[بحر الحب]

مما لا شك فيه، أن الممثل اللبناني ميشال أبو سليمان يتمتع بقدرات لافتة وامكانيات تساعده على تأدية كل الأدوار، لكن براعته كانت لافتة في مجال الكوميديا تحديدا، حيث حقق النجاح وفرض نفسه كواحد من أكثر الممثلين اللبنانيين براعة في هذا المجال، فلعب أدوارا دخلت القلوب وكان واحدا من أكثر نجوم الكوميديا اقناعا، وتمكن من خوض غمار الاعداد والتقديم وصولا الى الانتاج، فعزز مكانته بين الممثلين وحتى على خشبة المسرح حيث ترك العديد من البصمات، ولا سيما في اطار «الشانسونيه» فنجح وتمكن من خلق عالمه الخاص، بفضل جهده الخاص وبشهادة كل الذين عملوا معه، ومع ذلك ما زال يطمح لتحقيق المزيد وصولا الى المرحلة أو الهدف الذي رسمه لنفسه منذ بداياته. من هنا كان الحوار معه طريفا ومليئا بالمحطات التي حملت طابعه الخاص، فتحدث عن كل الأمور في اللقاء التالي:

لماذا لم يحقق ميشال ابو سليمان خطوات ثابتة في الدراما، كما حقق في الكوميديا؟

ربما لأنني لا أرغب في نيل أدوار بالواسطة، وهذا يلخص قلة ظهوري في الأعمال الدرامية رغم وجودي في مجال التمثيل من العام 1980 وحتى اليوم، ومع ذلك فان أعمالي الدرامية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لكنني والحمدلله عوّضت ذلك في الكوميديا وحققت النجاح بشهادة الجمهور، ودون منّة من أحد.

ما الأعمال الدرامية التي شاركت بها؟

هناك عدة مسلسلات من بطولتي، ومنها على سبيل المثال «أسرار» مع تقلا شمعون عُرِض على «ام تي في» ولم ينل حقه. ثم صوّرت لمحطة «المستقبل» مسلسل «مع الإنسان» من بطولتي. وصوّرت أخيراً خماسية مع ندى بو فرحات لكلود حيدر، عُرض على «تلفزيون الجديد»، ولكن طموحي في الدراما أكبر بكثير لكنني لن أقرع الأبواب لتحقيق هدفي.

نجد عندك مواصفات الفنان الشامل من حيث الكتابة والاعداد والتمثيل؟

نعم هذا صحيح، فقد كنت أكتب واعدّ البرامج واقدمها أحيانا ناهيك عن التمثيل فيها.

كانت لك تجارب عديدة في الدوبلاج أيضا؟

نعم شاركت في عدة أعمال «دوبلاج»، قمت بتبديل صوتي خمس مرات من خلال خمسة كاراكاتيرات في مسلسل واحد هو «مهما كان الثمن»؛ كذلك عملت في مجال دبلجة أفلام «الكارتون» والأفلام الوثائقي مع عبد المجيد مجذوب ونقولا أبو سمح وغيرهما. وقد استمريت في هذه الأعمال على مدى 12 سنة، وقد أبعدني ذلك عن الشاشة الصغيرة لكن والحمدلله، وفرت لي هذه الأعمال المردود الكافي الذي يضمن حياة كريمة لي ولعائلتي.

كانت لديك تجارب رسّخت شخصيتك في أذهان المشاهدين؟

كانت شخصيات طريفة و«مهضومة» احبها الناس، وتركت أصداء ايجابية لدى المشاهدين، وبينها على سبيل المثال شخصية «أبو العبد»...

لكن هناك عدة ممثلين لعبوا هذه الشخصية؟

طبعا، ولكن كل من هؤلاء الممثلين أعطى الشخصية البيروتية التاريخية، بعدا خاصا لكنني تناولتها من وجهة نظر خاصة، وقد حققت معها نجاحا فرض عليّ استكمال العمل خلال شهر رمضان المبارك على مدى ثلاثين حلقة.

مع نفس الشخصيات؟

نعم هناك ليليان نمري (ام العبد) ومايكل أبو كسم (ابو صطيف) الى جانب ضيوف وعدد من الفنانين الذين يظهرون في حلقات مختلفة...وسيكون نطاق العمل أوسع وأكثر شمولية، ولن يقتصر على ابتكارات «ابو العبد» في بيروت فقط بل سيصل الى الخارج.

ما الذي يبعدك عن الدراما؟

الحمدلله علاقتي جيدة مع كل المنتجين والمخرجين، لكنني لست مستعدا لتقديم تنازلات في سبيل نيل أدوار درامية أو غيرها...

أين تصنّف نفسك اليوم بين الممثلين؟

أعتقد أنني قدمت حتى اليوم نسبة تتخطى النصف من امكانياتي، لكن ما زالت لديّ طاقات وامكانيات يمكنها أن تحدث فارقا مهما عند اللزوم.

ماذا عن المسرح؟

أعمالي كثيرة، وقد خلقت لنفسي عالما خاصا من مسرح «الشانسونييه»، وما يميّزني عن غيري في هذا المجال هو القدرة على الارتجال عند الضرورة، وهنا سرعة البديهة التي تميز ممثلاً عن آخر.

ما نظرة ميشال أبو سليمان للفن حاليا؟

الفن موهبة وقدرات وامكانات، ومن يملك مؤهلات مماثلة لابد أن يصل الى الهدف الذي رسمه لنفسه.

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=223608