المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المخرج خالد الصديق: حصلت على الدكتوراه لكنّي لا أحبّذ استعمال اللقب


بحر الحب
17-09-2009, 04:21 PM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/09/17/129007_khaled1_small.jpg (http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/09/17/129007_khaled1.jpg)

المخرج العالمي الدكتور خالد الصديق صاحب مسيرة تلفزيونية وسينمائية ريادية وحافلة بالإنجازات، استطاع لفت أنظار العالم إليه في رائعته السينمائية {بس يا بحر} التي حصدت تسع جوائز عالمية.
لماذا اخترت {بس يا بحر} عنواناً للفيلم بدلاً من {اللؤلؤة}؟
كنت أبحث عن قصة
كويتية - خليجية بحتة، فوجدت لدى الكاتب عبدالرحمن الصالح الذي كتب مسلسل {حبابة} قصة جميلة اسمها {اللؤلؤة}، وقبل أن نصل إلى مرحلة التصوير شعرت بأننا بحاجة إلى عنوان أقوى، لأن القصة عنيفة من النوع التراجيدي، ولكون دراستي باللغة الإنكليزية انتقيت عنوان Shut Up Sea أي {إخرس يا بحر} وتدريجياً وصلت إلى {بس يا بحر}، لأنني فضلت ألا يكون العنوان قاسياً فكلمة {إخرس} تقال للمجرم، أما مفردة {بس} ففيها نوع من العتاب وليست شتيمة، وكثيرون من زملائي في الفيلم وافقوني الرأي لأنهم لم يشهدوا مثل هذا العنوان الحواري وأعتقد أنه كان من أسباب نجاح الفيلم.
لكن البعض انتقد عنوان {بس يا بحر}.
ثمة من قال إنه لا توجد محارة بهذا الحجم كالتي أمسكت بيد مساعد في مشهد الغوص، لكنها بالفعل موجودة وتسمى {الميفرة}، وقد احتفظت بها وبروزتها في منزلي.
كذلك هاجم الراحل صالح شهاب عنوان Shut Up Sea بشكل عنيف في ندوة إعلامية قائلاً {كيف تقول {جَبْ يا بحر؟}، ودافعت عن العنوان لأن الأساسي والمهم هو عنوان {بس يا بحر}.
لماذ حذفت مشاهد من الفيلم بعد العرض الأول؟
صوِّرت مشاهد عدة ثم حُذفت في ما بعد من الفيلم، وصحيح أنها كلفتني كثيراً لكني شعرت بنوع من الملل أثناء المونتاج. تركتها في العرض الأول للنقاد بالقاهرة، فأصابت الجمهور وخرج آخرون من الصالة، وفي العرض الأول بالكويت في سينما الحمراء دخلت مع الجمهور فوجدت المتفرج ينصرف عن المتابعة في المشاهد نفسها، وفي العرض الثالث قمت بنفسي بالتضحية وحذفت المشاهد المملة، ونجحت في شد الانتباه طوال الفيلم.
كيف تمت عملية التصوير تحت الماء؟
إنه أول فيلم عربي وآسيوي يصوَّر تحت الماء، وهذه كانت مجازفة كبيرة وجنوناً، لعدم توافر عوامل الخبرة والدراية والإمكانات الكافية لنصوِّر هذه المشاهد، حتى عبدالرحمن الصالح كان يتهرب من كتابة أي مشهد تحت الماء، لأنه لم يكن يعرف كيف ستنفَّذ، فقلت له إن هذا الموضوع من اختصاصي. في البداية صوّرت كل المشاهد العادية، ثم فكرت بكيفية تنفيذ المشاهد الباقية تحت الماء والاتصال مع الخارج والإمكانات المتوافرة من معدات، فوصلت إلى نتيجة وهي استئجار غلاف الكاميرا الخاصة بالتصوير تحت الماء من انكلترا لمدة أسبوعين، والتي صنعت عام 1945، وصورنا في أعماق مختلفة في مناطق عدة على عمق 3 و5 و7 أمتار، ونفذنا بعض الخدع في حمام السباحة لأنه يصعب تنفيذ بعض اللقطات في البحر لأسباب عدة منها: حالة الطقس وحركة الممثلين والإضاءة.
مَن شارك في كتابة السيناريو؟
أنا وعبدالرحمن الصالح والفنان القدير سعد الفرج وولاء صلاح الدين، ووضعت الأسماء الأربعة في تيتر الفيلم، لأني لم أرد أن أظلم أحداً فلكل واحد منا خطه الواضح، والسيناريو الأصلي موجود الآن في متحف نادي السينما الفرنسي {سينماتيك} الذي يُحتفظ فيه بكل سيناريوهات الأفلام الناجحة في العالم.
ما سرّ علاقتك الوطيدة بتوفيق الأمير والاستعانة به في غالبية أعمالك؟
علاقتي به بدأت منذ فيلم {الصقر} الذي أعتبره البداية الحقيقية على رغم أنني قدمت قبله {عليا وعصام} وهو عبارة عن معلّق يلقي الشعر والصورة تمشي معه. أما {الصقر} فيتناول القنص وعُرض عام 1965، وكان المصوّر الرئيس فيه اللبناني الراحل سليم شهيد ومساعدوه هما محمد سنجر {أبو رباح} وتوفيق الأمير، والأخير كان من أوائل المصورين السينمائيين في تلفزيون الكويت، إذ اكتشفت فيه الحماسة والإخلاص والتفاني وحب التعلّم والمجازفة. عُرض الفيلم في مهرجانات ومناسبات عدة ونال نصيبه من النجاح، ثم شرعت بتصوير فيلم درامي قصير هو {الرحلة الأخيرة} ولم يكن توفيق موجوداً لأنه كان في بعثة دراسية ببلجيكا، ثم عاد عند تحضيري فيلم {وجوه الليل} عام 1968، ثم سافر للعلاج، فبدأت بتصوير عدد من اللقطات البسيطة لفيلم {بس يا بحر} فرجع توفيق الى البلاد فاعتذرت من المصوّر الذي استعنت به، ثم تعاونا في فيلم {عرس الزين}.
كُثر لا يعرفون أنك حاصل على درجة الدكتوراه؟
بعد التحرير وسرقة معداتي من النظام الصدامي، كتبت سيناريوهات عدة ممتازة احتفظت بها لنفسي ولم أبِعها، فسُمع عن أحد السيناريوهات في جامعة إنكلترا لاحتوائه على مناحٍ دينية وجوانب من حقوق الأطفال والإنسان ومبادئ من البوذية خدمة للأطفال المشردين، وطُلب مني أن أحاضر بهذا السيناريو، فاقترحت تقديم ورقة بحث عنه فوافق المعنيون. وعندما انتهيت من كتابة البحث قالوا لي إنه {مشروع تخرّج إذا كان لديك استعداد للمواصلة}، فحللت العمل كاملاً وأبعاده المختلفة ومحتوياته ومراحل إنتاجيته ككل، فنتجت منه 800 صفحة بعد عمل دؤوب استغرق ثلاث سنوات، ومن خلال هذا العمل حصلت على الدكتوراه.
فكرة السيناريو بدأت قبل عشرين عاماً، في إحدى رحلاتي إلى كاتمندو عاصمة النيبال حيث رأيت جبال الهملايا، وكنت في كل فترة أكتب بعض النقاط وبعد سبع سنوات سنحت لي الفرصة لأكمله، الفيلم جميل ومحبوك درامياً، فمن يقرأ الملخص سينجذب إليه، وأتمنى أن تسمح لي الظروف بتنفيذه.
لا أحب استعمال لقب {دكتور} لأنه يحد من إبداع الإنسان، ولو عدنا إلى الوراء قليلاً، سنرى مخرجين في السينما يحملون هذا اللقب توقفوا بعد أول عمل، لأنهم خافوا من الفشل.
أنت متابع جيّد لأحدث التقنيات والكاميرات السينمائية، فهل ستستخدم الجديد منها Red One؟
صحيح، أتابع معارض ومنتديات المعدات والأجهزة التلفزيونية والسينمائية بصورة متواصلة، أشهرها معرضا NAB في لاس فيغاس و IBC في أمستردام، كذلك أستفيد من التقنيات الحديثة والأجهزة مقارنة بالوزن والحجم والتعقيدات سابقاً، مثلاً كنا نصور في السبعينات بكاميرا الأربعينات. في الماضي، كانت مواد الفيلم الخام ترسَل إلى إيطاليا لتتم عملية التحميض وطباعة نسخة العمل، أما اليوم فتحمَّل كل مواد الفيلم على قرص مدمج DVD ، أو على أقراص Blu-ray ، فتغنيك عن حمل الوزن الثقيل وشحنه والإجراءات الكثيرة، إضافة إلى المشاكل مع الرقابة. كذلك سهلت علينا الإنترنت كثيراً في هذا المجال لدرجة لا يتصورها العقل.
أما الكاميرات المخصصة للتصوير السينمائي بالذات فأحدثها Red One، صورتها رقمية جميلة Digital لكن استعمالها صعب، وشخصياً أفضل كاميرا الأربعينيات أكثر، لأنها بلا عُقد وسهلة الاستهمال. مثلاً، لو صورنا بكاميرا حديثة الصحراء الهندية فكيف سأجلب الفني ليصلحها إن تعطّلت. لذا اعتدت على الكاميرا القديمة وأستطيع إصلاحها بنفسي، وقد تحملت الرطوبة العالية في {بس يا بحر} أما الحديثة فلا يمكن أن تعمل في ظل هذه الظروف القاسية، لكنك تستطيع أن تصور بها فيلماً في المدينة وإذا تعطلت بإمكانك الاتصال بالشركة، وهنا لا مانع لدي من استخدامها لأني أعرف إمكاناتها جيداً.
هل ستقدم على تصوير فيلم جديد راهناً؟
كنت أتمنى ذلك لكني لم أزل عالقاً في مسألة التعويضات بسبب الاحتلال الصدامي الغاشم على دولة الكويت، ولم أصل الى مرحلة اليأس، وأتمنى أن يُحلّ الموضوع بطريقة ما، فمن أولوياتي استكمال فيلم {شاهين} ولحسن حظي أنه موضوع تاريخي وليس حديثاً، يحمل قصة واقعية تاريخية جميلة.
ماذا عن تلوين {بس يا بحر}؟
ثمة طلب كثير عليه، ومحطات عالمية كثيرة تريد استقطابه للعرض على شاشاتها، لكنها تفضّل أن يكون ملوناً. من جهة أخرى ثمة محطات تريده بالأبيض والأسود، ولو أردته ملوناً كان بإمكاني تصويره بالألوان منذ البداية، لكني فضلت أن يكون باللونين الأبيض والأسود لأن موضوعه ميلودرامي وتراجيديا عنيفة وأحداثه تدور في مرحلة قبل النفط، آنذاك كان المجتمع في الخليج يعيش حالة من الفقر، كذلك فإن الألوان الزاهية هي للأفراح والمناسبات السعيدة، ومن هذا المنطلق لم أصوّره بالألوان وهذا ما ساعد على إنجاح الفيلم.
أما فيلم {عرس الزين} فكان بالألوان لأنه كوميدي ويحمل مناسبة أفراح متنوّعة للمجتمع السوداني.
ما تكلفة التلوين؟ وهل الأجدى إعادة تصوير الفيلم؟
التكلفة عالية، فلو أردت تصوير فيلم {بس يا بحر} في أيامنا الراهنة سيكلفني مليوني دينار، وتلوينه 500 ألف دينار والعملية دقيقة جداً، لأن كل كادر سيلوّن على الكمبيوتر ويستغرق تلوين فيلم مدته ساعتان حوالي تسعة أشهر.
لماذا نرى بعض الأفلام مشوهاًَ بعد تعرّضه لمقص الرقابة في الكويت؟
السبب أن صاحب الفيلم لا يكون موجوداً أثناء حذف المشاهد من الفيلم، فيُعتمد على أراء أعضاء لجنة الرقابة، فيُقطع المكان المراد حذفه من دون معرفة بكيفية التقطيع في الوضع المناسب. أما بالنسبة إلي فعند اعتراض الرقابة على مشهدين من فيلم {بس يا بحر} تفهمت الموضوع وحذفتهما بنفسي وقطعت اللقطات بطريقة فنية بحتة لم يلحظها المتفرج، فقد حافظت على الصوت لأنه أبعد من الصورة بتسعة عشر كادراً، إذ العملية تحتاج إلى الدقة.
ماذا يعني لك تكريمك في مهرجان الخليج السينمائي في دبي؟
هذا النوع من التكريم يتمنّاه كل فنان، كذلك يُعد المهرجان مفخرة للخليجيين في مستواه الراقي، والقائمون عليه متابعون جيدون لمشواري والنشاط السينمائي في المنطقة. في المقابل وللأسف الشديد عليّ في الكويت تقديم طلب لتكريمي، بينما في دبي لم يحدث ذلك ولم أدوِّن لهم ما أنجزته في مسيرتي السينمائية.

http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=129007