المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانضباط الذاتي طريق للنجاح


نوره عبدالرحمن "سما"
13-01-2010, 04:39 PM
الانضباط الذاتي طريق للنجاح

الانضباط الذاتي هو : السمة الأولى التي تقوم عليها حياة الانسان العملية, فبدون هذا الانضباط لا يمكن للمرء ان يحقق أي نجاح يذكر في حياته.
والانضباط نعرفه كثيرا في المفهوم الشعبي :
وهو ضبط النفس أو السيطرة كما جاء في الأثر الجهاد الأكبر هو جهاد النفس , وقمع الذات يمثل الخطوة الأولى والاخيرة لتحقيق النجاح في الحياة, لأن التراجع والتهاون والتسويف من سمات الانسان الاساسية, فترك النفس على هواها عمل مريح ومربح على المدى القصير، فاذا كنت في سهرة ممتعة ولكن عليك أن تستيقظ غدا لأمر هام فأنت أمام خيار ترك النفس على هواها والاستمتاع بالمكاسب الفورية التي تحققها من هذه السهرة, أو أن تقتحم نفسك وتفرض عليها الالتزام بالواجب وترك المتعة المؤقتة إلى ما هو أهم منها, وإلى جانب هذه الخاصية االإنسانية هنا خاصية أخرى لا تقل عنها أهمية وهي الهروب من المواجهة, فإذا كان المرء لا يستطيع أن يلقي كلمة أمام الناس يستطيع -إذا لم يمنعه دينه- أن يشرب كأسا من الخمر أو أن يأخذ جرعة من مخدر ليحصل على الاحساس المزيف بالثقة, فالهروب من مواجهة المواقف الصعبة يعطينا راحة فورية, ولكننا سندفع الثمن باهظا على المدى المتوسط والبعيد, لأن المشكلة لم تحل.
ويتبع هذا رفض قبول الواقع كما هو والتذمر منه ،إذا كان عليك اتباع حمية معينة لأي سبب صحي أو أن عليك أن تستيقظ في الصباح الباكر أو أن تلقي خطابا في جمع من الناس فلن يجدي الاصرار على رفض هذا الامر فليس أمامنا إلا قبول الواقع كما هو, فلن يتغير الكون لأنه لا يعجبنا,وفي هذا السياق لا يمكن أن يغفل دور الضجر والملل الذي يصيب الناس من أداء الأعمال, حيث ينسى بعض الناس أن الملل هو جزء أساسي من أي عمل نقوم به. فكثير من الفاشلين في حياتهم يعود فشلهم إلى عدم القدرة على تحمل الملل, فهذا النوع من الناس تراه يبدأ فكرة أو مشروعا، ولكن بعد فترة قصيرة يدب الضجر في روحه فيترك المشروع وينتقل إلى مشروع آخر، أو كما يقول المؤلف يترك ما بدأه ويستدير باحثا عن طريق آخر يوصله إلى القمة لأنه لا يريد من أي مشروع إلا الجانب الممتع فيه.

بينما لا يوجد عمل في الدنيا لا ينطوي على جانب ممل فيه,ولكن من أهم ما أعرفه في كثير منا هناك حالة وتستحق التأمل وهي عملية التبرير وهذه توجد بوضوح عند مدمني الخمر وأنصاف المثقفين, وحياتنا مليئة بأمثلة كثيرة من هذا النوع. أعرف صديقا على سبيل المثال يحول أخطاءه وفشله إلى فلسفة وموقف ثقافي أو فكري، فإذا نال إنذارا من مديره على كثرة تأخره في العمل يقول لكل من يريد أن يسمع:
إن العمل بالانتاج لا بالحضور, من المفروض أن يقيم الانسان بإنتاجه لا بحضوره, وهو في واقع الأمر لا يريد أن يحضر ولا يريد أن ينتج, وإذا عجز عن ضبط إبنه ومنعه من التأخر والسهر خارج المنزل قال: أن التربية الحديثة تفرض ألا نكبت أطفالنا بل علينا أن نزرع فيهم الثقة ونمنحهم حريتهم، وهكذا فبدلا من مواجهة الفشل والتصدي له يتحول هذا الفشل إلى فلسفة تستحق الدفاع عنها.

ولكن ما الذي يجعل الناس غير قادرين على اكتساب الانضباط الذاتي ومواجهة دواعي تدمير الانضباط الذاتي؟

هنالك ثلاث عقبات أساسية لهذا, وهي :

1- تدليل الوالدين :وهو الدلع غير المبرر, فالمدللون في حياتهم لا يعرفون كيف يحرزون النجاح عبر العمل الجاد, فقد كان آباؤهم يقومون بكل شيء نيابة عنهم ولكن عندما يدخلون معترك الحياة الحقيقة لا يجدون آباءهم الى جانبهم للقيام بالأعمال نيابة عنهم كما كان يحدث في الماضي.
2- والعقبة الثانية هي النزعة للكمالية: فإذا عجز المرء أن ينجز عمله بصورة مثالية فلن يعمله أبدا, فالتفوق الباهر هو كل شيء أما كل شيء أو لا شيء البته.
3- أما العقبة الثالثة فهي الشعور بالنقص :إن كثيرا من الناس لا يفرق بين الشعور بالنقص وبين كونه ناقصا, لأنه ليس هناك شخص ناقص وانما هناك فقط شخص ادنى من الآخرين في مهارة معينة, فاذا كنت لا استطيع أن أسابقك في الجري فأنا أقل منك في العدو فقط, ولكن ليس من داع أن أشعر بالنقص أو أشعر بأني إنسان ناقص, لا تنافس الآخرين فيما هم أفضل منك فيه لأنك أنت أفضل منهم في جوانب أخرى.
ولكن الحكي شيء والتخلص من هذه العقبات شيء آخر.
بعض التقنيات الأساسية الكفيلة بمساعدتنا على تجاوز ضعف الانضباط الذاتي :
1. تحديد الهدف
2. معرفة الألم والمتعة
3. التعود على مواجهة المشاكل
4. - مراجعة القيم والمبادئ .
5. التخلص من العادات
6. التعرف على نواحي القوة والضعف في الذات .
7. التعلم من الأخطاء .



المراجع :
1-بتصرف من مقالة الاستاذ عبدالله بن بخيت من كتاب لكي تنجز أهدافك
2-بتصرف من مقالة الانضباط الذاتي بقلم تيم كلمير من نشرة النخبة العدد 60