المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دنزل واشنطن: نعم أتدخل في السيناريو عند الضرورة


بحر الحب
07-02-2010, 01:27 PM
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/02/07/6820f26b-dd15-4615-baee-d26174ecef94_category.jpg (http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=575075&date=07022010)


هوليوود - محمد رُضا
بعض الممثلين لا يمكن لخطواتهم أن تخطئ طريقها، وخطوات دنزل واشنطن من هذا النوع: 48 فيلماً من تمثيله، فيلمان من إخراجه، أربعة من إنتاجه، بما فيها فيلمه الجديد «كتاب إيلاي» ونحو 50 جائزة كبيرة وصغيرة بينها أوسكاران وجائزتا غولدن غلوب.

كلما اعتقد المشاهد أنه بات يعرف دنزل واشنطن معرفة جيّدة، أتاه هذا الممثل الموهوب بدور جديد يختلف عن سابقه. أنظر الى أفلامه الخمس الأخيرة على الأقل. إنه تحر عنيف في «ديجا و»، ثم المجرم الخطير في «أميركان غانغستر»، فالمعلّم الرياضي الباذل في «المنظرون العظماء»، ثم موظّف قطارات المترو الذي عليه إنقاذ المخطوفين من الخطر في «خطف بلهام 1 2 3» وحالياً بطل الأكشن الذي لا يمكن هزمه في الفيلم الكوارثي «كتاب إيلاي».
المسألة ليس اختلاف الأدوار، فمعظم الممثلين يفعلون ذلك منتقلين بين مختلف الأدوار في مختلف الأنواع من الأفلام، بل في أنه يملك شخصية مختلفة في كل مرّة.. شخصية جديدة لا تنتمي اليه ولا تشعر بأنها هي ذاتها في أي فيلم سابق.
موهبته تبدّت منذ سنوات طويلة حين أخذ نجمه يرتفع سريعاً من مطلع الثمانينات، وما إن اجتاز السنوات الحرجة في البداية، تلك التي احتوت على «سُلطة» أمام ريتشارد غير و«صرخة الحريّة» مع كَن كلاين ومورغن فريمان في «مجد»، حتى وجد نفسه وقد احتل المساحة الأولى بين كل ما يُعرض عليه من أعمال وحتى حين يشترك في البطولة مع ممثل رئيسي آخر، لنقل جوليا روبرتس كما {في ملف الباليكان} او ميغ رايان في «شجاعة تحت القصف» او جون ترافولتا في «خطف بلهام 1 2 3» فإن النتيجة دائماً في صالحه هو إذ تتكشّف بالمقارنة الموهبة المحدودة للطرف الآخر في مقابل تلك المتناهية للممثل واشنطن.
بداية المشوار
ولد في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر سنة 1954 في إحدى ضواحي نيويورك. والداه متدينان واجتماعيان، ويبدو أن واشنطن التقط منهما حب المثول أمام الجموع.
لكنه في سن الرابعة عشرة وجد نفسه وشقيقته لوريس في مدرسة داخلية لبضع سنوات (تم طلاق والديه خلالها) قبل أن يقرر أن يصبح طبيباً ثم صحافياً والاختيار الثاني كان جادّاً إذ تخرّج بشهادة جامعية في هذا المجال وإن لم يمارس العمل في الصحافة، لأن حب التمثيل عاد فطغى عليه ونقله الى مدرسة لتعليم الدراما في سان فرانسيسكو ثم في نيويورك قبل ظهوره في فيلم أول له: دور ثانوي في فيلم «نسخة كاربون» مع جورج سيغل، سوزان سانت جيمس وجاك ووردن في البطولة سنة 1981
في تلك الفترة اضطر الى العمل زبّالاً وساعي بريد وكيد عاملة في أحد المصانع. وهو لم يشأ فيما بعد نسيان سنوات من الجوع والفقر بل احتفظ بدفتر مذكّراته ولا يزال الى اليوم «لكي لا أنسى ما مررت به من جهد لكي أصل الى ما وصلت إليه».
بعض الممثلين لا يمكن لخطواتهم أن تخطئ طريقها، وخطوات دنزل واشنطن من هذا النوع: 48 فيلماً من تمثيله، فيلمان من إخراجه، أربعة من إنتاجه، بما فيها فيلمه الجديد «كتاب إيلاي» ونحو 50 جائزة كبيرة وصغيرة بينها أوسكاران وجائزتا غولدن غلوب.
في فيلمه الجديد «كتاب إيلاي» ينتقل واشنطن الى شخصية مستقبلية: إنه محارب (ربما كان أعمى لكن أحداً لن يلحظ ذلك) ثلاثين سنة بعد كارثة كونية نتج منها خراب الأرض، ايلاي (واشنطن) في رحلة حاملاً النسخة الوحيدة من الإنجيل قاصداً مكاناً في غرب الولايات المتحدة حيث هناك أمل في وجود مجتمع متمدّن يمكن للكتاب أن يرشده الى تعاليم الحياة من جديد.
ايلاي سيصل الى هدفه بلا ريب، لكن ليس من قبل أن يخوض غمار معارك عنيفة ضد عصابات بعضها من آكلي لحوم البشر (حيث لم يعد هناك أكل كاف) وبعضها تنتمي الى رجل يريد الحصول على الكتاب ذاته ليس للاهتداء به بل لاستثماره.
في نهاية الفيلم لقطة توضح وصول الكتاب الى هدفه. يد تحمل لتضعه بين كتابين خاصّين: القرآن الكريم والتلمود.
الأديان الثلاثة توّحد البشرية
• لا يمكن لأحد أن يخطأ قراءة هذا الفيلم. الإنسان بحاجة الى الله ليهتدي مهما بلغت قوّته على الأرض أليس كذلك؟
- ذلك أمر مؤكد. نحن، بصرف النظر عن الدين الذي نتّبعه، بحاجة الى الله وتعاليمه لكي ننتصر على ما يعترض سبيل الإنسانية. بل ان قوّة الإنسان هي التي تحتاج الى الهدى الربّاني أكثر من سواها. لأن الإنسان قد يهدرها او قد يوظّفها جيّداً لما فيه خير البشرية.
• في نهاية الفيلم لقطة للإنجيل وهو ينضم الى رف من الكتب تحمل نسخة من القرآن الكريم ونسخة من كتاب اليهود. المعنى واضح هنا أيضاً؟
- بالتأكيد. الأخوان هيوز، اللذان أخرجا الفيلم، كانا الى حد كبير مسؤولين عن هذه النهاية، والغاية منها هي القول ان هذه الأديان الثلاثة عليها أن تتوحّد لإنقاذ البشرية قبل فوات الأوان، وأنها من سيعول عليها الاستمرار.
اختيار وليس فرضا
• بعض الذين كتبوا عنك قالوا انك تزداد تديّناً في هذه الأيام. لكنني أعتقد أنك متديّن بالنشأة؟
- نعم متديّن ولا أرى ذلك أمراً عليّ أن أداريه. وكلامك صحيح. هناك تأثير الكنيسة عليّ منذ أن كنت صغيراً. ولا أذكر أن أي مرحلة من حياتي خلت من ذلك التأثير، وهذا ليس بالفرض بل بالاختيار.
• في أحد أفلامك الأخيرة، «أميركان غانغستر»، هناك تلك العلاقة بينك وبين والدتك في الفيلم ووالدتك في الحياة هي مصدر اهتمامك الديني؟
- صحيح.. لكن في ذلك الفيلم تطردني من حياتها لأنها اكتشفت كم أنا شرير رغم أنني أذهب الى الكنيسة وأتبرّع بالكثير في سبيل الأعمال الخيرية.
• ماذا تقول في اولئك الذين يعيشون حياة مزدوجة كهذه؟ مجرم شرس يتاجر بالمخدرات ويقتل الناس وفي الوقت ذاته يرعى والدته ويحسن إليها؟
- أقول: لا تفعل ذلك (يضحك). شخصية فرانك لوكاس التي تُشير اليها في ذلك الفيلم هي شخصية حقيقية. ربما ليست بشهرة آل كابوني مثلاً لكنه عاش في السبعينات وآلت اليه مملكة من الجريمة غير المنظّمة. لكن أجرينا الكثير من التحقيقات حول هذا الموضوع وقابلت فرانك لوكاس بنفسي. إنه لا يستطيع أن يمشي، لكن حياته مثيرة جدّاً للاهتمام وأعتقد أن الفيلم نقلها كما كان يجب أن تُنقل بجرأة. وهي تحمل رسالة ضد ما قام به وتحذّر من يسير على خطواته اليوم من أن النهاية وخيمة دائماً.
مدرّب بروس لي
• كيف تختار أفلامك؟
- لابد أن هناك منهج ما. هذا لابد منه لكن مضت ثلاثين سنة وأنا أمثّل وأيًّا ما كان ذلك المنهج فإنه بات اليوم ملتحماً بطبيعتي على ما أعتقد. هناك الشيء الرئيسي: أن أرى أن تلك الشخصية تستطيع أن تمنحني الطريقة التي سأمثل بها الدور. لا أن تعني لي شيئاً فقط، بل أن تتدخّل في الطريقة التي سأمثل بها الدور.
• لو أخذنا شخصيّتك في «كتاب إيلاي» مثلاً...
- أردت فعلاً أن أمثل هذه الشخصية. كان هذا مطلبي منذ أن قرأت السيناريو، لكن كان ذلك متوقّفا على السيناريو. أقصد إنه كان بحاجة الى بعض التصحيح. لقد قمت مع الأخوين هيوز بإجراء العديد من التغييرات على السيناريو. اشتغلنا عليه كثيراً وجلست مع ألن (أحد المخرجين) ومع الكاتب وابني الذي اشترك فيه كمنتج كان حاضراً وتدارسنا السيناريو من جوانب مختلفة.
• ماذا كانت نوعية المشاكل؟
- كانت كلّها متعلّقة بالشخصية وتصرّفاتها. لم يكن الدور مكتوباً لي بل التقطت المشروع لإنتاجه في الأساس. لا تسألني لماذا؟. لقد أعجبني بالطبع لكنني لا أتذكر لماذا أردت أن أنتجه أيضاً.
• ربما لأنه يحمل رسالة دينية؟
- لست واثقاً بهذا السبب لأن رسالته هذه لم تكن واضحة في البداية.
• في هذا الفيلم هناك مشاهد أكشن وكونغ فو ... هل أضفت ذلك الى السيناريو ام كان في النسخة الأصلية؟
- كان معظمه في النسخة الأصلية لكنه لم يكن محدداً. رأينا أن على ايلاي أن يُجيد نوعاً من الدفاع عن النفس واستعنت بمدرّب اشتغل مع بروس لي لفترة وهو الآن في السبعين من عمره، لكنه لا يزال رياضياً وبالغ المهارة. قلت له: لا أريد أن أمثل الكونغ فو وضرب السيف مثل بروس لي او جاكي تشان.. هذا لا يهمّني. اريد أن أجيد استخدام السلاح وأن استطيع تخليص نفسي بشكل مقنع. هو من جاء بفكرة أن هناك تعليمات في فن القتال الشرقي هي كيف تتسلل من بين دائرة من المحاربين. تماماً كما ترى في الفيلم.
• هذا الفيلم المستقبلي الداكن هل يلتقي وأفلام أخرى سبق لك أن قمت بتمثيلها؟
- نعم. انظر الى دوري في «مالكولم أكس» لقد انتقل من الضغينة الى موقف مختلف تماماً يحمل عمقاً ونضجاً في التفكير. أيضاً تجد بعض مضمونه في فيلم «يوم التدريب» فهناك دكانة خاصّة كما لو أن الأمل في المستقبل منعدم تماماً لكن هناك دروساً في كلا هذين الفيلمين.
ولد جاد
• أي بيئة صنعت دنزل واشنطن؟
- هذا سؤال يتطلّب شرحاً طويلاً.
• لدينا وقت.
- لا أعتقد (يضحك). لكنني أعتقد أنني أستطيع أن أوجز لكي أقول انما كل منا صنع بيئته. لقد تعلّمت الكثير في صغري ما جعلني أحافظ على خطواتي سليمة في الحياة.
• قرأت أنهم لقّبوك دائماً بالولد الجاد.
- نعم. كانت لدي هذه الميزة. لم يكن في عالمي حين كنت صغيراً الكثير مما يضحكني او يسلّيني. لا أعتقد. حياتي كانت متابعة لحياة والديّ التي كانت جادّة أيضاً. ثم كنت جادّاً في المدرسة. ربما المرّة الوحيدة التي لم أكن فيها جادّاً هو حين أكون مع بعض أصدقائي وأقول بعض اصدقائي.
• أخيراً، هل شاهدت أفلاماً أخرى عن نهاية العالم؟ هناك أكثر من فيلم حديث حول الموضوع؟
-آخذ على عاتقي أن لا أشاهد أفلاماً شبيهة بالفيلم الذي أقوم بتمثيله. هذا يريحني من تبعات معرفة ماذا قال الفيلم الآخر وكيف سيختلف فيلمي عنه. إذاً الجواب: لا.

تدخل مدروس
• هل تتدخل في السيناريو دائماً كما فعلت في فيلم {كتاب إيلاي}؟
- طبعاً. لمَ لا أتدخل إذا كان هناك شيء أرى أنه بحاجة الى تغيير؟
أتدخل من زاوية واحدة فقط هي مصلحة الفيلم. ما اقترحه يعود الى معرفتي التي قد تتجاوز، بعد ثلاثين سنة من العمل، معرفة غيري. أتدخل لأنني أخرجت أفلاماً وأعلم ما الذي ينفع ويترك دلالة.
هناك المشهد الذي يقول لي فيه غاري أولدمان: «صلّي من أجلي» وهو المجرم الرئيسي في الفيلم. هنا أحسست بأن عليه أن يقول ذلك ولو من باب السخرية. غاري أولدمان من أفضل الممثلين الذين اشتغلت معهم وكنا نمثّل كما لو كنا في نزهة. كان العمل معه متعة.
• هل تدخلّت في «أميركان غانغستر» مثلاً؟
- في أماكن معيّنة. مثل «كتاب إيلاي»، السيناريو كان جيّداً لكن هناك بعض ما يمكن اضافته او تصحيحه حين يأتي الأمر الى الشخصية.
مثلاً ما اكتسبته من معرفة حين جلست مع فرانك لوكاس كان لابد أن يعود الى كاتب السيناريو ليجري تعديلات عليه. وسأذكر لك مثلاً. في الفيلم يوجد ذلك المشهد الذي أتحدّث فيه عن طفولة الشخصية التي أمثّلها للتحري راسل كراو. هذا لم يكن في السيناريو لكن فرانك أخبرني أنه حين كان ولداً في السادسة عشرة من عمره شاهد رجل بوليس يضع بندقية في فم عمّه ويطلق النار لأن عمّه، وكان ذلك في الثلاثينات، نظر الى فتاة بيضاء. هذه المعلومة كانت ناقصة في الفيلم لكن حين وضعناها منحت الشخصية بعد التفسير.
ليس هناك من يولد شريراً بل من يتم صنعه ليكون شريراً. كلنا من صنع بيئاتنا التي نولد فيها.

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=575075&date=07022010

بن عـيدان
07-02-2010, 01:34 PM
من حقه ان يتدخل بالسيناريو لأنه عنده الخبره الكافيه

أبو غادة
07-02-2010, 01:44 PM
ياسلام عليك يا بحر الحب

من أجمل المواضيع الفنية التي قرأتها هنا

كل الشكر الجزيل لك يابحر الحب

فعلاً أنت مبدع في اختياراتك للمواضيع الفنية

بحر الحب
07-02-2010, 02:39 PM
شكرا اعزائي احمداني وابوغادة على المرور الرائع .