المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بانوراما الدراما المصرية في رمضان.. «موضة».. أم استغلال ؟


الفنون
15-08-2009, 11:51 PM
http://www.aldaronline.com/AlDar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/8/15/M1/2049218-P16-02_med_thumb.jpg

• يحيى الفخراني متهم بـ «أزمة الأجور»
• هل يرتفع نجما جمال سليمان وتيم حسن أمام سطوع «مهند»؟!
• «حياة المشاهير» مستمرة في جلب المشكلات.. والمنتجون يبحثون عنها
• «امرأة من زمن «الحب».. «ضُرّة» نبيلة عبيد هذا العام
«هوليوود العرب».. كما يحب ان يسميها صناع سينما مصر، ومحرقة التجارب - كل التجارب - السينمائية والدرامية - كما يراها نقادها - دخلت في صراع البقاء، بعد ان كان لها نصيب الاسد الاوفر دائما من النجاح والتألق في مجمل التجربة السينمائية والدرامية العربية منذ مطلعها.
تغيرت الاحوال وعصفت ظواهر «عالمية» اذا صح التعبير بعرش الاعمال الدرامية الرمضانية هذا العام لتهز اوتارا بقيت ساكنة على مر السنين وتدفع الشاشة المصرية الصغيرة ثمنها الذي ربما يكون اكبر منها حجما.

فوق السحاب
اجور الممثلين الخرافية باتت هاجس النجاح ولقمة العيش «الكبيرة» التي اكتفى بعض النجوم المصريين بابتلاعها من خلال عمل رمضاني واحد طيلة العام وعلكها بقية ايام السنة، مما دفعم الى رفع اجورهم لمبالغ خرافية حيث تفوقت بعض الفنانات من هذا العصر على اخريات حاربن كثيرا لاخذ ربع اجرهن وحملن على اكتافهن تاريخا فنيا عريقا يستحق التقدير المعنوي والمادي، ولكن للاسف كان الحظ المادي لديهن اقل من اللائي حققن نجاحا باهرا، مما دفع المنتجين للرضوخ لمطالبهن المادية لمجرد كتابة اسم «موضة» على «تتر المسلسل» معتبرين ذلك نجاحا بحد ذاته له.
الفنان الكبير يحيى الفخراني - على سبيل المثال - اكتفى ايضا بعمل رمضاني واحد بعد ان رأى نسبة المشاهدة المذهلة لعمله «اليتيم» والذي يتناسب طرديا مع اجره المدفوع له من قبل المنتجين، الا ان عمله الاخير في رمضان الماضي وهو «يتربى بعزو» يلبي حاجة الجمهور وعطشهم الى ادوار جادة ورزينة كما عودنا عليها يحيى الفخراني في اعوام سابقة مما يجعلنا نتساءل عما سيقدمه الفنان الكبير هذا العام، الكثيرون -وبدون شك- يؤمنون بنجاح فنان عظيم كالفخراني واستحقاقه للمكانة المرموقة التي وصل اليها على الصعيدين المادي والمعنوي، ولكن الخوف ينبع من اكتفاء اصحاب الموهبة والتجربة الثرية بما قدموه لنا وانحصارهم على تجربة واحدة تقع في فخ النجاح والفشل، تاركين المكان لنجوم «الظواهر» ليتحكموا بشاشة العرب الرمضانية في الاجر والتقدير.

مهزلة
حرب شرسة هذا العام تسببت بها ازمة الاجور ومخاوف من انقلاب الساحة الفنية الى سوق خضار و«مهزلة» فنية في ظل اختفاء المنتج الفنان وتحول المنتج «المتاح» الى تاجر يلهث وراء المال كما حصل فعلا في السينما.

«حالة هوس»
ليس السؤال عن مدى تقبل او انزعاج صناع الدراما المصرية من «دخول» نجوم غير مصريين لدائرة نجاحهم، ولكن السؤال هو «ماذا اضاف النجم الفلاني» الى العمل الدرامي المصري، تشابكت الخيوط وتداخلت، وتجربة الفنان السوري مع الدراما المصرية خير مثال على ذلك، لاشك ان الفنان جمال سليمان نجح ـ رغم الانتقادات ـ في جذب انتباه المنتجين المصريين لتطعيم اعمالهم بنجوم يسطعون في سماء بعيدة عن سماء مصر رغم اشعاله غيظ نجوم التمثيل المصريين حيث تسبب نجاحه في غزو فني شامل على صعيد المخرجين ايضا، ديناميكية الفن عامة تشهد وجود هذه الظاهرة منذ الازل حيث كانت اسمهان وفريد الاطرش، ومن بعدهما صباح ورغدة ودريد لحام، ولكننا نعيش اليوم في زمن الموضة ولعنة التكرار التي اصبحت تشكل حالة «هوس» معد للجميع، سنرى في رمضان القادم جمال سليمان مرة اخرى في «افراح ابليس» كما سنرى تلميده تيم حسن بعد تفوق التلميذ على معلمه وسرقة الاضواء من سمائه بعد ان قدم اسطورته «الملك فاروق» بالتواطؤ مع المخرج السوري ايضا حاتم علي، كيمياء السوريين بدأت تزحف من جديد وخلفت اعمالا سيراها المشاهد العربي تحت سقف مصر في رمضان القادم ستكشف النقاب عن حالة «الزعزعة» الدرامية المصرية بدون شك لتطفو على السطح وتسفر عن ضرورة الوقوف والتأمل طويلا لما وصلت اليه هوليوود االعرب، لن تقف مخاوفهم الى هذا الحد فقط وخصوصا بعد قنبلة سيفجرها نجم ليس عربيا وانما تركي.. الشهير بمهند على موعد مع المقارنة ايضا بجانب الفنانة ليلى علوي هذا العام، وسيكون الحجر الصغير الذي القاه المصريون في مياه الدراما الراكدة.

أمس انتهينا!
تشهد الساحة الدرامية هذا العام اعمالا تشابهت مع اعمال سبقتها اما بالشكل او المضمون، ازمات متعددة تحدث المشاهدون والنقاد وصناع الدراما عنها طويلا في رمضان الماضي عادت بقوة هذا العام، فحياة المشاهير وسيرتهم الذاتية باتت هي الاخرى «موضة» ليس لها مثيل، ستبدأ من مسلسل «ابو ضحكة جنان» الذي يحكي سيرة حياة نجم الكوميديا الراحل اسماعيل يسن مرورا بـ«قلبي دليلي» الذي يحكي سيرة المطربة الراحلة ليلى مراد، ومسلسل «ليالي» الذي سيشكل ازمة من نوع اخر، حيث يدور في تفاصيل قصة لم تنته بعد لوجود علاقة بينه وبين سيرة الراحلة سوزان تميم، اما مسلسل «ادهم الشرقاوي» فانه يبتعد فقط بتجسيده لحياة مناضل مصري بعيد عن الفن، ويقترب من زوبعة الازمات كون مخرجه سوريا وهو باسل الخطيب. ازمة التكرار ايضا سيقع فيها مسلسل «الباطنية» كونه يعتمد على «تحويل» فيلم قديم مازال عالقا في اذهان المشاهدين وقام ببطولته نادية الجندي ومحمود ياسين وفريد شوقي واحمد زكي، وبشكل مختلف ايضا وقع مسلسل «البوابة الثانية» الذي تقوم ببطولته النجمة نبيلة عبيد في منح مقارنته بجزء هام من احداث مسلسل اقدم بعنوان «امرأة من زمن الحب» لسميرة احمد وذلك في احداث متشابهة.
«هوليود العرب» هذا العام سيعترف كثيرون من عشاقها بمدى صحة مقولة انها باتت محرقة للتجارب والظواهر والحالات الفنية، وانسحاب اعراض «الموضة» الجانبية على كامل اجزائها، كما توضح لنا السطور البيضاء عند قراءة معطياتها لهذا العام.

[[ المصدر ]]

http://www.aldaronline.com/AlDar/AlDarPortal/UI/Article.aspx?ArticleID=66840