شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > الحسناء والجريدة (المغربي)منشورة بجريدة الأنباء الكويتية 941994
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-2009, 09:22 PM   #1 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 2592
تاريخ التسجيل: 23/03/2009
المشاركات: 41

افتراضي الحسناء والجريدة (المغربي)منشورة بجريدة الأنباء الكويتية 941994


إهداء للمنتدى - قصة بقلمي نشرت بجريدة الأنباء الكويتية عام 1994 من مجموعة قصص أخرى. احمد توفيق (أبو شهاب) أتمنى تعجبكم
الحسناء والجريدة
ارتجفت يدي وهى تمسك فنجان القهوة الساخن. أحاول رشف بعض منها.. ولكن هيهات.. لم تصل نقطة واحدة داخل جوفي.. واكتفيت بوضع شفتاي عليها حتى كادت أن تحترق.. وعندما شعرت بحرارتها وضعت الفنجان أمامي على الطاولة بيد ما زالت ترتجف.. لم ألحظ وقتها أنني سكبت نصفها على يدي..
أمسكت الجريدة.. أبحث خلال سطورها عن كلمات.. أي كلمات تزيل عنى هذا الاضطراب.. وأفقت على نظرات رواد الكافيتيريا.. ينظرون نحوي باستغراب… عرفت بعدها بأنني كنت أقرأ بصوت عال.. تركتُ الجريدة من يدي وأنا أتساءل.. ماذا دهاني؟… لماذا أرتجف؟!!.. وما سر تلك الدقات العالية المتسارعة بداخلي والتي كادت تفتق صدري وتخرج منه؟.. وبحركة لا إرادية وضعت يدي على صدري… في اتجاه ذلك الأهوج – قلبي – أكتم بها دقاته العالية.. أو أهدئ من روع ذلك المسكين.
فقد كانت هناك أمامي.. تلك الحسناء الجالسة أمام طاولتي – وحيدة – تبتسم لي.. وقد تخضب وجهها بلون الورود.. تلوح بيديها… ترسم بها كلمات لم أفهمها… وكلما عجزت عن حل رموزها، أطلب فنجانا آخر من القهوة، وتتكرر المأساة… نصف الفنجان على يدي… والنصف الآخر على ثيابي.. ولا أدرى كم فنجانا طلبتُ؟!
ابتسمتُ لها… فزادت ابتسامتها إشراقا… شعرتُ أنني أملك عبير الكون كله.. لوحت لها بيدي.. فتجهم وجهها فجأة.. واكتسته حمرة غاضبة زادتها جمالا.
وبحركة لا إرادية أيضا أمسكتُ بالجريدة مرة ثانية… أبحث بين سطورها عن شئ يزيل دهشتي واضطرابي.. وعدت أقرأ بدون وعى بصوت عال… ثم أعود لأنظر إليها من فوق جريدتي… نظرة الغضب تبدلت ثانية لابتسامة جميلة عذبة تنير وجهها.. وبإصبعها الصغير تنحى خصلة من شعرها الناعم حالك السواد… وذلك الوجه الذي يشع نورا وضياء… ابتسمتُ ناحيتها فابتسمت بدورها..
وفجأة شعرت بأن الأرض تميد تحت قدماي… والمكان يتسع تارة.. ويضيق تارة أخرى.. فقد رأيتها تومئ ناحيتي برأسها.. وكأنها تحثني على النهوض والتقدم ناحيتها..
وقفتُ أتحامل على قدماي.. أتقدم خطوة.. وأتراجع خطوتين.. ولكنني صممت على الوصول لهذا الجمال.. وتلك الجنة على الأرض.. وكم كانت دهشتي عندما رأيتها تقف هي الأخرى..
مددتُ يدي إليها.. أحاول احتضان ذلك الحلم قبل أن يتلاشى.. شعرت أنني أطير ناحيتها.. أحتضن يديها بين يدي.. وتركتُ نفسي لحلم جميل لا أريد الاستيقاظ منه أبدا. لا أدرى كم مضى عليّ وأنا في تلك الحالة من النشوى.
وفجأة.. شعرت بيد قوية تمسك كتفي بشدة.. تكاد تخلعه من مكانه.. وحسنائي تنظر إليّ وكأنها تنظر إلى معتوه مسه الجن.. تقول بصوت غاضب – سيب إيدي يا قليل الأدب - وتلك اليد القوية تدفعني بعنف إلى الوراء.. وأصوات متناثرة تردد – بلغوا الشرطة
وأفقت.. تراجعتُ وأنا أعتذر.. متعللا بأنني أخطأت في الشبه.. وعدت لطاولتي بعدما تلاشت دهشتي.. فقد كانت تلك الابتسامات من نصيب ذلك الشخص الذي أمسك بكتفي حتى كاد أن يخلعها.. كان يجلس خلفي.. ولم أجد ملاذا أهرب إليه سوى أنني طلبت فنجانا آخر من القهوة.. وأمسكت بجريدتي.. احتمي بين سطورها.. وأتابع من فوقها حسنائي وهى تقف وتتأبط ذراع الشاب ثم تنظر ناحيتي وهى تلوي شفتيها في تعجب … نظرة ارتعشت لها أوصالي فجعلتني أمسك بفنجان القهوة وأرشف منه رشفات سريعة لم أتذوقها… نظرتُ لفنجاني فوجدته فارغا وقد جف ما به من بقايا بن… علمتُ وقتها بأنني كنت أرتشفُ الهواء.

 

 

المغربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2009, 09:28 PM   #2 (permalink)
مالك ومؤسس الشبكة
 
الصورة الرمزية أحمد سامي
 
 العــضوية: 1
تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 6,100
الـجــنــس: ذكر

افتراضي

شيء جميل ان نجد كتابات حرة ويخص اصحابها المنتدى لكتابتها ونشرها

قلم جميل .. وخيال واسع .. وفكر نظيف لا تحده مساحة


للأمانة استمتعت بما قرأته .. أتمنى رؤية المزيد من هذه المشاركات الثرية اللتي تثري المنتدى

وصفحاته بالفعل


تحياتي .

 

 

__________________

 


أحمد سامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-2009, 09:20 PM   #3 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
الصورة الرمزية العميد
 
 العــضوية: 5614
تاريخ التسجيل: 20/09/2009
المشاركات: 333

افتراضي

الف الف شكر لكم ...

 

 

العميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقطات من حفل مرور 33 عام على صدور جريدة "الأنباء" الكويتية....الثلاثة الكبار! NaWaRa الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 15 16-10-2009 10:38 AM
قصة جديدة لإخواني بالمنتدى بقلمي - منشورة بجريدة الأنباء الكويتية 1997 المغربي القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 3 24-09-2009 09:29 PM
حنين- قصة قصيرة (المغربي) جريدة الأنباء 1996 المغربي القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 1 24-09-2009 09:24 PM
مسرحية (الأميرة الحسناء).. نموذج مثالي لمسرح الطفل وحتى الكبير يستمتع بها عندليب الكويت الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 0 09-08-2009 10:38 AM
[الرأي العام]( الحسناء .. الجميلةـــ> سولاف فواخرجي وسامر المصري في مسلسل «يا صديقي»! أحمد سامي الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 1 16-12-2008 12:06 PM


الساعة الآن 07:28 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292