إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-2010, 03:08 PM   #1 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي عناصر عملية الاتصال و التواصل


عناصر عملية الاتصال و التواصل



هناك ثلاث عناصر هامة في عملية التخاطب مع الآخرين و هي :


الكلمات ، و الصوت ، و تعبيرات الجسم ( لغة الجسد ) . و تتفاوت درجة فعالية هذه العناصر و تأثيرها في توصيل المعلومة للمتلقي . و يتضح هذا التفاوت بين العناصر الثلاثة في توصيل المعنى الحقيقي للمعلومة أو للرسالة المراد إبلاغها للآخرين من خلال النسب الموضحة في الأسفل للعناصر الثلاثة .





الكلمات :

و توصل تقريبا 7% من المعلومة ؛ هذا لأن الكلمات و حدها لا تكفي في إعطاء المعنى الحقيقي و القصد منها . فقد تقرأ موضوعا أو رسالة و لكنك قد لا تستوعب ما تحمله تلك الجمل المكتوبة من هدف برغم بساطة مفرداتها ، و ذلك ؛ لأنها غير حية لا تنبض بروح الكاتب أو القائل . كما أنها لا تجذب انتباه المتلقي و لا فضوله - خاصة - إن كانت من الكلمات التي قد تؤول لمعنى مغير عن المقصد الحقيقي .

و لذا تجد بعض المحاضرين يفشلون في شد انتباه الحضور لما يقولونه ، و توصيل المعلومة لهم بشكل جيد ، فتضيع قيمة المحاضرة ، و الهدف منها ، و يصيب الملل و النعاس معظم الحضور . كذلك هو حال بعض المدرسين و المربين و أساتذة الجامعات ممن تنقصهم مهارة إحياء الكلمات التي يلقونها على مسامع تلاميذهم و أبنائهم الحال نفسه مع بعض الخطباء و أئمة المساجد .




الصوت :


إن الصوت يبين كثيرا من المكنونات الداخلية عند الإنسان و حالته النفسية ، حيث يظهر درجة ثقته ، و تمكنه ، و رجاحة عقله ، و جزالة كلماته و عباراته ، و أحاسيسه ، و انفعالاته ، و منطقه ، و وعيه ، و إدراكه ، و درجة لباقته ، و أخلاقه ، و أفكاره ، و معتقداته ، و ما يحمله في داخله للطرف الآخر و غير ذلك الكثير . و من خلال الاستشارات و جدنا فئة من الناس لديها كلام طيب و أفكار و اكتشافات و إبداعات و منطق جميل و لكنها تتجنب التحدث أمام الآخرين أو الخوض في نقاش لأحد الأسباب الآتية :

- رجفة في الصوت
- ضياع بعض الكلمات
- التشتت و ضياع الفكرة
- خشية التحدث العشوائي
- صوتهم غير واضح
-خشية عدم الاستماع لهم
- خشية نظرة الجميع لهم
- خشية الإغماء

و هذه الفئة تلجأ إلى التواصل مع الآخرين عبر الرسائل و الكتابات ؛ لأنها ترى فيها قوتها و مقدرتها على طرح الفكرة أو الرأي أو الموضوع .


فالصوت يوصل حوالي 38 % من المعلومة ؛ و هذا لأن التغيير في النبرة الصوتية ، كشدة الصوت و حدته و ارتفاعه و انخفاضه ، و تغيير الطبقة الصوتية بين مد و جزر ، يجعل المتلقي مشدودا إليك و لما تقول .
كما أن التشديد على بعض الكلمات ، و إعادة ترديد كلمات أو جمل معينة تعطي دلائل على أهمية تلك المعلومة أو ما يسيلها من كلام .
و هذا كله يعمل على تجسيد المعنى الحقيقي للكلمات و توضيح المغزى مما يقال . و لذا يفضل مراعاة أمور معينة في الصوت مثل قوته ، و طبقته ، و إيقاعه . فالصوت الرتيب يجل الملل ، و النعاس ، و الشرود الذهني ، و الصراخ ، و حدة الصوت مؤذية و يشعر المتلقي بالضيق و التوتر و قد ينفره فيترك المكان . فكثير من القصائد و الكلمات الشعرية تظهر قوتها و جزالتها و حقيقية معانيها و عمق أحاسيس كاتبها و موسيقيتها عندما تلقى على مسامع الناس بأداء جميل يعطي كل كلمة معناها و يجسها بنبرات صوته الذي يحمل تفاعله و أحاسيسه . و لذا بعض من ملقي القصائد أو الخطابات أو الممثلين ينكشفون أمام الناس و النقاد بعدم تفاعلهم مع نص الموضوع أو القصيدة .



تعبيرات الجسم :

و توصل حوالي 55 % من المعلومة ، و ذلك لأن تمثيل الكلمة اللفظية يساعد في زيادة المعنى و استيعاب الأسلوب و الطريق المراد اتباعه إن كانت الرسالة المطلوبة هي تنفيذ خطة أو عملية معينة . و في أحيان كثيرة نفهم الرسالة المراد توصيلها من خلال تعبيرات الجسم ، كإيماءة هز الرأس للأسفل دليل الموافقة أو من اليمين و إلى اليسار دليل الرفض ( و هذا في معظم شعوب العالم ) ، أو النظر للأبناء بطريقة معينة لنهرهم حين يصدر عنهم خطأ و هكذا . و في المقابلات الشخصية يستشف أحد الأطراف درجة تركيز الطرف الآخر معه أو تملله أو رغبته في إنهاء الموضوع أو اللقاء و ذلك من خلال التلفت يمنة و يسرة ، أو العبث بهاتفه المحمول ، و في أماكن العمل يضع الطرف الآخر القلم على الطاولة كدليل لا شعوري بإنهاء اللقاء ، و هناك الكثير من تلك التعبيرات الجسدية اللاشعورية التي تصل رسائلها للطرف الآخر ، و هي ذات تأثير قوي جدا على نفسية الطرف الآخر .

و الدارس لموضوع " القيادة في القرن الواحد و العشرين " و المتأمل فيما كتبه الباحثون و المتخصصون في هذا المجال يجد أن من أفضل الأساليب لإيصال المعلومة كاملة و و اضحة للتابعين هو أن يبين القائد ذلك عن طريق تمثيل الأمر و الأسلوب و الطريقة بشكل جيد لتجسيد الكيفية و تعزيز المعنى و ترسيخه في ذهن المتلقي ليتم الوصول للهدف بالطريقة التي رسمت له . و في صلح الحديبية عندما تم الاتفاق بين المسلمين و المشركين على ألا يحج الرسول و صحبه في ذلك العام و أن يأتوا في العام القادم حزن كثير من الصحابة و لم يتحللوا من إحرامهم فحزن الرسول من عدم طاعتهم له فأشارت عليه أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - بأن يتحلل و أن يحلق و يذبح الهدي ففعل عليه الصلاة و السلام ففعل على إثره صحابته رضوان الله عليهم .

إن عملية التمثيل أو التعبير الجسدي للكلمات ما هي إلا رسم صورة عن الشيء الذي يتحدث عنه طريقة الكتل الإشارية أو الإيماءات الجسدية ، و هذا يقرب الصورة أكثر إلى ذهن المتلقي ، كما أنها تلخص و تختزل الكثير من الكلام إذا أراد الإنسان الشرح بالكلمات . و لذا فالصورة تغني عن ألف كلمة ، و قد أثبتت الدراسات في علم النفس أن تذكر الإنسان للصور أفضل من تذكره للكلمات . كما أثبتت أن الذاكرة البصرية للإنسان تستمر معه أكثر من الذاكرة اللفظية . و في إحدى الدراسات العملية تم عرض أكثر من عشرة آلاف صورة على أشخاص لقياس استجابتهم ، فكانت النتيجة أن نسبة التعرف على الصور زادت عن 99 % و للأسف الشديد إن تلك المعلومة و تلك النسب مجهولة عند الكثير من الناس و بالذات ممن يعملون في سلك التدريس ، و إعطاء المحاضرات و الندوات و الدورات .

و مما يروى عن الإمام الشافعي عندما كان تمليذا عند الإمام مالك أنه ذات يوم و بينما الإمام مالك يتحدث إلى طلبته كان الشافعي يرسم على الأرض فتضايق الإمام مالك من ذلك السلوك ظنا منه أن الشافعي كان يلهو ، و بعد انتهاء حلقة العلم تحدث إلى الشافعي مؤنبا إياه فرد عليه الشافعي أنه كان منتبها إلى كل ما قاله ، فاختبره الإمام مالك ما حفظه فحدثه الشافعي بكل كلامه ، فتعجب الإمام مالك و سأله عن سبب تصرفه فقال الشافعي : أنه لا يملك المال لشراء اللوح ليكتب عليه فقام بالكتابة على الرمل لكي يحفظ ما يقوله الإمام مالك .












عناصر مكونات عملية الاتصال

هناك خمسة عناصر لمكونات عملية الاتصال هي كما يلي :









- المرسل : و هو مصدر الرسالة و التي قد تكون كلمات أو إيماءات ، أو إشارات ، أو صورة يقوم بنقلها للآخرين . و هو قد يكون إنسانا أو جهازا أو آلة .

- المستقبل : و هو المتلقي للرسالة و الذي يقوم بحل رموزها و تفسير محتواها و فهم معناها . فقد يكون إنسانا أو جهازا أو آلة .

- الرسالة : و هي ما تعرف بأنها المحتوى المعرفي الذي يريد نقله المرسل إلى المستقبل . و هي الهدف الذي تسعى عملية الاتصال لتحقيقه . و هي مجموعة من الرموز المرتبة . و هي المحتوى الفكري المعرفي كالمطبوعات أو المواد السمعية أو البصرية .

- قناة الاتصال : و هي الوسيلة التي تمر من خلالها الرسالة ، و هي عديدة و متنوعة مثل المطبوعات و الكتب و الخرائط و الرسم و الصور و الأفلام و المسرحيات و شرائط التسجيل و الأقراص المدمجة و الانترنت و الهاتف و الفاكس و الرسائل النصية القصيرة و غيرها .

- التغذية الراجعة : و هي لمعرفة مدى تقبل و استقبال و تأثر و استجابة المستقبل للرسالة إما سلبا أو إيجابا .




و هناك من يؤكد على عنصر سادس لا يقل أهمية في إنجاح عملية الاتصال ألا و هو الظروف ( البيئة ) المحيطة بالعملية الاتصالية . فهي لها أثر كبير في درجة فهم الرسالة و وضوحها .










مـن مـوسوعة التنمية البشرية للدكتور عبداللطيف العزعزي

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاتصال, التواصل, عملية, عناصر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جوجل توفر خدمة الاتصال بالهواتف من (الجي ميل) نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 1 03-09-2010 09:05 PM
مهارات الاتصال الفعال - رشاد فقيها نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 15-04-2010 04:14 PM
فن الاتصال مع الآخرين -د. محمد النعيمي نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 08-04-2010 01:35 PM
6 طرق عبقرية .. لإتقان مهارات التواصل بالعين أبو غادة القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 12 10-01-2010 10:40 PM
واشنطن تهدد باستخدام كافة عناصر قوتها القومية و«الأطلسي» يؤكد على قدرة إيران على ضرب (إسرائيل) وأوروبا الفنون القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 1 04-02-2009 08:54 AM


الساعة الآن 02:02 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292