إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-2010, 12:42 AM   #1 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,012

افتراضي أحمد زكي .. اليتيم الأسمر الذي كسر قاعدة الوسامة في السينما


صفحات من حياة أحمد زكي (1)



خالد بطراوي
الفنان الأصيل هو ذلك الذي يشق دربا لم يسلكه أحد من قبل، وهذا ما حققة الفنان الأسمر أحمد زكي الذي تجاوز ببراعته في الأداء عقبة العرف السائد عن فتى الشاشة الوسيم، وأقنع ببساطة وصدق تمثيله للشخصيات جمهورا واسعا، صدقه في كل أدواره من بواب العمارة إلى الزعيم السياسي، ومن ابن الطبقة المتوسطة إلى الصعلوك ورجل العصابات، وقدم في عمر قصير تراثا سينمائيا باقيا ومدرسة في الأداء لا تنسى.

كان أحمد زكي يتمنى أن يقدم شخصية عبد الحليم حافظ في فيلم سينمائي، فقد توحد النجم الأسمر مع العندليب الأسمر لأنه رأى فيه نفسه، فكلاهما يتيم وموهوب وقادم من الريف المصري، من قاع المجتمع إلى أن وصل إلى قمته!
وقد عاش أحمد زكي سنواته الخمس الأخيرة وهو يحلم بتقديم حياة وفن عبد الحليم حافظ، بعد نجاحه الساحق في تقديم عدد من عظماء مصر منهم: طه حسين، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات.
وأخيرا تحقق الحلم، وإن جاء متأخرا بعد أن أصيب أحمد زكي بالسرطان، ولكنه برغم ظروفه المرضية القاسية استطاع أن يتحايل على نفسه، فلعب الجانب الأكبر من شخصية «حلـيم» في الفيلم الشهير الذي عرض يوم 7 ديسمبر عام 2006، وهو الفيلم الذي تم استكماله بعد وفاة أحمد زكي في 27 مارس عام 2005، حيث قام ابنه الوحيد هيثم بتكملة الدور.
والآن.. فإن كل الدنيا شاهدت فيلم «حليم» ما عدا النجم الأسمر الذي حلم بالدور، وقام به، وهو أحمد زكي نفسه.
وهذه هي الدراما في ذروتها، وكما لا يستطيع أي مؤلف أن يصنعها بمثل هذه الحبكة الدرامية.
فالمفارقة هنا هي أن النجم الأسمر الذي حلم بالدور، وقام به، لم يشاهده.. ولن يشاهده.
وشاء القدر أن يرحل أحمد زكي في مثل الوقت الذي رحل فيه العندليب عبد الحليم حافظ في شهر مارس بعد مرور 28 عاما.. فكان أحمد زكي يذهب إلى أماكن التصوير على كرسي متحرك بصحبة الطبيب المشرف على علاجه ومع كل مشهد كان الطبيب يتوقع وقوعه بين لحظة وأخرى.. لقد عاش الاثنان نفس الرحلة من الزقازيق إلى القاهرة وعانى الاثنان من اليتم والحرمان والحضن الدافئ.. ومشيا فوق الاشواك ورحلا في عز شبابهما وعطائهما.
جواز المرور
من يترك كنزا في قلوب الناس لا يمت، ومن يحفر أثره في الصخر يبقَ مع دوران الأيام، لكن الحزن يكبر كلما كبرت القيمة المختزنة في الذاكرة الإنسانية، هكذا نفهم لماذا كل هذا التعاطف مع أحمد زكي، ولماذا كل هذا الحزن على أحمد زكي، فقد صنع النجم الأسمر تراثا لا ينسى، لأنه أولا إنسان حقيقي مندمج في هموم البسطاء، ولأنه فنان حقيقي يسعى وراء قيمة باقية، لا أضواء زائلة.
في ذاكرتي عنه صورة ثابتة، ليست صورة جمال عبد الناصر أو أنور السادات، وليست صورة البواب أو الطبال أو الوزير أو الكوافير أو الملاكم أو السباك أو الصعلوك أو زير النساء أو المحامي أو ضابط الشرطة أو تاجر المخدرات أو الوطني أو الوديع أو المطارد أو المدمن.
في ذاكرتي صورة عن أحمد زكي نفسه، هذا الانسان البسيط الأسمر الذي استطاع أن يكسر الحصار المغلق على فتيان الشاشة الأوائل. فقد كان المخرج زمان حينما يرى شابا وسيما في أحد الأندية يسأله لماذا لا تمثل؟
وكان الشكل والوسامة هما جواز المرور إلى باب النجومية. لكن أحمد زكي غير هذا المفهوم ولم يعد الفتى الأول هو أنور وجدي أو رشدي أباظة أو كمال الشناوي أو حسين فهمي او غيرهم. لكن كانت الصدمة الأولى حين سحب منه فيلم «الكرنك» قبل التصوير بيوم واحد، وقيل صراحة «معقول شاب مثل هذا أسود وشعره مجعد تحبه سعاد حسني»؟
أحمد زكي و.. العميد
وكانت المفاجأة حينما أدى أحمد زكي دور حياة عميد الأدب العربي طه حسين في قصة «الأيام» المسلسل التلفزيوني الذي تعرف عليه الناس وأعجب به المخرجون، فقد ظهر جيل جديد من الشبان الدارسين الذين حملوا السينما على أكتافهم بعد جيل الرواد. جاؤوا بفكر جديد وسينما تمثل الواقع الجديد مثل رأفت الميهي ومحمد خان وخيري بشارة وعاطف الطيب، الذين غامروا بإسناد البطولة المطلقة له. اختاره المخرج خيري بشارة بطلا مطلقا في فيلم «العوامة رقم 7» عام 1982، واستطاع فيه أحمد زكي أن يعبر عن جيل شباب السبعينات الذي عاش بعد النكسة، جيل القلق والضياع، وأصبح مع بداية الثمانينات هو النجم المتألق ضاربا بمواصفات الفتى الأول عرض الحائط.
وخلال 33 عاما هي مشواره الفني نجح أحمد زكي في أن يخطف الأضواء ليكون أكثر نجوم جيله شعبية ومصداقية لدى الجمهور. قدم أدوارا لا أتصور أحدا يؤديها غيره، فمن ينسى نخوة عسكري الأمن المركزي «أحمد سبع الليل» وغيرته على كرامته فـي فيلم «البريء» عام 1986، ومن ينسى «منتصر» في الهروب عام 1991، ومن ينسى «زينهم جاد الحق» في الامبراطور عام 1990، و«المدمن» عام 1983، و«النمر الاسود» عام 1984، و«الباشا» عام 1993. ومن ينسى «العميد هشام» ضابط مباحث أمن الدولة في «زوجة رجل مهم» عام 1988. وقدم أحمد زكي شخصيات المهمشين والناس الغلابة المطحونين ومنها: «أنا لا أكذب ولكني أتجمل» و«الحب فوق هضبة الهرم» و«أحلام هند وكاميليا» و«المخطوفة» وغيرها.
معظم الشخصيات التي لعبها أحمد زكي حظيت بتقدير حقيقي من النقاد والفنانين والفنيين من خلال جوائز من المهرجانات والجمعيات، وكانت أهم هذه الجوائز وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس محمد حسني مبارك عام 2001، ثم تكريم من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمنحه وسام الفنون عام 2002، وجائزة أحسن ممثل في مهرجان قرطاج، والجائزة الذهبية من مهرجان العالم العربي بباريس، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان شنغهاي بالصين، و9 جوائز من مهرجان جمعية الفيلم، وجائزتين من مهرجان الإذاعة والتلفزيون، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزتين من مهرجان المركز الكاثوليكي، وجائزة مـن مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
نجم الأوائل
الكتابة عن أحمد زكي هي أقل تقدير لفنان يندر مثاله بما يملكه من موهبة وتفرد وتميز ولهذا وضعه الجميع في مكانة استثنائية، وتشهد على ذلك اختياراته وعشرات الجوائز والتكريمات والأوسمة التي حصدها.
لقد اقتربت من النجم الكبير أحمد زكي ومن حياته في عام 1971 أثناء تصوير فيلم «أغنية على الممر» وأستطيع أن أقول ان هناك صفات كثيرة منحها له الله هي التي صنعت ورسخت مكانته وجعلت منه فنانا عبقريا واستثنائيا وانسانيا رائعا.
قليلون أولئك الفنانون الذين ينجحون في أن يجعلوا من الشخصيات الفنية علامات حقيقية في فن التمثيل ومنهم أحمد زكي فهو عبقري في أدائه ولقّبه الكثيرون بأنه رئيس جمهورية التمثيل.
ولا أضيف جديدا إذا قلت ان أحمد زكي من القلائل الذين يحتلون المركز الأول منذ جاء إلى القاهرة، فهو الأول على دفعته بمعهد التمثيل، وأول نجم أسمر بملامح الملايين، وهو أول فنان يحصد هذا الكم الكبير من الجوائز، وهو أول فنان يقدم شخصيات الرؤساء بأسمائهم (ناصر، السادات)، وكان أول فنان ينال التقدير والتكريم من الرئيس محمد حسني مبارك وحصل على وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى.
المجنون العاقل
من كان يريد أن يعرف أحمد زكي الانسان كان عليه ان يذهب معه إلى البلاتوهات، وهناك يرى كيف يتعامل مع عامل الاستوديو وفني الإضاءة.
ومن كان أيضا يريد أن يعرف أحمد زكي «الفنان» كان عليه ان يذهب إلى جلساته الفنية ليراه وهو يتحدث عن أحوال السينما وعشقه للتمثيل فيثور وينفعل ويصرخ. لذلك أطلق عليه الشاعر الراحل صلاح جاهين «المجنون»، ذلك المجنون بفنه وحبه للسينما وحب التمثيل والصدق في الأداء.
هذا الفتى الأسمر الذي جعل لون بشرته السمراء نعمة، لا «نقمة».. حقق نجاحاته وتميز بإصرار وتحد ولم يجعل العوائق توقف طموحه، ولهذا حقق ما حقق من نجومية وفرض واقعا جديدا في زمن كان للنجوم مواصفات شكلية لم تكن تتوافر له، ولكن بملامح الملايين التي تحمل البساطة وتدخل القلوب أصبح نجما، كما أنه أدرك مبكرا أن الفن اداء وموهبة وفكر وليس شكلا خارجيا.

متعب.. مزعج.. غير منضبط
قذائف عديدة أطلقت من مدافع الحقد، والغيرة، والنميمة، على النجم الأسمر أحمد زكي الذي لم يكذب، ولم يتجمل، وتعايش مع كل أدواره، فمنهم من قال: إنه يتدخل، ويعترض، ويناقش، ويكبد المنتج خسائر فادحة.
الماكياج الذي يتم عادة في ساعة، يقضي فيه 3 ساعات. ورددوا أيضا: قد يتذكر ساعة التصوير، ولكنه ينسى اليوم.
وما أكثر ما قالوا، وما أشاعوا، وما رددوا:
والرد على كل هذا كان بكلمة واحدة هي التدقيق في العمل حتى يخرج في أفضل صورة ممكنة.
هذا هو عيب أحمد زكي الأكبر والأوحد، إذا ما جاز اعتبار الرغبة في الكمال، والتدقيق، عيبا.
والعبرة، كما كان يقول النجم أحمد زكي، بالنتائج، لذلك كان يردد دائما: لا تحاسبوني أثناء التصوير بالفيلم، أو قبل انتهاء المسلسل.
بثقة يضيف: حاسبوني بعد العرض؟! ومبعث ثقة أحمد زكي أنه كان واثقا من النتائج، واثقا من النجاح الباهر.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=19082010

 

 

__________________

 






حياة الفهد قالت :
غانم الصالح أيقونة نجاحي طوال 50 عاما
اما عبدالحسين عبدالرضا قال :
الكويت كلها حزنت على فراقه ,, هو الاخ والصديق والمؤسس
محمد المنصور :
لا أنسى ابداعه في علي جناح التبريزي
خالد العبيد :
غانم الصالح عندما يلبس الشخصية .. يعطيها حقها
محمد جابر :
صداقتي بغانم الصالح خمسين سنة وتسع أيام
عبدالرحمن العقل :
غانم الصالح هو عمري الفني كله
احمد جوهر :
غانم الصالح فارس وترجل عن جواده
محمد السنعوسي :
هل سيأتي من يملأ جزء من اداء غانم الصالح وادواره ؟
داود حسين :
كان يوقف التصوير من اجل الصلاة , و"زارع الشر" يشهد
عبداللطيف البناي :
راح الابو و العم و الفن و الفنان
عبدالعزيز الحداد :
غانم الصالح لا يصرخ .. الا امام الكاميرا وفوق الخشبة
زهرة الخرجي :
افضل ادوار حياتي كانت امام غانم الصالح
باسمة حمادة :
نافسته مرةً على الالتزام بالمواعيد , فسبقني
خالد أمين :
استلهمت أدائي لشخصية "خلف" من غانم الصالح
خالد البريكي :
غانم الصالح لو كان حيا لقال للجميع التزموا بصلاتكم
وبحر الحب يقول :
شخص مثل غانم الصالح لايأتي الا مرة بالحياة , لكنه لايُنسى أبداً

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2010, 12:55 AM   #2 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
الصورة الرمزية محمود آل ابراهيم
 
 العــضوية: 1611
تاريخ التسجيل: 06/12/2008
المشاركات: 375

افتراضي

باختصار .. فنان أسطوري من الصعب جداً أن يتكرر ..

 

 

محمود آل ابراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2010, 01:23 AM   #3 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية الأنين
 
 العــضوية: 3051
تاريخ التسجيل: 25/04/2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 4,482
الـجــنــس: أنثى

افتراضي

ما احبه ابدا لكن له افلام قوية

شكرا

 

 

__________________

 


الأنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2010, 01:26 AM   #4 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
الصورة الرمزية كوكب الشرق
 
 العــضوية: 10807
تاريخ التسجيل: 18/08/2010
الدولة: الكويت
المشاركات: 416
الـجــنــس: ذكر

افتراضي

رحمه الله واسكنه فسيح جناته

فنان اسطوري لم ولن يتكرر ولو بعد 1000 عام

وهو افضل ممثل مصري من بعد العصر الذهبي (الاربعينات - الخمسينات) وجيل العمالقه والرواد (نجيب الريحاني - يوسف وهبي - انور وجدي)

 

 

كوكب الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2010, 05:41 AM   #5 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
الصورة الرمزية همس الحب
 
 العــضوية: 3741
تاريخ التسجيل: 26/06/2009
المشاركات: 541

افتراضي

فنان لن يتكرر كرس حيات كلها للفن اعطى الفن شبابه وحصد حب جمهوره

 

 

همس الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2010, 12:03 AM   #6 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,012

افتراضي صفحات من حياة أحمد زكي (2)




هل كان يمثل حزب المعارضة في السينما؟!



الفنان الأصيل هو ذلك الذي يشق دربا لم يسلكه أحد من قبل، وهذا ما حققه الفنان الأسمر أحمد زكي الذي تجاوز ببراعته في الأداء عقبة العرف السائد عن فتى الشاشة الوسيم، وأقنع ببساطة وصدق تمثيله للشخصيات جمهورا واسعا صدقه في كل أدواره من بواب العمارة إلى الزعيم السياسي، ومن ابن الطبقة المتوسطة إلى الصعلوك ورجل العصابات، وقدم في عمر قصير تراثا سينمائيا باقيا ومدرسة في الأداء لا تنسى.


كان أحمد زكي متهما دائما بعدم الانضباط، ومن ذلك ما أشيع، أثناء تصوير فيلم «معالي الوزير» عام 2002. فقد روى البعض أن مخرج الفيلم سمير سيف اشتكى من الأسلوب الذى ينتهجه أحمد زكي وهو يقوم بتأدية دوره وإصراره على إعادة المشهد الواحد أكثر من مرة. وهذا صحيح، وغير صحيح.. صحيح لأن أحمد زكي كان أثناء العمل يحاول أن يدخل إلى أعماق الدور أكثر وأكثر من أجل السيطرة على كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة. وهي السيطرة التي جعلت منه ممثلا بارعا يقدم أعمالا مدهشة طوال مشواره الفني يندر أن يتكرر.
وقد ظهر هذا بوضوح في احتفال أقامه المنتج وحيد حامد لفيلم «معالي الوزير» في فندق «ميريديان» في الحفل الذي تكلف 35 ألف جنيه، ويدخل ضمن أحداث الفيلم. وكان أحمد زكي يرتدي أكثر ملابسه أناقة، ويعامل المدعوين بكل دبلوماسية، ويحاول التقرب منهم ومعرفة مشكلاتهم. وكان يصافح المدعوين مثل الوزراء، وينادي كل السيدات بكلمة «يا هانم»، والرجال بكلمة «حضرتك».
فالصحيح هو التعب. وغير الصحيح هو التمارض. فليس من مصلحة أحمد زكي كمجسد عبقري لمختلف الشخصيات أن يعطل مصالح صديقه وحيد حامد الذي كتب سيناريو الفيلم وحواره أكثر من ثلاث مرات حتى يضمن التحكم في موضوعه، خاصة ان هذا هو ثاني عمل لهما سويا، بعد فيلم «اضحك الصورة.. تطلع حلوة»، إخراج شريف عرفة عام 1998.
وليس من مصلحة أحمد زكي كنجم تجاوز دوره حدود التمثيل والتشخيص أن يعطل العمل في فيلم يصوره، خاصة وقد ابتعد عن العيون لأكثر من عام، وكل فنان يحرص على أن يكون موجودا، حاضرا، ملء العيون.
الاقتناع أولاً
ولعل السبب وراء إطلاق مثل هذه الشائعات أو ترويجها، أن أحمد زكي لا يؤمن بالعبارة العسكرية العتيدة «تمام يا افندم» إلا إذا كان كله «تمام» فعلا.
ومن هنا يناقش المخرج، ويتحاور مع المؤلف، ولا يستبد برأيه، إنما العبرة عنده بالاقتناع، إذا اقتنع امتثل، وإذا لم يقتنع عارض بشدة.
ومن هنا قد تتحول المعارضة إلى خلاف في الرأي.. وهو ما حدث بينه وبين المخرج محمد خان، مخرج فيلم «أيام السادات» عام 2001، فكان أن صور بعض المشاهد التي اقتنع بها، وكان المفروض أن تصور.
ومن هنا أيضا اختلف مع المخرج محمد فاضل، حول مشهد من فيلم «ناصر 56» عام 1996 فطلب التوقف عن متابعة التصوير، حتى يتم الاتفاق عـلى رأي فكان له ما أراد.
يضحكون ويقولون: لأنه اعتاد المعارضة وأصبح عضوا فى الحزب المعارض، وهو هنا حزب فني، وقف في مواجهة قانون، اعتبرته الغالبية ضارا بمصالح حزب فني آخر. وقد تسببت المعارضة والمشاركة في إبداء الرأي الآخر في تأجيل تصوير فيلمه الأخير، لكن هناك فارق بين التأجيل والتعطيل.
من كل هذا يتضح أن المتهم أحمد زكي لم يكن مزعجا ولا متعبا، ولا هو «خميرة» عكننة للزملاء، هو فقط ممثل كبير لديه خبرة كافية ويحق له التدخل لمصلحة العمل، والدليل أن النتيجة في النهاية كانت معروفة، وهي أنه فنان موهوب لا يتكرر في عالم التمثيل، ازدادت قيمته ونجوميته حتى أصبح وجوده في الساحة الفنية علامة مضيئة في هذا التاريخ الطويل. وأذكر ما قاله نور الشريف : أنا موهوب بنسبة سبعة على عشرة وأحمد زكي موهوب عشرة على عشرة.
لقد جسد أحمد زكي دور «الوزير» بعد أن كان رئيسا للجمهورية مرتين: مرة في «ناصر 56» ومرة أخرى في «أيام السادات»، مؤكدا فيهما قدرته الفنية المتميزة في تحويل ما يقوم به من شخصيات درامية على الورق إلى شخصيات انسانية تحاكي الواقع، وتتحرك وسط الطبيعة الحية، القادرة على استيعاب كل ما يحيط بها من واقع مرئيّ.
مشوار النجومية
هذا هو الفنان الكبير أحمد زكي متولي عبد الرحمن بدوي الذي ولد في الثامن عشر من شهر نوفمبر عام 1946، بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، لأسرة رقيقة الحال.
توفي والده بعد ولادته، فتزوجت الأم من آخر لتنتقل رعايته لجده عبد الرحمن بدوي الذي لعب دورا كبيرا في حياته كطفل.
عاش أحمد زكي طفولة حزينة، مليئة بالوحدة والحرمان، الحرمان من الأب والأم، وقد التحق بعد نجاحه في المرحلة الاعدادية بالمدرسة الثانوية الصناعية، وكان بالمدرسة فريق للتمثيل، فسارع بالمشاركة فيه، ومن خلال مشاركاته في العديد من الحفلات والعروض المسرحية بالمدرسة، لاحظ ناظر المدرسة مدى الموهبة التي يتمتع بها هذا الشاب الأسمر النحيل، صاحب العينين الواسعتين اللتين تشعان بريقا وموهبة، فشجعه على مواصلة هوايته والحفاظ على موهبته التي حباه الله بها.
وتشاء الأقدار يومئذ أنه كان في الزقازيق مشرف فني على مدارس المحافظة اسمه وفيق فهمي، وقد كان ممثلا معروفا في مسرح التلفزيون وعمل في العديد من الأعمال السينمائية من بينها فيلم «نحن لا نزرع الشوك» مع شادية وتوفي في عام 1985.
هذا الفنان هو المكتشف الحقيقي لموهبة أحمد زكي، فهو الذى شجعه، وهو الذي اصطحبه معه إلى القاهرة حيث قدم له في المعهد العالي للفنون المسرحية، وحينما رسب أحمد زكي في المرة الأولى ظل إلى جانبه يعلمه ويدربه إلى أن قدم له مرة ثانية في العام التالي، وكانت هي المرة التي نجح فيها أحمد زكي، ودخل معهد التمثيل بعدها، وبعد التحاقه بالمعهد سعى أحمد زكي لتكوين علاقات وصداقات مع زملائه واستطاع أن يدخل القلوب بما يحمله من نقاء وصفاء وطيبة قلب.
كان أحمد زكي لا يحتد في النقاش إلا في الأمور الفنية والتي تتعلق بعمل فني أو مسألة فنية، ومن الصداقات المهمة التي استمرت معه منذ البداية صداقته للفنان الراحل ممدوح وافي، وكانت هذه الصداقة مضربا للأمثال في الحب والإخلاص والتفاني.
مستورة والحمد لله
من الأشياء التي كانت تعذب أحمد زكي وتجعله ثائرا مندفعا حينا، وهائما منكسرا أحيانا، طفولته. وعندما كان يتذكر هذه المرحلة من حياته كان يقول: ولدت في الشرقية، في الزقازيق، وسط أسرة ريفية، لكني لم أر والدي، فقد مات وعمري لا يزيد على عام واحد. وبعد وفاته تزوجت أمي.
عرفت معنى اليتم مبكرا، وذقت طعمه المر. ولذلك أتعاطف مع كل يتيم فقد أحد والديه أو الاثنين معا. فاليتيم يفتقد أهم شيء، وهو الحنان الذي يفوق المال أهمية.. فالمال يعوض.. وبقليل منه تستمر الحياة، لكن أن تكون الحياة بلا حنان وبلا حب، فهذا يفقدها قيمتها ومعناها. فلا الفرح يصبح فرحا، ولا الحزن يصبح حزنا، لقد استطعت أن أعيش سنوات الطفولة والصبا محروما من المال الوفير الكافي الذي يلبي كل احتياجاتي، ونفدت المبالغ التي تركها والدي، لكني ظللت أعيش.
كان بعض الأقارب يزورونني حتى يخففوا عني شعوري بالوحدة، وعادة ما كانوا يعرضون علي مالا كمساعدة، لكني كنت دائما أرفض رغم أن جيبي في تلك اللحظات خال حتى من قروش معدودات، لم يكن معي ما آكل به أو أكمل به أسبوعا وأحيانا أياما من عمري، وأرفض أي مساعدة دافعها الشفقة، وأقول لهم معي المال: مستورة والحمد لله. الحرمان من المال ممكن وصعب تحمله، لكن الإحساس المبكر باليتم والحرمان من الحنان عمّق في نفسي الشعور بالمسؤولية، وتحملت مسؤولية نفسي، وحاولت ألا أشعر أحدا بأني عبء ثقيل عليه، ودائما كنت أقول: مستورة والحمد لله.
أجمل أيام حياتي
حكى لي أحمد زكي ذات يوم عن مدى فرحته التي لا تقدر ولا توصف يوم أن رأى اسمه في كشوف الطلبة المستجدين المقبولين بمعهد الفنون المسرحية، وتأكد أنه الأول، الحمد لله، وقد نجح دون أن يكون خاله أو عمه وكيل وزارة، وكان يوما من أجل أيام حياته، وقضى اليوم كله يطوف بشوارع القاهرة.. يتأمل واجهات دور السينما وأسماء وصور النجوم في إعلانات الأفلام الجديدة ويتوقف طويلا امام أي مسرح يراه، ويسأل نفسه: هل يأتي يوم يقف فيه على خشبة مسرح كبير من هذه المسارح؟ وهل يأتي يوم يظهر فيه اسمه في هذه الاعلانات التي تملأ شوارع مدينة القاهرة؟
وخلال مشواره الفني المليء بالمحطات الكثيرة دخل أحمد زكي كنجم سينمائي بعد أن اكتسب نجوميته من المسرح باعتباره أبا الفنون حيث بدأ مشواره الفني أثناء فترة الدراسة في معهد الفنون المسرحية، من خلال مسرحيتين كبيرتين، الأولى «هالو شلبي» التي بدأ فيها بدور غارسون يقلد النجوم، وعلى الرغم من هذا لفت الأنظار.
والثانية «مدرسة المشاغبين» التي مثّل فيها دور ابن مرأة فقيرة تخدم في بيت حضرة الناظر، تختلف ظروفه تماما عن ظروف زملائه القادرين، ومن هنا يكتب لهم، وهو الشاعر، قصائد الغزل بقروش معدودة.
لقد عرّفه المسرح بالناس من خلال أشهر مدرسة فنية، هي «مدرسة المشاغبين»، والتلفزيون بدوره عرّفه بالسينما.
بريق السينما
كانت بداية الفنان الجميل، عبقري الموهبة، أحمد زكي أمام كاميرا السينما مع المخرج محمد راضي، الذى يقول عن هذه البداية: وقع اختياري على الفنان أحمد زكي عندما شاهدته يؤدي شخصية أحمد الطالب الفقير في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، والحق يقال أن أحمد زكي قد لفت إليه الأنظار بأدائه السهل الممتنع الذي يمزج بين البساطة والتلقائية في هذه المسرحية، ولكن السينمائيين لم يكونوا قد انتبهوا في هذا الوقت إلى استغلال موهبته في السينما فقدمته في أول أفلامي «أبناء الصمت» عام 1974، وأسندت إليه أحد الأدوار الرئيسية الذي يتمثل في مجند أثناء حرب الاستنزاف التي سبقت حرب أكتوبر 1973 المجيدة.
وكان أداء أحمد زكي مشجعا لي وله واتفقنا على أن نعيد التجربة مرة ثانية فتم التعاون بيننا في فيلم «صانع النجوم» عام 1977، ثم الفيلم الثالث «العمر لحظة»، وكان آخر لقاء لنا معا هو فيلم «وراء الشمس» عام 1978، وبعد ذلك انطلق النجم أحمد زكي في سماء النجومية.


http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=20082010


 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 12:55 AM   #7 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,012

افتراضي صفحات من حياة أحمد زكي (3)





نِمر الشاشة يرفض الدوبلير ويعشق الأدوار الصعبة


الفنان الأصيل هو ذلك الذي يشق دربا لم يسلكه أحد من قبل، وهذا ما حققة الفنان الأسمر أحمد زكي الذي تجاوز ببراعته في الأداء عقبة العرف السائد عن فتى الشاشة الوسيم، وأقنع ببساطة وصدق تمثيله للشخصيات جمهورا واسعا، صدقه في كل أدواره من بواب العمارة إلى الزعيم السياسي، ومن ابن الطبقة المتوسطة إلى الصعلوك ورجل العصابات، وقدم في عمر قصير تراثا سينمائيا باقيا ومدرسة في الأداء لا تنسى.

في البداية وافق النجم أحمد زكي على تأدية الأدوار الصغيرة معتمدا على جيل من المخرجين الشبان آمن بفنهم، فخاض التجربة معهم بكل ثقة حتى يثبت أنه ممثل جيد، ومتمكن في نفس الوقت.
لم يتطلع أحمد زكي لأن يكون نجما في يوم من الأيام، بل على العكس، فلو انه انشغل بالنجومية فقط، لما كان ليفعل شيئا، لأن العقل لا بد أن يكون متفرغا للإبداع الفني.. فإذا فكر ماذا سيكون؟ فلن يكون.
يأتي ذلك في نفس الوقت الذي عانى فيه أحمد زكي الكثير من المتاعب في بداية عمله بالسينما بسبب لون بشرته السمراء.. فشكله كان «معوقا» لدخوله ميدان السينما.. لقد صدم صدمة كبيرة لو تعرض لها أي فنان ناشئ غيره لكانت أصابته حالة من الهلع والجنون.. ففي عام 1975 شرع المنتج «ممدوح الليثي» في إنتاج فيلم «الكرنك» فأسند إليه دور «إسماعيل الشيخ».. في نفس الوقت كان المخرج الراحل «سيد عيسى» يستعد لإنتاج فيلم «شفيقة ومتولي» فأسند إليه دور «متولي» امام السندريلا سعاد حسني أيضا.
قسوة وعنف
والمدهش، والمفزع في الوقت نفسه، أنه فجأة حدث ما لم يكن يتوقعه أحمد زكي، إذ فوجئ قبل بدء التصوير بيوم واحد بسحب الدور منه في فيلم «الكرنك» وإسناده إلى نور الشريف.. وقيل له صراحة يومها: «معقول ده يطلع يحب سعاد حسني؟!».
أما الفيلم الثاني «شفيقة ومتولي» فقد تشاجر المنتج الراحل سيد عيسى مع مخرج الفيلم علي بدرخان، مما أدى إلى تأجيل تصوير الفيلم لأجل غير مسمى.. ولكن في النهاية مثّل دورا صغيرا محوريا أساسيا في نفس الفيلم.
أما المنتجون الآخرون فكانوا يرشحون أحمد زكي للقيام بالدور الثالث أو الرابع.. فكان رده دائما: «السلام عليكم».
ورغم أن ما حدث للفنان أحمد زكي كان في منتهى القسوة والعنف، لكنه استطاع أن يتخطى الصدمات بسرعة بعد يومين أو ثلاثة، فهذه التجربة المريرة كان يمكن أن تدمره، لكن إحساسه كان يقول: إنهم هم المخطئون.
وبعد المسلسل التلفزيوني الشهير «الأيام» الذي أدى فيه أحمد زكي شخصية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، اتجه إلى السينما مرة أخرى، ولكن من خلال الأدوار الثانية في فيلم «الباطنية»، ومن ثم فيلم «إسكندرية ليه»، و«عيون لا تنام» حتى كانت أول بطولة مطلقة له عام 1981 في فيلم «طائر على الطريق» مع فريد شوقي وآثار الحكيم وفردوس عبدالحميد، وكان من اخراج محمد خان.
السينما .. حب لا يوصف
لم يكن أحمد زكي واحدا من هؤلاء الممثلين «الجاهزين» دائما للبدء في تصوير أي فيلم في أي وقت.. فالسينما بالنسبة له لم تكن مجرد وسيلة لكي يعيش (أكل عيش)، بل كانت رسالة وحبا لا يوصف، وعشقا يصل إلى التضحية بكل شيء. ولذلك لم يكن أبدا من الذين يمثلون في العام الواحد أربعة أو خمسة أفلام. كان يبحث، ويفكر، ويتأمل، وينشغل بكل التفاصيل.
عشرات من الأفلام، وعدد أقل من المسلسلات، أضاف كل منها نجمة إلى كتفيه بحيث أصبح «مشيرا» إن جازت استعارة الرتب العسكرية لسلك الفن..
فهو في فيلم «الامبراطور» زينهم جاد الحق، ذلك الاخطبوط الذي ظل مستكينا طوال بقائه في المعتقل إلى أن خرج هو وزميله إبراهيم (محمود حميدة)، وما لبثا أن دخلا عالم الجريمة، وهنا مد الاخطبوط ذراعيه يمينا ويسارا، فتوغل خارج البلاد وداخلها، حتى انتهى كورقة حقيرة تنقيها رشاشات أعدائه من تجار المخدرات.
هو أيضا عبدالسميع في «البيه البواب» الرجل الصعيدي، الفطري، الحسن النية الذي يصادف أول حادث سرقة فور وصوله إلى القاهرة، ولكن عزيمته تتغلب على هذا الحادث، وقد أصبح في النهاية هو سيد الموقف وما خدع به في بداية حياته يتجنبه في النهاية عندما يتعرض لحادث سرقة أيضا، ولكنه يسترد ماله وينتقم لشجاعته.
وكذلك هو محمد حسن في «النمر الأسود»، ذلك الفتى القوي العزيمة، العنيد الرأس الذي حارب الجهل فانتصر عليه، وحارب الفقر فحطمه، وحارب الهزيمة فاغتالها، ثم حارب الطبقية في قصة حبه الكبيرة.
وهو أحمد أبو كامل في فيلم «شادر السمك»، ذلك المتسلق الذي ارتفع على أكتاف زوجته الفقيرة جمالات (نبيلة عبيد) من بائع سمك صغير إلى «ملك السوق» بأكمله.
وقد شهد الكثيرون لشخصية المحامي المخادع مصطفى خلف في فيلم «ضد الحكومة» الذي يبتز أموال المساكين عن طريق مافيا التعويضات، وإن نسينا فلن ننسى ضابط الشرطة هشام في فيلم «زوجة رجل مهم» عام 1988، حينما يقرر حماه الرحيل بابنته منى (ميرفت أمين) من منزل الزوجية لسوء معاملته لها، فيرفض الهزيمة، فيقتله، ثم ينتحر.
المشاهد الصعبة.. متعة
والمثير للدهشة أنه إذا ما تأملنا الفنان الكبير أحمد زكي جيدا فسنجد عجبا، أو ما يشبه العجب، حيث كان يرفض إسناد المشاهد الصعبة إلى أي دوبلير ليؤديها بدلا منه، والسبب أنه كان يعيش بكل كيانه في الدور ويجد نفسه منساقا للقيام بأعمال غريبة قد تفقده حياته إذا فكر لحظتها في نتائجها الجسيمة، والسبب أنه واقعي إلى أقصى الحدود في حبه للفن الذي يعايشه بكل كيانه ووجدانه.
حدث مثلا في فيلم «طائر على الطريق» عام 1981 أن ألقى بنفسه على السيارة المسرعة في الطريق السريع هربا من حياته بعد فقدان حبيبته المظلومة فوزية (فردوس عبدالحميد).
وفي فيلم «المدمن» عام 1983 قال لمخرج الفيلم يوسف فرنسيس، لا بد أن يراه الناس والحقنة تخترق جلده بشكل حقيقي، في حين أنه لم يكن قد أعطى لنفسه حقنة من قبل، وأحضروا له حقنة فيتامين «سي» فضرب الحقنة لنفسه لكي يرى المشاهد ما يفعل المدمن في نفسه.
وفي «عيون لا تنام» من شدة انفعاله حمل «أنبوبة البوتغاز» التي أشعلوا النار حولها لإشعال المنزل الذي يريدون إحراقه، فأحضروا له بطانية لكي يطفئ بها الحريق، إلا أنه من شدة انفعاله نسي البطانية ودخل إلى مكان الحريق لكي يحمل أنبوبة البوتغاز مشتعلة، مما أدى إلى احتراق يديه، وظل عدة أيام في المستشفى للعلاج من شدة الحروق.
عار في ميدان التحرير
وفي فيلم «ولاد الإية» عام 1989 وجد نفسه يجري شبه عار في ميدان التحرير، لدرجة أن الناس الذين كانوا يقفون على محطة الاوتوبيس ظنوا أنه مجنون، فكانوا يبتعدون عنه كلما اقترب منهم.
وكذلك في فيلم «موعد على العشاء» عام 1981 الذي صور مشهدا من خلاله في المشرحة وكان مفترضا أن تدخل نوال «سعاد حسني» لتتعرف الى جثة زوجها شكري «أحمد زكي» .. فقد طلب أحمد زكي أن يكون المشهد واقعيا فدخل المشرحة، وطلب أن يخرجوا أحد الأموات من داخل الثلاجة لكي يدخلوه مكانه، وذهل المخرج محمد خان ومدير التصوير محسن نصر من مجرد تفكيره في ذلك.
وهناك قصص كثيرة تروي عن اندماجه في أدواره وتقمصه في تجسيد الشخصيات التي كان يؤديها. ففي فيلم «الهروب» عام 1991 كان هناك مشهد يتطلب أن يضرب الراقصة صباح «هالة صدقي»، وطلبت منه ألا يضربها على وجهها بشدة، واستغاثت بالمخرج عاطف الطيب، إلا أن أحمد زكي لم يبال، وصفعها بشدة وسالت الدماء الغزيرة، وبكت بسبب شدة الصفعة حتى انهارت، وعندما أفاقت أدركت أنها أخطأت لأنه لم يكن يمثل، بل كان مندمجا.

خارج السرب

كان النجم الأسمر أحمد زكي فنانا مجتهدا جدا، يهتم كثيرا بالكيف على حساب الكم، يلفت الأنظار إليه مع كل دور جديد يقدمه.
لا تنطبق على الفنان أحمد زكي مواصفات النجم السينمائي التقليدي المتعارف عليه، فهو نجم يحلق خارج السرب، ولا تستطيع أن تطبق عليه القواعد الصارمة التي تقيد النجوم وأنت تتحدث عنه، إنه حالة استثنائية في تاريخنا الفني.
كان يعرف أنه فقط «وُل.د» من أجل الإبداع وليس للشهرة التي تأتي كمقابل لهذا الإبداع ولهذا لم يقع أسيرا لأي مطالب أدبية أو مادية تضطره للتنازل عن قناعته وهو بطبعه لم تكن لديه طموحات مادية تفرض نفسها على قراراته. وهذا يعني أن أحمد زكي كان يجيد الاختيار وعندما يعثر على الدور يتحرك بداخله الوحش الرابض في أعماقه والذي يتحين الفرصة للإنطلاق. وكان للشاشة الصغيرة أيضا نصيب كبير ومتميز من إبداعه أذكر بين هذه المسلسلات «هو وهي» مع السندريلا سعاد حسني.
كان أحمد زكي يدرك التفاصيل الإبداعية ويعلم أن الجمال الفني يكمن في دقة الامساك بهذه التفاصيل، عرف كيف ينتقل من دور إلى آخر حتى لو لم تكن هناك قواسم أساسية مشتركة بينها، فهو الفلاح الساذج في فيلم «البريء»، ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم «أحلام هند وكاميليا»، وابن الحي الذي قد يهوي بخجل في فيلم «كابوريا» ، كما هو ضابط مباحث أمن الدولة القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته في فيلم «زوجة رجل مهم». والثابت المؤكد هنا قدرة أحمد زكي على تقديم إداء طيّع ومقنع في كل هذه الحالات المختلفة، مقدرة يعتقد أنها ناتجة عن اهتمامه منذ الصغر بالملاحظة وحب التعبير، لذا تراه دائما لا يهتم بالمدة التي ستظهر فيها الشخصية على الشاشة، بل الشخصية نفسها إذا استطاعت إثارته ووجد فيها فرصة جديدة للتعبير عما بداخله.



مع "روبيرت دي نيرو"









http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=21082010

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
.., محمد, الأسمر, الذي, الحبيل, السينما, الوسامة, زكي, في, قاعدة, كسر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
د. أحمد زويل (الرجل الذي شرف العالم ) نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 4 10-09-2010 02:27 AM
من هو رجل الأعمال الكويتي الذي تزوجته ليلى إسكندر؟ الأنين الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 2 14-05-2010 02:41 PM
سمية الخشاب ليحيى سعادة: «أنا مش قاعدة على بنك»! هيون الرياض الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 1 21-02-2010 02:33 AM
أحمد زكي.. النمر الأسود الذي تحدى ظلام «الأيام» بحر الحب الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 1 01-09-2009 10:22 PM
النجم الأسمر ... قمة المأساة وقمة الضحك بحر الحب الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 0 28-08-2009 03:34 AM


الساعة الآن 12:11 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292