شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية

شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية (http://forum.fnkuwait.com/index.php)
-   القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) (http://forum.fnkuwait.com/f269)
-   -   لا تكن ثائرا بغير قضية ..!! (http://forum.fnkuwait.com/t10645)

نوره عبدالرحمن "سما" 28-04-2010 11:51 AM

لا تكن ثائرا بغير قضية ..!!
 
لا تكن ثائرا بغير قضية ..!!


http://up101.9ory.com/v/10/04/28/08/42506221960.bmp


في أحد غابات الصين يذكر عن شجرة أنها عاشت مئات السنين وقد أضحت من أعظم الأشجار

وأطولها وقد واجهت على مدى مئات الأعوام جملة من المصاعب. حيث الرياح العاتية والعواصف المدمرة والصواعق الحارقة، وبالرغم من كل هذه الكوارث بقيت صامدة واقفة بكل شموخ وكبرياء..
..كالجبل الأشم وكالطود الثابت لم يتحرك لها غصن ولم يتزحزح فيها جذر ،ثم فجأة ..
قوبلت بهجوم ضار من صغار الحشرات وهوام الأرض فلم تزل بها نخرا وقرضا حتى نالت منها واسقتطتها !


وكثير من البشر حاله كما هو حال الشجرة ثابتا صلبا شامخا أمام عظيم المصائب وجليل الرزايا ولكنه وبكل ببساطة تراه يستدرج من قبل توافه الأمور وصغائرها حتى تقضي على راحته وتجهز على سعادته..



حكت لي إحدى قريباتي وهي (القوية الصلبة) كيف أن مزاجها تعكر وليلها طال وهمها عظم كونها ما وفقت في اختيار (بلوزة) لطفلتها بنفس درجة لون البنطال في إحدى المناسبات..

وثانية قد تلاعب فيها القلق وكاد أن يجهز عليها الهم والتفكير فقط لأنها في أحد المناسبات نسيت مسح أحد الفناجين فقدمته (مبللا) للضيوف!



إن الإشكالية التي يعاني منها الكثير لا تكمن في المشكلات المعقدة و لا في العقبات الكؤود، بل هي في دقيق الأمور وصغائرها فتلك كلمة زل بها وذالك تصرف لم يوفق إليه وهذه قد زاد وزنها قليلا وأخرى طفلها تصرف بشقاوة زائدة عند الضيوف أو زوجها تأخر عليها دقائق وهذا لم يجهز شماغه أو أزعجه صغيره!..

أمور لو تأمل فيها الإنسان لعرف أنها لا تستحق منا كل تلك الآلام والمتاعب والسهر والضيق، فما أروع أن نتجاوز سفاسف الأمور وصغائرها لنحمي حياتنا من التوتر والضغوطات ونعيش حياة عابقة بالفرح والسعادة..


وللتخلص من أسر تلك الصغائر وقيد هذه التوافه.

إليك توجيهات جميلة ستخفف عليك الأحمال وتقلل الكثير من التوتر في حياتك بإذن الله :

1- أخي الكريم أختي الكريمة ماذا يعني إن أسأت التصرف في موقف ما أو أسأت لشخص من غير قصد وجانبك التوفيق في مشروع ما؟
عد لطبيعتك البشرية ، وتذكر أنك بشر جبلت على الخطأ ولن تنفك عنه واعلم أنك عندما تعلي مقاييسك و تبالغ في طلب المثالية سواء على الصعيد الشخصي أو العام فانك تخوض بهذا معركة خاسرة ستفقد معها نعمة الشعور بالرضا والقبول فتخلص من عقدة الكمال في الحياة حتى تبصر مواطن الجمال فيها.

2-إن الشخص الذي يتعاطى مع توافه الأمور وصغائر الأحداث بتوتر و أفعال يجني على نفسه جناية عظيمة ، حيث أنه أقرب مايكون إلى الشخص الذي يفتت نفسه جزءا جزءا ويسقيها السم القاتل قطرة قطرة حتى يستيقظ في ذالك اليوم وقد أفنى روحه و استنزف كل طاقته وعرضها للانهيار الكامل، لذا فإن الثمن الباهظ لأسر تلك الصغائر هو الحرمان من سحر الحياة وجمالها.

3-لاتظن- وفقك لله – أنك شاغل الناس و حديث المجالس وبؤرة تركيز البشر يعدون أخطاءك فلست مركز الكون وتذكر أن الناس في شغل عن التفكير بأخطائك وزلاتك وإحصاء أنفاسك ومراقبة تحركاتك، لذا فقر عينا ونم ساكن البال عندما يصدر منك خطأ ، فلدى البشر مايشغلهم عن متابعة أخطائك أو الحديث عنها – وتذكر أن الدعوة لعدم الالتفات للصغائر لا يعني عدم الانتباه للأخطاء و استدراك مواطن التقصير إنما يجب أن يتعاطى معها بتؤدة و هدوء دون توتر وانفعال.

4- إن الهوس والتعلق بنظرية (إنجاز كل شئ) سيفضي بك أخيرا إلى أن لا تنجز شيئا ، فسر الحياة الجميلة ليست في إنجاز كل شئ وإنما تكمن في الاستمتاع بكل خطوة تقوم بها.

5- إن الأحداث الماضية والاستغراق في الحديث عنها و إن كانت عظيمة فهي تصنف ضمن توافه الأمور وصغائرها، فلا تسترسل في التفكير حتى لا تعطل قدراتك وتذهل معها
عن الاستمتاع بالحاضر والتخطيط للمستقبل .

6- طبق استراتيجية مايسمى(بفلتر الزمن) وتأكد أن أغلب الأشياء التي تزعجك الآن لن تشغل أي حيز في تفكيرك بعد سنة فتسامح مع كل خطأ أو زلة أو الم ، فسيصبح قريبا مجرد ذكرى فلا تجد في غيرك عدو ولا تكن ثائرا بلا قضية!!!



المقالة بقلم الدكتور /خالد المنيف( مدرب و خبير في التنمية البشرية و إطلاق القدرات )


الساعة الآن 06:17 PM

Powered by vBulletin® Version
Copyright ©vBulletin Solutions, Inc
SEO by vBSEO 3.6.0

7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292