امل
16-12-2008, 11:02 AM
ساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون الموسيقية
الموسيقار أحمد باقر نجم مبدع في سماء الأغنية الكويتية «لي خليل حسين»
و«سرى الليل يا قمرنا» من أشهر أعماله .
مرت الأغنية الكويتية بمراحل عدة هي المرحلة التقليدية في الثلاثينات والأربعينات بين فنون المناسبات وأغاني العمل والمهن بالاضافة الى بعض الشيلات والأهازيج شملت أربع بيئات هي المدينة والبحر والصحراء والقرى خاصة فنون البيئة القروية المنسية والتي كادت أن تندثر.
وكان الفن الكويتي الأصيل يتناقل شفهيا ولم يكن هناك توثيق الى أن أتت الاسطوانات والبشتختة حيث قام بعض المطربين الكويتيين بتسجيل بعض الاسطوانات في بعض الدول العربية على الرغم من قلتها الا أنها كانت بداية تسجيل وتوثيق.
وتبع ذلك جيل من الفنانين الكويتيين الذين يتمتعون بمواهب واعدة في ذلك الوقت، وقد أخذوا على عاتقهم التطوير والتجديد مع المحافظ على الأصالة سواء كان ذلك على مستوى المفردة أو على مستوى الايقاعات في الألحان ناهيك عن المطربين الذين برزوا في ذلك الوقت، وبدأت الطفرة الفنية والثقافية في الكويت في الخمسينات وقتها كانت البلاد قفزات كثيرة في جميع مجالات الحياة.
ومن بين أهم الفنانين الذين عرفوا بهذا التطور الفني الفنان أحمد باقر الذي يعد أحد أهم الملحنين في تاريخ الأغنية الكويتية الحديثة والذي كانت له مساهمات كثيرة في تطوير الأغنية الكويتية بمشاركة العديد من الشعراء والمطربين وأطلقت عليه عميدة معهد الموسيقى العربية بمصر الدكتورة رتيبة الحفني «سنباطي الخليج».
وتعد أغنية «لي خليل حسين» في عام 1960م طفرة في الأغنية الكويتية وقد كتبها الشاعر أحمد العدواني ولحنها احمد باقر وغناها الفنان شادي الخليج وقد نجحت نجاحا كبيرا واعتبرت تلك الأغنية انعطافا فنيا جديدا في مسيرة الأغنية الكويتية.
ولم يكتف الملحن أحمد باقر بموهبته الموسيقية وقدرته على التلحين بل كان مصرا على تنميتها وصقلها فكان ثاني فنان كويتي حصل على مؤهل موسيقي أكاديمي من مصر بعد الفنان شادي الخليج.
أبرز ألحانه
قدم الملحن احمد باقر مجموعة من أغانيه لمجموعة من الفنانين الكويتيين والعرب مثل شادي الخليج وعبد الكريم عبد القادر و علية التونسية في «أغنية يا دمعتيش في السبعينات و أغنية «لي خليل حسين» التي ذكرناها والتي كتبها احمد العدواني وغناها الفنان شادي الخليج الذي غنى له أغنية «لا يا قلبي» التي كتبها عبدالله العتيبي وأغنية «تقول نسيت» التي كتبها الشاعر يعقوب الغنيم ولحنها احمد باقر وأغنية «يا ساهر الليل» التي كتبها الشاعر عبد الله العتيبي وغناها الفنان عوض دوخي اضافة الى ثلاث أغنيات للفنان عبد الكريم عبد القادر الأولى «سرى الليل يا قمرنا» التي كتبها الشاعر الراحل عبد الله العتيبي والثانية أغنية «سرى الليل» التي كتبها يوسف ناصر ولحنها احمد باقر والثالثة أغنية «شحدا» التي كتبها الشاعر يوسف ناصر ولحنها أيضاً احمد باقر.
باقر شاعرا
وعلى الرغم من أن احمد باقر ملحن فذ فهو أيضا شاعر غنائي من الدرجة الأولى الا انه فضل التلحين على الشعر وحقق نجومية كبيرة عبر مجموعة من الألحان الخالدة وسر خلودها هو الأصالة وليس شيئا آخرا، وربما هذا ما تفتقده الأعمال الحالية التي ما أن تبرز ولفترة قصيرة حتى تتلاشى شيئا فشيئا.
خلود
وقد اتسمت الأعمال الفنية في فترة الستينات والسبعينات بالأصالة الفنية فكان لها الخلود ومنها المونولوج والاسكتشات، ولعل ابرز الاسكتشات التي أنتجت في الكويت واشتهرت اسكتش «مداعبات قبل الزواج وبعد الزواج» اذ أنها تعد من أفضل الأعمال الفنية لما تحتويه من قصة تعكس واقع المجتمع ولكن باطار شعري تغلفه الألحان العذبة بصورة كوميدية وقد كان وراء هذا العمل الفني المبدع الذي ما زلنا نستمتع بسماعه أو بمشاهدته رغم التكرار لهذا العمل الفني الرائع كوكبة من المبدعين الذين تفخر الكويت بهم وعلى رأسهم مؤلف وملحن هذا العمل وهو المبدع أحمد باقِر الذي فاجأ الجميع بقدرته الهائلة على توظيف بعض المفردات المحلية في صور شاعرية.
ولم تقتصر موهبة باقر على كتابة الشعر فقط بل كانت لديه القدرة على الابحار بعمق في هموم الشارع الكويتي عبر الاسكتش الذي قام بتأليفه وبتلحينه وقام بالأداء والغناء الفنان عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وحقق الاسكتش نجاحا كبيرا وما زال يحظى بالمتابعة رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ، وقد بدأ الموسيقار احمد باقر الاسكتش بقصة أزلية هي العلاقة بين الرجل والمرأة فما أن تزوجا حتى بدأت المشاكل وهنا نجد أن بداية المشكلة بينهما هو السفر الذي كانت تطمح فيه الزوجة (سعاد عبدالله) والزوج (عبد الحسين عبد الرضا) الذي منحها وعدا بالسفر لكنه قرر التخلي عن تنفيذ وعده لأسباب مادية فتحول شهر العسل الى شهر بصل وهذا ما رفضته الزوجة خاصة مع دلع الفتيات اللاتي لا يعرفن الطهي.!! وتلك مثلبة ظهرت حديثا في المجتمع الكويتي حيث يعبر شاعرنا عن قضية تخص المجتمع الكويتي في فترة السبعينات أي بعد الطفرة النفطية وانعكاستها على المجتمع الكويتي.
وازداد نجاح هذا العمل الفني بعد أن تم تصويره في تلفزيون الكويت وقد برزت ابداعات المخرج فيصل الضاحي الذي كان له الدور الرئيس في رسم سيناريو الاسكتش وبرع في تقديمه للمشاهد وما زال العمل يحصد نجاحات عدة جيلا بعد جيل، وبرز تميز كل من الفنان عبد الحسين عبد الرضا «بوعدنان» والفنانة سعاد عبد الله حيث تميزا بجمال الصوت وبحسن الأداء.
في عيون الفنانين
الفنان شادي الخليج «عبد العزيز المفرج» قال ان الفنان أحمد باقر مدرسة في الفن وهو أحد أعمدة الفن في الكويت نظرا لابداعاته الكثيرة الرائعة عبر ألحان جميلة خالدة استطاع من خلالها أن يصنع لنفسه نجما لامعا في سماء الفن، مضيفا إن باقر له ميزات كثيرة منها انه أول من قام بتلحين الأغنية الكويتية الحديثة حين قدم لحن أغنية «لي خليل حسين» التي غنيتها في عام 1960م وهي من كلمات الشاعر احمد العدواني وقد نجحت تلك الأغنية بصورة كبيرة وما زالت تحظى باعجاب كبير من قبل الكثير من الناس جيلاً بعد جيل على الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود من الزمن عليها وللحن دور كبير في نجاح الأغنية وهي أحد أهم ابداعات الملحن أحمد باقر.
وأشار المفرج الى ان الفنان أحمد باقر كان يشغل منصب مراقب مركز الفنون الشعبية والمسرح التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كما كان مسؤولا عن انتاج مركز الفنون، وبعد تخرجه من دراسة الموسيقى في جمهورية مصر العربية أصبح رئيسا لقسم الموسيقى بالاذاعة ثم مراقبا وقد كان أول مونتير كويتي.
ونوه المفرج الى بعض انجازات الملحن أحمد باقر فقال: لقد ساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون الموسيقية بعد أن قام بتأسيس المعهد الثانوي كي يتيح للطلبة الدراسة العليا للموسيقى ثم أصبح عميدا للمعهد في فترة من الفترات ثم مستشارا بنفس المعهد.
تعاون
ويروي الفنان شادي الخليج قصة أول تعاون بينه وبين الملحن احمد باقر حيث كانت البداية عبارة عن ورقة في نوتة قانون الفنان حمد الرجيب مكتوب عليها المذهب التراثي
لي خليل حسين يعجب الناظرين
جيت أنا ابغي وصاله كود قلبه يلين
وقام الشاعر أحمد العدواني ببناء كلام عليه مثل
«القمر طلعته والغزال لفتته» الى آخر الأغنية.
وقام باقر بتلحينها بطريقة جميلة حيث قام بوضع لحن كل كوبليه من مقام وتم تسجيل الأغنية في فرقة كبيرة مع بداية النهضة الثقافية والفنية في الكويت في عام 1960م، وكانت عملية الانتقال باللحن من مقام الى مقام عملية تعكس مدى قدرة ابداع الملحن وهو الأسلوب الذي كان سائدا حيث يستعرض الملحن موهبته في الموسيقى عبر الانتقال من مقام الى مقام وفق تناغم موسيقي جميل ويضفي عليه صوت المطرب وأدائه بعدا جماليا يكمل جمال الكلمة واللحن والعزف.
أهم الالحان
وعدد الفنان شادي الخليج أهم الألحان التي قام بغنائها وأولها لحن أغنية «لي خليل حسين» وأغنية «هولو» وصوت «كفي الملام» للشاعر فهد العسكر وحماة العرين في عام 1961 مع أزمة عبد الكريم قاسم وأغنية صدى الماضي وأغنية « تغني يا طيور الوادي» وأغنيات أخرى سواء كانت وطنية أم عاطفية مضيفا ا باقر الى جانب التلحين كان شاعرا غنائيا من الدرجة الأولى وقد استطاع أن يقدم اسكتشات فنية رائعة مع الفنان حسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وهي تعكس موهبة شعرية كبيرة مؤكداً أن الحديث عن الملحن احمد باقر يطول نظرا لابداعاته الكثيرة فهو ملحن مبدع وهو مدرسة في الموسيقى وله أغنيات كثيرة تغنى بها الكثير من المطربين من الكويت والعرب، وله اضافات موسيقية كثيرة في عملية تجديد الألحان بالأغنية الكويتية كما أنه يتمتع بثقافة موسيقية عالية وأتمنى له موفور الصحة والعافية.
سنباطي الخليج
ومن جانبها قالت الدكتورة رتيبة الحفني مديرة الأوبرا المصرية: ما أن يذكر اسم الفنان احمد باقر الا وتكون هناك العديد من الأمور والذكريات الجميلة التي لا انساها مع هذا الفنان العظيم فقد كان الملحن احمد باقر أكثر الطلبة اجتهادا عندما كان طالبا في المعهد العالي للفنون الموسيقية في مصر، وكان يدرس كل سنتين في سنة واحدة وكان متفوقا ويحصل على درجات عالية في كل المواد، وهو عبقري في مجاله، وكان يرأس قسم الموسيقى بالاذاعة، وهو «سنباطي الخليج»، وله بصمات مميزة في الموسيقى الكويتية وقد عرضت عليه أن يقوم بالتدريس في مصر لكنه اعتذر.
الاب الروحي
أما الفنانة المعتزلة عالية حسين فقالت: ماذا بوسعي أن أقول عن الموسيقار احمد باقر وهو الأب الروحي بالنسبة لي وهو الوالد والأستاذ والمعلم وله فضل كبير علي عندما كنت طالبة في المعهد العالي للفنون الموسيقية، حيث كان عميدا للمعهد وكان يوجهني كثيرا كما قدمني في بعض الأعمال مثل أغنية «آه يا روح روحي» وهي «فن خماري» ثم في صوت «الحمد لك يا عظيم الشأن». مضيفة ان ابتعاده عن المعهد العالي للفنون الموسيقية خسارة كبيرة لا يمكن أن تعوض فقد كان قيمة كبيرة في المعهد الذي كنا ندرس فيه وهذا ليس غريبا على ملحن كبير في الكويت وهو صاحب الحان خالدة خاصة انه يتمتع بموهبة تلحين كبيرة صقلها بدراسة الموسيقى في مصر فتفتقت منه سلسلة من الألحان الخالدة.
الموسيقار أحمد باقر نجم مبدع في سماء الأغنية الكويتية «لي خليل حسين»
و«سرى الليل يا قمرنا» من أشهر أعماله .
مرت الأغنية الكويتية بمراحل عدة هي المرحلة التقليدية في الثلاثينات والأربعينات بين فنون المناسبات وأغاني العمل والمهن بالاضافة الى بعض الشيلات والأهازيج شملت أربع بيئات هي المدينة والبحر والصحراء والقرى خاصة فنون البيئة القروية المنسية والتي كادت أن تندثر.
وكان الفن الكويتي الأصيل يتناقل شفهيا ولم يكن هناك توثيق الى أن أتت الاسطوانات والبشتختة حيث قام بعض المطربين الكويتيين بتسجيل بعض الاسطوانات في بعض الدول العربية على الرغم من قلتها الا أنها كانت بداية تسجيل وتوثيق.
وتبع ذلك جيل من الفنانين الكويتيين الذين يتمتعون بمواهب واعدة في ذلك الوقت، وقد أخذوا على عاتقهم التطوير والتجديد مع المحافظ على الأصالة سواء كان ذلك على مستوى المفردة أو على مستوى الايقاعات في الألحان ناهيك عن المطربين الذين برزوا في ذلك الوقت، وبدأت الطفرة الفنية والثقافية في الكويت في الخمسينات وقتها كانت البلاد قفزات كثيرة في جميع مجالات الحياة.
ومن بين أهم الفنانين الذين عرفوا بهذا التطور الفني الفنان أحمد باقر الذي يعد أحد أهم الملحنين في تاريخ الأغنية الكويتية الحديثة والذي كانت له مساهمات كثيرة في تطوير الأغنية الكويتية بمشاركة العديد من الشعراء والمطربين وأطلقت عليه عميدة معهد الموسيقى العربية بمصر الدكتورة رتيبة الحفني «سنباطي الخليج».
وتعد أغنية «لي خليل حسين» في عام 1960م طفرة في الأغنية الكويتية وقد كتبها الشاعر أحمد العدواني ولحنها احمد باقر وغناها الفنان شادي الخليج وقد نجحت نجاحا كبيرا واعتبرت تلك الأغنية انعطافا فنيا جديدا في مسيرة الأغنية الكويتية.
ولم يكتف الملحن أحمد باقر بموهبته الموسيقية وقدرته على التلحين بل كان مصرا على تنميتها وصقلها فكان ثاني فنان كويتي حصل على مؤهل موسيقي أكاديمي من مصر بعد الفنان شادي الخليج.
أبرز ألحانه
قدم الملحن احمد باقر مجموعة من أغانيه لمجموعة من الفنانين الكويتيين والعرب مثل شادي الخليج وعبد الكريم عبد القادر و علية التونسية في «أغنية يا دمعتيش في السبعينات و أغنية «لي خليل حسين» التي ذكرناها والتي كتبها احمد العدواني وغناها الفنان شادي الخليج الذي غنى له أغنية «لا يا قلبي» التي كتبها عبدالله العتيبي وأغنية «تقول نسيت» التي كتبها الشاعر يعقوب الغنيم ولحنها احمد باقر وأغنية «يا ساهر الليل» التي كتبها الشاعر عبد الله العتيبي وغناها الفنان عوض دوخي اضافة الى ثلاث أغنيات للفنان عبد الكريم عبد القادر الأولى «سرى الليل يا قمرنا» التي كتبها الشاعر الراحل عبد الله العتيبي والثانية أغنية «سرى الليل» التي كتبها يوسف ناصر ولحنها احمد باقر والثالثة أغنية «شحدا» التي كتبها الشاعر يوسف ناصر ولحنها أيضاً احمد باقر.
باقر شاعرا
وعلى الرغم من أن احمد باقر ملحن فذ فهو أيضا شاعر غنائي من الدرجة الأولى الا انه فضل التلحين على الشعر وحقق نجومية كبيرة عبر مجموعة من الألحان الخالدة وسر خلودها هو الأصالة وليس شيئا آخرا، وربما هذا ما تفتقده الأعمال الحالية التي ما أن تبرز ولفترة قصيرة حتى تتلاشى شيئا فشيئا.
خلود
وقد اتسمت الأعمال الفنية في فترة الستينات والسبعينات بالأصالة الفنية فكان لها الخلود ومنها المونولوج والاسكتشات، ولعل ابرز الاسكتشات التي أنتجت في الكويت واشتهرت اسكتش «مداعبات قبل الزواج وبعد الزواج» اذ أنها تعد من أفضل الأعمال الفنية لما تحتويه من قصة تعكس واقع المجتمع ولكن باطار شعري تغلفه الألحان العذبة بصورة كوميدية وقد كان وراء هذا العمل الفني المبدع الذي ما زلنا نستمتع بسماعه أو بمشاهدته رغم التكرار لهذا العمل الفني الرائع كوكبة من المبدعين الذين تفخر الكويت بهم وعلى رأسهم مؤلف وملحن هذا العمل وهو المبدع أحمد باقِر الذي فاجأ الجميع بقدرته الهائلة على توظيف بعض المفردات المحلية في صور شاعرية.
ولم تقتصر موهبة باقر على كتابة الشعر فقط بل كانت لديه القدرة على الابحار بعمق في هموم الشارع الكويتي عبر الاسكتش الذي قام بتأليفه وبتلحينه وقام بالأداء والغناء الفنان عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وحقق الاسكتش نجاحا كبيرا وما زال يحظى بالمتابعة رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ، وقد بدأ الموسيقار احمد باقر الاسكتش بقصة أزلية هي العلاقة بين الرجل والمرأة فما أن تزوجا حتى بدأت المشاكل وهنا نجد أن بداية المشكلة بينهما هو السفر الذي كانت تطمح فيه الزوجة (سعاد عبدالله) والزوج (عبد الحسين عبد الرضا) الذي منحها وعدا بالسفر لكنه قرر التخلي عن تنفيذ وعده لأسباب مادية فتحول شهر العسل الى شهر بصل وهذا ما رفضته الزوجة خاصة مع دلع الفتيات اللاتي لا يعرفن الطهي.!! وتلك مثلبة ظهرت حديثا في المجتمع الكويتي حيث يعبر شاعرنا عن قضية تخص المجتمع الكويتي في فترة السبعينات أي بعد الطفرة النفطية وانعكاستها على المجتمع الكويتي.
وازداد نجاح هذا العمل الفني بعد أن تم تصويره في تلفزيون الكويت وقد برزت ابداعات المخرج فيصل الضاحي الذي كان له الدور الرئيس في رسم سيناريو الاسكتش وبرع في تقديمه للمشاهد وما زال العمل يحصد نجاحات عدة جيلا بعد جيل، وبرز تميز كل من الفنان عبد الحسين عبد الرضا «بوعدنان» والفنانة سعاد عبد الله حيث تميزا بجمال الصوت وبحسن الأداء.
في عيون الفنانين
الفنان شادي الخليج «عبد العزيز المفرج» قال ان الفنان أحمد باقر مدرسة في الفن وهو أحد أعمدة الفن في الكويت نظرا لابداعاته الكثيرة الرائعة عبر ألحان جميلة خالدة استطاع من خلالها أن يصنع لنفسه نجما لامعا في سماء الفن، مضيفا إن باقر له ميزات كثيرة منها انه أول من قام بتلحين الأغنية الكويتية الحديثة حين قدم لحن أغنية «لي خليل حسين» التي غنيتها في عام 1960م وهي من كلمات الشاعر احمد العدواني وقد نجحت تلك الأغنية بصورة كبيرة وما زالت تحظى باعجاب كبير من قبل الكثير من الناس جيلاً بعد جيل على الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود من الزمن عليها وللحن دور كبير في نجاح الأغنية وهي أحد أهم ابداعات الملحن أحمد باقر.
وأشار المفرج الى ان الفنان أحمد باقر كان يشغل منصب مراقب مركز الفنون الشعبية والمسرح التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كما كان مسؤولا عن انتاج مركز الفنون، وبعد تخرجه من دراسة الموسيقى في جمهورية مصر العربية أصبح رئيسا لقسم الموسيقى بالاذاعة ثم مراقبا وقد كان أول مونتير كويتي.
ونوه المفرج الى بعض انجازات الملحن أحمد باقر فقال: لقد ساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون الموسيقية بعد أن قام بتأسيس المعهد الثانوي كي يتيح للطلبة الدراسة العليا للموسيقى ثم أصبح عميدا للمعهد في فترة من الفترات ثم مستشارا بنفس المعهد.
تعاون
ويروي الفنان شادي الخليج قصة أول تعاون بينه وبين الملحن احمد باقر حيث كانت البداية عبارة عن ورقة في نوتة قانون الفنان حمد الرجيب مكتوب عليها المذهب التراثي
لي خليل حسين يعجب الناظرين
جيت أنا ابغي وصاله كود قلبه يلين
وقام الشاعر أحمد العدواني ببناء كلام عليه مثل
«القمر طلعته والغزال لفتته» الى آخر الأغنية.
وقام باقر بتلحينها بطريقة جميلة حيث قام بوضع لحن كل كوبليه من مقام وتم تسجيل الأغنية في فرقة كبيرة مع بداية النهضة الثقافية والفنية في الكويت في عام 1960م، وكانت عملية الانتقال باللحن من مقام الى مقام عملية تعكس مدى قدرة ابداع الملحن وهو الأسلوب الذي كان سائدا حيث يستعرض الملحن موهبته في الموسيقى عبر الانتقال من مقام الى مقام وفق تناغم موسيقي جميل ويضفي عليه صوت المطرب وأدائه بعدا جماليا يكمل جمال الكلمة واللحن والعزف.
أهم الالحان
وعدد الفنان شادي الخليج أهم الألحان التي قام بغنائها وأولها لحن أغنية «لي خليل حسين» وأغنية «هولو» وصوت «كفي الملام» للشاعر فهد العسكر وحماة العرين في عام 1961 مع أزمة عبد الكريم قاسم وأغنية صدى الماضي وأغنية « تغني يا طيور الوادي» وأغنيات أخرى سواء كانت وطنية أم عاطفية مضيفا ا باقر الى جانب التلحين كان شاعرا غنائيا من الدرجة الأولى وقد استطاع أن يقدم اسكتشات فنية رائعة مع الفنان حسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وهي تعكس موهبة شعرية كبيرة مؤكداً أن الحديث عن الملحن احمد باقر يطول نظرا لابداعاته الكثيرة فهو ملحن مبدع وهو مدرسة في الموسيقى وله أغنيات كثيرة تغنى بها الكثير من المطربين من الكويت والعرب، وله اضافات موسيقية كثيرة في عملية تجديد الألحان بالأغنية الكويتية كما أنه يتمتع بثقافة موسيقية عالية وأتمنى له موفور الصحة والعافية.
سنباطي الخليج
ومن جانبها قالت الدكتورة رتيبة الحفني مديرة الأوبرا المصرية: ما أن يذكر اسم الفنان احمد باقر الا وتكون هناك العديد من الأمور والذكريات الجميلة التي لا انساها مع هذا الفنان العظيم فقد كان الملحن احمد باقر أكثر الطلبة اجتهادا عندما كان طالبا في المعهد العالي للفنون الموسيقية في مصر، وكان يدرس كل سنتين في سنة واحدة وكان متفوقا ويحصل على درجات عالية في كل المواد، وهو عبقري في مجاله، وكان يرأس قسم الموسيقى بالاذاعة، وهو «سنباطي الخليج»، وله بصمات مميزة في الموسيقى الكويتية وقد عرضت عليه أن يقوم بالتدريس في مصر لكنه اعتذر.
الاب الروحي
أما الفنانة المعتزلة عالية حسين فقالت: ماذا بوسعي أن أقول عن الموسيقار احمد باقر وهو الأب الروحي بالنسبة لي وهو الوالد والأستاذ والمعلم وله فضل كبير علي عندما كنت طالبة في المعهد العالي للفنون الموسيقية، حيث كان عميدا للمعهد وكان يوجهني كثيرا كما قدمني في بعض الأعمال مثل أغنية «آه يا روح روحي» وهي «فن خماري» ثم في صوت «الحمد لك يا عظيم الشأن». مضيفة ان ابتعاده عن المعهد العالي للفنون الموسيقية خسارة كبيرة لا يمكن أن تعوض فقد كان قيمة كبيرة في المعهد الذي كنا ندرس فيه وهذا ليس غريبا على ملحن كبير في الكويت وهو صاحب الحان خالدة خاصة انه يتمتع بموهبة تلحين كبيرة صقلها بدراسة الموسيقى في مصر فتفتقت منه سلسلة من الألحان الخالدة.