصمت المزمن عدو الحب :
لا تجعله صمتاً مزمناً و لكن اجعله مؤقتاً ما استطعت ... حتى ولو قطعته بطلب خدمة أو حاجة تحتاجها ، ابحث عن حجة لقطع حبال الصمت وابحثي عن علة لكسر حاجز السكوت ... اجعل نبرة الصوت هادئة و حانية ما استطعت حتى تسرع بالتئام الجرح ، و رأب الصدع ، و نسيان المشكلة .
اخرق القطيعة برسالة جوال أو كلمة خطية على كارت صغير ، أو مكالمة هاتف لمنزل أسرة شريك حياتك للسؤال والمودة و صلة الرحم ، أو قم بشحن جواله كهدية رمزية معبرة .

* نحو مصارحة رحيمة :
امنحها الوقت وامنحيه الفرصة للحوار والفضفضة والتنفيس عن مشاعر الغضب الكامن ، و ليكن شعارنا نحو "مصارحة رحيمة" يحرص كل طرف فيها على سماع شكوى الآخر و تفهم وجهة نظره ، و لا يبادر أي منهما لإلقاء اللوم و كيل الاتهامات والتراشق بالكلمات .

* أجازة لاستعادة المشاعر الجميلة :
أسرع إلى نزهة أو رحلة لكسر حاجز الملل أو الفتور ؛ فهي فرصة لتستعيدان فيها ذكريات الأيام الجميلة ، و ترسمان ذكريات جديدة لمستقبل أيامكم ... فهناك حينما يختلف المكان والزمان ... تبتعدان عن المكان الذي تشتعل فيه الخلافات ، والمناخ الذي اعتدتما التواجد فيه في أكثر المشكلات .
هناك قد تختلف نمط العلاقة بينكما فترى نفسك ملتزماً بحمايتها و تشعر هي بسعادتها و هي برفقة زوجها بين الكثير من الزوجات والأزواج ، ستشعر أنك كامل لست وحيداً ناقصاً بصحبة أسرتك بين الأسر المترافقة المتحابة ، و ستشعر هي بالتقدير لرغبتك في رسم السعادة على صفحة حياتها .

ستكتشفان معاً أنه موجود و حقيقي و كامن ، حي يحتاج من ينفض عنه الغبار لترتوي به أرواحكما الظمأى ، و يعود إليها الحب.

هذا ولكم مني جزيل الشكر والاحترام