شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > قاعة الأدب والكتب ( القاعة الثقافية ) > أدب ..ابن زيدون :أعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-2010, 02:00 PM   #1 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي أدب ..ابن زيدون :أعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛


من أدب ابن زيدون ..


اعجبْ لحالِ السّروِ كيفَ تحالُ؛ وَلِدَوْلَة ِ العَلْيَاء كَيْفَ تُدَالُ
لا تَفْسَحَنْ للنّفْسِ في شأوِ المُنى ، إنّ اغتراركَ، بالمُنى ، لضلالُ
ما أمْتعَ الآمالِ، لَوْلاَ أنّهَا تعتاقُ، دونَ بلوغِها، الآجالُ
مَنْ سُرّ، لمّا عاشَ، قَلّ مَتاعُهُ، فالعيشُ نومٌ، والسّرورُ خيالُ
في كلّ يومٍ ننتحَى برزيّة ٍ، للأرْضِ، مِنْ بُرَحائِها، زِلزالُ
إنْ ينكدرْ، بالأمسِ، نجمٌ ثاقبٌ؛ فاليَوْمَ أقْلَعَ عارِضٌ هَطّالُ
إنّ النّعيّ لجهورٍ ومحمّدٍ أبكى الغَمامَ، فَدَمْعُهِ مُنْثالُ
شَكْلانِ إنْ حُمّ الحِمَامُ تجاذَبَا؛ لا غَرْوَ أنْ تَتجاذَبَ الأشكالُ
ولَّى أبو بكرٍ، فراعَ لهُ الورَى هولٌ، تقاصرُ، دونَهُ، الأهوالُ
قَمَرٌ هَوَى في التُّرْبِ، تُحثى فَوْقَهُ؛ للهِ ما حازَ الثّرَى المنهالُ
قدْ قلتُ، إذْ قيلَ السّريرُ يقلّهُ: هَلْ للسْرِيرِ بِقَدْرِهِ اسْتِقلالُ؟
الآنَ بيّنَ، للعقولِ، زوالُهُ، أنّ الجبالَ، قصارهنَّ زوالُ
ما أقبح الدّنيا ! خلافَ مودَّعٍ، غنيَتْ بهِ في حسنِها تختالُ
يا قَبْرهُ العَطِرَ الثرى إلا يَبْعَدَنْ حُلْوٌ، من الفِتْيَانِ، فيك حلالُ
ما أنْتَ إلاّ الجَفْنُ، أصْبحَ طَيَّهُ نصلٌ عليهِ، من الشّبابِ، صقالُ
فَهُناكَ نَفّاحُ الشّمائِلِ، مِثْلَمَا طَرَقَتْ بأنْفاسِ الرّياضِ شَمَالُ
دانٍ مِن الخُلُقِ المُزَيِّنِ، نازِحٌ عنْ كلّ ما فيهٍِ عليهِ مقالُ
شِيَمٌ يُنافِسُ حُسْنَها إحْسانُها، كالرّاحِ نافسَ طعمَها الجريالُ
يا مَنْ شأى الأمثالَ، مِنْهُ واحِدٌ، ضُرِبَتْ بهِ في السّودَدِ الأمْثالُ
نقصتْ حياتُك، حين فضلُك كاملٌ، هلاّ استُضيف، إلى الكمالِ، كمالُ !
وُدّعتَ عَنْ عُمُرٍ، عَمَرْتَ قَصِيرَة بمكارمٍ، أعمارُهنّ طوالُ
منْ للنّديِّ، إذا تنازعَ أهلُهُ، فاستَجهلَتْ، حُلْماءَهُ، الجُهّالُ؟
لوْ كنتَ شاهدَهُمْ لقلّ مراؤهُمْ لأغرّ فيهِ، مع الفتاء، جلالُ
من للعلومِ؟ فقد هوى العلمُ الذي وُسِمْتَ بهِ أنْواعُهَا الأغْفالُ
منْ للقضاءِ يعزّ، في أثنائِهِ، إيضاحُ مُظْلِمِة ً، لَها إشْكَالُ؟
منْ لليتيمِ، تتابعَتْ أرزاؤهُ؟ هلكَ الأبُ الحاني، وضاعَ المالُ
أعزِزْ بأنْ ينعاكَ، نعيَ شماتَة ٍ، للأوْلياء، المَعشرُ الأقْتالُ
فُجِعَتْ رحى الإسلامِ منك بقُطْبِها؛ لَيْتَ الحَسودَ فِداكَ، فهوَ ثِفَالُ
زُرْنَاكَ لم تأذَنْ، كأنّك غافِلٌ؛ ما كان مِنكَ لِواجِبٍ إغْفالُ
أينَ الحفاوة ُ، روضُها غضُّ الجَنى ؛ أينَ الطّلاقة ُ، بِشرُها سَلْسَالُ
أيّامَ مَنْ يَعرِضْ عليكَ وِدادَهُ يَكُنْ القَبولُ، بَشيرُهُ الإقْبالُ
مهما نغبّكَ لا نربْكَ، وإنْ نزُرْ رفْهاً، فَما لزيارة ٍ إملالُ
هيهاتَ لا عهدٌ، كعهدِكَ، عائدٌ، إذْ أنْتَ في وجهِ الزّمانِ جمالُ!
فاذهبْ ذهابَ البُرْء أعقبَهُ الضّنى ، والأمنِ وافَتْ بَعدَهُ الآجالُ
لكَ صالِحُ الأعمالِ، إذّ شَيّعتَها بالبِرّ، ساعة َ تُعْرَضُ الأعمالُ
حيّا الحيا مثواكَ، وامتدّتْ على ضاحي ثَراكَ، من النّعيمِ، ظِلالُ
وإذا النّسيمُ اعتلَ، فاعتامَتْ بهِ، ساحاتِكَ، الغدواتُ والآصالُ
ولَئِنْ أذالَكَ، بَعدَ طُولِ صِيانَة ٍ، قَدَرٌ، فكُلّ مَصُونِهِ سيُذالِ
سيحوطُ، منْ خلّفتَهُ، مستبصرٌ في حِفظِ ما استَحْفَظتُه، لا يَالُو
كفلَ الوزيرُ، أبو الوليد، بجبرِهمْ؛ إنّ الوزيرَ، لِمثْلِها، فَعّالُ
ملكٌ سجيّتُهُ الوفاءُ، فما لهُ بِالعهْدِ، في ذي خُلّة ٍ، إخْلالُ
حَتَمٌ عليهِ لَعاً لعَشرَة ِ حالِهمْ، قَدْ تَعثُرُ الحالاتُ، ثمّ تُقالُ
إيهاً، نبي ذكوانَ، إنْ غَلَبَ الأسى ، فَلَكُمْ، إلى الصّبرِ الجَميلِ، مآلُ
إنْ كانَ غابَ البَدرُ عَنْ ساهُورِه منْكُمْ، وفارَقَ غابَهُ الرّئبالُ



من الموسوعة العالمية للشعر العربي

و أقرأ لنفس الشاعر




http://www.adab.com/modules.php?name...d=13667&r=&rc=

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ إبن زيدون ] نوره عبدالرحمن "سما" قاعة الأدب والكتب ( القاعة الثقافية ) 0 07-07-2010 03:19 PM
أدب .. ابن زيدون : أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا نوره عبدالرحمن "سما" قاعة الأدب والكتب ( القاعة الثقافية ) 0 23-06-2010 01:57 PM


الساعة الآن 08:16 AM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292