المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبراهيم الحربي: حياة الإنسان مثل «سجل» ما يدون فيها لا يمكن أن نمسحه


محمد العيدان
18-11-2009, 11:02 AM
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/11/18/5c568ce5-87b6-4cd1-94eb-8f682ada4b3e_main.jpg



الدرب الأصعب، وفضل احترام ذاته واحترام جمهوره على أي شهرة سهلة وزائفة. ولا نبالغ إذا قلنا إنه من فناني الخليج القلائل الذين بدأوا مشوارهم الفني من القمة منذ أن كان طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية. وعبر مسيرة تتجاوز الثلاثين عاماً قدم الحربي عشرات الأدوار المميزة ما بين المسرح والتلفزيون، إضافة إلى تجارب سينمائية قليلة رغم أن السينما على حد قوله كانت عشقه الأول. تعاون مع فنانين كبار يشار لهم بالبنان مثل النجم المصري الراحل عبدالله غيث والقدير عبدالحسين عبدالرضا في أكثر من عمل، كما شكل ثنائيا ناجحاً مع الكاتبة والمنتجة فجر السعيد التي وصفها بأنها «هرم» فني، فهي تعرف كيف تفصل الدور المناسب للممثل المناسب. جرب الحربي الإنتاج لكنه لم يكن محظوظاً كثيراً في هذا المجال، كما كانت له أكثر من تجربة في التأليف لكنه لم يكن متحمسا للإعلان عنها بل لجأ أحياناً إلى أسماء مستعارة كمؤلف. ورغم أن إطلالة الفنان القدير قليلة، ومحسوبة بدقة، مع وسائل الإعلام كافة.. لكنه آثر أن يلتقي بجمهوره من خلال ديوانية «النهار» واستمع إليهم بصدر رحب مجيباً عن كافة التساؤلات بما فيها القليل من الأسئلة الشخصية التي تتطرق إلى علاقته مع أبنائه. يفخر الحربي بالانتماء إلى فرقة المسرح الشعبي العريقة، وبرر ابتعاده عن خشبة المسرح في السنوات الأخيرة بأن ما يقدم لا يتناسب مع شخصيته. أما نظرته إلى الدراما الكويتية حالياً فلا تخلو من ملاحظات، بسبب تراجع القيمة الفكرية للأعمال وغياب الدعم من القنوات والجهات الرسمية، للفنان الخليجي بوجه عام. الكثير من القضايا والمواضيع طرحها القراء مع ضيف «النهار» وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

حمد: حدثنا عن تجربتك مع «بوعدنان» في مسلسل «الحب الكبير»؟

العمل مع الفنانين الكبار رائع، فهناك التزام وقيمة للفن وشغل صح.. على عكس العمل مع آخرين لا يملكون نفس الفكر والرؤية ويهتمون فقط باكسسواراتهم وملابسهم. والعمل جديد على الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا حيث نرى لديه أسرة لها مشاكل مختلفة.

فشل

ليش ما نشوفك كمنتج؟

سالفة الإنتاج، كان لي معها تجربة قديمة جداً مع الفنانين أحمد الصالح وأحمد جوهر في مسرحية «عنترة بن شداد» قبل عشرين عاما تقريبا وكانت من إخراج أحمد عبدالحليم لكننا لم نوفق ولم تنجح التجربة.. ومن يومها ابتعدت عن الإنتاج لكن أحمد جوهر استمر بعدها وقدم «لولو الصغيرة» وحقق نجاحا باهراً فاستمر كمنتج. وبعد التحرير عدت كمنتج من خلال مسرحية «بيت العزوبية» بطولة خليل إسماعيل، حياة الفهد، غانم الصالح وعبدالناصر درويش.. ورغم قوة فريق العمل لم تحقق النجاح المتوقع.. ومسلسل الأطفال «عودة السندباد» من تأليفي وإنتاجي. وبعدها تعاونت مع الكاتبة والمنتجة فجر السعيد في «القرار الأخير» واستمر التعاون بيننا.

هلا: شلون كانت بدايتك في معهد الفنون المسرحية؟

المعهد محطة مهمة في حياتي وبدأت من خلاله مشوار الاحتراف.. وأذكر أنني قدمت عرضا لفت الأنظار بحضور عدد كبير من المسؤولين بعنوان «رجل المقادير» مع الراحل طارق عبداللطيف ولعبت دور ملازم في جو كوميدي ونجح بشكل مو طبيعي. وجاءتني بعد هذا العرض فرص كبيرة منها عرض من تلفزيون أبو ظبي حيث رشحني المسؤولون لبطولة مسلسل «امرؤ القيس» لكن توزع التصوير ما بين الكويت وأبو ظبي فتعطل المشروع.




http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/11/18/7f918563-5d7e-440e-b4fe-32b83ccb88aa_main.jpg



مَنْ مِن المخرجين كان له فضل عليك؟

هناك مخرجون كبار كان لهم الفضل علي في بدايتي منهم المخرج المصري الراحل يوسف مرزوق، اشتغلت معه في دور بسيط مع جعفر المؤمن وسعاد عبدالله. واختاروني كشاب أجنبي في ملابس عصرية ويتباهى بشعره، وبعد إعجابه بدوري ضاعف عدد مشاهدي.

عبدالوهاب: ليش أعمالك قليلة في المسرح؟

المسرح بالنسبة للوقت الحالي لا يناسبني.. وطغى عليه الشكل المادي ومسرح المناسبات في العيد.

وليش ما نشوفك مع طارق العلي؟

طارق أخ وصديق ويسعدني التواجد معه، لكن عمله كوميدي بحت و«ستايله» مختلف.. وأنا يناسبني أكثر «ستايل» الكوميديا الذي يقدمه عبدالحسين.

وشنو سبب انقطاعك عن الانتاج؟

انقطعت عن الانتاج بعد التزامي مع الكاتبة والمنتجة فجر السعيد لمدة خمس سنوات.

شنو يهمك أكثر النص أم اسم الكاتب؟

يهمني النص، وعرضت عليّ نصوص لأسماء كبيرة جداً ومشهورة واعتذرت عنها.

كاتبة كبيرة

ما تشوف إن فجر السعيد تطرح أفكاراً شاذة وغريبة على المجتمع؟

لا.. مو صحيح.. وفجر السعيد كاتبة كبيرة وإنسانة خلوقة وطيبة جدا وتعرف كيف تنتقي الدور وتفصله على كل ممثل. وهي في رأيي من أهم الكتاب المتميزين في العالم العربي كله ولديها حس رائع بالممثل والأداء ورؤية إخراجية وليست في الكتابة فقط. وأذكر أنها في «اللوكيشن» كانت تلتقط ثغرات في أداء الممثلين وتلفت نظرهم إليها. وإذا كان هناك هرم كبير يذكر في مصر فهناك هرم في الخليج يسمى «فجر السعيد» وتركت بصمة مهمة في أعمال مثل «القرار الأخير»، «ثمن عمري»، «دنيا القوي» وغيرها.

شنو سبب عدم عرض مسلسل «الرهينة»؟

أنا نفذته كمنتج لصالح قناة «فنون» والمسؤولون رأوا أن العمل تراجيدي ولا يناسب الأجواء الكوميدية للمحطة، وبرمجوه لعرضه في قناة جديدة لهم لكن مشروع القناة توقف فلم يعرض العمل.

هل هذا أول عمل من تأليفك؟

لا، هذا رابع أو خامس عمل أكتبه.. لكنني لم أكن أهتم بوضع اسمي على الأعمال.. وحتى هذا العمل لم أرغب في وضع اسمي لكن بعض الأخوة عرفوا أنني المؤلف فنشروا اسمي.

حمد: هل تتدخل في النصوص التي تمثلها؟

أحياناً أعطي ملاحظات للمؤلف والمخرج والحمد لله تجد منهما الرضا والاستحسان.

تجربة لا تنسى

شنو تتذكر من تجربتك في مسلسل «السندباد»؟

هذا العمل كان بترشيح المسؤولين في سلطنة عمان لي وشارك فيه عدد كبير من النجوم العرب آنذاك منهم أمينة رزق، توفيق الدقن، حمدي غيث، عبدالله غيث، شيرين، ليلى طاهر، محمود مسعود، محمد أبو العينين، وحسن حسني، وكان من تأليف محفوظ عبدالرحمن. وكانت تجربة مميزة جداً أن ألعب بطولة عمل أمام هذه الكوكبة من النجوم الكبار، الذين لم أكن أحلم بالوقوف أمامهم في يوم من الأيام. وعشنا أجواء جميلة جداً وحدثت بيننا مواقف طريفة لا أنساها.

طلال: صحيح انك شاركت في السينما مع المخرج خالد الصديق؟

بالفعل صورنا فيلماً بعنوان «شاهين» عن التجارة العربية في السابق من خلال طريق الحرير وكان الفيلم على مستوى عالمي وبدعم إيطالي، وللأسف بسبب ظروف الغزو ضاعت النسخة العربية منه. والفيلم تجربة مهمة لي أعتز بها وبسببه اعتذرت عن المشاركة مع عبدالحسين عبدالرضا في «باي باي لندن» وكنت مرشحاً لدور «المغربي» وشاركت في العديد من البروفات، ولما طلبني خالد الصديق للفيلم ترددت وشعرت بالإحباط خصوصا أن السينما كانت عشقي الأول، ولما أحس عبدالحسين بحالتي وارتباكي شجعني على المشاركة في الفيلم ولا أنسى له هذا الموقف.

الشعبي

شلون علاقتك بفرقة المسرح الشعبي؟

المسرح الشعبي بيتي الثاني وله فضل كبير علي، وأدين بالفضل لرواد الفرقة من الضويحي إلى إبراهيم الصلال وأحمد الصالح ولا أنسى مواقفهم الجميلة معي. وبدايتي مع الفرقة كانت من خلال مسرحية «رأس المملوك» للمخرج أحمد عبدالحليم. لكن نجاحي في التلفزيون أبعدني شيئا فشيئاً عن الفرقة خصوصا أن الطابع الغالب على العروض في تلك الفترة كان باللغة العربية. والغريب مثلاً أن «رأس المملوك» لم تحقق نجاحا في الكويت لكنها نجحت بصورة غير طبيعية في تونس. كما تعاونت مع الفنان القدير جاسم النبهان في أكثر من عمل. وللأسف معظم هذه العروض لم توثق. ومازلت أتردد على المسرح الشعبي وأجلس معهم في أجواء أسرية جميلة وأمارس أحيانا لعبة الشطرنج مع أعضاء الفرقة. ويستحق أحمد العدساني الإشادة على حبه للمسرح وحرصه على تجميع أعضائه خصوصا يوم الجمعة من كل أسبوع.

هند: شلون تشوف الدراما الكويتية حالياً؟

الدراما الكويتية حالياً تعاني من القصور وتفتقد لخط يميزها باستثناء تميز نجومها الكبار المعروفين عربياً وخليجياً. لكن معظم الأعمال تخلو من قضايا جادة، وأرى أعمالاً خليجية أكثر تميزاً في الفترة الأخيرة. وللأسف ما في اهتمام لدينا بالكتاب خصوصا الشباب إلى جانب غياب الدعم من مؤسسات الدولة. ولدينا في الخليج قصص وحكايات جديرة بتسليط الضوء عليها، بدلاً من إنفاق ميزانيات ضخمة على أعمال لا تحقق أي مردود، بل إن بعض تلك الأعمال غاية في الاستخفاف بالعقول وتسيء إلينا كمجتمع خليجي.

شنو مواصفاتك في قبول أي دور؟

أهم شيء يكون الدور يمثل إضافة لي وبعيداً عن الإسفاف والابتذال، فهناك مقولة أنا مقتنع بها منذ بداياتي وهي أن حياة الإنسان مثل «سجل» ما يدون فيها لا يمكن أن نمسحه بعد ذلك. والحمد لله رسمت لنفسي صورة محترمة في عيون جمهوري، وأذكر في إحدى المسرحيات طلب مني الفنان عبدالله الحبيل أن أقول جملة معينة بها كلمة ملتبسة وتحتمل معنيين، فرفضت. وهناك «أفيهات» قد يقبلها الجمهور من فنان مثل الضويحي أو طارق العلي أو عبدالحسين عبدالرضا لكنه لن يغفرها لإبراهيم الحربي.

الغترة والعقال

عنود: ليش دايماً نشوفك في «البدلة مو بالغترة والعقال»؟

(يضحك) في أيام المعهد تعودت على القميص والبنطلون ولما رشحني المخرج يوسف المرزوق لدور بسيط كان لشاب لبناني «ستايل» فارتديت القميص والبنطلون، ثم في مسلسل «طيور على الماء» مع سعاد عبدالله، فبعد اعتذار الفنان محمد المنصور عنه لعبت الدور وكان لشاب بملابس عصرية ومن يومها ارتبطت مع هذه الملابس رغم أنها مكلفة وتحتاج إلى انتباه أثناء التمثيل حتى لا تخرب «الراكورات» على عكس الغترة والعقال والدشداشة، فهي سهلة ولا يلحظ فيها المشاهد أي فروق.

شلون تشوف المسرح الآن؟

أعتقد أن المسرحية التي لا تستمر إلى بعد العيد لا وزن لها، فأنا لا أفهم كيف يكون عمر المسرحية أربعة أيام أو أسبوعا فقط. وللأسف نحن عودنا الجمهور على هذا الأسلوب، وليس كل ممثل قادرا على الوقوف على المسرح وجذب الجمهور خصوصا أن جمهورنا يفضل الأعمال الكوميدية ونجومها أكثر من الأعمال الجادة التي كانت تفشل في الكويت وتنجح في تونس وبغداد ودمشق.

تشوف الصحافة الحين تنقد الفنان أم تجامله؟

للأسف الصحافة تغيرت وأصبحنا نجد فيها الكثير من المجاملة والمحاباة ورفع قيمة فلان على حساب فلان، وغاب النقد الذي يفيد الفنان ويوجهه إلى أخطائه.

شنو جديدك؟

أستعد لمسلسل تاريخي جديد مع شركة «كنوز» لكن لا أعرف متى موعد عرضه.

شنو أمنيتك كفنان؟

في كل مكان أكرر نفس الرغبة وهي أن يكون هناك دعم للفنان الخليجي، فنحن نعيش حالة من التشتت باستثناء عدد محدود من الفنانين تدعمهم بعض القنوات، فأعمالنا لا تحظى بالدعم الكافي من الفضائيات. وعن نفسي لدي مشاريع ونصوص كثيرة أرغب في تنفيذها لكن لا نجد من يمد يد العون لنا. فهناك حالة من التردد والخوف والاكتفاء غالباً بأعمال خفيفة.

ريم: نبي نتعرف عن حياتك الشخصية؟

أنا متزوج ولدي أربعة أبناء وثلاث بنات وأحب أولادي جداً وأقضي معهم معظم الوقت، وأشعر بالشفقة والخوف عليهم من المستقبل لذلك أحرص على إسعادهم وتوفير سبل الراحة لهم ومساعدتهم في دراستهم، والحمد لله هم ملتزمون في الحياة ومهتمون بدراستهم. وأنا بطبعي إنسان «بيتوتي».




http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=179215

الأنين
18-11-2009, 02:23 PM
فنان مبدع بمعنى الكلمه

اشكرك ابو احمد عالطرح

مجنونة الامبراطور
19-11-2009, 01:57 AM
كلامه جدا جميل .. ولقاء غايه في الروعه
وتعجبني صراحته دائما..
واعجبني اكثر مقولته ان حياه الانسان مثل السجل مايدون لايمكن ان نمسحه ..

والكل يشتكي من حال المسرح .. وغياب الدعم للفنان الخليجي..
اشكرك اخي بو احمد على نقل اللقاء ..

ملك النجوم
19-11-2009, 02:28 AM
مشكور ابو احمد عالطرح