إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-2010, 05:31 PM   #1 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي هل نحتاج حقا للتفكير الإيجابي؟


هل نحتاج حقا للتفكير الإيجابي؟



عندما تعطيك الحياة ليمونة، اصنع ليموناده!
بعض الناس ينجحون، وأكثرهم يخفق وهؤلاء يتحطمون لأن النموذج الذي يحاولون جاهدين بناءه يتهدم عليهم.

دمشق – بقلم د.تيسير حسون

ثمة مصطلحات و مفاهيم ما إن يتلقفها الناس والإعلام حتى تنتشر كالنار في الهشيم، و خاصة تلك المتعلقة بعلم النفس. ففي عصرنا نادرا ما نجد شخصا لا يستخدم، أو على الأقل لا يعرف مصطلح "العقدة النفسية" مثلاً.
ومنذ فترة ليست بعيدة سار على الألسن تعبير "التفكير الإيجابي" الذي صاحب دخول ممارسة مشكوك في جدواها، على الأقل كما تطبق في بلادنا، هي البرمجة اللغوية العصبية، التي نبتت كفطر في ليلة رعدية وصارت كالصحافة عمل من لا عمل له.
ويجري الآن تقديس التفكير الإيجابي في حضارتنا المعاصرة، بحيث أن توجيه الانتقاد له ولو كان بسيطا أمر لا يغتفر. والعديد من الناس يحلفون (برأس) التفكير الإيجابي، والقليل منهم قدم له هذا التفكير يد المساعدة. وبصراحة، هو ليس أداة ناجعة وقد يكون ضارا في بعض الحالات. وهناك الكثير من الطرق تقدم فوائد أفضل بكثير مما يُزعم أن التفكير الإيجابي يقدمها.

وقد تكون العبارة التي خير ما تمثل التفكير الإيجابي هي "عندما تعطيك الحياة ليمونة، اصنع ليموناده". يبدو ذلك شديد البديهية بحيث أننا لا نسائل الحكمة من وراء المثل. و لكن لن يلزم الكثير من التنقيب لكشف الشقوق في هذا الاستنتاج.
أولاً، هل قدمت لك الحياة حـقا ليمونة، أم أن تلك كانت استجابتك الأولية دون تفكير فحسب؟ ثانياً، هل الليمـونة شيء سيء فعلاً أوشيء لا تريده ولــكن بما أنه لديـك فإنك سـتأتي بـ"الديب من ديله" بصنع الليمونادة؟

معظمنا يميل لاستخدام تعبير "سيء" من ثلاث إلى عشر أضعاف استخدامه لتعبير "جيد". وعندما نقول أن أمراً ما سيئا فإن التحيز يغمر تفكيرنا بحيث أننا سنختبر السوء فيه. وهنا نحتاج للتفكير الإيجابي. لقد أُعطي لنا شيئا سيئا (ليمونة حقيقية) ومن الأفضل لنا أن ُنخرج شيئا من هذا الوضع "السيئ". هذا مبتذل و ممل.



والآن ليعد كل منا إلى ماضيه، هل يمكننا أن نتذكر أمثلة عن شيء فكرنا في البداية أنه سيء ثم تحول إلى شيء ليس سيئا تماما أو ربما شيئا جيدا؟ مثل أن تكون تأخرت عن موعد القطار واضطررت للانتظار نحو ساعة أو أكثر للرحلة التالية فكان شعورا سيئا ما عدا أن جارك قد تأخر أيضا وبدأت حديثا وتطورت صداقة جميلة منذ ذلك الوقت.

ستجد العديد من الأمثلة في حياتك بعضها ذو أهمية كالعمل الذي أردته باستماتة لكنك لم تحظ به، لتجد عملا أفضل بكثير يأتي إليك لم تكن لتقبله لولا الرفض الأول.

لنفترض فرضية ثورية، إنه ومهما حدث لك فلن تلصق لصاقة سيئة على ذلك. مهما حدث: طرد من العمل، فاتورة هاتف رهيبة، طلب طلاق من زوجتك، معرفتك أن ابنك يتعاطى المخدرات، أو أشياء من هذا القبيل. كل ذلك لا يبدو مسليا أو مضحكاً بالتأكيد، بل أمور مخيفة وقاسية. هل من المحتمل، فقط من المحتمل، أنك وُضعت تحت إشراط أن تفكر بهذه الأمور بوصفها تراجيديا رهيبة وبالتالي تختبرها على أنها كذلك؟
بعض الناس يزدهرون حين يواجهون صروف الدهر، بينما يتحطم آخرون. والعديد ممن يتقدمون بانتصار لا يدمغون ما يمرون به بالسيئ و يندبون حظهم. هم ببساطة يتعاملون معه كشيء معطى، حالهم كحال المهندس المدني الذي يقوم بمسح طبوغرافي لكي يشق طريقاً. هنا، وجود المستنقع ليس أمراً سيئاً. هو شيء يتعين لحظه في خطة التشييد.
إذا لم تدمغ شيئاً بالسوء، فلن تحتاج للتفكير الإيجابي. و كل الشدة التي تصاحب حدوث أمر سيء وتجربته بوصفه كذلك والتفكير بكيفية استخراج الليمونادة منه، ستتبخر ببساطة.

لنلاحظ الحصاة في حذاء التفكير الإيجابي. "هذا أمر سيء، سيء حقاً. إنه ليمونه. ولكن بطريقة ما سأستخرج منها بعض الليمونادة، وعند ذاك لن يكون الأمر شديد السوء".




في الأول تفكر في سوء الأمر، ثم تفكر بأنك بشكل ما ستجعله أقل سوءا. و هكذا تبدأ بالتجديف ضد تيارات المياه القوية وتخادع نفسك. بعض الناس ينجحون، وأكثرهم يخفق. وهؤلاء يتحطمون لأن النموذج الذي يحاولون جاهدين بناءه، يتهدم عليهم. ولهذا يمكن للتفكير الإيجابي أن يكون مؤذياً.

هل يمكنك بالفعل أن تشق طريقك في الحياة دون أن تسم ما يحدث لك بأنه جيد أو سيئ؟ يمكنك بالتأكيد. يجب أن تدرب نفسك على ذلك، فقد وُضعتَ تحت إشراط أن تفكر بالأشياء على أنها جيدة أو سيئة. يمكنك أن تزيل الإشراط عن نفسك. الأمر ليس سهلاً و لا سريعاً، لكنه ممكن.

لنفترض أن ساقك انكسرت. هناك الكثير لتفعله كالذهاب إلى جراح عظمية لتجبير الكسر، ومن ثم العلاج الفيزيائي بعد اندماله. و لكن كل ما عدا ذلك نوافل لا مبرر لها: "لم حصل ذلك معي؟ الأمور السيئة دوما تعترض سبيلي. يا لشدة ألمي" ليس عليك أن تحمل كل هذا العبء، والسبب الوحيد في أنك تحمله هو أنه لم يخبرك أحد أنه ليس عليك أن تحمله.

إذن، أقول لكم لا تحملوا عبئا عديم الجدوى. لا تدمغوا ما يحدث لكم دمغة "سيء". عندها لن تحتاجوا للتفكير الإيجابي، والكثير من الكرب النفسي سيزول من حياتكم.



الدكتور تيسير حسون - باحث ومعالج نفسي
المصدر || ميدل ايست اونلاين




































--


————
————
للإشتراك بـــ

أنقر على هذا الرابط :
http://groups.google.com.sa/

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-2010, 04:35 AM   #2 (permalink)
" من جمهور المثقفين "
 
 العــضوية: 11004
تاريخ التسجيل: 27/08/2010
المشاركات: 107

افتراضي

موفقه باذن الله .. لكِ منى أجمل تحيه

يقول علماء النفس, عندما تطلق لخيالك العنان كي ترسم الصورة التي تحبها في حياتك فانك بذلك تستخدم قوة التفكير الايجابي في تغيير واقعك الذي لا تريده. وهناك عدة طرق لمساعدتك على تحويل خيالك الى واقع.

حدد حلمك .. كثيرون يشعرون بالتعاسة في حياتهم لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون, كما أن تحديد ما تريده أول خطوة على طريق النجاح واذا أردت أن تنجز شيئاً مهماً عليك بالتركيز عليه ولا تدع أي شئ يبعدك عنه.

وعليك أن تكرر بينك وبين نفسك ما تريده فهذا التكرار يصنع نوعاً من الشعور الايجابي داخل عقلك الباطن ويجعلك قادراً على فعل ما تريد.

التأمل يجعلك تشعر بأنك أقوى وأكثر ايجابيه من النواحي العاطفيه والجسمانية والروحانية ويعيد لك شحن بطاريتك ويجعل تخيلك أقوى وأسهل.

التركيز الدائم أمر صعب لكن كي تستفيد من أفكارك الايجابية التي تنبعث من عقلك عليك التخلص من افكارك السلبيه وهذا ما يسمى بعملية التطهير. طرد الأفكار المحبطه واستقبال الأفكار الايجابيه.

هذا ومن جانب آخر, فان الحياة التي نحياها والطريقة التي نعيش بها, الحياة هي عبارة عن انعكاس لسلوكنا في الحياة وفي كيفية تناولنا للحياة وتعاملنا معها. لذلك فبامكاننا أن نتعلم بعض الأساليب التي من شأنها ان تغيّر الطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا وبالتالي كيفية تناولنا للحياة عندما نواجه المشاكل او الفشل .

تحياتي

 

 

Point of view غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-2010, 10:30 AM   #3 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية الذهبي
 
 العــضوية: 1860
تاريخ التسجيل: 14/01/2009
المشاركات: 846
الـجــنــس: ذكر

افتراضي



من الحلول أن تنمي الفكرة الجديدة الإيجابيةحتى تصبح عادة كبيرة

في نفس الوقت الذي سوف تتضاءل العادة القديمة السلبية

لتحل مكان الفكره الضئيله..

بالطبع سوف يكون هناك مقاومة من العادة السلبية الكبيرة

فلن تتخلى عن مكانها بسهولة

وستكرس كل الافكار السلبية لتدعمها

لذا سيكون هناك صعود وهبوط

ولكن النقطة الأهم
هي أن تتزود بصيغ صحيحة تشحذ التفكير الإيجابي وتحفزه لمقاومة جيوش العادة السلبية في مواجهتك


تقديري



 

 

__________________

 


الذهبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 03:17 PM   #4 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي

رائع كثيرا أسعدت بكم بحق جل شكري لكم ،،

 

 

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للتفكير, الإيجابي؟, حقا, إم, نحتاج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التفكير الإيجابي والسنة النبوية نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 2 19-03-2010 05:01 PM
التفكير الإيجابي - د. عبدالله السبيعي نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 20-02-2010 04:14 PM
القبعات الست للتفكير نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 2 29-01-2010 03:10 AM
التفكير الإيجابي في الحياة بو دانيال القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 12 24-09-2009 12:44 AM
بغداد: لا نحتاج إذن الكويت الفنون القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 1 10-08-2009 03:35 AM


الساعة الآن 01:41 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292