المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف الجاسم: لا أبحث في برامجي عن الإثارة المجانية


الفنون
21-10-2009, 09:08 PM
http://dc05.arabsh.com/i/00645/ze3w9g6sx0k1.jpg


أمي هي دانتي الشخصية.. كانت حافظة للقرآن.. وصدى صوتها ما زال يصدح
في آذاننا

الوقت الذي أقضيه مع عائلتي
وأحفادي أهم الأوقات في حياتي

لا أعرف لماذا يبحث البعض عن قبح الحياة والجوانب المظلمة فيها؟!

خسرت استقراري في قناة العربية
من منطلق موقف وطني
أولى خطوات مشوارك الإعلامي بين التعثر والنجاح كيف تقيمها الآن؟
- التعثّر الذي تعرضت له برامجي كان بسبب عوامل مفروضة لابسبب فشلها، ولن يثنيني هذا عن مواصلة أعمالي التلفزيونية طالما ألمس التأييد والتشجيع والمتابعة من قبل جمهور برامجي الذين أعتز بشهاداتهم، وفي ظني أن التعثّر نابع من طبيعة نظرة الأجهزة الحكومية لمنابر الرأي والحوار التي لاتستطيع تحملّها إلى آخر مدى.

«بدون رقيب» الكل يطالب لبرامجه برقابة ذاتية
ما حصة برامجك من الرقابة والحرية؟
- الرقابة الذاتية تأتي من الواقع العملي، لذلك أصبحت أنا وغيري ممن لديهم خبرة وممارسة عملية في إدارة الحوارات، نتحسس المحظورات الإعلامية والسياسية والاجتماعية، وندرك أين الخطوط التي يمكن أن تؤدي إلى التعثر أو التدخل الرقابي أو السخط الشعبي، وأنا بطبيعتي لا أبحث في برامجي عن الإثارة المجانية.

تاريخ لن تنساه ما حييت؟
- التاريخ الأول هو 2/8/1990 يوم الغزو العراقي، وهو تاريخ لن يمحى من ذاكرة كل كويتي، وعلى المستوى الخاص يوم 8/4 /1993 يوم تلقيت خبر حادث ابنتي الكبرى كندة، وأضيف لهذين التاريخين وفاة والدتي 1/7/2008.

ثوب العافية تتمنى أن تهديه لمن؟
- لابنتي كندة التي أتمنى ان تعود كما كانت، كما أنني أهديه لكل مريض، وأسأل الله أن يمن عليه بالشفاء.

جمعية الخريجين محطة يقف قطارك طويلا عندها، لماذا يا ترى؟
- تعتبر جمعية الخريجين مدرسة السياسة والإعلام الأولى، فهي من الجمعيات التي كانت ولا تزال تهتم بالشأن العام، وانتسبت إليها بعد تخرجي من الجامعة سنة 1971، وأكملت فيها مسيرة اهتماماتي النقابية لأنني كنت نائب رئيس أول هيئة إدارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، ووجدت فيها امتداداً لهذا النشاط، وهناك من يلومني الآن لأنني لو كنت ركزت جهدي في الأعمال التجارية لكان أجدى لي، ولكني لا آسف على ما قمت به، حيث إنني مارست اهتماماتي الحقيقية، وعاصرت فيها الكثير من الأحداث السياسية، وكان لرؤساء الجمعية دور في صقل تجربتي السياسية، وخاصة مثلي الأعلى في المجال الإعلامي الأسير الشهيد ناصر عبدالمجيد الصانع رحمه الله الذي أدخلني مجال الحوار التلفزيوني عبر برنامجه «قضايا وردود»، وبعد ستة أشهر من التحاقي بالجمعية وفي لجنة برنامج (قضايا وردود) اقترح الأخ ناصر عليّ أن أقدم البرنامج معه، ومنذ العام 1973 إلى ما بعد التحرير كان البرنامج بين شد وجذب ومد وجزر مع وزارة الإعلام، بسبب التعامل مع جهاز حكومي له محاذيره، وفي العام 1995 قررت الجمعية التوقف عن تقديم البرنامج نهائياً، ثم بدأت بناء على دعوة من وزير الإعلام الأسبق الشيخ ناصر السعود الصباح إعداد وتقديم برنامج«6/6» في العام 1995، وأعتبره امتدادا لقضايا وردود.

حكايتك مع د.أحمد الربعي؟
- تربطني مع المرحوم د.أحمد الربعي علاقة صداقة وعمل سياسي استمر إلى وفاته، وكل من أتيحت لهم فرصة التعرف عن قرب على احمد الربعي، يظن انه صديقه الوحيد، وذلك لحميميته مع أصدقائه، وبغيابه فقدت جزءاً كبيراً من معنى الحياة، فقد كنا على صلة وثيقة فكريا ومعنويا رغم أنني لم أكن أراه يوميا، لكن أتحدث إليه ويتحدث إلي يوميا، يتشاور معي في معظم قراراته العامة وآرائه وما يكتبه بالصحف، ووجدت بعد رحيله أن من واجبي ومن حقه علي كصديق أن أصدر كتاب «وداعا يا احمد»، حيث بدأت الفكرة بمقالة تروي كل فقرة بها فصلا من فصول حياة د.أحمد الربعي، وقد قدمته في كتابي، فقلت عنه «الرجال النماذج يموتون ولا يغيبون»، ثم كان الفيلم الوثائقي «وداعا يا احمد»، الذي ارتكزت فيه على حوار أجريته معه في محطة أوربت في العام 1997، وهذا الفيلم ساعدتني في إنتاجه وبثّه مشكورة قناة العربية، ووفاء له خصصت ريع بيع الكتاب والفيلم لمرضى السرطان من خلال مبرة رقية القطامي، كان الحاضر المؤثر وبات الغائب الحاضر، وذلك بشهادة خصومه قبل أنصاره.

خبرات اكتسبتها من خلال عملك في الخطوط الجوية الكويتية؟
- انضممت الى الخطوط الجوية الكويتية في العام 1968 عندما كنت طالباً بالجامعة وعمري 19 عاما، وبقيت فيها بعد التخرج حتى تقاعدت في العام 1998، فهي مدرستي الوظيفية التي ترعرعت فيها، وتقلدت فيها العديد من المواقع الإدارية المختلفة حتى وصلت لمنصب نائب المدير العام وعضو مجلس إدارة، وتعلمت فيها أصول الإدارة والعلاقات العامة والمهنية، ومارست فيها دراستي في الاقتصاد، وقد ساعدني في ذلك مرافقتي لمجموعة من الزملاء الأفاضل ممن أضافوا إلي علماً وخبرة سواء من كانوا رؤسائي أو من رأستهم وزاملتهم في مجالس الإدارة.

«دانة» يوسف الجاسم من هي؟
- أمي هي دانتي الشخصية، كانت مصدر الهام لي ولإخوتي إلى أن توفاها الله العام الماضي، وكانت حياتها من اجلنا جميعا، ولم تقصر في رعايتنا واحتضاننا، حيث إننا نشأنا في حياة بسيطة، وكانت حافظة للقرآن، صدى صوتها ما زال يصدح في آذاننا، وروت لنا الكثير من الحكايات الشعبية التي لا ننساها، إننا نعيش اليوم على بركات دعواتها الصالحة لنا في حياتها.

ذكريات لا تنساها؟
- ولادة ابني الأول 28/6/1973 وولادة أول حفيدة لنا يوم 10/2/2002، وقد أحدثت فارقا في حياتي لأن اسمها كندة على اسم ابنتي الكبرى وتشبهها بالفعل، وكذلك ذكريات قدوم بقية أحفادي برئاسة حفيدي (يوسف)، كما انني اتذكر اليوم الأول لدخولي جامعة الكويت بتفاصيله وأحداثه، كما انني لا انسى أساتذتي الذين تعلمت على أيديهم في مختلف المراحل ولا أنسى تجربتي مع قناة أوربت ولا مع قناة العربية، ويوم الغزو على بلدي الكويت، حيث كنت خارجها في فرنسا مع أهلي ما عدا ابني، كان داخل الكويت لمدة ثمانية شهور، ولا اعلم هل هو حي أم ميت وكان عمره آنذاك 17 عاما، وللمصادفة كنا سنعود يوم 27/ 7 ثم تأجلت العودة إلى 30/7 ثم تأجلت إلى 3/8 وحدث الغزو، وكنا منفطري القلب على ديرتنا وعلى ولدنا، نبدأ يومنا بدمعة وينتهي بدمعة وتأتيني منه رسائل كل شهرين أو ثلاثة شهور ليزداد قلقنا عليه، حيث رفض مغادرة الكويت ليشارك بأعمال المقاومة والعصيان المدني والحفاظ على تراب الوطن.

رفيقة الدرب أين تقف منك؟
- رفيقة دربي أم خالد، تزوجنا في 28 أكتوبر 1971 أي بعد التخرج وعاشت معي على الحلوة والمرة، وتحملت حياتي المليئة بالأنشطة والاهتمامات والغياب، أم خالد كانت تعمل مدرسة في وزارة التربية وتساعدني في نفقات المعيشة، وصبرت على ما أصابنا في ابنتنا «كندة»، وهي في العناية المركزة لمدة خمس سنوات وتهتم بكل تفاصيل يومها، وتعاني يوميا آلام صمت ابنتها التي أصيبت وهي ابنة 17 وطرحتها الإصابة في المستشفيات لنفس العمر تقريباً أي منذ إبريل 1993 والحمد لله على كل حال، وهذا أمر الله وقضاؤه، وقد شد هذا الأمر من أزرنا كأسرة واحدة.

زيارة ديوانية لا تقاوم الذهاب إليها أسبوعياً؟
- ديوانية خالد المشاري في الشويخ، وديوانية يعقوب الصقر في النزهة، وديوانية الدخيل في بيان وديوانية نجيب مساعد الصالح الشهرية، والعديد من الديوانيات الأخرى التي نتبادل معها الزيارات، ويزورني الأهل والأصدقاء في ديوانيتي وديوانية إخواني أيام الأحد في كيفان.

سر تسمية البرنامج «6/6»؟
- جاءت التسمية مستمدة من برنامج «20/20» الذي تقدمه الإعلامية الأشهر عالمياً «باربرا والترز»، وهو يعني قياس دقّة البصر بالنظام الأميركي «20 قدما»، أما لدينا في المنطقة فإننا نعتمد قياس البصر الفرنسي «6 أمتار»، فيقصد بالتسمية أن المشاهد يخرج من اللقاء برؤية دقيقة للموضوع المطروح.

شخصيات تعتز بها كثيرا؟
- والدي ووالدتي، وقد كان لهما تأثير كبير عليّ،
ولا أنسى الأسير الشهيد ناصر عبدالمجيد الصانع والمرحوم د.أحمد الربعي وشخصيات أخرى كثيرة.

صداقة العمر كله في أي سلة وضعتها؟
- في سلّة أربعة أصدقاء مقربين، وبعد رحيل احمد الربعي بقي ثلاثة منهم أطال الله أعمارهم، لا أستغني عن مشورتهم، أحتفظ بأسمائهم لنفسي، وبالمناسبة، هم
لا يعرفون ذلك منّي.

ضوء تلألأ بوجهك وسط عتمة حالكة؟
- في بداية حياتي عايشت ظروفا صعبة، وسدت في وجهي عدة طرق، وتجاوزت ظلماتها بالأمل والتفاؤل، ولكن كان هناك ضوء دائما يسطع وسط العتمة، ولن ينساه كويتي واحد، وهو الضوء الذي لمع لنا في فجر 16/ يناير/ 1991 مع بداية حرب تحرير الكويت، فليس هناك اغلى من أن تلوح للمرء بارقة العودة إلى وطنه بعد محنة الاحتلال.

طقوس أساسية تحافظ عليها قبل تقديم أي برنامج؟
- كل حلقة من حلقات برنامجي تعتبر عندي رقم واحد، وتترافق مع القلق، وأتابع التحضير العام للحلقات، مع الحرص على التفرغ التام لقراءة المواد المتعلقة بالموضوع في اليوم الذي يسبق التسجيل، كما أنني احرص في يوم تسجيل الحلقة على عدم الارتباط بأي موعد وكأنني ذاهب للامتحان، استيقظ لصلاة الفجر وينطلق لدي القلق، وعندما تبدأ الكاميرا في الدوران أجد نفسي أسبح في نهر الموضوع.

ظاهرة تزعجك كمواطن وإعلامي؟
- تسابق السيارات في الشوارع بسرعة فائقة دون الاكتراث بحياة الآخرين، وابنتي واحدة من ضحايا حوادث الطرق، وتزعجني ظاهرة عدم احترام القانون وظاهرة الحسد والتباغض الذي أخذ في التصاعد مع الأسف أخيراً بين أطراف في المجتمع، لدرجة قد تؤدي إلى فقداننا سمة وميزة التراحم الاجتماعي.

عاشق وولهان.. هل مازال في وقتك وحياتك متسع لهذا الدور؟
- أعشق كل ما هو جميل في هذه الحياة لان حالة الحب والعشق لا تقتصر على مفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة، فأنا اعشق الجوانب المشرقة في هذه الحياة، سواء كانت كلمة أو بيت شعر أو نغما، ولا اعرف لماذا يبحث البعض عن قبح الحياة والجوانب المظلمة فيها، وارى أن حالة العشق حالة إنسانية لا يستغني عنها أحد.

غنوة من الزمن الجميل تحبها؟

- أنا من جيل الخمسينيات والستينيات، وهما حقبتا الزمن العربي الجميل، وأطرب لسماع عمالقة الفن مثل محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وام كلثوم وعوض دوخي والأستاذ عبدالله الفضالة وحسين جاسم وفنون التراث البحري الذي اعشقه بشدة، كما انني من مستمعي عبدالله الرويشد ونبيل شعيل وعبدالكريم عبدالقادر.

فرصة لم تنتهزها؟
- هناك الكثير من الفرص لم انتهزها، وخاصة التجارية، وهناك فرصة إعلامية خسرتها من منطلق موقف وطني من جانبي، لم أندم عليه، وإنما أسفت لأنه كان السبب في عدم استمراري في قناة العربية باعتبارها صرحاً إعلامياً رائداً.

قناة البوادي الشعرية هل صارت الآن هي الحضن الدافئ لك؟
- البوادي كانت محطة مؤقتة لمدّة 3 شهور، وأشكر القائمين عليها لاستضافتي فيها خلال تلك الفترة.

«كندة» اسم له مكانة في قلبك، لماذا اخترته تحديدا؟
- كندة اسم هام في حياتي وهويتي، فهو اسم ابنتي الكبرى المصابة بحادث سير، وقد عاشت معنا في الحياة 17 سنة و15 سنة في المستشفى، وهذا الاسم له قصة، فقد كنت ادرس مع احد الأصدقاء في سنة 1967 ومررنا على صديق لنا لنستعير منه كتاباً، وجاء يحمل طفلة جميلة اسمها كندة، ورسخ هذا الاسم في ذهني، وفيما بعد وعندما كنت اعمل في الخطوط الجوية الكويتية جاءتني فتاة لتقدم طلب توظيف لأكتشف أنها كندة، الطفلة التي سميت ابنتي على اسمها، وقد أسمت ابنتي لولوة ابنتها كندة، وكذلك أسمى ابني خالد ابنته كندة، والكندتان تشبهان كندة الكبرى لدرجة تثير الدهشة، إنهما بمثابة تعويض إلهي لمصيبتنا بكندة الكبيرة والحمد لله أولاً وأخيراً.

لقب «موجود حتى النهاية» تلخص معاناتك في خوض معارك إعلامية كثيرة؟
- الألقاب ليست هي ما أبحث عنه.

موقف طارئ حدث لك في إحدى حلقاتك؟
- في أولى حلقات برنامجي «بدون رقيب»، وبعد تأجيل التسجيل لمدة أسبوع، حضر جمهور من الكتاب والإعلاميين والمثقفين ومنهم د.عبدالله النفيسي الذي جاء على عكازه بسبب قدمه المكسورة، ولكنني فوجئت أن الكاميرات لا تعمل، فتأجّل التسجيل مرة أخرى ولم يخذلني الضيوف الذين أتوا مجدداً.

ندم أصابك على حلقات؟
- قليلة هي الحلقات التي شعرت بالندم لأنني قدمتها.


هواية لا تفارقها؟
- القراءة والبحث والاطلاع.


وقت من أوقاتك الأقرب والأحب إليك؟
- الوقت الذي اقضيه مع عائلتي وأحفادي أهم الأوقات في حياتي وخاصة وقت الغداء، وكذلك الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، حيث في ذلك الوقت يولد اليوم الجديد عندي.


يندر وجود مثله؟
- الصديق الوفي.



[[ المصدر ]]

http://www.awan.com/pages/life/228757

الأنين
22-10-2009, 02:40 PM
شكرا الفنون على اللقاء